أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ضياء السورملي - غزة والعراق – قتل وتدمير















المزيد.....

غزة والعراق – قتل وتدمير


ضياء السورملي

الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 07:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


يطالب الحكام العرب بالتهدئة ويماطلون في نصرة أشقاءهم الفلسطينيين في غزة ، والأدهى من ذلك إنهم يتآمرون فيما بينهم لصيد وتهلكة الفلسطينيين بحجة انهم يريدون تشكيل امارة اسلامية سلفية مجاورة لدولهم العلمانية في مصر والاردن ، لقد تصافحوا وقبلوا بعضهم البعض قبل البدء بمجازر القتل الوحشي وتسوية الابنية بالأرض ، وافقوا على خطة فرض هيمنة القتل المنظم بشراسة ضد بشر يعيشون حالة من البؤس بسبب رعونة قياداتهم وعدم حكمتهم وعدم معرفتهم لمتغيرات القوة والهمجية الدولية المنظمة .

يطالب الحكام العرب في مصر والسعودية والأردن وفي كل دول الخليج الفارسي بالتهدئة ويشربون نخب النفاق لضربهم الشعب الفلسطيني انتقاما من قادةجهلة ، قادة غارقون في سلف الدين وطقوسه ، غير عارفين باحكام الغاب وشريعة فرعون وتقدم الآلة العسكرية الحديثة من طائرات وقاذفات وقاصفات وراجمات ودبابات وعسكر مجهز بشكل كبير، يريدون الانتصار بالشعارات وبالدعاء وبالحيلة على الشعب والضحك على انفسهم.

في الوقت الذي تآمر فيه الحكام العرب في غزة ، يعاني العراقيون من نفس الحكام الذين يطالبون بالجهاد في قتل العراقيين بحجة وباخرى،تم قتل اكثر من ثمانية ألاف شخص في سنة 2008 لوحدها في العراق حيث قتل في فاجعة الكاظمية لوحدها أكثر من ألف شخص في يوم واحد ، لم يتحرك فيها اي حاكم عربي ولم يتقدم أي مسؤول ليعلن رأفته على القتلى ، ونفس الشئ حدث للكورد الفيليين في منطقة الصدرية في بغداد من خلال ثلاثة صهاريج ولوريات محملة بقنابل التدمير الهائلة لتنفجر الواحدة تلو الاخرى لكي توقع اكبر عدد من الضحايا .
ونفس الشئ حصل في بابل بواسطة مجاهد اردني فجر جثتة في وسط المدنيين بكل خسة ودناءة توالت الانفجارات المدمرة في اربيل والموصل والبصرة وفي كل بقعة من ارض العراق حدثت مجازر بايدي المجاهدين المسلمين من السلفيين ومن المسلمين الشيعة الايرانيين ومن البعثيين العروبيين ومن القوميين الناصريين ضد الشعب العراقي ، هؤلاء المجاهدون هم نسخة من نفس النماذج الجهادية التي تتربع على عرش الحكم وتتسلط على رقاب الشعب الفلسطيني في غزة وفي غير غزة ، انهم نفس الجنجويد الذين ذبحوا الناس في السودان واستولوا على قراهم وشردوهم من ديارهم .

الحكام العرب في الدول العربية أصناف ، صنف منهم سكت سكوتا مطبقا في غزة بينما كان يصرخ للجهاد في العراق ، وصنف آخر نطق وعبر عن رأيه في ذبح الابرياء ولو سكت لكان أهون من نطقه. صنف اخر بدل ان يدين الاعتداءات ويواجه حقيقة الامور يذهب ويشتم دولا أخرى يتهمها بالمزايدة لانها قالت الحقيقة وعبرت عن مواقفها بصدق ، فنسي القضية وتمسك بالهوامش وهذا ما يحصل للدول التي هي مجاورة لغزة وتتهم ايران بالعدوان بدلا من اسرائيل ، ولا تريد ان تقول انها كانت في حفلة عناق ورفع كؤوس الشمبانيا عاليا لانهم اتفقوا على الغدر والعدوان .

