أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد الشديدي - البقية.. في المجزرة القادمة














المزيد.....

البقية.. في المجزرة القادمة


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 2515 - 2009 / 1 / 3 - 00:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خمسة أيام بلياليها وغزة ترقد تحت ظلال الطائرات الحربية وتتلقى أطنان القنابل التي تهدمُ البيوت على ساكنيها وتحرقُ البشرَ وجدران الجفصين وتترك نُدباً غائرةً في أسفلتِ الشوارع. عدد القتلى سيدخل في دائرة الـ 400 قتيل، والجرحى أكثر من ألفين بعضهم سيكون خلال الأيام القادمة في عداد القتلى لخطورة جراحهم. المستشفيات لم تعد تكفي لتلّقي الجرحى، وثلاجات حفظ الجثث تحولت الى قبور مؤقته. صور النساء والأطفال المتراكضين بين الشوارع والأزقة، وملامح الرعب المرتسمة على وجوهم المدماة في أكثر الأحيانً تُعرض تباعاً على شاشات التلفزيون والصفحات الأولى للصحف والمجلات ليس في عالمنا العربي فحسب بل في كل مكان. نعم.. في كل مكان.
تلك الصور تذكرنا بصور العراقيين خلال حرب الكويت في بداية 1991. وتعيدنا الى المنازل التي إنهارت على رؤوس ساكنيها، والمدارس التي أحترقت والجثث التي تفحمّت في ملجأ العامرية. وأيضاً بالقيادات "التاريخية" التي أختفت تحت الأرض وأكتفت بإرسال أشرطة فيديو تعرضها محطة التلفزيون الحكومية - أو ما تبقى منها على أية حال - لتُطمئنَ الجماهير بأن القيادة مازالت صامدة "في مخابئها".
هذا الحال شبيهٌ بذاك. والفرق هو فقط في كمية القنابل التي تلقيها الطائرات وعدد القتلى وبعدم بث أية أشرطة فيديو لقيادات حماس التي لم تبرح مخابئها حتى لحظة كتابة هذه السطور.
ولا ندري أين ذهبت القيادات الحمساوية تاركةً ورائها المدنيين ليدفعوا فاتورة القرارات التي أخذتها القيادة. لامجال هنا لنناقش خطأ تلك القرارات من صوابها. ولاوقتَ لنعيد الأسطوانة المشروخة عن شرعية حكومة حماس أو عدمه. فالشعب الفلسطيني أنتخب حماس فعلاً في إنتخابات حرة ونزيهة ولكن ليس هنا مربط الفرس.
السؤال الذي يدور في أذهاننا هذه اللحظة هو إن كانت قرارات إطلاق صواريخ القسام ،التي لم تسبب حتى الآن سوى جرح مشاعر الأسرائيليين وكبريائهم أكثر مما سببت لهم من خسائر بشرية ومادية، هي قرارات تمّ إتخاذها عن وعي وإن كان جرى التحضير بشكل واقعي وممنهج لعواقب تلك "الغزوات" الصاروخية ؟
هناك من يقول "بأن حماس تريد إستكمال المسلسل الذي بدأه حزب الله اللبناني في حرب تموز 2006. وتحقيق نصر يكون حلقةً جديدةً من حلقات انتصارات المقاومة الإسلامية لفرض الأمر الواقع على العدو الصهيوني وحلفائه من الفلسطينين والعرب". ولكن الواقع يقول شيئاً آخرا. فغزة ليست لبنان المحاطة بسوريا المتحالفة مع أيران والقادرة، دوماً ومهما كانت الظروف، على فتح خطوط إمداد لتعويض خسائر المقاومة اللبنانية. إذ أن غزة محاصرة من جميع الجهات سوى جهة البحر، وبعض الأنفاق الممتدة من الأراضي المصرية والتي لم تكن كافية حتى لتهريب القليل من الأدوية والسلع الأستهلاكية لتخفيف آثار الحصار الأقتصادي المفروض منذ أشهر على مواطني غزة الجياع. فلا يمكن لحماس أنتظار فتح خطوط إمداد ولا وصول مساعدات لوجستية ولامتطوعين من العرب والأجانب.
أما ترسانة حماس من الأسلحة فلايمكن مقارنتها على الإطلاق بتلك التي يحتفظ بها حزب الله اللبناني في مخازنه والتي أتضح خلال أيام الحرب بأنها كانت تحتوي على أسلحة أوجعت أسرائيل وسببت خللاً ملحوظاً في الجبهة الداخلية الأسرائيلية. الأمر الذي كان سبباً في تحقيق توازن ما في ساحة الحرب بين الطرفين، ربما للمرة الأولى في تاريخ الحروب العربية الأسرائيلية، وجعل حزب الله وأنصاره يعلنون بعد ذلك أنتصارهم الإلاهي الذي أحتفلوا به أيّما إحتفال في مناطق بيروت التي كانت هدفاً سهلاً لصواريخ الطائرات الأسرائيلية إيام الحرب.
فهل ستستطيع حماس بصواريخ القسام – التي نعرف جميعاً وبعيداً عن لغة المشاعر والهتاف غير المجدي- بأنها صواريخ بدائية أن تحقق ذلك التوازن الذي نجح حزب الله اللبناني بتحقيقه في حرب تموز 2006؟
الأجابة على هذا السؤال مهمة للغاية. فإذا كانت حماس لا تمتلك القدرة على تحقيق هذا الهدف بمفردها فذلك يعني خسارةً ليس لحماس وحدها بل لجميع حلفائها وأولهم حزب الله اللبناني. ذلك أن بعض الأصوات بدأت تتعالى في اليومين الأخيرين بأن الشارع العربي ينتظر دخول حزب الله وبقوة لمد يدّ العون لحماس ولمواطني غزة، بأن يبدأ حرباً على طول خط المواجهة بين لبنان وأسرائيل. الأمر الذي يعني مأزقاً حقيقياً لحزب الله اللبناني الذي أصبح الآن مرتبطاً بمعادلة سياسية داخلية صعبة قد لاتؤهله للقيام بدور كهذا. فهل سيدخل حزب الله الحرب الى جانب حماس ويعرض مكاسبه السياسية والعسكرية على الأرض اللبنانية للخطر أم أنه سيمارس دور المتفرج الجالس على التل ويخسر مكانته التي حاز عليها في قلوب الجماهير العربية كمخّلص ومنقذ للأمة؟
في الحالتين فإن القنابل تتساقط كالمطر في إنشودة جنائزية على رؤوس المدنيين في المنازل والشوارع والجامعات والمقاهي في غزة كما كانت تفعل في لبنان عام 2006 وقبل ذلك بسنوات في بغداد وبقية المدن العراقية عام 1991. فالدخول في حرب.. أية حرب، مسألة سهلة. أما ما يجري بعد ذلك فهو مانراه الآن على شاشات التلفزيون وكل مجزرة وأنتم بخير.


