أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد حمودي عباس - أيها ألفقراء عامكم مبارك .. لقد حل عام جديد .. ألا تعلمون ؟؟.














المزيد.....

أيها ألفقراء عامكم مبارك .. لقد حل عام جديد .. ألا تعلمون ؟؟.


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2516 - 2009 / 1 / 4 - 06:43
المحور: حقوق الانسان
    


اثنتى عشر شهرا مرت وانتهت معلنة نهاية عام من عمر العالم .. ويوم مشهود حل ليقول بأن ألعام ألجديد قد بدأ .. عام جديد بمكامنه التي لا يعرفها الفقراء ويدرك خباياها الميسورون من بني البشر ، فالفقراء سواء لديهم ان مر العمر كله أم لم يمر فأيامهم جميعها ملونة بذات اللون القاتم ، لا شأن لهم بما حدث وما سيحدث ، لانهم ليسوا طرفا في صنع الاحداث بل هم متلقين فقط ، الفقراء غير قلقين على شيء فبعضهم يسكن في بيوت من الصفيح واخرون في الخيام والبعض لا هذه ولا تلك وانما العراء هو مصيرهم ، ولذا فانهم ليس لديهم أزمة في السكن .. انهم أوراق تدار على طاولة سواهم من بني جنسهم يلعبون بها كيف تقتضي مصالحهم ، يساقون للخدمة في الجيوش ويحاربون ببسالة دفاعا عن اوطانهم ويبنون جدران البيوت الفارهة لاسيادهم الاثرياء ويسقون حدائقها ويمسحون الملل عن نفوس أصحابها حينما يرقصون لهم ويغنون ويضربون على الدفوف ويحيون الحفلات الحمراء في المزارع الخاصه ، واحيانا يتلقون رصاصات اللهو من بنادق الصيد دون اعتراض ، وليس من الغريب بان كل المغنين والملحنين والشعراء في بلاد الرافدين مثلا هم من صنف الفقراء الصعاليك وكل الراقصات وبائعات الهوى هن من هذا الصنف الملعون .. بل ان جميع المؤذنين للصلاة في الجوامع هم من فقراء المسلمين وهم السباقون لحضور صلوات الجماعة كما هم قبل غيرهم اطول باعا في ارتياد نوادي شرب الخمور ، وهم الذين تقطع رؤوسهم لو زنوا أو سرقوا أو شتم أحدهم ابنة الحاكم أو اعترض خليلته .. من الفقراء يختار الاثرياء نساء دعارتهم وفيهم يختبرون سموم تجارتهم الفاسده ، فالاثرياء لا يطالهم القانون لانهم هم من وضع القانون ، ولا يخافون من الحساب فهم الحساب بذاته .. رب السماء معهم يحاكيهم بالمودة فيطلب منهم تأدية الحسنى للجياع والمساكين وابن السبيل بما ملكت ايديهم ، وان لم يفعلوا فلا جناح عليهم ان كانوا من معمري بيوت الله ، وتبقى طاعتهم في كل الاحوال واجبة لانهم ولاة الامر على الارض .
ليست هناك للفقراء أحياء باسمائها الرسمية المسجلة في دوائر الحكومه ، وهم الذين يختارون اسماء احيائهم السكنية ، وليس لدى اغلبهم هويات للاحوال المدنية حيث لا حاجة لهذه الهويات الا في الحالات التي تظهر الحاجة اليهم فيها عند صناديق الاقتراع .. فاصواتهم هي التي تقرر من سيعتلي كرسي السلطه ومن سيعمر في الارض حاكما حتى يموت ، ولا فرق لديهم أن يكون سادتهم الاثرياء معممين او افندية أو ممن يرتدون العقال العربي العتيد .
الفقراء ليست لديهم قيم ولا أخلاق ولا تحكمهم أعراف بعينها ما داموا جياع ، فهم يسكنون مجاميع في علب اسمها بيوت ، ينامون معا ويأكلون معا ويطأ أحدهم زوجته المتعبة غير بعيد عن الاخرين لا تفصلهم ستائر مطرزه ولا تضايقهم طاولات أنيقه ، وليس بينهم فضاءات يحتارون باشغالها بالاثاث او سنادين زهور الزينة .. عطورهم هي رائحة أجسادهم المتسخة على الدوام ، انهم يعيشون كالديدان يأكل بعضهم بعضا وينخرون في كل شيء بحثا عن سد رمق ، أنفاسهم تحمل روائح لا يستسيغها مستعملوا معجون الاسنان وشعورهم متوحشة لا تقبل الصابون ألمغذى بالعسل .
هؤلاء الفقراء هم وقود حركة الحياة بكل تفاصيلها .. انهم طاقة زحف البشرية وبدونهم يتوقف هذا الزحف . نشاطهم مستمر رغم النقص في كريات دمهم الحمراء ، تقوى ظهورهم على حمل كل ثقيل انهم حشود جائعة متوثبه ..هائجه .. لا تعرف كيف تقضي يومها فهي تكدح بلا حدود .
الفقراء اصبحوا لا يفكرون بالسياسة ولا يعون ما يحدث لهم لانهم جياع ، وهم في ذات الوقت سباقون لزيارة قبور الاولياء الصالحين ، وهم الذين يسيرون مئات الكيلو مترات على اقدامهم المشققة يلطمون الوجوه والرؤوس للتبرك بهذه القبور .. انهم كتلة بشرية حركتها أميبية لا حدود ولا معالم لها .. وبعد ذلك فهم الذين يموتون دهسا وقتلا وتأكل أطرافهم أمراض الاكزيما وتنخر أمعائهم ديدان البلهارزيا .. ويسهل على ملك الموت منكر العظيم أن يلج أجساد الملايين منهم ليقبض ارواحهم مرة واحده دون تفريق .
الفقراء هم الاكثرية وهذا قدرهم .. والصمت على الضيم قسرا من حصتهم وهذا قدرهم .. والصراخ حينما يطلب منهم الصراخ تعبيرا عن الاحتجاج هم بارعون فيه وهذا قدرهم ايضا ، انهم عبارة عن قوة عارمة ولكن محصلتها بايدي نخبة تديرهم كيف تشاء ومتى تشاء وفي الزمن الذي تشاء .. وهم قاعدة لقمة لا يعرفون لها أصلا غير انها من المنتفعين من كدهم وكدحهم ، ولا يصلهم الا لغو لا يفهمون كنهه ولا معانيه ، لغو لا يعنيهم ولا يقترب مما هم فيه .. وقد اقترن عندهم الزمن والمكان بشيء اسمه الخبز وحسب ولا معنى لهما غير ذلك . انهم ضحية لرجال دينهم الاشرار ووسيلة ركوب لانتقالهم من حال الى حال ، تخيفهم دوما عاقبة الاخرة والحساب من ذنب لم يقترفوه ،ويرعبهم لقاء ربهم وايديهم متحفزة للشهادة على سرقة رغيف أو استلاب حق ، فكل شيء ضد الفقراء ما داموا فقراء .. حتى من كتب له أن يناصرهم فهو ملعون ملعون سيكون مصيره الفناء في دنياه والنار في آخرته .
ولذا فان العام الجديد لا شأن له بالفقراء حينما يأتي ولا العام القديم حينما يرحل .. ومع هذا .. لا بأس من ان يحضى المرء بلحظة تأمل ليقول كلمته بعيدا عن حساب الدنيا .. وللآخرة يومها الذي لا مفر منه ما دامت قد أعدت نارها للمعوزين .





