أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إقبال الغربي - غزة ׃المأساة و اللعنة














المزيد.....

غزة ׃المأساة و اللعنة


إقبال الغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 10:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لاشك أن كل قنبلة يقع إسقاطها هذه الأيام العصيبة تحدث شروخا في جسد الأمن و الأمان٬ و لا شك أن كل طلقة نار من طرف أو آخر تحدث جروحا في جسد السلم و السلام ٬ و لا شك أن كل صاروخ يقع توجيهه بكل عبثية و عشوائية على المدنيين الأبرياء٬ حتى و لو لم يصب أحدا ٬ يجسد عثرة جديدة في مسار التسوية الصعبة و الشائكة لهذه المظلمة التاريخية المزدوجة أي مظلمة الشعب الفلسطيني المحتل و مظلمة الشعب اليهودي المشرد .
إن ما يجري اليوم في غزة ينسف مقولات حوار الأديان و الثقافات و يسفه خطابات التالف و التآخي و الوئام.
كما أن كوارث هذه الحرب الغير المتكافئة تجسد انتهاكا صارخا للميثاق العالمي لحقوق الإنسان هذا الميثاق الذي تجاهد الإنسانية المفكرة لجعله ملجأ و محاميا للإنسانية المعذبة.
و علينا أن نعترف أن صراخ الأطفال المثخنين بالجراح يؤرق ضمير العالم و أن دموع الشيوخ العاجزين تهز مشاعر الملايين من العرب و المسلمين و الخطر الأكبر و الداهم اليوم هو شبح صراع الحضارات الذي بات يحلق فوق الجميع و يتربص بكل شعوب العالم مهما اختلفت انتماءاتهم و تنوعت أهوائهم .
فالمتأمل في تحركات الجماهير على امتداد هذا الأسبوع من خلال المظاهرات الصاخبة التي عمت كل أرجاء المعمورة يلاحظ عودة الهذيانات الجماعية و الأوهام الغيبية و الخرافية .
كما يلاحظ أيضا انتعاش الغرائز البدائية و الميكروفاشية و قد تجلى ذلك بوضوح في محتوي الشعارات المعادية لليهود كجنس و كديانة وهو ما جسده شعار"غارات السبت من أصحاب السبت" كما يسود في هذه الفترة القرف من خطابات الحوار وتطغي السخرية اللاذعة من مقولات الشرعية و الديمقراطية والفانون الدولي فهي "أصنام عجوي إذا جاع الغرب الحاقد أكلها " على حد تعبير الشيخ
ياسر برهامي . رغم أن كل قادة العالم المتقدم يعترفون و يتفقون اليوم على أن قوة حقوق الإنسان الفاعلة يوازي تأثيرها قوة الولايات المتحدة قائدة العالم حاليا وهم لهذا السبب يحسبون لها الف حساب!
ومن جهة أخري برزت الاسلاموفوبيا و العنصرية المتشنجة و دعاوي الانتقام و التشفي.
غزة جعلت الهمجية تطفو إلى السطح و منطقها البغيض يخرج من اللاوعي إلى الوعي و من مجال الهمس إلى مجال العلن.
الآلاف من الشباب المتعلم و الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة عشر و الخامسة و الثلاثين متأثرين لخطاب القاعدة و مرتبطين عاطفيا بها عبر الانترنيت و الدعاية التي تبثها تصب أحداث غزة الملح على جروحهم النازفة و العديد منهم سوف يلبون دعوة الجهاد الذي أصبح في الواقع إرهابا اعمي يحرق الأخضر و اليابس .
هذا الإرهاب الذي يتغذي أيضا من الوعظ السلفي الجهادي الشائع بنسب متفاوتة في كل البلدان السلامية سوف لن يهدد منطقة الشرق الأوسط أو المغرب العربي فحسب بل أيضا أوروبا التي تحتضن قرابة العشرون مليون مسلم و هذا يعني مزيد من التنازل عن الحريات العامة و الفردية لصالح اعتبارات الامن المزعوم والمصالح العليا للدولة أي مزيد من تغول الدولة على حساب المواطن .


