أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - الشارع العربي في مسيرة اللطم والنواح وبإدمان ...؟














المزيد.....

الشارع العربي في مسيرة اللطم والنواح وبإدمان ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2523 - 2009 / 1 / 11 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شارع تعوّد على الرضوخ والانحناء والسجود جلّ يومه فرضاً للإله والباقي طوعاً للسادة الولاة وذوي القداسة عن طريق عبادة المعبود سجوداً وركوعاً وتقبيل الأضرحة وأقدام الحكام الطغاة تزلفاً وعشقاً للعبودية التاريخية السارية في العروق وفق تسلسل وراثي إدماني مذل وكلمة الحرية موؤدة والعقل قد حُرّم عليه التفكير والرؤوس العاملة بالنقل والهاجرة للعقل مطأطئة باتجاه الأسفل والعودة إلى دهاليز الماضي والمستقبل لايهم لأن الدنيا فانية والآخرة هي الأساس بنعيمها وحواريها وغلمانها المرد ورافع رأس الأمة عالياً منتصب أبداً يتنقل نشيطاً في غابة الفروج كليث هائج يشمخ وينفخ بجبروت ولتسقط حبّة الفياغرا الدنيوية ..! وان مساحة التفكير عند الشارع العربي محدودة بطقوس العبادة وإرضاء الحاكم المستبد وسدنته خاضع لشيوخه الطغاة بتعاليمهم الزاجرة والتوكل على الخالق بكل شيء عملياً ونظرياً ليندرج في قائمة العلوم الإنسانية والتكنلوجية تحت خط الصفر بدرجات دنيا ليتوج في خانة الشعوب المستهلكة لكل شيء وحتى رغيف خبزه شارع يغني ويرقص طرباً ويخرج عن بكرة أبيه ليهتف من الأعماق بحياة حكام غنوا لشعوبهم المسحوقة بما يطربهم ورسموا لهم الأحلام الملونة تحت شعارات قومية أججت مشاعرهم فالعثمانيون لعبوا على وتر الدين والدروشة والصوفية ورقصة الدراويش والانعكاف في التكايا والدعاء للسلطان بطول العمر وتفشي شائعات الجهل والتخلف حتى في أوساط النخبة كما حدث في نكبة هدم مرصد استانبول الفلكي العلمي الرائد :(في 1579 ظهر مذنّب في السماء فقدم تقي الدين تفسيرا لتلك الظاهرة كما كان يفعل علماء الفلك إذ كانوا منجّمين في نفس الوقت وأعلم السلطان بأنه سوف ينتصر على بلاد الفرس. ورغم انتصار الجيش العثماني في حربه مع الفرس فان بعض الخسائر التي مني بها وظهور وباء الطاعون ووفاة بعض الشخصيات في فترة قصيرة خلق شعورا سلبيا نحو المرصد وغذى الميول المتعصبة. وكان شيخ الإسلام قاضي زاده وجماعته في منافسة مع الصدر الأعظم محمد باشا ومع الخواجة سعد الدين، واستطاع شيخ الإسلام أن يذكي الحملة المعادية للمرصد فأمر السلطان بهدمه وقد تم ذلك فعلا سنة .1580 وكان مرصد استنبول آخر المراصد الإسلامية الهامة، ويمكن اعتبار هدمه بداية عصر الانحطاط.) ويصفق الشارع لهذا الإنجاز الرائع ويحط بنا من علٍ إلى أسفل السافلين .. كما يصفق هذا الشارع ويطبل ويزمر ويرقص لإنجازات عبد الناصر في تهديده لأمريكا ..: خليها تشرب مية البحر .. ويشربها هو في العدوان الثلاثي ويخسر الكثير .. ويهدم خط بارليف ويتقهقر الى أبواب القاهرة حيث يصل الجيش الاسرائيلي إلى الكيلو114 ومع ذلك يتغنى بالعروبة ويمطها له مذيعه أحمد سعيد في إذاعة صوت العرب .. ويدمر الأسطول الجوي المصري من قبل إسرائيل وهي في مطاراتها .. وبعد سنتين من الاتحاد بين مصر وسورية يحدث الانفصال .. ويوجه القائد الملهم ويقاتل العربي العرب في اليمن... وفي لحظة تاريخية يقدم استقالته من منصبه في مسرحية خجولة ويعود عنها إرضاءً للشارع الذي يهوج ويموج ويلطم نفسه وهو ينادي بحياة القائد برغم كل نكباته ونظرياته المحبطة وقبل أن يجف الدمع على عبد الناصر ينتقل الشارع وبشغف إلى ولي الماجدات وعلوج وزير إعلامه وإضافة الله أكبر على علم بلاده وذرفه للدموع على رفاقه وهو يعدمهم وحربه الكيماوية على شعبه في حلبجة وفتحه حرباً على إيران لمدة تسعة أعوام راح ضحيتها آلاف الشباب وخسارة مليارات الليرات وتراجع في كل الميادين من أجل نزوة شخصية ثم وبنزوة أخرى يترك العدو الأس للعرب دولة إسرائيل ليهاجم ويحتل دولة شقيقة ، (الكويت) وليخرج منها ذليلاً مدحوراً ولتكون النزوة الأخيرة والتي جاءت بسقوطه والقضاء عليه وعلى حكمه وبرغم ذلك فالشارع العربي ملآ العالم زعيقاً مؤيداً ومناصرا لدكتاتور دموي ولطم نفسه وهو يندب زوال الطاغية الذي وصل إلى مرتبة تقديس شعبي لا مثيل له ويصفق له ويفرح ويغتبط .. وفي ملحمة حديثة ينثر الورود والشعر والخطب العصماء لفردتي حذاء تعيد الكرامة والعزة لشعب كان في يوم من الأيام امبراطورية غازية وتحكم شعوبها بالحديد والنار وهو مسرور مستعذباً الجور وظلم الحكام أولياء الأمور .يغني ويرقص وينحني بخنوع لهم وهو في أوج سعادته وفي تاريخه الطويل لم يثر ولا نصف مرّة على حكامه الداعسين على خوانيقه .. بل يدعو لهم بطول العمر والبقاء من نجدٍ إلى يمنٍ إلى مصر فتطوان ...وإلى حذاء ردّ كرامتهم ، والقادم في غزّة أعظم ؟




