أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد الناصري - غزة داخل المحرقة النازية الجديدة وفي حالة الإعدام الجماعي الشامل















المزيد.....

غزة داخل المحرقة النازية الجديدة وفي حالة الإعدام الجماعي الشامل


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2517 - 2009 / 1 / 5 - 07:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


شخصياً يلفني ويغمرني الحزن الأسود والثقيل، بسبب أحداث غزة الحالية، والموت الجماعي فيها، وقبلها أحداث العراق الرهيبة، وأحداث فلسطين المستمرة منذ عقود، مع شعور بالإحباط والعجز والقرف، من نازية وطبيعة العدوان الصهيوني الدموي، وسعة المحرقة العنصرية الجديدة، وطريقة الإعدام الجماعي العلني لمجموعة بشرية كبيرة ( حوالي مليوني إنسان ) محاصرة في شريط ساحلي ضيق يسمى ساحل غزة، هو من بقايا فلسطين التاريخية، الذي أصبح ( غيتو) محاصر ومعزول عن العالم، تمارس ضده الابادة الجماعية والمحرقة الجديدة. لكن غزة تبقى وسادة فلسطين القوية ومصد من مصداتها الحديدية التي لا تنهار ولا تصدأ بسهولة، حتى لو سقطت بيد المحتل الخارجي، كما في تجارب سابقة. كما أشعر بالقرف والاشمئزاز من الموقف الأمريكي ومن بوش شخصياً، الذي سمح بتنفيذ الجريمة وإطلاق العدوان وهو في لحظاته الأخيرة، ومن رايس وتصريحاتها الاستفزازية المستمرة، حول حق الكيان الإسرائيلي العدواني في الدفاع عن نفسه.. كذا.. التي تشبه تصريحاتها أبان العدوان الصهيوني على لبنان باعتباره إعلان لقيام الشرق الأوسط الجديد. وأشعر بالقرف والاشمئزاز والغثيان من الأنظمة العربية المتهافتة والمتهرئة والراكعة، وتحركاتها المشينة والبطيئة، وموافقتها الضمنية على العدوان، وهي التي أهدت رايس هدايا ثمينة، ومن بين الهدايا الكثيرة التي تلقتها، قلادة وأقراط وسوار قيمتها 165 ألف دولار من ملك السعودية. وهذه الهدية ( المتواضعة) هي من سلسلة العطايا والهدايا الكثيرة التي شملت شارون ورئيس المخابرات الإسرائيلية والموساد، وهدايا ( عراقية ) لبوش وتشيني ورامسفيلد وكروكر وقبلهم القائد ( المحرر) بريمر. ولقد كانت هدية شارون آلة موسيقية.. تصوروا مستوى الجهل والتملق والنفاق.
العدوان الصهيوني الشامل على غزة بواسطة طائرات ال ف16 وطائرات الأباتشي والقنابل الأمريكية المتطورة، وكثافة الضربات الجوية واستمرارها ليل نهار، واستهداف المدنيين وقتل الأطفال وتدمير البنى التحتية المدنية البسيطة ( لا توجد في قطاع غزة بنى تحتية بالمعنى الحقيقي والفعلي )، بالاستناد الى الحصار الطويل والمحكم، ومنع المواد الغذائية والطبية والتسبب في قطع الماء والكهرباء والتدفئة. كلها ضمن المخطط الطويل لتغيير الأوضاع القائمة في غزة. فكانت الخسائر البشرية كبيرة والمشاهد مرعبة، وأشلاء الأطفال تتطاير وتلم فوق أسرة المستشفيات البدائية ومن على شاشات التلفزيون، خاصة بعد الضربة الجوية المفاجئة الأولى والتي جرى التحضير لها على الطريقة الإسرائيلية.
الآن يبدأ الهجوم البري والبحري الوحشي، والمدعوم بغطاء جوي كثيف ومستمر، مع قصف كثيف وشامل بالدبابات والمدفعية الثقيلة والصواريخ، في مساحة مسطحة ومكشوفة وصغيرة ومكتظة بالسكان العزل والجوعي والمحاصرين، من دون مضادات ودفاعات جوية، حتى لو كانت بسيطة، وبلا حماية ومصدات وعوائق طبيعية. إنها حرب ابادة جماعية حقيقية وقتل بارد ومقصود ومبيت، ومحنة إنسانية نادرة الوقوع في التاريخ العسكري والسياسي للشعوب والبلدان والأمم، فقد جرى عزل قطاع غزة عن الجسم الفلسطيني من خلال قرار التقسيم الجائر والغاشم، ثم أكتمل المخطط في العدوان الثلاثي عام 56، وسقطت غزة بالكامل تحت الاحتلال الصهيوني في عدوان وهزيمة عام 67، وجرى الإنفراد بهذا الجزء المعزول والمقتطع من الوطن بطريقة غريبة. لكن المقاومة استمرت وتصاعدت واتخذت أشكالاً متنوعة وكثيرة، بعضها مؤثر وناجح وبعضها فاشل وغير مؤثر، مثل كل تجارب حركات التحرر الوطني في العالم. ، لكن التصدع والشرخ الكبير الذي حصل بعد تصاعد الصراع الداخلي بين فتح وحماس ألحق ضرراً بليغاً وعميقاً في الموقف الوطني وعلى عموم القضية الفلسطينية.
من حالة غزة الجغرافية والسكانية كما في عموم فلسطين بعد التقسيم والتقطيع والاستيطان والحروب العدوانية المتلاحقة لتنفيذ المشروع الصهيوني تأتى بالبعد العربي الجغرافي والسياسي والعسكري والمادي، وبات الدفاع عن غزة وبقاءها له بعداً عربياً لا بد منه. وحصلت النكسة الحقيقية وبداية العزل والتطويق والتركيع لوضع غزة ومصيرها منذ اتفاقية كامب ديفيد والمواقف التقليدية للأنظمة المستلمة والمتخاذلة والمرتبطة بالمشروع الأمريكي في منطقتنا. وهذا المحور يحتاج الى وقفه وتفصيل جديد في ضوء الهجوم الوحشي الجديد، وقبله الهجوم الوحشي على لبنان. فقد أنشأت أمريكا وأعدت محورها الخاص، وهو نفس المحور التقليدي الرجعي القديم، وأدواره الوظيفية الاقتصادية والسياسية والنفسية التابعة للخارج، وقد أضيف لهذا المحور بشكل علني الإدارة المحلية في العراق باعتبارها من نتائج الاحتلال المباشرة.
