أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - إسرائيل يمكن ويجب أن تهزم في غزة!














المزيد.....

إسرائيل يمكن ويجب أن تهزم في غزة!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2517 - 2009 / 1 / 5 - 07:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الحرب، وبالحرب، تُخْتَبَر كل القوى والقدرات والإمكانيات المادية والروحية للأمم والشعوب والمجتمعات.

والحرب "الحاسمة"، أي التي يُتَرْجَم فيها الدمار والموت بنتائج سياسية، إنَّما هي "الحرب البرِّية"؛ ولكن ليس دائماً، فثمَّة "محارِبون" يمكن أن يلقوا السلاح، ويرفعوا "الراية البيضاء"، ويستخذوا للمشيئة السياسية للخصم، أو العدو، قبل أن يضطَّروه إلى الدخول في حرب برِّية ضدَّهم، فبشيء من "الحرب عن بُعْد" يُحسم الصراع عسكرياً وسياسياً، وكأنَّهم لا يملكون من دوافع القتال إلاَّ ما يَحْمِلهم على قبول الهزيمة حتى قبل أن يدخلوا حرباً حقيقية.

ولا شكَّ في أنَّ أصعب وأشق الحروب البرِّية هي تلك التي تتَّخِذ من المدن مسرحاً لها، فيتعذَّر على الغازي حسمها إذا لم يَدْخُل المدن، ويقاتل فيها من شارع إلى شارع، ومن منزل إلى منزل، فضربه حصاراً على مدينة ربَّما لا يكفي لإرغام المقاتلين فيها على الاستسلام، أو لإخضاعها لسيطرته.

لقد بدأت إسرائيل الحرب على قطاع غزة بـ "ضربة الصدمة والترويع" لعلَّها تتوصَّل سريعاً، ومن غير أن تضطَّر إلى الدخول في حرب برِّية، إلى إجبار القطاع على رفع الراية البيضاء، وتلبية شروطها ومطالبها السياسية التي تَعْدِل تلبيتها استسلاماً غير مشروط.

ولمَّا فشلت مضت قُدُماً في "الحرب عن بُعْد"، وشرعت تغتال القيادات؛ ولكنَّها لم تُوفَّق في هذا الأسلوب (الاغتيال) إلاَّ بما قوَّى لدى القيادة العسكرية والسياسية لإسرائيل الشعور بضرورة "الحرب البرِّية".

عن اضطِّرار ليس إلاَّ لجأت إسرائيل إلى "الحرب البرِّية"، فالفلسطينيون لم يتوقَّفوا عن إطلاق الصواريخ عليها؛ وكل ما نشرته الآلة الإسرائيلية لـ "الحرب عن بُعْد" من موت ودمار لم ينجح (ولن ينجح على ما تأكَّد لإسرائيل) في إكراه قطاع غزة على رفع الراية البيضاء.

إنَّ أقصى ما تحاوله إسرائيل الآن، في حربها البرِّية، هو السيطرة العسكرية على الأماكن والمناطق التي يسهل عليها السيطرة، والاحتفاظ بالسيطرة، عليها، توصُّلاً إلى تقطيع أوصال القطاع، وتجزئته، وضرب حصار مُحْكَم على المدن (والمخيمات) وفي مقدَّمها مدينة غزة.

أمَّا "التوقُّع" الكامن في محاولتها هذه، والذي أراه وهماً خالصاً، فهو أن يستسلم المحاصَرون سياسياً عبر قبولهم "حلاًّ دولياً"، لا يمكن تمييزه من الشروط والمطالب الإسرائيلية الأساسية، والتي إنْ لبَّاها وقبلها الفلسطينيون يصبح القطاع في عجزٍ أبدي عن إطلاق ولو رصاصة واحدة على إسرائيل.