#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتفلوا بالعام ألجديد .. ولن يدخلن أحد منكم ألنار .
- غزه تحترق ضمن لعبة لن تنتهي قريبا .
- عبد العال ألحراك صوت وطني يهدف لعراق حر وشعب سعيد .
- تحية للشاعره جمانه حداد .. ودعوة لمناصرة مجلتها ( ألجسد ) .
- ألحوار المتمدن هو مركز للاشعاع ألفكري الرائد في مجال الوعي ا ...
- دعوة ألكفاءات العراقية المهاجرة للعوده .. هل هي فخ لموتهم أم ...
- سعاد خيري ومأزق الخلط بين ألشخصي وألعام .
- ألعنف ضد المرأة في حوار بين الوزيرة العراقيه ورئيس جمعية اصد ...
- ألعنف ضد المرأة وضروة التوحد الفكري والنضالي للتصدي له وبحزم ...
- ألمعتقلات العراقيه في العهد الحاضر هي مراكز اختبار للمصداقية ...
- بين ألطواشات وألطوافات .. قضية ألمرأة في العراق أسيرة أللاحل ...
- المرأة في بلادنا حرة .. ويكفيها ان حريتها كاملة في امتاع الر ...
- أحزان مهاجره
- انقلوا عهدة النساء العراقيات ألمعتقلات من السجون العراقية ال ...
- ألشخصية العراقية .. لماذا تتسم بالعنف في ألسلوك ؟. وهل حقا ب ...
- بين ألطلاق الكاذب للمرأة العراقية في الدنمارك .. وحالها في ا ...
- بعض من تداعيات ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية العظيمه
- الى متى تبقى حياة ألانسان في العراق ضحية للصراع من أجل ألمال ...
- من باب الانصاف على الاقل .. لو كان حريق البصره بسبب صفقة اسل ...
- لا بديل بعد اليوم عن تحرك الجماهير لاخذ زمام المبادرة واقتلا ...


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد حمودي عباس - أيها ألفقراء عامكم مبارك .. لقد حل عام جديد .. ألا تعلمون ؟؟.