|
ترحيل اللاجئين قسرا خرق لحقوقهم الانسانية
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 09:52
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
لحد الان لا توجد احصائيات محددة و دقيقة حول عدد اللاجئين و مواطنهم الاصلية من قبل الجهات الرسمية بشكل واضح و لاسباب متعددة ، الا انه وفق بعض التقارير الموثوقة غير الرسمية يبلغ عدد اللاجئين السياسيين الذين غادروا مواطنهم الاصلية ما يقارب 25 مليون شخصا في العالم ، و اكثريتهم المطلقة موجودون في الدول الاوربية . من المعلوم ان الاسباب الرئيسية التي تجبر المواطن ان يهرب من موطنه ،عديدة ، و لكن اكثريتها سياسية او اقتصادية ، انعدام الحرية و الديموقراطية و تسلط القوى الحاكمة على رقاب شعوبها ، الاحساس بالاغتراب في الوطن و عدم ضمان الحقوق الاساسية او انعدام ماتترسخ به ركائز المواطنة ، البطالة و الفساد المستشري و التخلف العلمي الثقافي و انخفاض مستوى دخل الفرد او الفقر المدقع و الجوع، من اهم الاسباب و العوامل الجذرية التي تدفع اي شخص ان يُغامر بحياته و يهرب من موطن ولادته و يامل ان يلاقي الظروف الملائمة التي تساعده العيش بشكل طبيعي. على الرغم من المشاكل العديدة التي تواجه اللاجئين سوى كانت قبل وصولهم او اثناء طلبهم الجوء ، الا ان المشكلة العسيرة امام اللاجئين في البلدان التي يصلون اليها هي عدم الاعتراف بهم كلاجئين سياسيين او انسانيين ، و يواجهون قساوة الحياة رغم الغربة ، برفضهم من قبل البلدان التي يصلون اليها و يتحملون الضغوط المتعددة الاوجه ، و يُحاوَل بكل الطرق اعادتهم و ترحيلهم قسرا الى بلدانهم الاصلية دون ضمان ابسط الحقوق الانساينة لهم . العراق من الدول الذي مرً بظروف غاية الصعوبة والقهر و هرب منه الملايين و عارض طريقهم قساوة المعاملات و شهدوا الضيم و الظلم ، و ها نسمع و نرى اليوم ان الضغوطات اشتدت عليهم لاجبارهم على العودة و ترحيلهم بشكل قسري دون وجه حق الى بلدانهم الاصلية التي هربوا منها ، و هذا ما لا يتناسب مع المفاهيم التي تتكلم و تتشدق بها البلدان الغربية من الحقوق الانسانية التي تفرض عدم ارغام او اجبار اي انسان على العيش في اية بقعى لا يرغب بها ، و هذا خرق للاعلان العالمي لحقوق الانسان ايضا . و كما هو معلوم لدى الجميع ، ان لكل دولة التي يتوجه اليها اللاجئون قوانينها الخاصة بها و سياساتها المعينة في هذا الجانب ، و تقرر و تقنن اية دولة قوانينها وفق المواقف و النظرة الى هكذا مشكلة و نوع الحكم فيها استنادا على ظروفها السياسية الاقتصادية الثقافية و الاجتماعية و ما تفكربه و تعتقده انه للصالح العام ، وهذه القوانين في تغيير مستمر حسب ما تقتضيه المستجدات في ظروفهم الداخلية العامة من كافة النواحي السياسية و الاقتصادية بالاخص ، و حسبما تفرضه خططهم التنموية و ما تتطلبه اوضاعهم و مستلزمات استمرار تقدمهم و ضمان مستقبل اجيالهم . انه لعمل انساني بحت ان تقبل دولة ما ايواء اللاجئين لاسباب انسانية و يدخل هذا الموقف في اطر عمليات المساعدات الانسانية ان كانت المبررات انسانية بحتة بعيدة عن المضايقات السياسية . و هناك من القوميات العدية في العالم التي ترفض البلدان الاوربية الاعتراف بهم كاقلية قومية مستقلة مما يؤدي الى حرمانهم من الحقوق الممنوحة للقوميات الاخرى ، و بتغيير القوانين المستمرة يتم تضييق الخناق عليهم و على اللاجئين كافة ، و بموجب بنود القوانين و القرارات الجديدة في كثير من البلدان الاوربية يعد الكثير من اللاجئين مهددين بالاخراج من اليلدان التي لجئوا اليها ، و تلمسنا و شاهدنا على ارض الواقع و ما توصلت الحال الى ترحيلهم قسرا دون وجه حق و هذا ما تعانيه اعداد كبيرة منهم في مختلف دول العالم . يعد هذا العمل من الخروقات الرئيسية لابسط حقوق الانسان ، ناهيك عن ضياع سنين عمر اللاجئين هباءا دون الحصول على ما يضمن مستقبلهم ، و افنوا من عمرهم ليس بقليل في تلك البلدان و اُستغلوا اقتصاديا و شغلوا في اماكن لا تليق بمستواهم باثمان بخسة و تحملوا و صبروا من اجل ضمان حصولهم على الحقوق العامة كلاجئين ، و ها هم يُرمَون دون ان يُنظر الى ما