أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبعوب - دعم التطرف ووأد الاعتدال.. حوادث يفرن نموذجا














المزيد.....

دعم التطرف ووأد الاعتدال.. حوادث يفرن نموذجا


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 2513 - 2009 / 1 / 1 - 03:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف يمكننا أن نفهم ما جرى في مدينة يفرن (غرب ليبيا) قبل أيام، على ضوء ما يطرح من توجهات جديدة على الساحة الليبية تنبئ بانفتاح على الرأي الآخر ، وإشاعة جو من التسامح وفتح هامش واسع من حرية إبداء الرأي .

إن ما جرى في يفرن قبل أيام يعيدنا إلى المربع الأول الذي كنا نعتقد أننا قد خرجنا منه دون عودة، فمظهر الركون للعنف والتهديد به كأسلوب بديل للحوار كنا نعتقد أنه أصبح من التاريخ، وأن مقارعة الحجة بالحجة والرأي بالرأي هو الأسلوب الجديد والناجع الذي يمكن أن يراكم ويبني ثقافة أصيلة ويجذرها في قناعات الناس.. ويقطع الطريق عن التطرف والمتطرفين مهما كانت توجهاتهم..

تشكل مظاهرة التهديد واستعمال العنف التي استهدفت بيوت محددة بمدينة يفرن على خلفيات أفكار وأطروحات أصحابها المتطرفة والمتناقضة مع توجهات المجتمع في ليبيا، أقوى دعم لهم ما كانوا ليحلموا به، ولا أستغرب أن يكونوا هم من أوحوا لبعض المرتبطين بهم، والذين يبدون عداءا مزورا لأفكارهم بتنفيذ هذه التظاهرة المسيئة لسمعة ليبيا ولتوجهاتها الجديدة نحو بناء مجتمع السلم وحرية الرأي.

كيف يمكن لأي أمازيغي أن يفهم ما جرى على أنه فعل شرعي وقانوني؟؟ وكيف يمكن للمعتدلين من الأمازيغ أن يصمدوا أمام تيار المتطرفين الذين مكنتهم تظاهرة يفرن التهديدية من ورقة قاتلة يمكنهم بها نسف كل مشروع للحوار وإعادة ترميم جسور الثقة والتفاهم بين هذه الأقلية وبقية شرائح المجتمع؟

إن أحداث يفرن لا يمكن فهمها إلا على أنها مؤامرة مدبرة لخدمة المشروع الأمازيغي المتطرف الشوفيني الذي يريد جر هذه الفئة من المجتمع الليبي إلى الاحتراب مع مجتمعها وخلق بؤر للتوتر خدمة لأطراف خارجية، وما جرى يقدم حججا قوية يمكن للمتطرفين الأمازيغ استخدامها لدعم وجهات نظرهم المعادية لتلاحم المجتمع الليبي والساعية إلى إشعال فتنة عرقية لا تخدم أي أقلية أو أكثرية.

إن تفكيك الخلايا الداعية للفتنة ومحاصرتها ونبذها من المجتمع وشل فاعليتها لا يتم عبر التظاهرات العنيفة والتهديد باستعمال القوة، بل بدحض مشروعها بالحجج الدامغة وكشف حقيقته للقراء والمتتبعين له عبر وسائل الإعلام والحوار والملتقيات دون المساس بأي منهم مهما كانت أطروحاته، فهذه الفئة الضالة عن مجتمعها المقطوعة الجذور هم في واقع الأمر نتاج لفترة فراغ ثقافي وجمود فكري مرت بها بلادنا لعقود، كما أنهم أمام هذا الفراغ قد انساقوا وراء المشاريع الأمازيغية المتطرفة التي تغزوا منطقة المغرب العربي، وهي مشاريع من السهل دحضها وإقناع الناس بعدم جدواها وخطورتها على مستقبلهم.

ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى أن للأمازيغ مطالب وآراء موضوعية ومعتدلة لابد لنا من أن نتفهمها وأن نمكنهم من هامش واسع للتعبير عن ثقافتهم وتطويرها وبعثها من جديد دون المساس بوحدة المجتمع وأمنه ووحدته، وهي مطالب وإن تزامنت مع مشروع استعماري لبلقنة منطقة المغرب العربي وتفخيخه بالفتن العرقية، فيجب علينا ألا نربطها بهذا المشروع وأن نأخذها على أنها حق مشروع لجزء من مجتمعنا ، لأنها مطالب تثري المشهد الثقافي في ليبيا والمنطقة بأسرها وتعطيه لونا جميلا وبعدا إنسانيا كان دائما عنوانا للحضارة العربية المتنورة التي حققت تعايشا سلميا وحضاريا بين عشرات الأعراق والثقافات على مدى قرون..





#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدومن .. الى متى تبقى أسيرة اللعبة الأمريكية؟
- البحر الاحمر .. من المسؤول على تدويله
- انهيار الاقتصاد الأمريكي يؤذن بنهاية الرأسمالية، ويؤكد حاجة ...
- الصمود الاستراتيجي في وجه الشر الاستراتيجي
- حتى لا يتحول الأمازيغ الى حصان طروادة
- وما هي مصلحة العراق في مصافحة الإرهابي باراك؟!!
- الاتفاقية الامريكية الامريكية
- إسرائيل تتحصن داخل الاتحاد الأوروبي.. ماذا يفعل العرب؟!
- محكمة الحريري مدخل لتوسيع حزام النار في المنطقة..
- احب العراق.. آكو حد يعوف العراق!!!
- (وإذا ابتليتم فاستتروا..)
- الموسيقى هوية انسانية
- الحرية لآمنة منى
- ايها الفلسطينيون الزموا بيوتكم حتى يغادرها
- الحوار الاسلامي المسيحي : التسامح والحوار هو الطريق الى مستق ...
- الحوار الاسلامي المسيحي : التسامح والحوار هو الطريق لمستقبل ...
- هل المرأة انسان حقيقي!!!
- عندما يتحول الايمان الى عصاب
- دفاعا عن العربية


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبعوب - دعم التطرف ووأد الاعتدال.. حوادث يفرن نموذجا