المنتصر الأكبر في هذه الحرب هو حزب الكراهية و الحقد و الخاسر الأكبر هو حزب دعاة الحوار و نشطاء حقوق الإنسان و مناضلي الإصلاح و التغيير الذين يفقدون مع كل قتيل و جريح مصداقيتهم .

إن السياسة الرديئة و الميكيافلية تسعي دائما إلى الآني على حساب التاريخي و تدعم الأمني على حساب المصيري .
فخلفيات الحرب على غزة و مفارقاتها من وجهة النظر الاسرائلية باتت اليوم معروفة وهي:
- إضعاف السلطة الفلسطينية وهي على أبواب انتخابات و تقوية شعبية حماس التي لا يعترف بها احد في العالم للتملص من خوض أية مفاوضات تحت غطاء دولي
- ترميم أسطورة الردع الإسرائيلي التي تصدعت بعد المواجهة مع حزب الله في جنوب لبنان
- كسب انتصار سهل و مريح ضد غزة الجريحة و المنكوبة التي عانت من حصار وصفه حرفيا رتشارد فلك ممثل الأمم المتحدة في فلسطين "بجريمة ضد الإنسانية"
و إستراتجية حماس كما هو مشهود هي دائما سياسة الاسوء فهذه المنظمة٬ التي دعمتها و باركت ولادتها إسرائيل لإضعاف منضمة التحرير الفلسطينية -كما دعمت و باركت الأنظمة العربية الاتجاهات الإسلامية لتكسير القوى الإصلاحية واليسارية في إطار سياسة "فرق تسد"- ٬تستهتر بأرواح شعبها محاولة الهروب إلى الأمام فهي تسعى يائسة إلى تجاوز أزماتها و حل تناقضاتها الجوهرية أي :
- حربها الأهلية مع فتح و مع حركة الجهاد الإسلامي
- رفضها المطلق للمفاوضات و للشرعية الدولية
- تبنيها لايديوجيا دينية غير متصالحة مع مستلزمات الحقبة و ضرورات الواقع و تعقيداته.

هذه السياسات الرديئة أصبحت كارثة على المجتمع الدولي فهي جعلت مقولة صراع الحضارات تكتسب اليوم تجسيدا واقعيا مؤلما و إذا لم يعد الأمل سريعا إلى النفوس فستحل لعنة غزة على الجميع و ستقع الفؤوس على الرؤوس.



#إقبال_الغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من روزا لكسمبورغ إلى نهلة حسين شالي مسلسل قتل النساء
- الاختلاف في الثقافة العربية الإسلامية: دراسة جندرية
- الفضاء الافتراضي للمرأة المسلمة : دراسة مضمون بعض المواقع ال ...
- في ذكرى 11 سبتمبر , العقل و اللاعقل
- الفتاوى الهاذية بين علم النفس و التراث الإسلامي
- رياح الأنوثة تهب على الفدرالية الدولية لرابطات حقوق الإنسان
- تأملات جديدة حول الحجاب
- -ستار أكادمي- و -على الهواء- التداعيات السياسية و النفسية
- الثورة الجنسية : نداء إلى تطور دون تهور
- دفاعا عن الكلمة الحرة وعن حرية التعبير.
- المثقف الليبرالي والتعذيب
- مقاربة نفسية لفهم الطائفية و التطرف الديني
- لماذا تفضل نساء المسلمين عمرو خالد على ابن رشد و فولتير ?
- ما هي أسباب كراهية العرب للمرأة؟
- أين العرب والمسلمون من زمن الصفح و الغفران
- الحجاب في زمن العولمة: عودة المكبوت
- الجريمة الفضيحة
- العنف ضد المرأة ׃ﻫﺫه المجزرة الصامتة
- إذا لم نغير ما بأنفسنا سيغير العالم أحوالنا
- الصيف و الحجاب و شاطئ البحر...مداخل نفسية لفهم المشروع التوت ...


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إقبال الغربي - غزة ׃المأساة و اللعنة