أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال نعيسة - الرئيس المبارك والضوء الأخضر لذبح القطاع














المزيد.....

الرئيس المبارك والضوء الأخضر لذبح القطاع


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2513 - 2009 / 1 / 1 - 04:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


استبشرت خيراً، وأنا المتسمر كسجين لا يقوى على حراك، أمام شاشات التلفاز، حين أعلنت القناة الفضائية إياها، وما غيرها، "واللي بالكم منها"، بأن المومياءات المسجاة أبداً على صدور هذه الأوطان قد تحركت أخيراً، وأن سيادة رئيس الجمهورية "العربية المستعربة"، سيلقي خطاباً هاماً يتناول فيه الأزمة والوضع المستعصي في غزة، ويعلن فتح المعبر المستعصي على فتوحات الأشقاء. ونازعتني النفس الشريرة الآثمة، الأمـّارة بالمساوئ الكبرى الممنوعة وبالأحلام وبالشكوك الدونية وسوء الظنون القومية، بأن هناك في هذا العالم المتعورب حصارياً، والمثقل بحكايا التواطؤ والغدر والخيانة الغريبة، من قد صحا من غيبوبته الكبرى، وغفوة أهل الكهف والمخابئ والمغارات، ولا بد أن تصحيحاً للأمر سيتم في هذه اللحظات "الآثمة" من تاريخ "أمتنا العربية والإسلامية" المجيد حسب خطاب "القوميين أو القاعدين" العرب ولا فرق. وحلمت عندها بأن المعابر ستفتح، والأسلاك الشائكة ستقطع، والموانع سترفع، والمواد الغذائية والأدوية والمؤن والمساعدات ستتدفق عبر المعبر المغلق بأمر الفرعون الأكبر منقرع، والذي بات- المعبر- يشكل حالة عصابية حصارية طروادية تاريخية أخرى لدى عموم العرب والمسلمين والفلسطينيين لا تخترقه سوى سنابك الخيول الفرعونية المحكومة بالتزامات ومواثيق مع الشقيقة التوراتية. فالمعبر غدا رمزاً للحصار العربي العربي، وللموت العربي العربي وللكيد والنكد والترصد والنفوس المتربصة، وعنواناً للموت البطيء الذي يطال أطفال ونساء غزة وشيوخها الأبرياء المعدمين والفقراء.

غير أن تلك الأمنيات البسيطة لعربي بسيط ومخذول ومفجوع، على الدوام، لم يعد يحلم بأكثر من ذرات أوكسيجينية تحصيها عليه أنظمة البغي، والقهر، والتجويع والإفقار، قد تلاشت مع الأحرف الأولى والنبرة الكيدية المتوعدة ضد أهل غزة بمزيد من القهر والتنكيل والحصار، تماشياً مع ثقافة الصواريخ الذكية، والتي أثبتت المعارك أنها على قدر كبير من الغباء، إذ باتت تنهمر بلا هوادة، وبلا إحم ولا دستور، فوق رؤوس الأطفال والفقراء، ولا تميز بين شيخ جليل وطفل رضيع، ولم توفر حتى فتيات صغيرات وبريئات حيث طالت خمس زهرات جميلات استشهدن تحت أنقاض منزلهن الذي دمرته الصواريخ “الإسرائيلية”، وتم تشييعهن، كما نقلت المواقع الإليكترونية ومختلف وكالات الأنباء، في شوارع شوارع مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، وقد حـُملت تلك الجثامين البريئة الطاهرة، على الأكف والأكتاف، فيكا كان الأب المفجوع بفلذات أكباده يطالب بمحاكمة قادة العدو( من يحاكم من أيها الأب المسكين المتوهم الغلبان، هل تعتقد بأنك في جمهورية إفلاطون الغراء؟) نعم، لقد استشهدت الأخوات الخمس الطاهرات من عائلة بلعوشة على مرأى من، ومتابعة من هذا العالم الصامت المشارك في الجريمة الصهيونية الشنعاء، وقادة "الأمة" حسب خطاب شيوخ الإفتاء ووعاظ السلطان الذين يرغون ويزبدون حزناً على الشرف المراق في الفضائيات، ويتباكون على العفة والطهارة والبكارة والحجاب هم في غفلة قسرية عنه اليوم طالما أن حسناء الموساد تتنقل كالسندباد بين عواصم الأعراب والأشراف.