وصنف اخر من الحكام والملوك العرب مثل الكرة الثلجية تكبر كلما تدحرجت نحو الهاوية والسقوط ، كروشهم المنتفخة تعيقهم من الحركة والبركة والعمامات والعُقـُل واللفافات الملفوفة على رؤوسهم تمنعهم من التفكير ، وثراءهم وغناهم واموالهم ونفطهم صار حاجزا بينهم وبين فقراء شعوبهم والمغلوبين على امرهم بسبب حماقات حكامهم وملوكهم وامراءهم ورؤساءهم بنزقهم وعهرهم وسقوطهم .

ان الهجمة العسكرية الكبيرة التي قامت بها اسرائيل بذريعة الهجمات الصاروخية من الفلسطينيين ضدها اثبتت لكل من لم يفهم منطق القوة ان العرب والمسلمين بكل تياراتهم الدينية وبكل مذاهبهم هم اضعف من الضعف امام التنظيم والقوة العسكرية والهيمنة الاسرائيلية وذلك بسبب الفرق بين منهج التفكير عند الاسرائيليين ومنهج التفكير عند العرب والمسلمين ، الفكر الاسرائيلي منظم ويعتمد العلمية والمنهجية والتنظيم والاخلاص وروح التضامن وكسب القوى الكبرى في العالم وسيطرتها على الاعلام بقوة وعلى منابع المال والثروة بينما النهج العربي والاسلامي يعتمد النهج الغيبي والعياط والزعيق والدعوات الجهادية العشوائية والكلام الفارغ والتشتت والغباء ونفور معظم دول العالم منهم. على العرب ان يعيدوا النظر في كل امورهم بسبب سياساتهم الخاطئة التي تحتاج الى مراجعة منهجية تدرس فيها العقلية الاسرائيلية وتدرس منهجهم ، وعلى العرب والمسلمين ان يعرفوا قدر انفسهم فاذا كانوا غير قادرين على الحروب والانتصار فيها عليهم ان يتحولوا الى اساليب بديلة ترفع من قدرهم بين انفسهم على اقل تقدير .

اثبتت الوقائع على الارض لكل من الفلسطينيين والعراقيين ان التمسك بالعمق العربي هو خرافة وكذبة ، ومن يريد ان يكون عمقه الاستراتيجي هي الدول العربية وحكامها فعليه ان يتوقع ان يحصل له مثلما حصل للعراقيين من حرب كارثية مع ايران شارك معظم حكام الدول العربية في اسنادها في سبيل تدمير العراق وحصار الدول العربية للعراق الذي دام اكثر من عشر سنوات شاركت كل الدول العربية فيه باخلاص منقطع النظير بتحقيق اكبر أذى ممكن للعراقيين ، وبعد سقوط طاغية العصر ولمدة تزيد على خمس سنوات يتم ارسال متخلفين عقليا وذهنيا من المجاهدين من بهائم العرب والمسلمين من كل الدول العربية لتفجير الناس الابرياء وجعلهم اشلاء مثلما يحدث اليوم في غزة وكل الدول العربية تتفرج ولا نسمع لها الا الزعيق والنهيق والكلام الفارغ واللغو الذي لا ينفع .

ان الحكام العرب منافقون يقولون ما لا يفعلون ، حاكم مصر يمصمص خدود وزيرة خارجية اسرائيل قبل الهجوم الاسرائيلي بيوم واحد ، وحاكم ليبيا سلم كل ما يملك ورفع الراية امام الاميركان وصار فاشوش ولكنه بطل وقائد وعليم وفهيم امام جماهيره العربية وكانه ديك رومي منفوش . ولا ننسى الدور الخبيث للحكام الرابظون في عمق الجزيرة العربية ، يجلسون على براميل النفط ويوزعون الثروة على حرائرهم ويلفون رؤوسهم ذات اليمين وذات الشمال ويشربون الخمر مع الرئيس الاميركي ، يشترون بالمليارات طائرات حربية لا نعرف على من ستطير هذه الطائرات القابعة في السعودية وفي الخليج وفي ليبيا وفي سوريا وفي الاردن ،رؤوساء وحكام وملوك وأمراء كلهم تدربوا علي قيادة الطائرات الحربية وسطروا النياشين على صدورهم ليس لهم هم قدرة وقوة سوى الهجوم بتلك الاسلحة والطائرات الحربية على شعوبهم ، انهم حكام وامراء وملوك وقادة مسخرة .

