أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بقوح - رقصة الأوثان














المزيد.....

رقصة الأوثان


محمد بقوح

الحوار المتمدن-العدد: 2519 - 2009 / 1 / 7 - 05:16
المحور: الادب والفن
    


فجأة ، و دون إشعار يذكر ، نبتت أوثان في تراب الجسد الواحد كالطحالب تمتد . إنها الآن في تناسل متزايد .
وصلني .. أن أوثاننا العاشبة ، هنا ، زوجت كل إناثها الحوامل إلى أوثانهم اللاحمة ، هناك ، و سيقام حفل الزفاف في أجمل غابة في العالم .
و التاريخ لم تحدده الزلازل بعد ..
هي أوثان شريفة ، رغم عيبها البارز كالشمس في بطنها ، الذي مافتئ يتسع ، و هو اليوم يمتد إلى ما لا نهاية ..ليشمل حتى ألعاب الأطفال و كراسي المعوقين . و أفاعي " الحلايقية" .
أوثان على عروش من أجساد شجرية اللون و الرائحة .
يلتهمون و لا يشبعون .
يرقصون و لا يشبعون .
هي رقصة الأوثان ..
كن بحرا حالما ، بسواعد رذاذ الموج ، يصفع وجه صخور الوثن اللعين .
كن شغبا طفوليا في بوابات جسور المعنى ينقش أسماء صهيل الخيل الغاضبة .
و لا تكن شبحا تنفثه مدخنة العمود ../

لعل هذا المشي المثقل بأسئلة تلهب الشوق .. و لا تقبل الدخول معهم في لعبة الكبار غيمة حائرة .
بين أقواس ليل الشارع الطويل ، و غربة صديق علبوه بورد العيد السعيد ، حولته علامات السوق المبتورة العين ، إلى مجرد رائحة ظلال بلا هوية
هي كأس المعاني العارية من سطوح البيوت الأرضية ، بي تصعد حمراء العينين ، إلى باقة حروف حليفة ..
زمن الأضداد يعصف بما تبقى من ثمار شمس بعيدة .
هي حرب الأشكال في مساحات وقت متهمة بتهريب عناقيد الورد إلى المدن السفلى ..

أنت الأشطر منا يا صاحي ، حين تلبسك ابتسامة الصباح .
أما عندما تخترق العمود ، و تختار ركوب موج البحر قبل غضبة الملح ، فتكون أنذاك فردا من إحدى قبائل ابن آوى المشدود قسرا إلى قاموس الضياع .
هي رقصة أوثان مدينتي بصيغة الجمع ، و المسكونة بالمزيد الأحمق من أحلام الشارع الحارقة . .
سليني يا جلالة شمس ، نفتها الريح عن تفاصيل سفر الحرف الآهل بعناصر لوعة الحفر ، و لا تسألني يا وثنا عليلا ، يدخنه زمن الأمس ..عن سفر أحقاد جماجم ، تتهافت ليلا على انتشال فتات الأجساد الكريمة .

في طلعة أولى لحروف الفجر ، يولد المعنى بحرا صموتا ، لا يلبث أن يزبد ليعلن لهوات محارات الرمل ، أنه حزين و سكوته سيكون أحزن ،
لم ألتفت لا يمينا ولا يسارا ..،
في يمين الأمس أبصرت أجساد شجر حافلا بترابي العذب ، يسفك دم الحجر المغسول بالأغلال .
هذا الصمت المفروش اليوم بعناقيد الورد لا ترهبه حكمة / رقصة الأوثان .

هذا الصيف الحالم غيمة خجولة ، لا تلبث أن تعري عن تفاصيل نبعها . أما في يسار رماد هذا الآن ، الذي يدخنه لعاب أمس في مقهى ضباع اليوم ، ففيه أدركت تشكيلات منافي السقوط نحو أعالي الجنوب .
إنها رقصة الأوثان في شمال جسدي ../
إنها حفلة جوفاء تديرها مرايا سميكة ، و بالأسوار العذبة ألوانها ، و الأقلام المقنعة وجوهها ، تنحدر بي الأيدي الدامية إلى أجمل هاوية في خريطة الماء ../

تشربني بحار الصعود البني ، على متن صهوة طريق لي تنحني مواكبه ، كلما تعمقت في الدخول غير الأفقي ، لأجد حروفي المزبدة ، رفقة الشوق العارف لخريطة ملح المدينة ، شمعدانا بلا فراشات أنوار ../
أدخل من بوابة سماء مكتب الرئيس المقنع برائح ليل يعتقله .
يتظاهر القمر البئيس بجبروت فأر أشقر الرائحة . بيراع ينفث رذاذ المطر كتبت درس الرئيس المختزل ، و تركت زمن قصيدة منفى الروح و المعنى .
إنها رقصة الأوثان الصاخبة .
رقصة حجر بليد لنفسه يزعم صلابة جبل غير جبال كل البحار .




#محمد_بقوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلاب قبيلة الشلال
- شهوة الصمت
- يبس الوقت
- رجال من تراب
- المزيف
- الحريق
- الخراب
- أنشودة الزورق
- أيها العابرون في وجهي
- يوم أزرق
- قواعد اللعبة
- شرارة .. سمك السردين
- الإشارة أبلغ من ضربة سيف من خطاب مخشب
- سلاما يا سيدة الشموس
- توظيف الجنون في الكتابة الروائية
- لهذا المساء رائحة الأمس
- نظرية السلطة الرمزية عند بيير بورديو


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بقوح - رقصة الأوثان