إذا ذهبت النتائج بهذا التوقُّع الإسرائيلي (وأنا أتوقَّع أن تذهب به) وتحلَّى "المحاصَرون"، إذا ما نجحت محاولة محاصرتهم، بفضيلة "العناد (السياسي)"، وإذا ما تضاعف عدد القتلى والجرحى (والأسرى) من الجنود الإسرائيليين، فلا بدَّ عندئذٍ من أن تجد إسرائيل طريقة تسمح لها بتقبُّل الهزيمة.

إنَّ عوامل وأسباب الانتصار على إسرائيل واضحة جلية، ولعلَّ أهمها هو القتال وجهاً لوجه، وعن قُرْب، وتعاظُم "الدافع الديني (الاستشهادي والجهادي)"، وتنامي مشاعر الحقد والرغبة في الانتقام لدى أهل القطاع، واشتداد المعاناة الإنسانية لسكَّانه مع إظهارهم مزيداً من الصبر والثبات والقدرة على الاحتمال، والاستمساك حتى النهاية بمقاومة ورفض كل الشروط والمطالب الإسرائيلية (في أشكالها غير الإسرائيلية) لوقف إطلاق النار والانسحاب، واندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية واسعة في الضفة الغربية وفي داخل إسرائيل، تغذِّيها الضغوط الشعبية العربية والدولية.

إسرائيل يمكن، ويجب، أن تَخْرُج مهزومة من حربها على قطاع غزة؛ ولا شكَّ في أنَّ هزيمتها ستغدو حقيقة واقعة، وفي حجم "الهزيمة التاريخية"، لو أبدى بعض العرب استعداداً لتضحيةٍ أقل، وأقل بكثير، من تضحية أهل قطاع غزة، فـ "حزب الله" وسورية يمكنهما، وينبغي لهما، الآن، ألاَّ يفوِّتا فرصة إلحاق الهزيمة بإسرائيل من خلال دخولهما الحرب إلى جانب قطاع غزة، فالخوف من الموت والدمار، ومن عواقب غياب الإجماع اللبناني على الدخول في الحرب، يجب ألاَّ يمنعهما من اغتنام هذه الفرصة، التي واهمٌ من ظنَّ أنَّها أقرب إلى "المغامرة غير المحسوبة العواقب" منها إلى "الواقعية السياسية".

لقد أفرطنا في "التعقُّل" في مواجهة إسرائيل، وفي حساب "ميزان القوى"، حتى أصبحنا بعيدين كل البُعْد عن "الواقعية السياسية".

إنَّها خرافة سياسية (وإستراتيجية) أن نمتنع عن محاربة إسرائيل كما حورِبت في جنوب لبنان وقطاع غزة ما دام ميزان القوى العسكري في مصلحتها، فهذا الميزان يمكنه أن يتغيَّر لمصلحتنا ليس قبل الحرب، وإنَّما في أثنائها ومن خلالها وبفضلها.





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلالة القول!
- في إجابة سؤال -ما العمل؟-
- مجرمون آخرون في خلفية الصورة!
- حروفٌ حان تنقيطها!
- هي حرب ضد الشعب الفلسطيني كله!
- العالم إذ اخْتُصِرَ زماناً ومكاناً!
- لا تسأل -هل الله موجود؟- ولكن اسْأل..
- حرب هي الامتداد للانتخابات!
- في نقد نقَّاد -الحذاء-!
- -التهدئة-.. نتائج وتوقُّعات وعِبَر!
- -الإرهاب- بعد بوش!
- إذا تكلَّم الحذاء فأنصتوا!
- ليفني تساعد نتنياهو ضدَّها!
- بعث -المجتمع-!
- بوش إذ تقمَّص حكمة الفلاسفة!
- نحن المسؤولين عن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية!
- اتفاقية تؤسِّس للبقاء وليس للرحيل!
- اتفاقية تنهي الاحتلال بإنهاء العراق!
- الشارني وموسم ازدهار المنجمين!
- الشفافيَّة!


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - إسرائيل يمكن ويجب أن تهزم في غزة!