السلوك العائلي السعودي وسلوك النظام المصري باعتبارهما الطرفين الأساسيين في هذا التحرك المشين والمشبوه وفي جبهة التخريب العربية. وكان كلام مبارك وأبو الغيط شئ يدعو للخجل والعار، وكذلك كلام وتصريحات وزير الخارجية السعودي المتخلف. الى جانب صمت المؤسسة الدينية الرجعية في السعودية ومنع التحركات الجماهيرية البسيطة، وصمت الأزهر والأسماء البائسة الأخرى. إنها مرحلة انحطاط وتحطم للمؤسسة السياسية الرسمية العربية وعموم النظام الرسمي العربي، وخاصة في هذين البلدين.
السلوك والموقف التخريبي السعودي ليس جديداً إنما استمرار للموقف الأصلي الذي قامت علية مملكة الصمت الأسود والتخلف باعتبارها حقول نفط عملاقة تمد الغرب الصناعي وأمريكا بحاجتها من الطاقة الضرورية لاستمرار صناعتها بمقابل حماية واستمرار حكم العائلة السعودية المتخلفة، وقيامها بأدوار محددة لتخريب الوعي العربي، الوطني والديمقراطي، وشراء الحركات والشخصيات والصحف والإعلام الوطني والقومي الديمقراطي، وكانت هذه العائلة البائسة تخاف من بعض الأنظمة والحركات وردودها، وكانت تحركاتها سرية وتتسم بالخبث والجبن، لكنها كشفت أوراقها وتحالفاتها منذ غياب عبد الناصر والتطورات اللاحقة التي كان أخطرها غزو الكويت وما اتبعها من حرب تدميرية لبلادنا ومن ثم غزو بلادنا واحتلالها. وبذلك أكتمل جزء من المخطط الأمريكي الذي بدأ منذ الخمسينات وفق مبدأ ايزنهاور العدواني الشهير. وكانت الأنظمة الرجعية تقوم بدور وظيفي معين، تحول الى ما سماه بوش محور الدول المعتدلة. ولكن أين الاعتدال من الحرب الرهيبة التي تشنها أمريكا في بلادنا والعدوان الإسرائيلي في لبنان وغزة والضفة الغربية؟؟ وأين هي الحضارة من هذه الحرب الوحشية؟؟ أين وعود بوش وأكاذيبه خلال ثمان سنوات لحل المشكلة الفلسطينية؟؟ لقد غادر الحكم مطروداً بالأحذية العراقية لكنه لم يحقق شئ من وعوده الكاذبة. أننا إذ ندين الأنظمة الرجعية العربية، فإن ذلك لا يعني تأييد المواقف المتخاذلة للأنظمة الأخرى التي تدعي القومانية أو الوطنية الفارغة. وهي بلا سياسات سليمة.
العدوان الوحشي يتصاعد على غزة والخسائر البشرية كبيرة وعالية الى أبعد الحدود والاحتمالات النهائية غير معروفة، لكن هناك من يخرج ليخلط الأمور ويهاجم حماس وإيران مثلما فعلت السعودية ومصر، ومثلما هاجم البعض حزب الله اللبناني وهو تحت العدوان ويتصدى للعدوان الإسرائيلي الهمجي. إنها مفارقة جديد في السلوك الانتهازي الجديد والتابع للخارج، في حين كان الجميع يلتزم موقف واحد في حالة الحرب والعدوان والنضال الوطني التحرري ويؤجل الاختلافات والخلافات وهي طبيعية ومعروفة، لكن البعض يحاول فرض أخلاق وأفكار مرحلة العولمة الفاشلة.
الشعوب المحاصرة والمهددة بالقتل والتصفية والابادة لا تمتلك غير طريق المقاومة والرفض وإرادة المقاومة. وهذا قدرها وهو ما يفرضه العدو المتغطرس والمنفلت من عقاله والمرتكن الى عوامل قوة غاشمة وعمياء وحسابات معينة، وهو يريد فرض شروطه من دون الأخذ بشروط ومصالح الطرف الآخر، وهذا ما تجسد في السلوك العسكري والسياسي ( التفاوضي) الصهيوني في كل التجربة، حتى قبل عام 48 الى الآن، وسجل المجازر الصهيونية الطويل والبشع دليل قاطع على هذه النظرية الصهيونية البشعة. فما الداعي الحقيقي لمجازر صبرا وشاتيلا؟؟ وما هي دواعي القصف الاستراتيجي الشامل ( الغير مسبوق) على غزة؟؟
غزة لن يبتلعها البحر، ولن تطير في هواء الغارات الماحقة، ولن تسقط وتستسلم للعدو، حتى لو دخلها بواسطة آلة الحرب الضاربة، فقبلها بغداد لم تستسلم الى الآن!! والتاريخ لا تصنعه القوة العنصرية الغاشمة دائماً، فالكلمة الأخيرة للشعوب رغم الدور الأمريكي والسعودي والمصري.
في هذه اللحظات من ليل غزة البهيم والدامي، يشتد فيها الهجوم الشامل من الجو والأرض والبحر، بمشاركة جميع الأسلحة المتطورة والرهيبة، ويقال.. يقال إن مجلس الأمن الدولي يجتمع الآن ل.... وإن الاتحاد الأوربي قال رأيه، كما قالت التشيك رأيها المضحك والمنحاز للعدو، وسط الجبن العربي الرسمي المشين.. يا للسخرية الدامية يا للانحطاط.. وأنا لا أملك غير صوتي وكلماتي وصراخي وأحزاني وأسئلتي.. فكيف حالك يا غزة؟؟ كيف هو موتك يا غزة؟؟ وكيف هو صمودك ووجودك المهدد؟؟ كيف حال أطفالك يا غزة؟؟ كيف حال الجوع والعطش والبرد يا غزة؟؟ وما هو حال البحر يا غزة؟؟ فلا بحر في غزة ولا سماء ولا بيوت ولا جدران ولا حجر ولا هواء ولا ماء ولا سلاح.. لا شئ يا غزة غير وجهك ودمك المسفوك ولحمك العاري ووجودك الكامل والمباشر!! لك الحمد يا غزة.. لك البقاء والخلود والصمود، ستطلعين من جديد يا زهرة البحر والرمل.
دافعوا عن غزة.. دافعوا عن أطفال غزة.. دافعوا عن الناس في غزة.. دافعوا عن بحر غزة. دافعو عن هواء وتاريخ غزة. فعلى ( هذه الأرض ما يستحق الحياة )، وما يستحق الدفاع حتماً، فهذه بقعة عربية جديدة يجري استباحتها وتدميرها ضمن المسلسل الأصلي بتواطؤ وموافقة بعض الجبناء ( العرب) المعروفين، من المبتذلين والمنافقين والقابضين والتابعين.





