أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إدريس جنداري - من دروس أحداث غزة : العلاقات الدولية تقوم على المصالح لا على الأخلاق














المزيد.....

من دروس أحداث غزة : العلاقات الدولية تقوم على المصالح لا على الأخلاق


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 09:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


كل من يتابع ما يجري بخصوص مواقف الدول الكبرى في العالم من القضايا العربية ؛ لا يتردد لحظة في إدراك أن هذه المواقف تأتي دوما ضدا على قضايانا ؛ و هذا ما يجعل الشارع العربي يتهم هذه الدول بأنها ضد العرب و المسلمين ؛ و يسير أبعد من ذلك حينما يستدعي نظرية المؤامرة ليؤكد أن الأمة العربية مستهدفة ؛ و أن الحرب ضد الإسلام .
لكن إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية أخرى ؛ نجد سياسة المصالح المشتركة هي التي تحكم العلاقات بين الدول ؛ و ليست الأخلاق و العواطف ؛ و لا يمكن لأي دولة في العالم أن تدعم قضايانا إذا لم ترتبط بنا بمصالح مشتركة ؛ و في الآن نفسه لا يمكن لأي دولة في العالم أن تهدد مصالحها في علاقتها بدولة أخرى في سبيل دعم قضايانا بشكل مجاني .
و في هذا الإطار يمكن التوقف لمساءلة تلك الجلبة التي سادت العالم العربي بانتخاب باراك أوباما على رأس الإدارة الأمريكية ؛ باعتبار جذوره الإسلامية ؛ و باعتبار نشأته في جزء من حياته في دولة إسلامية ؛ و يذهب البعض بعيدا حينما يعتبر أن اسمه الحقيقي هو براق و ليس باراك ... و يتعاظم هذيان العالم العربي منتظرا بفارغ الصبر نجاح أوباما في الانتخابات لنصرة قضايانا العربية و الإسلامية ؛ التي انتهكت في عهد بوش .
لكن ما ننساه في تفاؤلنا المفرط هذا هو أن باراك أوباما –أو غيره- لا يمثل نفسه بل يمثل دولة لها سياستها الخارجية الخاصة التي تقوم على المصالح المشتركة في علاقتها مع مجموعة من الدول الأخرى في العالم ؛ و منها إسرائيل –عدونا اللذوذ- التي عرفت كيف تتسلل إلى العمق الأمريكي لتتحكم في توجيه سياسته الخارجية لخدمة مصالحها .
و في غياب هذا الوعي يقف العالم العربي - بعامته و نخبه - من المحيط إل الخليج مشدوها من الدعم اللامحدود الذي تتلقاه إسرائيل من جميع الدول الكبرى في العالم ؛ من أمريكا إلى أوربا إلى ... حتى و هي تقترف أبشع الجرائم ضد الإنسانية في حق الأطفال و الشيوخ و النساء ؛ و هي أعمال يجرمها القانون الدولي و يحاكم مقترفيها .
لكن ما ننساه هو إسرائيل نسجت خيوطا عنكبوتية ؛ تقوم على المصالح المشتركة التي تربطها مع معظم الدول الفاعلة في العالم ؛ و هذه الدول لا يمكنها أن تضحي بمصالها خدمة للمقاربة الحقوقية التي تمنع حدوث هذه الجرائم ؛ و لذلك نجد الإدانة و الاستنكار لا تتجاوز في هذه الدول المجتمع المدني و النخبة المثقفة ؛ و هي قوى غير مرتبطة بأجهزة الدولة ؛ و بالتالي لا يمكنها أن تؤثر على صنع قرار دولها بخصوص ما يرتبط بالسياسة الخارجية لهذه الدول .
إن المطلوب من النخب الثقافية و السياسية و الاقتصادية العربية اليوم و مستقبلا هو أكثر من إدانة الدول الكبرى في العالم ؛ لأنها لا تتعاطف مع مجموع قضايانا التي نعتبرها عادلة ؛ و كذلك أكثر من التعامل مع السياسات الخارجية لهذه الدول تعاملا أخلاقيا .
