أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة واياو - استقلالية القضاء في ديمقراطيتهم ، واذلال المواطنين باسم ديمقراطيتنا














المزيد.....

استقلالية القضاء في ديمقراطيتهم ، واذلال المواطنين باسم ديمقراطيتنا


فاطمة واياو

الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 09:51
المحور: حقوق الانسان
    


قدم الوزير الاول البلجيكي يوم الجمعة 19 ديسمبر الماضي، استقالة حكومته لجلالة الملك البير، وياتي هذالقرار في اعقاب تلقي الحكومة البلجيكية برئاسة إيف لوتارم لاتهامات بمحاولتها منع إحدى المحاكم من عرقلة بيع بنك فورتيس البلجيكي المتعثر إلى بنك بي أن
بي باريبا الفرنسي.

معلوم أن هذه القضية أدت إلى تنحي وزير العدل جو فانديوزن مباشرة عقب صدورتقرير لرئيس محكمة النقض غيسلان لودرس يعلن فيه أن لديه ما يشير إلى أن الحكومة مارست ضغوطا على القضاء وإن كان لا يملك أدلة.

هكذا أصبحت في بلجيكا فضيحة اطلقت عليها الصحافة البلجيكية فورتيس غيت، والتي عصفت بالحكومة برمتها بعد ان اجبرت وزير العدل على الاستقالة.

لايمكن ان يختلف اثنان في كون مجال القضاء واستقلاليته من أهم الركائز التي تنبني عليها الديمقراطية الحقيقية، وإن اية حكومة ديمقراطية تحترم المواطنين لا يحق لها ان تمس بجوهر الديمقراطية الا وهو القضاء المستقل. ورغم ان الظروف التي تمر بها المملكة البلجكية ليست بالهادئة خاصة مع الازمة المالية التي اثرت في الاقتصاد البلجيكي ، إضافة للازمة السياسية المتمثلة في تعثر الحكومة المستقيلة عن إيجاد ارضية مشتركة بين اطرافها لحل الاشكالات الدستورية، رغم كل هذا فإن التقاليد الديمقراطية حينما فرضت استقالة الحكومة بسبب مسؤوليتها في قضية بنك فورتيس، اتخذ القرار بدون تردد.

لعل ما يحز في النفس ، عندما نولي وجهنا في اتجاه المنطقة العربية ، التي تكثر فيها الفضائح بالجملة ، تصل إلى حد القتل ومشاركة القضاء في التستر على المجرمين-قضية العبارة المصرية- ومباركة الحكومات وتزكيتها لشتى اعمال الظلم والاستغلال ، دون ان يستحي المسؤولون او يكترثوا، فبالاحرى الاعتراف والتنحي.

المسؤول العربي لم يتعلم ادبيات الديمقراطية قبل ان يعتلي منصبه، كل ما لقنوه له هو كيف يحسن فن الخطابة باستحضار القاموس الديمقراطي، من اجل الظفر بالمنصب، ثم بعدها يولي ظهره لوعوده ولكل ما يمت للديمقراطية بصلة، كيف له ان يكون ديمقراطيا وهو لا يرى في المنصب سوى فرصة للاستغناء وللحصانة كي يصبح مجرما فالتا من العقاب.

من المحيط إلى الخليج تفوح رائحة الفضائح، قد لا يتسع المجال للوقوف عندها بالتفصيل، سنبدأ بالمغرب نموذجا لذكر بعض هذه الفضائح على سبيل الذكر لا الحصر:


فضيحة النجاة:

