أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد علي - حرب غزة بين الايديولوجيا و التكنولوجيا و افراز قوى اقليمية جديدة















المزيد.....

حرب غزة بين الايديولوجيا و التكنولوجيا و افراز قوى اقليمية جديدة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 09:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما ان اشتدت حرب غزة حتى بانت خيوط المخططات المعَدة سلفا و المناهج الموضوعة مسبقا و ما تنويه القوى العظمى ، و كشف الكثير مما هو المستور في الحسابات السياسية العالمية كانت ام الاقليمية او ما تريده الجهات المتعددة لما يجب ان يكون عليه الداخل الفلسطيني و الوضع الاقليمي ، و هو الاهم بالنسبة الى القوى الكبرى . لم تضع الحرب اوارها لحد اليوم و لكنها من حيث الاهداف السياسية اقتربت من تحقيق ما اشتعلت المنطقة من اجلها ، و لم نر ما كان يجب ان تفعله الاطراف ازاء هذه المشكلة الانسانية قبل ان تكون سياسية ، و جل ما طفح الى السطح هو الاهداف التي تصارع الاطراف من اجلها و ما تتمناها ان تسفر الاوضاع عنها نتيجة الصراعات المحتدمة بين جبهتين اللتين تركزت و ظهرت عتمة لونهما المختلفة عن بعضهما من حيث الشكل و الجوهر منذ احداث غزة.
لو تكلمنا بحيادية كاملة و كمراقب للوضع من بعيد و بعيدا عن العاطفة التي تفرض علينا ادانة كافة التوجهات و الافعال اللاانسانية ، و حللنا الاوضاع حسبما تفرضه علينا الاهداف الكبرى للقوى العالمية و التي تصرف ما لديها و ما تملكها من قوة من اجل تحقيقها و تجسيد حالة و ظروف و وضع اقليمي لما يجب ان يكون لمصحتها بالضبط ، و يجب ان تقع وفق استراتيجيتها المدروسة ، اننا لم نكشف شيئا لو قلنا ان الهدف الاكبر هو تحقيق ما تعتقده امريكا قد توفرت الشروط اللازمة لانتاج شرق الاوسط الجديد و ابراز قوى اقليمية موائمة و متحالفة معها و هي كما تعتقد انها في مصلحتها و ما تفيد افكارها و معتقداتها و ما يضمن مستقبل المنطقة وفق نظرتها اليها من كافة الجوانب، و ان كانت الافعال المنجزة و المكتسبات التي حصلت عليها هي بوسائل خفية و سرية (وان كان التوقيت لما تنويه امريكا جاء مناسبا و كانت تترصد لاقتناصه، و ها جاء ما ارادتها على طبق من ذهب) .
لا يكفي ان نقول و نصرٌ على ان حماس قد اخطات في تصرفاتها ، و منها رفض تجديد التهدئة مع اسرائيل كما قلنا عن حزب الله من قبل الذي اهدى الحجة و المبرر المقنع لاسرائيل و بشكل قاطع لما اقدمت عليه في حرب تموز . فان لم يكن الواقع السياسي للمنطقة و ظروف الصراع للجهتين في الاقليم قد فرضت نتيجة للحسابات المتعددة الجوانب لمٌا فعلت اسرائيل فعلتها و لم تكن تصر عليها بهذه الشدة و ما تريده من فرض الشروط اعتمادا على الحقائق المفروضة على الارض بقوتها العسكرية و ليس امام حماس لوحدها ، بل ما تنظر اليه اسرائيل هو ما وراء حركة حماس من القوى العالمية و الاقليمية ، و يجب ان نعترف ان المخططات تُنفٌذ بعيدا عن المباديء الانسانية من قبل الاطراف كافة ، و كل ما تهم الجميع هي ارقام الحسابات النهائية فقط .
فان كانت تحركات حماس بشكل عفوي فهي تعتبر توظيفا من اجل اهداف و تنفيذ خطط محور معين او نابعة من الارادة الذاتية لها او من القرارات الصادرة من عقليتها و تفكيرها الذاتي بشكل محض و ان تواكبت مع مصالح المحور بشكل عام ، و على حساب ارواح الفلسطينيين . و لابد ان نذكر ان الاهداف الحقيقية تتستر دائما بغطائات فكرية ايديولوجية غير مقنعة في ما تتطلبه الصراعات السياسية و ما موجود على الارض و الواقع . و من غير المعقول ان ندعي ان حماس و قادتها لم يقارنوا بين ما فعلته الايديولوجيا نظريا امام التكنولوجيا و ما كانت نتائجها عمليا ، و من المؤكد انهم استلهموا من التجارب التاريخية في المنطقة حتى الامس القريب ، و لكن الاهداف و النوايا الحقيقية مستورة ومغطاة بافكار لم تطرح بشكل علني مخافة من الراي العام لشعبهم و شعوب المنطقة جميعا .
الهدف الرئيسي الواضح و الصريح المعلوم للقاصي والداني هو المطالب السياسية الداخلية و الاقليمية و من اجل تفكيك عُقد و ازالة عوائق و تصفية الحسابات السياسية بعيدا عن الفكر والمباديء الاساسية او العقائد التي تتشدق بها الاطراف، بالاضافة الى استيفاء الديون الاقليمية على الاطراف مما افرزت جبهات من موالات و معارضين ، و ان قرانا المواقف نمس من يخفف بشكل و اخر على احدى الاطراف المعتدلة كانت ام متشددة و يثقٌل على الاخرى مهما كان خطا و جرم من يخفف عليها ، و كل ذلك ينعكس سلبيا على الوضع الداخلي و الخاسر الاكبر هو الشعب بكافة فئاته .