إن الرهان المطلوب يتعلق بقدرة هذه النخب على نسج مصالح مشتركة مع هذه الدول للتأثير على سياساتها الخارجية ؛ و الاستفادة منها لخدمة قضايانا . و أنا أركز هنا على النخب الاقتصادية خصوصا ؛ و التي تتحمل المسؤولية بشكل مضاعف ؛ لأنها لم تتمكن إلى اليوم من تشكيل لوبي اقتصادي عربي على شاكلة اللوبي الصهيوني في الدول الكبرى يكون قادرا على مزاحمة إسرائيل في التأثير على السياسات الخارجية لهذه الدول في العالم ؛ و هذا لا يرتبط بتاتا بانعدام الوسائل ؛ بل يرتبط في العمق بالفشل في استخدام هذه الوسائل ؛ لأن الطفرة النفطية التي تحققت خلال السنة الفارطة في دول الخليج قد وفرت ملايير الدولارات ؛ لكن هذه الملايير لم تستغل استغلالا واعيا في تشكيل لوبي اقتصادي عربي في أمريكا و أوربا و الصين و اليابان و بريطانيا و روسيا ؛ كدول فاعلة في صياغة القرار الدولي ؛ خصوصا و أن الأزمة المالية التي تمر منها مجموع هذه الدول تعتبر فرصة سانحة أمام الرأسمال العربي للتغلغل في المؤسسات الاقتصادية الكبرى في العالم ؛ عبر السيطرة على أسهمها في البورصات العالمية .
إن نجاح العرب في تشكيل هذا اللوبي الاقتصادي ؛ هو ما سيمكن من تشكيل لوبيات موازية ترتبط بالثقافة و الإعلام ؛ و التي يمكنها أن تؤثر على الرأي العام الدولي و تحوله لخدمة قضايانا التي نعتبرها عادلة .
إن الصراع الذي يجب أن نخوضه اليوم ضد إسرائيل –كدولة استعمارية- يتجاوز حجارة الأطفال كما يتجاوز استراتيجية الجهاد و الاستشهاد ؛ إنه صراع يقوم على نسج شبكة من المصالح مع الدول الكبرى ؛ و التي يمكنها لوحدها أن تكون قادرة على دعم قضايانا و توفير الوسائل التقنية القادرة على تمكيننا من المواجهة ؛ و منها الحق في امتلاك المعرفة العلمية المرتبطة بالمجال العسكري ؛ و الدفاع عن حقنا في امتلاك أسلحة الردع النووية التي تمتلكها إسرائيل دون أن تتحرك وكالة الطاقة الدولية للقيام بحملات التفتيش ؛ التي مهدت لتدمير العراق ؛ و تمهد الآن لتدمير سوريا ؛ و يمكنها مستقبل أن توسع الدائرة
و في ظل غياب هذا الوعي ؛ الذي يجب أن يعوض حملات الشجب و الإدانة و الاتهامات للدول الكبرى في العالم و لمجلس الأمن الدولي بالتواطؤ مع إسرائيل ضد قضايانا ؛ في ظل غياب هذا الوعي بأن العلاقات الدولية تقوم على المصالح المشتركة لا على الأخلاق و التعاطف ؛ في ظل غياب هذا الوعي سنستمر في تخبطنا خبط عشواء ؛ نخرج إلى الشوارع بالملايين ؛ و نستعطف الرأي العام الدولي ؛ و ندعو الله أن ينصرنا ... و لكن الأكيد هو أننا لن نحقق هدفا واحدا من أهدافنا المسطرة ؛ بل ستستمر النكبات تلو النكبات و الهزائم تلو الهزائم ؛ و سيستمر القتل و التنكيل بالشعوب العربية ... و ذلك –أكرر- لأن العلاقات الدولية لا مجال فيها للأخلاق و الدين و القيم ؛ بل تقودها المصالح المشتركة بين الدول .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحداث غزة : صراع الأصوليات الدينية لنشر الدمار و الموت .
- في حاجة النشر الإلكتروني إلى الأقلام العربية المتنورة
- نموذج التدين المغربي سلاح لمواجهة التطرف الديني الوهابي
- أحداث غزة و فشل استراتيجية الإعجاز و الجهاد المقدس
- في مساءلة التراجع الحضاري للأمتنا العربية : هل سببه تخليها ع ...
- في حاجة الفكر العربي المعاصر إلى استلهام روح التنوير النهضوي ...
- من الشورى إلى المستبد العادل : الفكر الديني و تكريس دولة الا ...
- الحلاج .. في صلبه المباغت
- الديمقراطية بناء ثقافي و ليست فقط صناديق اقتراع .
- العلمانية و الدولة المدنية في الثقافة العربية : المشروعية ال ...
- تأويل النص الديني و تكريس الرجعية في الثقافة العربية


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إدريس جنداري - من دروس أحداث غزة : العلاقات الدولية تقوم على المصالح لا على الأخلاق