أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - امال قرامي - غزة والرابح الأكبر














المزيد.....

غزة والرابح الأكبر


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 2515 - 2009 / 1 / 3 - 07:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على المدنيين في غزّة وانتهاك حقهم في الحياة أفرز ردود فعل اتسمت، في الغالب، بالانفعالية .حنق شعبي وخيبة أمل في الحكّام العرب
ورغبة في إبراز روح المقاومة :مظاهرات في الشارع العربي، شعارات ، تنديد ، مطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل وانتقاد لمصر، وشتم وسبّ ودعاء على الطغاة : جبابرة بني إسرائيل .
والمتأمّل في تحرّك الجماهير على امتداد الأيام الأخيرة يتفطّن إلى تصنيف جديد وضبط لقائمة أعداء الأمة و أبنائها.

أما الأعداء التقليديون فهم:
ـ حكومة إسرائيل ممثلة في مجموعة من الوزراء على رأسهم أولمرت، وليفني،. برزت صورهما في جل ّالمظاهرات العربية سواء في العالم العربي الإسلامي أو في أوروبا وأمريكا.
ـ ينضاف إلى هؤلاء الساسة المعاصرين، اليهود بصفة عامة ، فالدعاء يوجه إلى اليهود واللعنة ، والشتم والسخط عليهم أجمعين ويتم استرجاع آيات قرآنية تصف خيانة هؤلاء وفساد نواياهم منذ غابر الأزمان.
ـ السياسة الأمريكية المتواطئة مع إسرائيل ممثلة في بوش .
ـ الحكّام العرب والوزراء بلا استثناء . فهم الذين خذلوا الأمّة وفتحوا الباب أمام إسرائيل لتدك سكان غزّة دكا لم يكتفوا بالصمت بل إنّ منهم من منع الشعب من حق التظاهر وجمع التبّرعات.
ـ جامعة الدول العربية: هيكل بلا روح ولا فاعلية ، كلام ولا أفعال..
أما الأعداء الجدد فهم:
ـ مصر ، وسياسة مبارك فهو الذي خيّب أمل المسلمين ولم يرق إلى نموذج عبد الناصر. لم يكن على قدر آمال القوميين ولا الإسلاميين، لم يضطلع بدور رئيسي مأمول. ولذلك انتقدت السياسة المصرية وأدائها في هذه الحرب اشدّ انتقاد.
ـ مجلس الأمن الدولي ، الذي أكّد مرة أخرى أنّه لم يعد هيئة محايدة بل هو تحت هيمنة أمريكا وإسرائيل .
ـ المفكّرون الذين يميلون على هوى أمريكا وإسرائيل ، فينتقدون سياسة حماس وتشتت الفلسطينيين ويحمّلونهم المسؤولية عمّا جرى.
ـ الفئات المستلبة التي انشغلت عمّا يجري في غزّة بالاستعداد لحفلات رأس السنة الميلادية، هيفاء وهبي في هذا النزل، وننسي عجرم في ذلك الملهى الليلي...لم تحرّك سواكنهم صور الأبرياء: أطفال قطّعت أجسادهم، نساء شوّهت ، رجال بترت أعضاؤهم...دماء تسيل.وبنى أساسية تنهار..
ـ الاتحاد الأوروبي الذي عجز عن أن يكون في مستوى الآمال المعلّقة عليه فلم يستطع أن يواجه أمريكا وإسرائيل ، حفاظا على مصالحه.
ـ الإعلام الغربي الذي لم ينهض بدوره الرئيسي امتنع عن طواعية عن تغطية العدوان على غزّة متعللا بأخلاقية تحول دون عرض الصورة.

أمّا مناصرو الأمّة وأملها المستقبلي فهم:
ـ نصر الله ، الزعيم الروحي والمنتقد اللاذع لأمريكا وإسرائيل، الحاكم المنشود وصاحب الخطاب المسموع. نصر الله يذكّر بحادثة كربلاء وبالخطيئة الأولى والتخاذل الأصليّ.
ـ الدعاة والشيوخ والعلماء . فهم أصحاب الخطاب التعبويّ الفعّال .
ـ قناة الجزيرة . وهي التي منحت الفرصة لتعود بقوّة بعد تراجع لوحظ في الأشهر الأخيرة على مستوى الأداء . عبارات الشكر والتنويه وخطاب مدح للتغطية الإعلامية الهامة، الوحيدة التي بثّت صور الفاجعة الإنسانية، أشلاء وجثث ورؤوس وأمعاء و ....علّها تحرّك الضمير الإنسانيّ.