تعود فصول هذه المسرحية التراجيدية فضيحة النجاة إلى ربيع 2002 ، حينما تم الاعلان على ان شركة خليجية مقرها بالامارات العربية المتحدة تسمى النجاة تود تشغيل الشباب المغربي العاطل قد يصل عدد المشغلين إلى 30000 شاب ، لم يكن الامر سيكون ذا اهمية لولا تدخل الدولة في شخص وزير التشغيل آنذاك عباس الفاسي، مما اصبغ على العملية الشرعية والجدية، حيث أن حوالي 90 ألف شاب مغربي قدموا ملفات ترشيحهم لدى فروع الوكالة في جل أنحاء المغرب ليتم اختيار 30 الفاً منهم من قاموا بإجراء فحوصات طبية بقيمة900 درهم، وغيرها من مئات الدراهم لإعداد الوثائق اللازمة لذلك، على أساس تسلم مناصبهم بأجرة تتراوح ما بين 6 آلاف و7 آلاف درهم، لكن هذه الأحلام سرعان ما تبخرت وتحولت إلى مأساة اجتماعية كبرى طالب من خلالها الضحايا بمحاكمة المسؤولين على هذه الفضيحة وعلى رأسهم وزير التشغيل عباس الفاسي الذي لم يحاكم ولم يقدم الاستقالة.
اليوم وبعد مرور خمس سنوات ، لم ينصف القضاء المغربي ضحايا فضيحة النجاة، ضحايا تكالب الشركة الوهمية واجهزة الدولة من وزارة ومكتب التشغيل واعوان السلطة، بل إن اشكال الاحتجاج التي خاضها الشباب الضحية لم تجد سوى الهراوات والكلاب البوليسية، فهل هذه هي التقاليد الديمقراطية؟ ومن المفارقات العجيبة ان وزير التشغيل عباس الفاسي سيصبح هو الوزير الاول الحالي!


فضيحة التصويت على قانون المالية لسنة 2009 :


من بين مظاهر الإسفاف والإستخفاف بمصالح وبثقة المواطنين، عدم حضور النواب في جلسة تعتبر من بين اهم جلسات مجلس النواب، فقانون المالية في كل الدول الديمقراطية هو
المحدد لسير وتطبيق السياسات العامة للبلاد، ما وقع خلال جلسة التصويت على قانون المالية لسنة 2009 في البرلمان المغربي حيث حضر 95 نائبا فقط من أصل 325 للتصويت على أهم قانون يصوت عليه سنويا ويعرف إهتمام كل الفئات و المؤسسات .
هكذا يضر النواب بمصالح منتخبيهم ويؤكدون لا مبالاتهم بالشعب المغربي ويتنكرون بوعودهم خلال الحملة الانتخابية فهل فكر القضاء المغربي والحكومة المغربية في انصاف المواطنين؟


فضائح الاختلاسات بمؤسسات عمومية:

بالرغم من ان ميزانيات ضحمة ترصد للمؤسسات العمومية وتسييرها، فإن دورها في تغيير الواقع الاقتصادي والاجتماعي شبه منعدم ام قليل التأثير مما يضع كثيرا من التساؤلات عن جدوى هذه المؤسسات وهذه الميزانيات ومما يزيد الوضع كارثا وفضائحيا هو الاختلاسات والاختلالات في التسيير المالي امام مؤشرات تضع المغرب في مرتبة متدنية على الصعيد العالمي وتقارير تشهد على تراجع البلاد في الكثير من الاصعدة.


لعل ما جاء في تقرير المجلس الاعلى للحسابات من التخوف من تزايد الاختلالات مع بروز معطيات عن اختلاسات مهمة حدثت في مؤسسات عمومية كبيرة تبخرت بفعلها مبالغ خيالية، يؤكد ان اليات المراقبة ضعيفة إن لم نقل منعدمة، خاصة وأن القانون المالي لا يخضع هذه الاليات للمحاسبة، ومع غياب المساطر القضائية في مثل هذه الجرائم والتجاوزات يصبح الوضع مؤشرا على أن هناك فسادا إداريا وأن الدولة بدأت تعيش مرحلة مرضية قد تنذر بعواقب اجتماعية واقتصادية لا يمكن التكهن بمداها ونتائجها، ويبقى التساؤل عريضا وماساويا :هل هناك ديمقراطية في ظل المحسوبية والزبونية وغياب نظام فصل السلط واستقلالية القضاء.

يبدو أن لا مجال للمقارنة بين ديمقراطية الآخر وديمقراطية العرب الافتراضية



#فاطمة_واياو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم الشرف مسؤولية من؟
- المرأة المغربية والتنمية: معوقات وآليات تحقيق الاندماج في ال ...
- سؤال الكتابة أو الولادة العسيرة
- متاهات الذات الإنسانية في انتحار مرجأ
- المثقف العربي في عصر العولمة
- المجتمع المدني المغربي ودوره في التنمية
- الثقافة العربية: إبداع أم اجترار للعقم
- المجتمع المدني المغربي: بين الرؤية التنموية ودعم حقوق الإنسا ...
- العولمة الرأسمالية والتمويلات الدولية: دورها في تشكيل خارطة ...


المزيد.....




- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة واياو - استقلالية القضاء في ديمقراطيتهم ، واذلال المواطنين باسم ديمقراطيتنا