#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهزلة إنسانية شاملة في غزة ..؟
- حوار الأديان للوصول إلى احترام الإنسان وحرية العقائد ..؟
- شركة تعمير أم تهديم أحلام السوريين .. من هو المسؤول ..؟
- العبادة لأولياء الأمور أم للإله ...؟
- ثقافة الحذاء الطائر تجتاح الشارع العربي بمثقفيه ..؟
- الشارع العربي يصفق للحذاء كما صفق لصدَام ..؟
- العلمانية مجتمع المساواة والعدالة ...؟
- طفرة من رواية اللحاف لأيمن ناصر تثير جدلاً واسعاً..؟
- سبع أعوام من العطاء في حوار حضاري ..؟
- الوطن والقومية والدين في ميزان العلمانية ...؟
- الدكتور الشعيبي بين الكتلة والمجتمع والخطاب الديني ..؟
- اما أن تكون قرصاناً أو تُقَرصَن ...؟
- مظاهر العنف ضد المرأة
- ألم يحن الأوان لطي صفحة عقوبة الجلد المتخلفة ...؟
- هل الأديان إقصاء للآخر وتكفيره .. وضدالتسامح والإنسانية ..؟
- الكل بوش .. لكنها ديمقراطية رائعة أمريكا ..‍؟
- فتوى لعق الأصابع .. ليزيد في الطنبور نغماً ..!؟
- الحجاب عادة وليس عبادة .. وأقحم في السياسة ...؟
- شعوب تراوح في مكانها ... وإلى الأبد ...!؟
- كوميديا ساخرة من طرابلس الغرب إلى العاصمة الجزائر ....؟


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - الشارع العربي في مسيرة اللطم والنواح وبإدمان ...؟