[email protected]
المدونة الشخصية
http://alshadidi.blogspot.com




#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصفورةٌ جناحُها وَطن
- أوباما.. الخطر القادم الى الشرق
- عجائبُ آخر الزمان: ملاكمة ٌ في البرلمان
- هل يأكل الحزب الشيوعي العراقي أبناءه؟ عن رحيل كامل شياع
- الجواهري، إنغمار بريغمان ومحمود درويش .. عن فضة الصمت والغيا ...
- قبلَ ان يموت الجسر
- تفجيرات الكوفة - أربيل ولغة القواسم المشتركة
- غورنيكا عراقية لسماءٍ بلونِ العقيق
- يومٌ يستحقُ أن يحتفى به
- جند السماء.. أولى شرارات ألمعارضة ألشعبية ألعراقية؟
- جند السماء وجند المنطقة الخضراء
- الصدريون يستعدون والسيستاني يرمي بمقتدى الى المحرقة
- لماذا لا يريدون لصدّام أن يموت؟
- أيها الشيعيّ لا تصمت هذه المرّة
- قرار اعدام الديكتاتور بداية أم نهاية؟
- يا يونس المحكومِ بالإعدام.. عدْ للحوتِ ثانيةً
- ولا داعٍ للقلق
- هل حقاً ان كركوك أغلى من البصرة؟
- انهم يقتلون أطفال العراق
- الفيدرالية حقٌ يُراد به باطل


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد الشديدي - البقية.. في المجزرة القادمة