جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 09:51
المحور:
كتابات ساخرة
مسامير 1551
الفوضى التي سادت الدولة العراقية منذ عام 2003 وهبتنا أسوء عطاياها من الفساد المالي والإداري الذي كان جاثما على صدور أبناء الشعب منذ زمن طويل . ويحكى أن الفساد الجديد النوع خلال فترة البناء الديمقراطي الجديد هو ظهور نوع فريد من الفساد لا يقل عن الفساد المالي والإداري لا في المقدار ولا في المقياس انه ( الفساد الديني ) الذي راح يخربش كالبراغيث في كل مجال من حياة المواطنين .
لا ترهق نفسك ، أيها المواطن الكريم في هذه الأيام ، طالما يوجد من يدعي انه وكيل الله في كل ارض عراقية في المدن والأرياف وهو قادر على تلبية كل ما تريد وتشاء .. فأنك والله تجد في كل مدينة أو بلدة وفي وضح النهار سيد نور أو سيد جعفر أو سيد محمد أو شيخ مصطفى ينطلق من موكب حزب من الأحزاب الدينية جاعلا من نفسه وسيطا للرعايا المساكين في كل مكان من دوائر الدولة والدين .
ادفع إلى السيد نور 1200 دولار ليجعل منك شرطيا في وزارة الداخلية أو جنديا في وزارة الدفاع .
ادفع إلى السيد جعفر 1000 دولار لتكون موظفا مرموقا في دائرة حكومية .
لا تشكو من صداع إذا أردت السفر إلى مكة المكرمة وحج بيت الله الحرام ادفع إلى سيد موسى ألف دولار كي تكون في مقدمة قائمة الحجاج .
تعدد الزوجات والزيجات هو شكل من أشكال تنويعات موضة العصر الديني في العراق الجديد فإذا أردت أن تبسط عباءة زواج المتعة ادفع 100 – 300 دولار إلى شيخ محمد لتهنئ بحياة جنسية جديدة النوع مع أرملة أو فقيرة صاحبة عيال وأنت غير ملوم لا بحماقة ولا بفاحشة ولا بمعصية دينية .
إذا أردت كثيرا من هواء بارد في الصيف العراقي الحار فما عليك إلا البحث عن سيد عتيوي في دائرة الكهرباء .
إذا أردت بطلا من خمر أو ويسكي فلا تحزن طالما كان سيد محسن إمبراطورا أو مستشارا في عالم التهريب .
استمر في مدح نفسك وتمجيدها في العلم والأدب لان سيد عليوي قادر على جلب شهادة دكتوراه باسمك الرباعي الكامل من جامعة دينية مرموقة في طهران أو حلب كي تصبح مديرا أو وزيرا أو أستاذا في الجامعة .
اقسم لك بأغلظ الإيمان أن سادة وشيوخا معممين يحولون مساجد الله ومعابد الله إلى أماكن لتجارة الأسلحة والمخدرات .
كل دعوة من المرجعية الدينية في عدم زج أسماء المراجع في المنافسة الانتخابية هي دعاوى غبراء لا قيمة لها عند كثير من معممي الأحزاب الإسلامية فإنهم يستغلون كل الفرص لوضع اسم المرجع الديني المناسب في الوقت المناسب وفي المكان المناسب للقائمة المناسبة .
الانتخابات تريد برنامجك والناخبون يتطلعون إلى فلوسك أما المعممون فيريدون الاثنين معا لذلك صار شعار الكثير من المعممين هذه الأيام هو : وراء كل مرشح ناجح عمامة سوداء أو بيضاء ..!!
*********************
* قيطان الكلام :
* هذا عصر الديمقراطية الدينية حيث يميل الكثير من الناس البسطاء إلى تصديق كل ما يهمس به سيد نور ..!!
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