أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم عبد مهلهل - البارسوكوليجي 2009














المزيد.....

البارسوكوليجي 2009


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 09:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أنا أحب البارسوكوليجي وأمارسهُ في كشف القادم في حياة واحدةٍ كلما تحرك جفنها البابلي إلى نافذة على النهر، ألف عصفور يطير إلى الجنوب ، والف وردة تجلس في أيام الروزنامة ، وألف جندي يتسرح من معركة العشق ، والف عراقي ينال وظيفة معلم في سلك القراءة الخلدونية...
وفي هذا العلم أقرا فناجين الفقراء وعلى ضوء أرغفة بطونهم أدون صخب الشهوة الذي يملكون . لعزابهم اهدي أميرات من ألف ليلة وليلة ، ولمرضاهم أمنح أقراص صداع الرأس ودواء يفتت حصى المرارة ، ولمن يوجعه قلبه أعريه مع ممثلة أوربية مطلقة في فندق من عشرة نجوم ،واجعله في ليلة راس السنة الميلادية أسعد من أي مقاول يشتغل في قاعدة الحبانية الجوية..
فأنا منذ أن نلت الحظوة في فهم رؤى هذا العلم أقسمت أن لا اسخر قوته إلا من اجل أولئك الذين استشهد من أجلهم الحسين (ع ) ، ورفض ماركس أن يصبغ لحيته حتى ينالوا سعادة العيش الكريم ، وأيضا اللائى يفقدن القدرة على المضي في الحياة مع القدر الجميل والقلب الدافئ ، وان يضطرهن العوز ليصبغن احمر الشفاه على خدود المترفين والبلداء واصحاب الكروش ،وهم أيضاً صناع النعوش. لأنك عندما تسرق المال من فقير فأنت تقتله.
يكشف هذا العلم عن خفايا القوة المختبئة ،وتسخيرها يخضع لثقافة وأيمان من يمتلكها ، ويكاد الجميع أن يمتلكها ولكن بنسب مختلفة ، فهي عند كل إنسان لكنها تحتاج إلى الإرادة لإيقاظها لأنها مثل القوة الكامنة لا تتفاعل إلا مع الدافع القوي ، وهذا لا يحتاج إلى بنية عقلية وجسمانية فقط بل يحتاج إلى الطاقة الروحية ، وهذه الطاقة أما تكتسب وأما توهب بقدرة ليست معلومة.
فأن اكتسبت فأن تأثيرها يتباين وحدود اشتغالها تقع ضمن منطق الكلام والاستنباط والرؤى والتحليل. وإن وهبت من خلال مرجعية الباطن والحس وربما تكون طفولية فتلك فقط من تمتلك السحر والتأثير البالغ والخارقية ، وهذا التقريب في القديم من الزمان كان ينظر أليه بأنه يماثل مراتب النبؤة والعرافة والسحرة.وقد قيل عنه انه هرطقة ودجل وقيل عنه انه قداسة وبركة ومكارم ، ومهما يكن فصاحب التأثير المصنوع من الباطن هو شخص غير عادي ، وهو ذاته الذي كان الملوك والأباطرة يضعونه في المكان الخفي ويلجئون أليه وقت الحاجة القصوى. وفي عصرنا الحديث شواهد كثر أهمها الراهب ( راسبوتين ) في عصر قياصرة آل رومانوف.
ويعتقد أن الكثير من ساسة اليوم والمتنفذين يمتلكون مثل هذه الشخوص ، وقيل إن برجنيف كانت له عرافته الخاصة ومثله ميتران وقبلهم كان نابليون وحتى تشرشل كان يؤمن بطالع ما ، وقتما كان الألمان يدكون لندن في الطائرات . ويمكن أن نعتقد بدون جَزم أن أي رئيس دولة يمتلك ( راسبوتينه ) الخاص ، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا الراسبوتين شريراً وداعراً كما راسبوتين القياصرة الذي كلف أمراء من الأسرة القيصرية اكثر من خمسين رصاصة ليلفظ نفسه الأخير.
هذا العلم لم يلتفت أليه كثيراً في عصر نحتاج أليه كثيراً ، لأن هذا العصر يأتي ألينا بما لم نتوقعه من كوارث مالية وغزو دول ومتغيرات اجتماعية كثيرة ومدارس للتطرف المثير الذي اعتقد الكثير انه اختفى مع آخر غزوات المغول. وكان علينا أن نلجئ إليه كلما قرانا ما نشعر انه رؤية لما سيجري ، فمثلا لم تقرأ طروحات هنري كيسنجر في مطلع السبعينيات برؤاها البارساكولوجية حتى يستفاد منها ويصحح المقصودين أخطاءهم ، فكيسنجر كان يتحدث عن قرن قادم سيشهد كما نراه اليوم.
لم نقرا جيدا كتاب ( صدام الحضارات ) لهمنغتون الذي توفيَّ قبل أيام. لعرفنا بالضبط ماذا سيحدث ولربما تحاشينا حتى انهيار برجي منهاتن.
لكن العالم يعيش لحظته ، وتسلب لبه الموسيقى ودور الأزياء وآبار النفط والجزر العائمة ، والفقراء (يلهطون ) وراء رزقهم وحروب الجنرالات لم تترك لهم راحة التفكير بما يجري وسيجري .لنقع اليوم في ورطة ( الزمن القادم) ...
زمن الألفية الثالثة و2009 .حيث سيكون هناك متغير ولكن ليس بمستوى حلم الفقراء. فقط سيكون عاما لرتابة ما مضى من أعوام ،عاما يعاني من الكساد واختلال التوازن ، والثراء الأكثر لمن هم بدرجة وزير حتى درجة أمين صندوق.
أما انتم يا سواد الشعب ، يا من احبكم بصدق نوري السعيد وعبد الكريم قاسم وعبد الرحمن عارف وعلي الوردي .فاعتقد بسبب كل هذا وذاك ، انتم تحتاجون إلى عون من الله وليس إلى عون من البارسوكوليجي...!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انظر إلى غزة ...أنظر إلى العربي....!
- قراءة الباطن الروحي ( للمغربي ) شكسبير وتنظيم القاعدة...
- عيد ميلاد مجيد يا أهل ناحية الحَمارّْ ....
- طالما .. العراق حيٌ ..فأنت الحي وليس فلوريدا...
- قيصر والعراق وحبة التين
- الحسين ( عليه السلام ) ، وغاندي ( رحمهُ الله ) ، وكارل ماركس ...
- أشراقات مندائية
- شيء عن السريالية ، والغرام بالطريقة التقليدية...
- الفصيحُ لايشبه الصفيح .. وحنيفة لايشبه الصحيفة ....
- من أمنيات الترميذا يوشع بن سهيل
- الصابئة المندائيون وسوق الشيوخ وتشريفات القصور الرئاسية...
- ميثلوجيا العدس
- التاريخ الوطني لشركة أحذية باتا...!
- الانتحاريُ الجَميلْ ..وجَنتهُ التي عَرضُها السَمواتُ والأرضْ ...
- طلبان كابول ، وشرطي من أهل السويج ...
- فلفل أحمر .. وكحل تحت عيون نادية لطفي ...
- خذ من عينيَّ قصيدتكَ .. وأشعلْ قمراً في البابِ الشرقي...
- كم كانت أحلامنا جميلة ..!
- أعلان ضد الأفلام الأباحية ( وهَتك الجسد )..!
- سعر برميل النفط في 1 شباط 2009


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم عبد مهلهل - البارسوكوليجي 2009