أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم عبد مهلهل - انظر إلى غزة ...أنظر إلى العربي....!














المزيد.....

انظر إلى غزة ...أنظر إلى العربي....!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2513 - 2009 / 1 / 1 - 04:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم تكن غزة ضحية لأنياب الذئب ، لينهش فيها ما يتمنى ويبغي ، بل أن العربي بشخصيته ضحية لما جُبلَ عليه وولد فيه وبعث من اجله ، وكأن الكتب التي أنزلت في هذا المكان بدءاً من الكتب المختفية أيام سليمان وداود وألواح أنبياء سومر واشور وبابل ومروراً بالتوراة والتلمود والزبور والإنجيل وحتى القرآن الكريم. قد قدرت علينا أن نكون المكان الجاذب لكل خيول تتمنى الصهيل في باحة بيتنا ، لهذا فقد ورثنا الغزاة والأباطرة الغرباء والحروب المستوردة كما يرث الابن بيت أبيه ، وقد عشنا مع هذا القادم ألينا بثقافة الدبابة والفكر لنجعله لباساً وطنياً لنا ، نزايد عليه ونصنع في الضد منه مفاخر أمم كنا ننتمي أليها ثم علاها الغبار والصدأ وصارت من أساطير الأوليين ، ولكننا لم نغادر دائرة الحنين إليهم لنضعهم في صدر صفحات كتبنا المدرسية ، وإذا أردنا أن نسكت أوربياً ونصفعه نقول له :اسكت فقد كنا نملك ابن الهيثم والكندي والرازي وزرياب..
يضحك ويرد : ولكنكم لم تمتلكوا توماس أديسون ، ولويس باستور ومدام كوري ونيل ارمسترونغ وبيتهوفن.
وهكذا نستكين مثل كل مرة إلى قدر الكراسي. وأعني النظم الحاكمة التي تتاجر بالخطاب أكثر مما تتاجر برغيف الخبز وتتاجر بالبندقية أكثر مما تتاجر بدمى الأطفال ، وقٌد ورثنا من تلك المنابر الثقافة الحماسية وكتم الحلم وأشياء تجعل أكفنا تصفق دون أن ندري.
في العصر الحديث بدأ الحلم العربي مع الثورة العربية في الحجاز أثناء الحرب الكونية الأولى ، وهي ثورة ليست صافية مائة في المائة كما ثورة الحسين ( ع ) أو القرامطة أو أكتوبر أو ثورة هدم الباستيل ، بل كان الظل البريطاني يتبعها من خلال خطط ومشورة الجاسوس الإنكليزي لورنس ، ولهذا عندما نجحت الثورة لم ينل العرب استقلالهم بل وقعوا ضحية مكيدة سايس ــ بيكو فبقينا كما نحن ، ملوكا وأقاليم منتدبة وتعيش حلم الوعد بالحرية والاستقلال ،فكان نتاج ذلك عشرات الثورات والانقلابات وتغيير النظم ،ومنها ما تمخض عن قيام دولة جديدة في الجسد العربي في قصتها المعروفة في مؤتمر بازل ووعد بلفور لتؤسس ما كنا نقراه في كتب المدرسة ب( دويلة إسرائيل ) في تصغير لهذا الكيان واستخفاف به بالرغم من انه هزمنا في اكثر من حرب واستقطع من بلداننا المستقلة اكثر من ارض ، كما في سيناء والجولان والجنوب اللبناني.
وهكذا منذ عام 1948 عشنا محنة ضياع وطن ، وعاشت فلسطين في ضمائر الطفولة قبل الكهولة لأنها كانت تصدح كل صباح في نشيدنا المدرسي وفي اقتسامها لقوتنا اليومي عندما كنا نجلب الطحين والسمن والسكر من بيوتنا الفقيرة ونتبرع فيها لدعم المجهود الحربي ، وكنا نقتطع من يومياتنا البائسة لنشتري طابع العمل الفدائي.
عشنا مع فلسطين وياسر عرفات وجمال عبد الناصر وليلى خالد وغسان كنفاني وصوت فيروز وأم كلثوم تواريخ مضطربة ومليئة بوعود العودة والتحرير والعمليات الجريئة واختطاف الطائرات.
لكن الحلم بقي حلم حتى مع تطور سبل المقاومة ودخول الحجارة كخيار بديل للبندقية ، ومن ثم جاءت صواريخ القسام التي تدفع غزة اليوم ثمن سقوطها على فناء المستعمرات وضواحيها ولتقتل إسرائيليا واحدا ،وليموت بدله مئات الفلسطينيين كما يحدث في غزة اليوم.
هذا المختصر المفيد لقضية تتشعب فيها رؤى الوجود والمقاومة والدوافع ، تعيش اليوم تطورا جديدا ربما سيلغي فوران جانب من جوانب المقاومة إلا وهي المقاومة الدينية المتمثلة في حماس ، الفصيل الثوري المعاند الذي انشاه الشيخ الشهيد احمد ياسين وليسيطر على الساحة الفلسطينية وليزيح المقاوم التاريخي (فتح )وينجح في انتخابات الشارع الفلسطيني ،ولأن حماس لم تؤمن بضرورة الحوار إلا في شروط الانسحاب الواضح ، فقد كان عليها أن تقابل الماكينة الحربية الإسرائيلية لوحدها ، ولكن في حسابات غير متوازنة ( أقتل مستوطنا ، تخسر 1000 شهيداً غزاوي).
وهاهي المدينة المبتلاة تدفع ثمن أيمانها بنهج من مناهج المقاومة ، ثمن ليس بالسهل ، فيما العرب العتاة المبتلون بأشياء لا تحصى من مشاكلهم التي تصنعها النظم ودبابات العولمة والأزمة المالية لا يملكون غير التقارير الأخبارية والبطانيات وشاحنات الأدوية ، تصل أو لا تصل لا يهم ،المهم إن نشرات الأخبار تحدثت عن شحنة غذائية وطبية تحركت بعشر شاحنات ووقفت تنتظر الفرج عند معبر رفح.
غير أن معادلة غزة والجفن العربي ، هي معادلة أخرى يغرقها الدمع وضيق اليد والمؤتمرات الطارئة ، وفي النهاية لاشيء يحدث ، ستهدأ العاصفة في انتظار عاصفة أخرى وضحايا جدد..!

