فراس غضبان الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 2523 - 2009 / 1 / 11 - 09:19
المحور:
كتابات ساخرة
الامثال تضرب ولاتقاس ، ومن ذلك قولهم اليدري يدري والمايدري كضبة عدس ، ولاداع لافسر معنى المثل لانه مثير للاستهجان .
وقبل مدى أهدى مواطن اسمه عادل ويكنى ( ابو خديجة ) معطفا للزميل الاعلامي والمحلل السياسي هادي جلو مرعي .. والمعطف عندنا نسميه ( قبوط ) ولا ادري اصل الكلمة غير ان الاستاذ خالد عمران العسافي ينسبها الى مصر ، ويشاركه الراي الباحث في التاريخ منير درويش الامارة ويذهب الى ان كلمة قبوط نسبة الى طائفة الاقباط ، وهم جماعة دينية نصرانية في ارض الكنانة كانوا يستخدمون صنفا من المعاطف القبطية ، ثم حرفت الكلمة وجرى فيها تعديل وصار القبط قبوطا ، وتاثرت بذلك شعوب أخرى .
حدث ان الاستاذ هادي جلو مرعي اردتدى القبوط ووضع حول رقبته يشماغا رسم عليه علم دولة فلسطين وكان يحسب ان الرنامج الذي دعي للمشاركة فيه على احدى القنوات الفضائية يناقش الابعاد الانسانية للمعاناة التي التي يعيشها شعب غزة نتيجة العدوان الاسرائيلي المتواصل عليها .. لكنه فوجيء حين وصل الاستوديو ان البرنامج يتحدث عن تسليم السيادة الى الحكومة العراقية على المنطقة الخضراء ، ولم يتسنى له نزع القبوط ولا ابعاد اليشماغ الفلسطيني عن عنقه ، وقال في نفسه.. لابأس فليكن ارتداء القبوط واليشماغ تعبيرا عن التضامن مع الاف الضحايا والجياع والمحاصرين في قطاع غزة الصامد ، وتعرية للحكام العرب الخائفين والمرتعشين على كراسيهم التي تهتز بفعل المظاهرات الصاخبة المنددة بالعدوان الاسرائيلي وبالتخاذل العربي .
في المنطقة التي يسكن كان ابو خديجة عائدا من العمل وفوجيء بالناس تستقبله بمفاجاة .. لقد شاهدنا قبوطك في التلفزيون وبقى لمدة ساعة كاملة متألقا في الضوء وفي عيوننا التي ظلت تنظر باتجاه الشاشة .. وسالوه بالله عليك يا ابا خديجة كيف وصل قبوطك الى التلفزيون ونقلته الاقمار الصناعية هكذا دون مقدمات .. وهل اتفقت على ذلك مع ذلك الضيف الذي ظهر على الشاشة وهو يتحدث عن تسليم السيادة ، وكأن القبوط هو الذي يتحدث ، حينها اندهش ابو خديجة وضحك ، ثم قال .. لقد اعجبه معطفي واهديته له ولم يقل لهم الحقيقة انه توسل بالاستاذ ليعطيه معطفا ثمينا كان يرتديه حين التقيا صدفة عند احد الاصدقاء .. وان الاستاذ لم يرفض الطلب واهداه المعطف وتقبل منه قبوطه المتواضع ، ووافق على ارتدائه في احد لقاءاته التلفزيونية .
المهم ان قبوط ابو خديجة ذهب مثلا وصار الناس يقولون لمن يمتدح شيئا من اللباس او مواد الزينة .. قابل هو قبوط ابو خديجة انه مجرد بنطلون او انها مجرد ساعة ، فأذا لو رأيت قبوط ابو خديجة ماكنت ستقول .
بالامس اشترى صديقي جاكيت وطلب رأيي فقلت .. قابل هو قبوط ابو خديجة ...؟ .
[email protected]
#فراس_غضبان_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