أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - محادثة صباحية مع ناصر عطالله














المزيد.....

محادثة صباحية مع ناصر عطالله


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 08:53
المحور: الادب والفن
    


محادثة صباحية مع ناصر عطالله

تردّدتُ كثيرا قبل الاتصال بالشاعر والأديب الفلسطيني "ناصر عطالله"، والذي يعيش بغزة هاشم، لأني لم أكن أريد أن أصدَم أو أسمع خبرا، قد يعكّر صفو حياتي، ليس أني أشعر بخير وغزة تنزف دمًا وألمًا وتحترق أمامي، ولكني أحاول أن أتعايش مع الوضع من خلال الاشتراك، وتنظيم المظاهرات الاحتجاجية بالرملة واللد وتل أبيب، هذا أقل ما يمكن عمله بالمرحلة هذه، وبعد أن طمأنني على أسرته سألته عن صديقتي الشاعرة منال خميس، والتي انقطعت أخبارها فجأة، وافاني بخبر استشهاد سِلفها.
لكن كيف/ ولماذا/ وهكذا....
دون تفكير قلت له: لمَ لا تنتقلون للحياة برام الله، فمدينة رام الله أكثر أمنا.
أجابني: وهل يستطيع مليون ونصف فلسطيني الانتقال هكذا من غزة لرام الله؟
لم أستطع إكمال الحديث معه عبر الهاتف، فكلي بدأ يرتجف، وفكرت كيف عساني أصل لغزة هاشم الآن، بل واليوم، لأبحث عمّا تبقى لي بغزة!
بدون تفكير اعتمرتُ بالحطة، الكوفية الفلسطينية، ووضعت بطاقة الصحافة الحكومية بجيبي، والقليل القليل مما تبقى معي من نقود، وبعض الحلوى والملابس والطعام والهدايا الرمزية والبالونات، وقررت أن أقضي اليوم مع أطفال غزة، ممّن يتلقون العلاج بأحد المشافي الإسرائيلية في تل أبيب، والذي بات يربطني بأغلبيتهم علاقة ود وصداقة!
وبما أني لا أملك رخصة قيادة، ولا حتى رخصة للركوب على حصان أو جمل أو دراجة أو حتى حمار، فكان من الطبيعي جدا أن أستقل سيارة أجرة للمحطة المركزية بتل ابيب، ومن هناك علي فقط أن أنتظر باص 37 ، ليوصلني للمستشفى.
ورغم أني أسافر كثيرا عبر المحطة المركزية، لم يتمّ أبدا توقيفي أو تفتيشي، إلا أن هذه المرة كانت مغايرة، فقد طلبت مني واحدة من المسؤولين عن الأمن خلع جاكيتتي للتفتيش الدقيق!
سألتها: أمِن أجل الحطة الفلسطينية التي أعتمرها هذا التفتيش؟
قالت: نعم وهذه وقاحة، أنت في دولة إسرائيل.. بطاقتك أين؟
أخرجت لها بطاقة الصحافة!
قالت: ألا تخجلي من التعاطف مع العدو وأنت إسرائيلية؟
تابعت السير، فأنا لا أملك وقتا لأضيعه على أمثالها!
وصلت المستشفى، ووزعت ما معي من حلويات وهدايا على الأطفال الفلسطينيين، وأثناء ذلك، وأنا أوزّع الهدايا، مرّ بجانبي طفل يهودي وطلب بالونا، أعطيته بالونا وابتسمت، فهو طفل، ولا يُقال لا لطفل.
لكن...
تساءلت في سرّي، وبسمة تملأ وجهي بلبلة:
هل يا ترى، هذا الطفل اليهودي عندما يتعافى ويكبر، سيتجند ويقتل طفلا فلسطينيا، أو ربما يقتل مَن جاوره في غرفة المستشفى حين كانا مريضين؟



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنّه اللّيلُ يا أحمق!
- ظاهرة تشغيل فتيات قاصرات من الضفة والقطاع بالدعارة
- الكلّ يتقيّأ الحياة
- حكاية نجمِ حبٍّ خالد
- درويش انهض
- درويش.. إنهض
- حلمي: تكريمي وزيارتي وتوأم فرحي
- رَحَلَ فؤادُ
- اطفال يناشدون الحياة
- المخرجة ابتسام مراعنة -حان الوقت أن نرتدي لباسا أنظف-
- مهرجان المرأة العربية
- مأساة حي - ساميخ حيت-: الظالم والمظلوم فيه مستهدفون من الشرط ...
- يقتل القتيل ويمشي في جنازته؟!
- اعترافٌ يُمَرْمِرُ رائحةَ العتمِ
- -فقدت برائتي وطفولتي-
- وداعاً أيها الفارس الى موسى ابو كشك
- أعطونا مسرحاً نسوياًنعطيكم إبداعاً وحياة وتحرير وعلاج
- عنف وتخريب)عائلة المربوع تعيش المأساة
- حي او مخيم لاجئين؟
- تعيين جمعة الزبارقة مديرا للمدرسة الشاملة -أعد بمستقبل زاهر ...


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - محادثة صباحية مع ناصر عطالله