أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم المقدادي - في الذكرى السبعين لعيد ميلاده الأغر:الحزب الشيوعي العراقي يربط الديمقراطية بلقمة الخبز والحياة الحرة المرفهة -3 -















المزيد.....

في الذكرى السبعين لعيد ميلاده الأغر:الحزب الشيوعي العراقي يربط الديمقراطية بلقمة الخبز والحياة الحرة المرفهة -3 -


كاظم المقدادي
(Al-muqdadi Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 773 - 2004 / 3 / 14 - 07:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ سبعين عاماً والحزب الشيوعي العراقي يواصل نضاله من أجل الديمقراطية، ببعديها السياسي والإجتماعي،بكل مسؤولية، ومثابرة ودأب، منطلقاً من مصلحة أوسع جماهير الشعب الكادحة، من شغيلة اليد والفكر، مسترشداً بتراث مؤسسه الرفيق الخالد فهد، الذي ربط بين تحقيق الديمقراطية ولقمة الخبز، ربطاً سليماً، حيث كتب: " إن قضية الديمقراطية، قضية تعزيز النظام الديمقراطي في العراق، قضية حرية الشعب وخبزه، في الحاضر والمستقبل، معناها ان يحيا حياة حرة موفورة لا تعرف عوزاً وجهلاً، وما يتبعهما من شوائب وكوارث"(" القاعدة"، العدد 7، اَب 1943)..ووفقاً لهذه الرؤية الصائبة تناولت مؤتمرات الحزب الواقع الراهن للطبقات والفئات والشرائح الإجتماعية المختلفة، وبضمنها العمال والفلاحون والنساء والشباب والطلاب والموظفون والمستخدمون والمثقفون، وما طرأ عليها من تغيرات وفوارق وتمايزات، والحال الذي إنتهت إليه الأوضاع في قطاعات العمل، والسكن، والتعليم، والصحة، والبيئة، والخدمات العامة، وكذلك التداعيات الإجتماعية والظواهر غير الطبيعية، كمشكلات الجريمة، والفساد، والهجرة الى الخارج، وغيرها،التي أفرزتها سياسات السلطة الحاكمة وإجراءاتها الغاشمة..وطرحت مؤتمراته المعالجات المدروسة..
في ثائق وأدبيات الحزب الشيوعي العراقي الكثير، الذي يجسد موقفه المبدأي الثابت من إشكالية الديمقراطية الإجتماعية.. في الحلقتين الماضيتين تابعنا طروحات الحزب ومعالجاته في هذا المضمار، التي صدرت عن مؤتمراته الوطنية: الخامس عام 1993، والسادس عام 1997، والسابع عام 2001..في هذه الحلقة نتابع وثائقه وأدبياته الأخرى..

مناضل عنيد من أجل وطن حر وشعب سعيد
خصص الباحث العربي المعروف حنا بطاطو مجلداً كاملاً من مجلدات مؤلفه الكبير الثلاثة " العراق" للحزب الشيوعي العراقي ( راجع: حنا بطاطو،العراق، الكتاب الثاني ـ الشيوعيون، ترجمة: عفيف الرزاز، مؤسسة الابحاث العربية 1992)..ولم يكن ذلك إعتباطاً، وإنما مرد ذلك يعود لكون حزب الشيوعيين العراقين أثبت بجلاء بأنه حزب وطني مستقل، يضع المصالح العليا للشعب والوطن فوق أي مصلحة أخرى، وقد ذاد، ويذود، عن تلك المصالح، معتزاً بأمجاده وتقاليده الثورية، مستمداً منها العزم والتصميم لمواصلة النضال في سبيل حرية العراق وتعزيز إستقلاله وسيادته الوطنية..من أجل وطن حر وشعب سعيد..ولعل كلمات القاضي الأستاذ زهير كاظم عبود، النابعة من تقدير وإحترام عميقين، خير ما يعبر موضوعياً وبحق وحقيق عن نضال الشيوعيين العراقيين: "خلوا الطريق لهم فقافلتهم طويلة وبيد كل واحد منهم وردة مكتوب فوق اوراقها محبة العراق..خلوا الطريق أمام قافلة العطاء والشهداء التي سجلها بفخر الحزب الشيوعي العراقي طيلة سنينه السبعين وقامته المديدة التي ماتعثرت ولاشاخت ولاأنحنت .. خلو الطريق فقد كتبوا جميعهم في عيدهم السبعيني عبارة لم يزل يرددها حتى الأطفال في العراق .. عبارة لن تقول اولها حتى يختمها لك أول متكلم من اطفال العراق . تقول " سنمضي سنمضي الى مانريد .. وطن حر وشعب سعيد " !..فهي- الكلمات- تعكس واقعاً تأريخياً وأساساً واقعياً، أصبح معروفاً للقاصي والداني.