وهكذا كان الرابح الأكبر المدّ الأصوليّ. من العراق إلى مصر إلى المغرب إلى لندن... تهتف الجماهير: كلّنا حماس . كلّ الجماهير، وخاصّة الأجيال الجديدة تقف تحيّة إكبار وإجلال لأبناء حماس الصامدين ولشهداء غزّة. سيري سيري يا حماس إنت المدفع واحنا نسلملك الأرواح ، لبيك يا حماس، ....
جسور المحبّة والولاء تمتد باتجاه حزب الله وكلّ الثقة توضع في رمز أثبت قوّته في الغزو الإسرائيلي على لبنان: نصر الله. بالروح بالدم نفديك يا نصر الله...يا حبيب الحسين لبيك لبيك .وهكذا كان نصر الله صنو صلاح الدين الأيوّبيّ.

مزيد الإيمان بأهميّة الجهاد. فهو الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام المسلمين. فأمام صمت الحكّام وتخاذلهم وخوفهم على مصالحهم لم يبق أمام الغيورين على الإسلام سوى العمليات الاستشهادية خبّر خبّر اليهود... جيش محمّد على الحدود .
وأمام صمت المفكرين لم يبق سوى شيوخ الإفتاء والدعاة وغيرهم من علماء الأمّة لشحذ الهمم ولهجاء أشباه الرجال . بادر الشيوخ بالاتصال بالساسة والتعبير عن مواقفهم وانطلقوا في الدعاء على اليهود ...والدعاء لشهداء غزّة وللصامدين في لغة خطابية صارت معهودة.

وهكذا تسقط الدعوات لحوار الاديان وحوار الثقافات والحضارات، يتوارى الخطاب العقلاني ليفسح المجال للخطاب العاطفي الانفعالي. تهتز الثقة في خطاب حقوق الإنسان ،وفي إيطيقا الإعلام ودوره في نقل الحقيقة....

الرابح الأكبر ليس إسرائيل وليست السياسة الأمريكية ولا الأوروبية ... الرابح الأكبر الخطاب الديني المتطرّف: التعبئة الدينيّة التي تنهض بها كلّ الحركات الجهادية وغيرها. يستشهد نزار ريان ويخلفه ألف رجل، كلّما سقط زعيم ولد ألف تابع ومناصر في فلسطين ومصر والمغرب والأردن وهولاندا وألمانيا و....
أرشيف الذاكرة يطفو على السطح: كربلاء واستشهاد الحسين، هزيمة 67، صبرا وشاتيلا، وأحداث أخرى، أغاني ملتزمة لمارسال خليفة وغيره ، أبيات لمحمود درويش وأخرى لسميح القاسم،.... وين الملايين
فيض من العبارات : الخزي والعار والخذلان و...
ننتظر مزيدا من الكره والمقت والدوغمائية وحرصا أكبر على الانغلاق الفكري وسعيا إلى إقامة الجدران العازلة بين الأنا والآخر سواء في الداخل أو الخارج ...ننتظر تصفيات جسدية وتاريخا من العنف اللفظي والرمزي والمادي.
العنف يوّلد المزيد من العنف ، والصمت العالمي أمام المجازر التي ارتكبت في حقّ المدنيين يجعل الخطاب الحقوقي ، ومنظومة القيم الحداثية في مأزق.هناك إنسان تحفظ حقوقه وهناك نصف إنسان تنتهك حقوقه أمام الملأ وما من رادع...



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النساء بين عنف النصوص وعنف التأويل
- الجسد الأنثوي والعلامة: قراءة فيما وراء الحُجب
- المفكر العملاق
- تأثير العنف في المشاركة السياسية للمرأة العربية
- من مظاهر ارتداد المجتمعات الإسلامية: -جندرة- الفضاءات
- منزلة المِثليين في خطاب الإسلاميين القرضاوي نموذجا
- المسكوت عنه في قضية إمامة المرأة الصلاة


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - امال قرامي - غزة والرابح الأكبر