#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بهدوء.. دفاعاً عن الوطني العراقي منتظر الزيدي الصحفي والإنسا ...
- بوش يغادر مرفوع الرأس لكن الى الأسفل
- التوقيع والمصادقة على اتفاقية العار
- بعض نماذج التهريج والوقاحة والنفاق السياسي الصارخ
- النصيرات بطلات وأمهات وملائكة الثورات
- اتفاقية العار ومسألة الانسحاب الأمريكي من بلادنا
- العار واتفاقية العار
- أمريكا والاحتلال ومستقبل بلادنا بعد فوز أوباما
- ماكين الى النسيان
- مياه الشرب الملوثة وانهيار شبكة المجاري من أخطر أسلحة الدمار ...
- بوش - ماكين إلى الجحيم
- لعنة العراق
- الأزمة الرأسمالية الجديدة وطابعها البنيوي العميق
- الماركسية وأطياف كارل ماركس
- المعاهدة المفروضة كما هي
- عن دمشق والإجازة والصيف ولقاء الأصدقاء وأحداث وأشياء كثيرة أ ...
- ثلاثون عاماً من المنفى والتشرد والملاحقة والأمل
- دلال المغربي
- المعاهدة وألاعيب ومهازل الوضع السياسي
- عن النقد والمراجعات ( المراجعات الشخصية والنقد الذاتي )


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد الناصري - غزة داخل المحرقة النازية الجديدة وفي حالة الإعدام الجماعي الشامل