لقد ربط الحزب الشيوعي العراقي مهمة تحقيق رفاه الشعب وسعادته بالإستقلال الوطني الناجز.وعلى هذا الطريق يسجل له- كأول حزب سياسي عراقي- بلورته لأهداف المرحلة التي كان يمر بها الشعب العراقي اَنذاك، وهي مرحلة الإستقلال والسيادة الوطنية، وتشخيصه للعدو الرئيس للشعب العراقي، وصوب النار نحو أساسه الإقتصادي، من أجل تحرير إقتصاد العراق من هيمنة الشركات الإحتكارية والإستعمارية، وفضح سياسة الإستعمار البريطاني الذي إستغل ظروف الحرب العالمية الثانية لإعادة إحتلال العراق وتوثيق إستعباده، ونهب ثرواته..
في هذا السياق، بوسع الدارس، وكل من يبحث عن الحقيقة، ان يعود، على سبيل المثال، الى" الميثاق الوطني"، الذي صاغ مشروعه الرفيق فهد، وأقره الكونفرنس الحزبي الأول للحزب الشيوعي العراقي في شباط/ فبراير 1944، بعد مناقشة واسعة،ليتأكد كم كان صائباً تحديد الحزب الشيوعي لمهام المرحلة التي تجتازها البلاد اَنذاك وخوضه لغمار الكفاح لتحقيقها.ولا أدل على صحة ذلك من إنخراط جماهير واسعة في النضالات الجماهيرية، وتنامي الحركة الشعبية، التي قادها الشيوعيون لتحقيق الإهداف التي رسمها حزبهم.
على من يود التأكد من صحة هذه الحقيقة الناصعة الرجوع لصفحات التأريخ السياسي لشعبنا العراقي، وسيجده كم هو زاخر وثري بنضالات حزب الشيوعيين العراقيين، التي تؤكد بما لا يقبل الشك على وطنيته الأصيلة، وتفانيه، وتضحياته الجسام، من أجل الإستقلال الناجز والحريات الديمقراطية لجماهير الشعب العراقي والعدالة الإجتماعية لكادحيه.وهذا ما أشار اليه نداء الحزب للإحتفاء بالذكرى السبعين لتأسيسه، مذكراً بالرواد الأوائل الذين بدأوا ملحمتهم الثورية الكبرى يوم كانت الطبقة العاملة في العراق وليدة، تتلمس طريقها للتو إلى الحياة. كوكبة مقدامة من الشيوعيين الأوائل بدأت مسيرة النضال والبلاد تئن تحت سياط الإقطاع وحراب بريطانيا والنظام الملكي، وناهبي ثروات شعبنا نفطاً وقمحاً. في ظل تلك الظروف انبثق حزبنا كحركة سياسية من صميم حركة شعبنا الوطنية وحركة طبقته العاملة الفتية، يتبنى الفكر الاشتراكي العلمي ويسترشد بالماركسية، وبرز بوجهه الوطني الناصع عبر نضال لا يكل من أجل:
ـ الاستقلال والسيادة الوطنية، لتخليص الوطن من سيطرة الاستعمار ومعاهداته الجائرة، وإجلاء جيوشه وتصفية قواعده.
ـ تحرير ثروات البلاد الوطنية، وفي مقدمتها النفط.
ـ القضاء على النظام الإقطاعي وتوزيع الأراضي على الفلاحين.
ـ حقوق العمال وحرياتهم النقابية.