زولنكن في 31 كانون الثاني 2008



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة الباطن الروحي ( للمغربي ) شكسبير وتنظيم القاعدة...
- عيد ميلاد مجيد يا أهل ناحية الحَمارّْ ....
- طالما .. العراق حيٌ ..فأنت الحي وليس فلوريدا...
- قيصر والعراق وحبة التين
- الحسين ( عليه السلام ) ، وغاندي ( رحمهُ الله ) ، وكارل ماركس ...
- أشراقات مندائية
- شيء عن السريالية ، والغرام بالطريقة التقليدية...
- الفصيحُ لايشبه الصفيح .. وحنيفة لايشبه الصحيفة ....
- من أمنيات الترميذا يوشع بن سهيل
- الصابئة المندائيون وسوق الشيوخ وتشريفات القصور الرئاسية...
- ميثلوجيا العدس
- التاريخ الوطني لشركة أحذية باتا...!
- الانتحاريُ الجَميلْ ..وجَنتهُ التي عَرضُها السَمواتُ والأرضْ ...
- طلبان كابول ، وشرطي من أهل السويج ...
- فلفل أحمر .. وكحل تحت عيون نادية لطفي ...
- خذ من عينيَّ قصيدتكَ .. وأشعلْ قمراً في البابِ الشرقي...
- كم كانت أحلامنا جميلة ..!
- أعلان ضد الأفلام الأباحية ( وهَتك الجسد )..!
- سعر برميل النفط في 1 شباط 2009
- البصرة .. الأقليم والبهارات وحسين عبد اللطيف..


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم عبد مهلهل - انظر إلى غزة ...أنظر إلى العربي....!