صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 09:22
المحور:
الادارة و الاقتصاد
يشير الخبراء والمختصون الاقتصاديون وكذلك السياسيون الى ان بقاء الاقتصاد العراقي معتمدا ً على استيراد السلع والبضائع يؤدي بالضرورة الى تكوين اقتصاد ومجتمع استهلاكي أحادي الجانب إذ تصبح الأموال المستحصلة من تصدير النفط لا قيمة فعلية لها لأننا نقوم باستعمالها للتوريد بدلا ً من الاستفادة منها لانتاج البضائع والسلع وإعادة تحصيل أموال اخرى وتشغيل الايدي العاملة العاطلة والارتقاء بالبناء والخدمات وهي الامور التي تفعلها معظم دول العالم حتى الفقيرة منها مع استثناءات قليلة .
وفي هذا الصدد ثمة امران مهمان اولهما ان السلع التي يستوردها العراق والتي تغزو السوق الآن النسبة الساحقة منها يمكن القول عنها انها سلع كمالية (برغم ضرورتها) وان من السهل صناعتها في العراق اذا توفرت الارادة والمصداقية والتخطيط المطلوب ولا نعتقد ان العراق بجميع طاقاته البشرية والمالية بعاجز عن ان يصنع حذاء الجلد او النعل البلاستيكي ويقوم عوضاً عن ذلك باستيراده من ايران او الصين والامر الثاني الذي يمكن الاشارة اليه هو ان جيل آبائنا واجدادنا لم يزل يتذكر نهوض الصناعة العراقية في خمسينات وستينات القرن الماضي بالشكل الذي كان الكثير من تلك الصناعات وخصوصاً الغذائية كافيا ً لسد الحاجة المحلية منها ولم تزل تخطر في أذهاننا انواع زيوت الطبخ العراقية التي امتازت بجودتها ومنها (دهن الراعي) و (زبيدة) و (زينب) وغيرها وكذلك المعلبات الغذائية والمربيات والالبان الفاخرة كما امتازت الصناعات الكهربائية العراقية والدوائية بجودتها التي ظاهت بها ارقى المناشيء العالمية بل وقد دخل العراق مجال صناعة السيارات والجرارات الزراعية قبل ان يبدأ التدهور الذي ترافق مع مجيء صدام حسين الى الحكم عام 1979 والذي ابتدأت معه الصناعة بالنكوص وتحول من ثم الانتاج الى التصنيع العسكري الذي ادخل البلد في نفق مظلم وفي ويلات الحروب والكوارث.
اما الآن وبعد مرور اكثر من خمسة اعوام على التغيير الكبير في نيسان 2003 يحق لنا ان نتساءل عن الذي فعلناه لإعادة إحياء الصناعة العراقية وان نلجأ بدلا ً من لوم انفسنا الى العمل المثابر لتصنيع البلد ونعتقد بهذا الصدد ان فرصة كبيرة تتوفر لنا لتحقيق ذلك خصوصاً بعد توقيع اتفاقية سحب القوات الاميركية بالاستفادة من الميزات التي توفرها الاتفاقية الاستراتيجية في المجال الاقتصادي من اجل استيراد وسائل الانتاج من منابعها الاصلية ونقصد الاميركية وفتح المعامل الخاصة بانتاج شتى السلع في بغداد وجميع المحافظات وان تحقيق ذلك سيكون فتحا كبيرا ً يمكننا من الاستغلال الأمثل لمواردنا ويحفظ اموالنا ويسهم في توفير العمل لأبنائنا وتقدم بلدنا.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