ـ الحريات الديمقراطية لجماهير الشعب وأحزابها الوطنية.
ـ الحقوق القومية للشعب الكردي والحقوق الثقافية والإدارية للقوميات الأخرى، تركمان وكلدوآشوريين وغيرهم.
ـ نصرة الشعوب العربية المناضلة من أجل التحرر والديمقراطية والوحدة، ومساندة نضال الشعب العربي الفلسطيني ضد الإمبريالية والصهيونية.
ـ دحر الفاشية وحماية السلم وأمن الشعوب.

أول مشروع وطني ديمقراطي
إمتداداً لهذا المنظور، وضمن الحلول والمعالجات التي طرحها الحزب للخروج من الأزمة العامة في العراق، يعتز الحزب الشيوعي بأنه أول حزب عراقي طرح مشروعاً وطنياً ديمقراطياً، أقره مؤتمره الوطني السادس،عام 1997، وقد شخص فيه المشاكل القائمة ورسم المهام الآنية والملحة لإخراج البلاد من أزماتها وإنقاذ الشعب من محنته، موضحاً بان الدراسة والتحليل المعمقين للوضع في بلادنا، وإحتمالات تطوره اللاحق، أظهرت ان السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الشاملة، التي تعصف بها، وإنقاذ شعبنا من محنته، وإستعادة السيادة الوطنية الكاملة للعراق، وتحريره من إرتهاناته الخارجية، وإعادة إعماره ووضعه مجدداً على طريق التطور الإقتصادي-الإجتماعي، ونهوضه بدوره الإيجابي على الصعد العربية والإقليمية والدولية، هو سبيل الخلاص من الدكتاتورية وإقامة البديل الوطني الديمقراطي على أنقاضها.
ومن أجل الإسراع في إنجاز هذه الأهداف طرح المشروع وجوب العمل، قبل كل شيء، على:
1-إستنهاض قوى شعبنا بإعتبارها القوى الحقيقية المعول عليها لإنجاز مهمة إسقاط الديكتاتورية، وذلك من خلال تجميع وتوحيد جهود قوى المعارضة العراقية على أسس سليمة من التكافؤ والتعاون، ونبذ نزاعات الإستئثار والتسلط، وبعيداً عن الإرتهان لجهات إقليمية أو دولية، وتفعيل دور قوى التيار الديمقراطي، والعمل على سحب أوساط من داخل الحزب الحاكم والمؤسسة العسكرية الى جانب القوى المعادية للدكتاتورية، والتوجه نحو الحصول على الإسناد الخارجي السياسي والمعنوي إنطلاقاً من أرضية المصالح الوطنية لشعبنا وبلادنا.
2- رفع الحصار الإقتصادي عن شعبنا فوراً دون قيد أو شرط وتحت إشراف الأمم المتحدة.
3- تحقيق المصالحة الوطنية في كردستان.
4-المطالبة بإجراء إنتخابات عامة في العراق بإدارة وإشراف الأمم المتحدة وجهات دولية محايدة.
وطرح المشروع الوطني الديمقراطي للحزب بإن الشروع بعملية بناء العراق الديمقراطي التعددي، على أنقاض الدكتاتورية ومؤسساتها وأجهزتها، يستوجب :
أولاً-تشكيل حكومة ديمقراطية إئتلافية مؤقتة من القوى والتيارات الأساسية في البلاد، تعد لأجراء إنتخابات حرة ونزيهة وفقاً لقانون إنتخابي ديمقراطي تصدره الحكومة نفسها وتحت إشراف الأمم المتحدة لإنتخاب مجلس تأسيسي، ويقوم هذا المجلس بسن دستور دائم للبلاد يشرع لإقامة نظام ديمقراطي يؤمن حرية التنظيم الحزبي والنقابي والمهني والإجتماعي، وحرية الصحافة والتعبير عن الرأي، وحرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية والقومية، وإلغاء التمييز بكل أنواعه- القومي والديني والطائفي. دستور يعتبر كل المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان جزءاً منه، ويقر بشكل واضح وصريح الفصل بين السلطات الثلاثة، ويؤكد بجزم إستقلال القضاء عن السلطة التنفيذية.
