أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - طارق قديس - خروج مصر من التاريخ














المزيد.....

خروج مصر من التاريخ


طارق قديس

الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 09:48
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


غريب هو حال الشعوب العربية، فهي مازالت تُعَلِّق أنظارها على الدور السياسي المصري الرسمي حيال الكارثة الإنسانية التي ألمَّت بأبناء قطاع غزة منذ بدأ العدوان الإسرائيلي البشع عليه قبل عدة أيام، وكأنها - أي الشعوب العربية - قد فقدت ذاكرتها، ونسيت أنَّ الخطاب السياسي المصري قد غيَّر جدله منذ عدة عقود ، وتحديداً منذ أن غرَّدت القيادة في القاهرة وحدها بعيداً عن السرب العربي بعقدها اتفاقاً ثنائياً مع إسرائيل في كامب ديفيد عام 1978.

فتلك الاتفاقية التي رأى فيها البعض زوايا إيجابية لمصر ، هي ذات الاتفاقية التي قد قامت بإخراجها من المعادلة السياسية في الصراع العربي الإسرائيلي، مما جعلها تقف موقف الحياد الفعلي حيال أية مشكلة تقع بين الفلسطينيين والإسرائليين، في حين يصل البعض الآخر بآرائهم إلى أن مصر حتى لم تعد بموجب الاتفاقية تقف على الحياد، وإنما أصبحت عبئاً على الفلسطينيين أنفسهم، وذلك لأنها قد أصبحت أسيرة بنود الاتفاق، ولا تستطيع أن تنفكَّ عنها، إذ أضحى أي إجراءٍ مرتقب لمساعدة الفلسطينيين عسكرياً أو لوجستياًً، خرقاً لتلك البنود المقدسة، ويمكن حتى أن تلوِّح به تل أبيب في وجه القاهرة محلياً وعالمياً، فلم يبقَ من سلاحٍ أمام مصر حيال أي صراع في المنطقة تكون طرفه إسرائيل سوى الثالوث المعتاد : الشجب، والاستنكار، والإدانة.

ولعل ما طالعنا به الرأي الرسمي المصري في مواجهة منتقديه من القول بأن مصر لن تفتح معبر رفح أمام الفلسطينيين إلا في حالة العلاج فقط ، وأنها تترفع عن قول المنتقدين، وبأنه ليس بإمكان أحد أن يزايد على مصر في دورها العربي، هو خير دليلٍ على أن الدور المصري في المعادلة العربية الإسرائيلية قد انتقل من النقيض إلى النقيض.

وبذلك تكون الرسالة قد وصلت بوضوح: "أيها الفلسطينيون، نحن لا نستطيع أن نفعل لكم شيئاً، فلا تنتظروا منا الكثير، فنحن لن نفتح لكم معبر رفح حتى لو أبادكم الإسرائيليون عن بكرة أبيكم، فنحن لن نفتح المعابر إلا للجرحى منكم ، والموتى مع وقف التنفيذ، فنحن لا حول لنا ولا قوة، وقد عقدنا اتفاق سلام مع دولة إسرائيل ، ولا يمكننا بموجبه أن ننقض ما اتفقنا عليه ، وبعابرة أخرى : "أنتم في طريق أيها الفلسطينيون ، ونحن في طريق آخر سائرون".

ومع هذه الكلمات أرى لزاماً عليَّ أن أقول لمن يقول: " ليس بإمكان أحد أن يزايد على مصر في دورها العربي " بأن هذا الكلام هو ذرٌّ للرماد في العيون فقط،، وهو قول أكل عليه الدهر وشرب، وقد كساه الغبار، وكان يمكن أن ينفع لو أننا في الماضي البعيد.

كما أرى لزاماً عليَّ أن أقول كذلك لمن لا يزال مراهناً على الدور السياسي المصري في قضية غزة، أنه لا بد لهؤلاء ممن توقفت عقارب ساعاتهم عند لحظة وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، بأن يعيدوا شحذ بطارياتهم، وأن يسفيقوا من غيبوبتهم، وأن يدركوا بأن الشعب المصري في وادٍ وإعلامه الرسمي في واد آخر، وبأن الدور السياسي المصري لم يعد كما كان، ولنا أن نترحم عليه، وأن نقول بملء أفواهنا أن مصر قد خرجت من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي ، فلم تعد هي مصر التي قرأنا عنها في كتب التاريخ ونحن بعد طلابٌ في المدارس، فكأنها بلدٌ آخر غير ما قرأنا عنه، أو أنها قد شاءت في هذا الزمن العصيب أن تخرج من كتب التاريخ.




#طارق_قديس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغز تفجيرات مومباي!
- عصرالنازيين الجدد
- إيران وهبوط سعر النفط
- أوباما هو الحل!
- هل ترقصين؟
- هنا تايلاند !
- أسمهان في رمضان
- حرب الإخوة الأعداء
- تكريم شاعر مرهف
- دفاعاً عن حسن ومرقص
- نهاية الجنرال في باكستان
- درويش .. لماذا تركت الحصان وحيداً؟
- هل تذكرون ناجي العلي ؟
- ليلة سقوط رادوفان كرازيتش
- الرَيِّس عمر حرب
- سؤال يبحث عن إجابة
- البلاطة السوداء
- امرأة برائحةِ التُفَّاح
- امرأة عابرة فوق سريرعابر
- زوج غير مرغوب فيه


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - طارق قديس - خروج مصر من التاريخ