بعد حرب حزب الله و اسرائيل ، تاكدنا انه لم يستفد احد الطرفين بقدر ابراز دور ايران كقوة اقليمية كبرى في المنطقة و فرضت عدة ابعاد مما تلا الحرب و ما انتجتها من التداعيات و غيٌرت الشيء الكثير من توازن القوى و توجهات دول المنطقة و نظرتهم الى ايران و مكانتها و التعامل معها وفق ما تفرضها ثقلها و ما يحسب لها من قوة اقليمية صعبة ، و في النتيجة لم يضر التغيير الحاصل في توازن القوى بالمصالح الاستراتيجية البعيدة المدى لامريكا ، بل تغيرت الملامح الدبلوماسية الامريكية تجاه ايران و معها الموالات الموجودين في المنطقة على الجهتين . على العكس من ذلك تماما ان اهداف امريكا الاستراتيجية هو وجود ايران كقوة اقليمية كبرى (خالية من السلاح النووي لاسباب اخرى) وهي احدى استراتيجيات الغرب كذلك في التعامل مع الشرق الاوسط و ما موجود فيه من الثروات الاستراتيجية ، و نجح الغرب في هذه الطريق كاحدى وكائز الوضع الجديد لهذه المنطقة ، و ما يؤكد هذه النظرة هو ان حرب غزة في طريقها الى افراز قوة اقليمية مسيطرة اخرى و هي ما تهدف اليه امريكا لتكمل الركائز الثلاثة اللازمة لتجديد المنطقة كما تريد و هي ايران و تركيا و اسرائيل بمساعدة قوى عربية معتدلة ، و هذا ما يكشف خيوط اللعبة العالمية الكبيرة التي كانت مخططة و قدمتها حماس او غيٌرت توقيتها بشكل غير محسوب .و من نتائج كل تلك المعادلات اُفرزت جبهات و اطراف و قوى اقليمية على حساب الشعب و بطرق و وسائل بعيدة عن المباديء الانسانية التي تتشدق بها جميع القوى العالمية.
و سوف تضع الحرب اوزارها وبمخططات و حسابات عديدة و متنوعة و من كافة الجهات ذات الصلة و المتغيرات على الارض تزيد الشروط و تفرض اراء، والصراع الداخلي يتجه نحو التقارب بشكل ما و سيظل ما يفرض المواقف و الاراء الى ان تطبق الاهداف و تقترب الجبهتان الاقليمية ، ايران و من دار في فلكها و امريكا و متحالفيها ، و لا بديل الا التسوية الداخلية ،و ليس من مستفيد من هذا الحرب الا القوى العالمية و الاقليمية اصحاب المصالح المتقاطعة و المخططات الاستراتيجية بعيدة المدى ، هذا ان اهملنا الجبهة الداخلية الاسرائيلية و متطلبات الانتخابات التي هي على الابواب . و ما هو الواضح في المحصلة النهائية ، ان كانت القوة التي برزت بعد حرب حزب الله هي ايران كمحور رئيسي فان القوة الثانية بعد حرب غزة هي تركيا كمحور اخر ، مع اسرائيل كمحور رئيسي ثابت مع المعتدلين العرب ، و الجميع يكونوا في صراع سلمي و اعتدال مطلوب لتسيير امور المنطقة في الشرق الاوسط الجديد ، و كتحصيل حاصل، ان ما يتمخض من هذه المعمعة يكون الناتج النهائي له في مصلحة امريكا الاستراتيجية بشكل خاص و الغرب بشكل عام . هذه هي لعبة امريكا الخبيثة في المنطقة التي نظهرها لشعوب المنطقة على انها تريد السلم و الامان و ضمان مستقبل اجيالها ، و لكن مصالحها فوق الجميع مهما كانت التضحيات من قبل ابناء الشرق الاوسط المنكوب.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بحاجة الى بلورة خارطة طريق معتمدة لحل المسائل العالقة ...
- العراق بحاجة الى بلورة خارطة طريق معتمدة لحل المسائل العالقة
- ترحيل اللاجئين قسرا خرق لحقوقهم الانسانية
- كيف و لمن نصوت في الانتخابات العراقية المقبلة
- القيم الجديدة و مدى تقاطعها مع العقائد السائدة
- المشاريع الاصلاحية في اقليم كوردستان تعبر عن عقلية اصحابها و ...
- عواقب عشوائية تطبيق السياسة الاقتصادية في العراق
- العراق بحاجة الى قراءة جديدة للوضع الراهن من اجل تقدمه
- كثرة العوائق امام مسيرة الشباب في اقليم كوردستان
- هل تنجح امريكا في ابراز قوى معارضة في اقليم كوردستان كما تحا ...
- تعديل الدستور عملية معقدة و تسيطر عليها المصالح الحزبية و ال ...
- الاصرار على المركزية صفة غريزية للمتنفذين في السلطة العراقية
- تحولات في الصراع الامريكي الايراني على ارض العراق في ظل الاد ...
- ماذا تضم لنا السنة الجديدة سياسيا في العراق و المنطقة
- في ليلة حالكة من ثمانينات القرن الماضي
- مواقف المثقفين و مسار تقدم الشعب العراقي في الوقت الراهن
- مهنية الصحافة و معتقدات الصحفي
- هل بامكان روسيا الجديدة قيادة التيار اليساري العالمي؟
- البحوث و الدراسات العلمية اولى الوسائل الهامة لارتقاء المجتم ...
- ازالة الطابع الاسطوري الشرعي عن البنية الايديولوجية الراسمال ...


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد علي - حرب غزة بين الايديولوجيا و التكنولوجيا و افراز قوى اقليمية جديدة