ثانياً-تصفية الدكتاتورية تماماً وإنهاء الأوضاع الإستثنائية والشاذة التي فرضتها،وذلك بإلغاء جميع القوانين والمؤسسات والأجهزة المرتبطة بها، وإصدار عفو شامل عن السجناء والمعتقلين السياسيين وعن جميع ضحايا الحكم الدكتاتوري وإعادة الأعتبار لهم، وإلغاء قرارات التهجير وتأمين عودة المهجرين وضمان حقوقهم كاملة، وإتخاذ التدابير والإجراءات الكفيلو بإزالة كل اَثار الدكتاتورية وأساليبها.
ثالثاً-الإعتراف بالحقوق القومية العادلة للشعب الكردي، وحل القضية القومية حلاً ديمقراطياً على أساس الفيدرالية لأقليم كردستان والحقوق القومية والثقافية للتركمان والآشوريين والكلدان، وإزالة كل ما يعرقل إحترام التنوع القومي والديني والمذهبي والطائفي.
رابعاً-التمسك بمبدأ التداول السلمي للسلطة، ونبذ العنف، واللجوء الى الطرق الديمقراطية السلمية في معالجة الخلافات والمشاكل التي تنشأ بين القوى السياسية.
خامساً- إعمار البلاد وإعادة بناء إقتصادها الوطني وفقاً للأولويات التي تعنى برفع معاناة الشعب وتحسين مستواه المعيشي، والدفاع عن مصالح العمال وفقراء الفلاحين والموظفين وسائر المنتجين، وصياغة سياسة إقتصادية تنموية تعالج مشكلة البطالة وتؤمن الضمان الإجتماعي وتحقق النمو المتوازن للقطاعات الإقتصادية المختلفة وتوزيعها الجغرافي، وإتباع سياسة نفطية عقلانية تقلل تدريجياً من إعتماد الإقتصاد الوطني على عوائد النفط، والإستفادة من أمكانيات الرأسمال العربي والأجنبي..
وبعد سنتين،عالج المجلس الحزبي العام الخامس للحزب، تموز 1999، أوضاع المعارضة، وبحث في تحريك أجوائها الراكدة، على ضوء سعيه الى تطوير نشاط قوى التيار الديمقراطي، ومبادرته بالتوجه نحو القوى الإسلامية واللقاء مع قادتها، ومع أحزاب وقوى التيار القومي العربي، والجهود التي بذلها من أجل المصالحة الوطنية في كردستان العراق ولتفعيل دور الأحزاب الكردستانية في إطار المعارضة العراقية. فأطلق الحزب مبادرة جديدة، يصيغة نداء الى جماهير الشعب، والى سائر القوى الوطنية، وأطراف المعارضة العراقية بمختلف إنتماءاتها وإتجاهاتها، يدعوها فيه للأرتقاء الى مستوى مسؤولياتها التأريخية، وتجاوز حالة الفرقة والتبعثر، والإستجابة الى تطلعات شعبنا بالإتفاق على قواسم مشتركة تشكل أساساً لخطاب سياسي موحد يقوم على الثوابت الوطنية وإستقلالية القرار السياسي المعارض.
ولفت النداء الإنتباه الى أن التطورات الحاصلة واَفاقها المحتملة تطرح بإلحاح على أطراف المعارضة الوطنية،اليون أكثر من أي وقت مضى، مهمة الإرتقاء الى مستوى مسؤوليتها التأريخية، وإن الحزب الشيوعي العراقي، إنطلاقاً من شعوره بحجم المخاطر التي تتهدد شعبنا ووطننا، وبضرورة الخروج من هذه الحالة، والإستجابة لتطلعات شعبنا، يدعو سائر الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية بمختلف إنتماءاتها وإتجاهاتها للإلتقاء على قواسم مشتركة تشكل اساساً لخطاب سياسي موحد يقوم على الثوابت الوطنية وإستقلالية القرار السياسي المعارض.وهنا يؤكد حزبنا على مشروعه الوطني الديمقراطي السالف.