لم يبق لنا الا ان نسطر بطولة الحكام في العراق سابقا ولاحقا ، فالجيش العراقي الذي كان بطلا في ضرب الكرد في كوردستان والعرب في الاهوار وقدرتهم الهائلة في تدمير البنى التحتية في النجف وكربلاء ايام الانتفاضة ،هذا الجيش الذي قاد الانفال في كردستان وقتل اكثر من مائة وثمانين الفا من الابرياء هو نفس الجيش الذي ضرب الكرد في حلبجة بالكيمياوي وقتل اكثر من خمسة آلاف في دقائق ، الجيش العراقي المهزوم يوم دخول القوات الاميركية وحلفاءها من القوات العربية في السعودية والاردن ومصر نزع قادة وضباط هذا الجيش ملابسهم العسكرية ورتبهم العسكرية وبقوا بملابسهم الداخلية هربا امام القوة الاميركية التي دخلت بغداد بعد ان انهزم القادة القوميون العرب شر هزيمة في بغداد .

الجيش العراقي الحديث الذي يتباهى موفق الربيعي بتاسيسه هو نفسه من قاد هجماته في البصرة بصولات الفرسان ليقتل ما يستطيع من الناس الابرياء بقيادة نوري المالكي وقبله قاد اياد علاوي الحملات العسكرية ضد الشعب في النجف وكربلاء ، هو نفس الجيش الذي كان رئيس وزراءه ابراهيم الجعفري القائد العام للقوات المسحلة الذي سلم وزير الدفاع الاميركي رامسفيلد سيف الامام علي ، سيف ذو الفقار المسروق من خزائن النجف النفيسة ، هو نفس الجيش الذي يتفرج على القصف التركي لكردستان وهو نفس الجيش الذي يتفرج على القصف الايراني لكردستان بقيادة القائد العام للقوات المسحلة نوري المالكي بطل مجالس الاسناد وصولات الفرسان انهم ابطال فقط عندما يتعلق الامر بضرب الشعب .

التبريرات والحجج جاهزة للحكام العرب في كل البلدان العربية انهم متفرجون على كل معتد ولكنهم على ابناء جلدتهم اسود ، الجيش العراقي لا يختلف عن الجيش في سوريا الذي دمر حماه ، هو نفس الجيش المتفرج من بعيد على هضبة الجولان . منطقهم غريب جدا وبعيد عن الواقعية حيث يقيم الحكام العرب العلاقات مع اسرائيل ويرفعون الاعلام الاسرائيلية في بلدانهم ويتهمون غيرهم بالعمالة لاسرائيل ،

انهم ابطال التهدئة والقبل والمصافحات مع الاعداء ، اما على ابناء شعوبهم يكونون جلادون أجلاف وابطال الجهاد والقتل للابرياء والتدمير للمباني ، يتكلمون باسم الدين شيعة وسنة ولكنهم سراق وحرامية ، لن يقود حكام الفرهود وحكام التهدئة وحكام الجهاد وحكام فتاوى القتل شعوبهم إلا الى التهلكة والدمار ولن تحصل منهم شعوبهم سوى العار والشنار.


31 كانون الأول / ديسمبر 2008








#ضياء_السورملي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصحاب السيادة
- لوحة فنية وجدار البيت الفيلي
- من حلبجة الى دارفور في السودان
- كاكه حمه ويس و المچارية
- جند السماء
- الخَر ََف ْ السياسي
- إستقلال كردستان حلم أم حقيقة
- الكورد الفيليون واعدام الطغاة
- كاكه حمه ويس وعجائب قصور الظالمين
- اعدام صدام عبر ودروس
- احزاب سقطت في مستنقعات مدينة الموت
- كاكه حمه ويس مع الحجاج في نقرة السلمان
- كاكه حمه ويس قاضي الشعب
- كاكه حمه ويس وحقوقه المسلوبة وآيات الله
- محمد البدري وداعا
- بيروت تحترق من جديد
- المعتوه بن لادن
- أبو شنيور في المحكمة
- الصابئة المندائيون - ملائكة السلام
- الدكتورة رايس أو السيدة تمنايه


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ضياء السورملي - غزة والعراق – قتل وتدمير