يقعون فيه من الاحوال النفسية و الاقتصادية و السياسية عند ترحيلهم قسرا لمواطنهم الاصلية . و على الحكومات المحلية للبلدان التي هربوا منها ان تضغط من اجل عدم ترحيلهم قسرا و ان توفر ما تجعلهم يعودون برضا انفسهم دون اي ضغط ، و يمكنهم عدم استقبالهم ان كان الترحيل قسريا ، و على البلدان التي تحاول ترحيلهم ضمان حياتهم و مستقبلهم قبل ترحيلهم ، و يجب ان تكون الاعادة بتلقاء نفسهم و بطلبهم و ليس فرضا او اجباريا كما تفعل بعض الدول الان و تستبيح حقوقهم الاساسية . و على جميع المنظمات المدنية و الانسانية فضح تلك الاعمال المشينة التي لا تليق بالانسانية و الضغط بكل السبل من اجل الغاء القرارات و القوانين المجحفة بحق اللاجئين و التي تكون لها اثارها الخطيرة على نفسيتهم عند ترحيلهم قسرا ، و تكون لعملية الترحيل تداعياتها على وضع المواطن النفسي و مستقبله اكثر من ما كان عليه قبل لجوئه ، و تبقى اثارها السلبية بائنة على ملامح المواطن و اعماقه و بدورها تؤثر على الوطن العائد اليه بشكل عام . و عليه هذه العملية القسرية تفرض على جميع الاطراف التفكير الجدي لايجاد حلول مناسبة و مقنعة للجميع ، و قبل اي كان اللاجيء نفسه .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف و لمن نصوت في الانتخابات العراقية المقبلة
-
القيم الجديدة و مدى تقاطعها مع العقائد السائدة
-
المشاريع الاصلاحية في اقليم كوردستان تعبر عن عقلية اصحابها و
...
-
عواقب عشوائية تطبيق السياسة الاقتصادية في العراق
-
العراق بحاجة الى قراءة جديدة للوضع الراهن من اجل تقدمه
-
كثرة العوائق امام مسيرة الشباب في اقليم كوردستان
-
هل تنجح امريكا في ابراز قوى معارضة في اقليم كوردستان كما تحا
...
-
تعديل الدستور عملية معقدة و تسيطر عليها المصالح الحزبية و ال
...
-
الاصرار على المركزية صفة غريزية للمتنفذين في السلطة العراقية
-
تحولات في الصراع الامريكي الايراني على ارض العراق في ظل الاد
...
-
ماذا تضم لنا السنة الجديدة سياسيا في العراق و المنطقة
-
في ليلة حالكة من ثمانينات القرن الماضي
-
مواقف المثقفين و مسار تقدم الشعب العراقي في الوقت الراهن
-
مهنية الصحافة و معتقدات الصحفي
-
هل بامكان روسيا الجديدة قيادة التيار اليساري العالمي؟
-
البحوث و الدراسات العلمية اولى الوسائل الهامة لارتقاء المجتم
...
-
ازالة الطابع الاسطوري الشرعي عن البنية الايديولوجية الراسمال
...
-
نهاية ال(نهاية التاريخ)
-
معرفة النفس بعد التامل و التركيز في كينونة الحياة
-
تمازج اليات العولمة مع موروثات الفلسفات الشرقية
المزيد.....
-
هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟..
...
-
شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
-
الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
-
-مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في
...
-
البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال
...
-
جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
-
القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ
...
-
الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
-
فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
-
إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية
...
المزيد.....
-
العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية
/ هاشم نعمة
-
من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية
/ مرزوق الحلالي
-
الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها
...
/ علي الجلولي
-
السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق
...
/ رشيد غويلب
-
المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور
...
/ كاظم حبيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟
/ هوازن خداج
-
حتما ستشرق الشمس
/ عيد الماجد
-
تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017
/ الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
-
كارل ماركس: حول الهجرة
/ ديفد إل. ويلسون
المزيد.....
|