الموقف من الحصار الإقتصادي الدولي
نصت "الوثيقة البرنامجية" للحزب الشيوعي العراقي،التي أقرها المؤتمر الوطني الخامس للحزب،1993، على الشعارات الرئيسة التالية:من أجل إستنهاض شعبنا، ورفع الحصار الأقتصادي عنه، وإسقاط الديكتاتورية، وإقامة العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد، والدفاع عن مصالح الكادحين.وطالب "المشروع الوطني الديمقراطي" للحزب، الذي أقره المؤتمر الوطني السادس،1997: بالعمل على رفع الحصار المفروض على بلادنا، وإلغاء جميع العقوبات الدولية بما يضمن مصالح الشعب والسيادة الوطنية.وندد المؤتمر الوطني السادس بالعراقيل التي وضعها ويضعها نظام صدام حسين والإدارة الأمريكية أمام التطبيق الكامل والسليم للقرار 986، والتي تشدد محنة الشعب المعيشية وتفاقمها، مؤكداً في الوقت ذاته ان تنفيذ هذا القرار ليس بديلاً عن رفع الحصار الإقتصادي عن الشعب، وأن النضال سيتواصل من أجل تحقيق هذا الهدف فوراً، دون قيد أو شرط وبإشراف الأمم المتحدة.وجدد المؤتمر الوطني السابع موقف الحزب من إستمرار الحصار الإقتصادي والتلاعب بتطبيق القرار 986، مشيراً الى أن حصيلة 11 سنة من العقوبات الإقتصادية الدولية المفروضة على بلادنا، بينت بان الشعب العراقي هو ضحيتها الأولى والكبرى، وقد دفع ويدفع ثمنها باهضاً في معاناته المتعاظمة، وفي ما لحق بقاعدة البلاد الإقتصادية بسببها من أضرار جسيمة، وفي ما تسبب لعموم قواها وقدراتها من إهدار وتعطيل.وفي ما تركت في نسيج المجتمع من اَثار مدمرة.وكشفت الحصيلة المروعة بجلاء كامل الطابع الوحشي للعقوبات الإقتصادية، التي عمدت الدول الإمبريالية، خاصة الولايات المتحدة في العقود الماضية، الى فرضها على الدول الأخرى بدعوى " معاقبة حكامها الديكتاتوريين"، وأسهمت هذه الحصيلة من ثم بنصيب حاسم في تقويض القاعدة " الأخلاقية" لهذا النوع من العقاب الجماعي الذي لا يعدو كونه وسيلة لأملاء الإرادة على الغير.
وأوضح التقرير السياسي للمؤتمر الوطني السابع، وهو اَخر مؤتمر، وقوف الحزب منذ وقت مبكر الى جانب رفع العقوبات الإقتصادية عن شعبنا دون قيد أو شرط، وفي الوقت نفسه إعتبر قرار مجلس الأمن رقم 986 وتطويره اللاحق في القرارين 1153 و 1284، وبعض الإجراءات الأخرى، خطوات نحو التخفيف من معاناة شعبنا.غير ان الآمال التي علقت على تطبيق هذه القرارات،التي إنتقد الحزب، في الوقت نفسه، عيوبها ونواقصها، لم تتحقق إلا جزئياً.ولم يطرأ تغييراً جوهرياً على الحصة التموينية الشهرية، بموادها وكمها ونوعها. وفوق ذلك عمدت سلطات النظام الى التلاعب بمواعيد توزيع الحصة، وبأوزانها وبموادها،أو الغش في نوعيتها، الى جانب إستخدام البطاقة التموينية سلاحاً لمعاقبة الكثيرين من أبناء الشعب، الذين ترتاب في ولائهم لها( بحجبها عنهم)، وأداة لمكافأة الأعوان( مضاعفة كمياتها).