تلكم الفقيدات، اللواتي لم يثرن أي رد فعل في الخطاب إياه، هن جواهر (4 سنوات)، ودينا (8 سنوات)، وسمر (12 سنة)، وإكرام (14 سنة)، وتحرير (17 سنة)، قضين غدراً وغيلة، وهن في مراقدهن، في الغارة التي استهدفت مسجد “عماد عقل” الملاصق لمنزلهن، حسب ما أوردت الوكالات. لقد كـُنّ على موعد مع صباح مشرق جميل آخر، يكملن فيه واجباتهن المدرسية، ويلهون، ويعبثن بأشياء البيت الحزين، ببراءة الأطفال المعهودة، ويتناولن معا تلك اللقيمات المجبولة بالذل والخوف والحصار والعار وانقطاع الكهرباء وعز الدواء والغذاء، وانتظار المجهول المحمل بالرصاص، غير أن للشياطين، والمتواطئين، والأشرار كلمتهم العليا وكلمة الفقراء والمحاصرين هي السفلى، على الدوام، وقررت ألا توفر حتى هذه العصفورات الصغيرات. نعم لقد كانت كلمة "الريس" المقدام الهمام، ضوءاً أخضر لآلات الموت الشيطانية لتتابع حصادها الدموي، ولتلتهم المزيد من أجساد الصغيرات، غير آبهة بأنين الضحايا ونحيب الأمهات الثكالى المكلومات، لتقديمهن كأضحيات على مذبح بن إليعازر، وقيصر الموت المتعولم حذائياً الذي يفرك، فرحاً، بيديه، ويلوذ بصمت غريب ومريب ربما مباركة لهذا الإنجاز التاريخي لورثة أحفاد التوراة وأبناء عمومتهم في الوطن العربي الكبير المترامي الأطراف. فها هن فتيات فلسطين يذبحن ، ويستبحن على مرأى من النشامى والفحول القابعين في مخادعهم بانتظار إماءة الرضا من كاوبوي تكساس.

لقد أصابتنا كلمات المبارك بالألم الشديد والإحباط، وخلفت فينا مشاعر عميقة من اليأس والخذلان، و لتنطلق من بعدها، ولا ضير ولا بأس عليهم ولا هم يحزنون، طائرات الاحتلال لتعمل قتلاً في رقاب الأبرياء. وها نحن ننتظر اليوم، وبسببها مزيداً من أخبار القتل، وسفك الدماء، والموت الزؤام.

مشكلة العرب تتبدى اليوم، وأكثر من أي يوم مضى، بأنها ليست مع إسرائيل، بل مع العرب أنفسهم على الدوام، ولا عزاء للقوميين والمتأسلمين على الإطلاق. فالعرب، اليوم، هم أبطال العالم، بلا منازع، في فنون التجويع، والإفقار، والتآمر، والتواطؤ، والإذلال، والحصار.












#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء إنساني عاجل إلى قمة مجلس التعاون الخليجي
- أكثر من دعارة سياسية
- فصاحة رئيس
- الحرب على الحذاء
- خبر عاجل: قصف مصنع للأحذية جنوب بغداد
- أحذية الإذلال الشامل العراقية: أصدق إنباءً من الكتب
- غزوة الشيخ دقماق
- صلة الرحم الإليكترونية
- مصافحة الأزهر: انكشاف دور الكهنوت الديني
- الانهيارات المالية الكبرى: اللهم شماتة
- الحوار المتمدن: كلمة حق لا بد منها
- أيام الولدنة، ودهر المتصابين الطويل
- سماحة الإمام الأكبر شيخ الأزهر: تقبل الله طاعتكم
- غزّة تحاصرنا
- رسالة عتب رقيق لحوارنا المتمدن الجميل
- أوباما والمهام الأمريكية القذرة
- في الدفاع عن الباطنية
- ما قال ربك ويل لمن سكروا، بل للمصلينا
- رسالة إلى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود
- حوار ديني أم تطبيع سياسي؟


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال نعيسة - الرئيس المبارك والضوء الأخضر لذبح القطاع