ولم يفت الحزب الإشارة الى إن سلوك النظام هذا، المستهتر بالشعب، لا يعفي الحكومتين الأمريكية والبريطانية من قسطهما الكبير في المسؤولية عن معاناة شعبنا، ليس فقط بإصرارهما على إبقاء العقوبات المؤذية له أساساً، بل كذلك من خلال رفض ممثليها في لجنة العقوبات الكثير من العقود التجارية،أو تأجيلها،أو تجميدها،أو التلكوء في إجازتها.ولعل أقطاب النظام وجدوا في تعامل الحكومتين هذا وسيلة مريحة لا تثير الشبهات لتنفيذ توجههم الرامي الى زيادة حجم المليارات المجمدة ما أمكن، بما يديم من جهة شقاء العراقيين،الي يحتاجون إليه في متاجراتهم السياسية، وبما يكوٌن، من جهة ثانية، إحتياطياً مالياً كبيراً تحت تصرفهم في حال تغيرت الأوضاع ورفعت العقوبات عنهم.وقال: لقد أثخنت العقوبات الإقتصادية الدولية شعبنا بالجراح، وأتاحت للحكام، الذين بذلوا كل جهد لمفاقمة عواقبها، فرصاً لم يكونوا يحلمون بها، ليس فقط للإفلات من العقاب، بل ولإرهاق شعبنا وتكبيله بالمزيد من القيود، وشكل حركته ونضاله ضد نظامهم. ومطالبة حزبنا برفع هذه العقوبات عن الشعب إنما إنطلقت من إدراك ان ذلك سيمكنه من النهوض في وجه الدكتاتورية بقوة أكبر وبعزيمة أشد، ومن تصعيد الكفاح الذي لم يكف عنه يوماً، من أجل التغيير الديمقراطي في العراق.
ولعل من زار العراق مؤخراً قد إطلع على حجم الدمار والخراب الشامل الذي سببه إستمرار الحصار الإقتصادي الدولي، وإستغلاله من قبل النظام الدكتاتوري البائد لإطالة أمد بقائه على دسة الحكم،لدرجة أنه كان مستعداً،من أجل هذا الغرض، الى تسليم العراق أرضاً بلا بشر،وأمعن في تمزيق النسيج الإجتماعي العراقي الأصيل، وتحطيم نواته الأسرة، غارساً التخريب والتشويه والمسخ والإفساد والرذيلة وكل أشكال الفساد والجريمة المنظمة،مغرقاً المجتمع العراقي بكم هائل من الظواهر الإجتماعية الشاذة والغريبة عنه !
- يتبع-



#كاظم_المقدادي (هاشتاغ)       Al-muqdadi_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى السبعين لعيد ميلاده الأغر: الحزب الشيوعي العراقي ي ...
- خصوصيات عيد المرأة العراقية لهذا العام
- في الذكرى السبعين لعيد ميلاده الأغر: الحزب الشيوعي العراقي ي ...
- لمصلحة من يتجاهلون التلوث الإشعاعي ؟!!
- لمصلحة مَن الإساءة للحزب الشيوعي العراقي اليوم ؟!!
- قرار رجعي وظالم ومجحف!
- على ضوء نتائج أحدث دراسة ميدانية علمية: متى تنفذ منظمة الصحة ...
- عقبال العيد الذهبي !
- مجلس الحكم مطالب بالإرتقاء الى مستوى التحديات والأخطار -الإن ...
- الى أنظار مجلس الحكم الإنتقالي العراقي: التلوث الإشعاعي وأضر ...
- الملف الأمني ومجلس الحكم اعتماد العراقيين علي قواهم الذاتية ...
- غبار اليورانيوم يسمم الحياة في العراق والخليج
- عودة أصحاب الكفاءات العلمية بين حاجة الوطن والمصلحة الذاتية
- مهمة إنقاذ أطفالنا لا تكتمل من دون تنظيف العراق من مخلفات ال ...
- الملف النووي الدولي والإزدواجية الأميركية
- إستحداث وزارة للبيئة ضرورة اَنية ملحة !
- الموقف من قضية المرأة العراقية
- الى متى يبقى أطفال العراق ضحايا لمخلفات الحرب ؟
- إنتشار التسمم الإشعاعي في التويثة وقوات الإحتلال لا تحرك ساك ...
- لمناسبة الخامس من حزيران- يوم البيئة العالمي تجاهل التلوث ال ...


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم المقدادي - في الذكرى السبعين لعيد ميلاده الأغر:الحزب الشيوعي العراقي يربط الديمقراطية بلقمة الخبز والحياة الحرة المرفهة -3 -