أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الخزاعي - الشارع العراقي والأنتخابات البلدية















المزيد.....

الشارع العراقي والأنتخابات البلدية


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2513 - 2009 / 1 / 1 - 06:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تتهيء كل الكتل والقوائم والقوى السياسية العراقية اليوم لحدثها الأهم الذي سيتوج العام المقبل كأبرز حدث سياسي ينسج للعراقيين رؤيتهم المستقبليه الطامحة الى بنيــة ديمقراطية متماسـكة ، ربما ســتكون في مقدمة امهات الأنتخابات الديمقراطية في المنطقه ، واعني بهذه الأمهات ، لبنان والكويت وتركيا.
الشارع العراقي والبغدادي على وجه التحديد ، لم يلازمه ذاك الحماس الذي لازمه كظله في العمليات الأنتخابيه السابقه ، والمراقب لا يجد مشقة في الوصول الى هذا الأستنتاج السهل الذي يتجلى على ألسنة الناس المتخمين بلوعة مرة من وعود انتخابيه لم يتحقق ولو حدها الأدنى ، تلك الوعود التي ذابت في تيزاب المنافع الشخصية للمنتَخَبينْ ، كتل وقوائم وشخوص ، وكذلك التي غابت في جيوب الذين ركبوا موجة الديمقراطية وهم لا يتحلون بأي نفس من انفاسها . وحين تلوم الشارع الذي انتخب هذه الديناصورات الأكوله التي لا تعرف غير شراهة المنفعة ، حتى لو كانت على حساب الناس الذين ولوهم ما هم فيه من مسؤولية ، لا يلوح امامك غير جواب واحد : اتقشمرنه !!
أنه اعتراف لا تشوبه غير حسن نية ساذجة امتطت الوعي الأنتخابي للشارع العراقي بوجه العموم ، وكانت النتيجه ، هذا الرأي المقاوم والرافض للمشاركة في العملية الأنتخابية برمتها ، برغم ايجابيتها التي يفترض ان تنطوي على تطوير الوعي الأنتخابي بموجب تراكم الخبره والتجربه لدى الناخب والمنتخب على السواء في كل فصل من فصول العملية الأنتخابية ، سواء التي جرت او التي ستجري لاحقا.
الآن وقد بدأ العد التنازلي لزمن الأنتخابات البلديه ، اخذ هذا الموقف الرافض بالمساهمة في العملية الأنتخابية والذي شاع بين الناس ، يهتز ، وتظهر الى جواره بدائل تشير الى وجوب المشاركه ، ولكن بموجب انتخاب الأصلح ، القادر على ادارة الدوله وصنع القرار وتحقيق مصالح المواطن ، لامصلحته الشخصيه ، أو وضع الورقة ، بيضاء في الصندوق الانتخابي تعبيرا عن الرفض .
هذه الظاهره اخذت تشكل صورة وردية لوعي الشارع الأنتخابي الذي بموضوعيته المفترضه هذه ، أن تسمو العملية الأنتخابية الى اعلى مستوياتها، وهي بذلك تؤسس لمستقبل مزدهر بالموضوعية للتعاطي مع العمليات الأنتخابيه التي ينتظرها مستقبل العراق الواعد .
هذه الصوره العيانيه تشكل وجه من اوجه الأستعدادات الأنتخابية الجارية في العراق على العموم . وهي تعني التصور النسبي للشارع بشأن الكيانات التي زجت نفسها في العملية الأنتخابية عبر استعداداتها من خلال الدعاية الأنتخابية التي ضبطت بآليات وضعتها المفوضية العليا للأنتخابات ومنها على سبيل المثال ، عدم جواز استعمال الرموز الدينية في الدعاية الأنتخابية ، والذي وافقت عليها المؤسسات الرئاسيه الثلاث ، والتي توجها الشارع بقبول مطلق.
أما الوجه الثاني لما يجري فهي الصورة التفصيلية للمشهدية التي ذكرتها ، والتي تتمثل بالأنطباعات ، لا الحسية فقط ، ولكن الملموسة أيضا ، التي يقيم بها الشارع العراقي ، الكيانات التي بدأت دعاياتها الأنتخابية تغزو شاشات التلفزة المختلفه وارصفة وشوارع المدن و أزقتها وأماكنها العامة في كل العراق .
ما ترشح الى ذهني من تلك الأنطباعات التي يعج بها الشارع ، اجزم انه يشكل الوعي العفوي الذي يتصف بالسلامة والدقة بعيدا عن التنظيرات او الآراء الفوقية التي تتسربل بها كتابات الصحف ، او ما تعرضه الخطـب المخـــتلفة النوازع في المســــاجد او المجالس او الندوات المتلفزه لأقطاب تلك الكيانات .
وحتى اكون دقيقا ابدأ بألتقاط عينات تلك الأنطباعات من محيطي العائلي الذي يمتد الى أكثر من ثلاثة أجيال ، فالأحفاد قد بلغوا العشرات .
في الأنتخابات العامة التي جرت قبل ثلاث سنوات كنت اعجز عن اقناعهم بأنتخاب من انتمي أليهم ، ومحيطي هذا يعرف صدقيتهم من خلال صدقيتي التي لا أدعيها ، ولكنها كانت دوماً ولا تزال ديدني الذي ألتزم به بشغف كبير .وفعلا كانت اختياراتهم الأنتخابية قد صبت لصالح من قدموا وعودهم على طبق طائفي ، مداف بالعديد من التحريمات الدينية ان انتخبوا غيرهم .
وهكذا على حد التعبير الشائع هذه الأيام " قشمرونه " . المضحك اني غير متأكد من انهم لا " يتقشمرون " من جديد ، رغم تأكيدهم لي بأن جماعتك الشيوعيين هم اشرف وانظف الناس ، وهم المؤهلين بأمتياز لشغل مواقع المسؤولية .
وحين اتجاوز محيطي العائلي هذا الى الحياة العامة وأزج بأنفي في ما يجري من أحاديث ، لا فضولا من اجل الفضول ، ولكن من اجل ان استقصي الرؤا التي تستعصي احيانا على الأدراك ، بحكم المتغيرات اليومية للخارطة السياسية التي تترك بصماتها على حياة المواطن العراقي ، فأسمع من المواقف الكثير، ومن التقييمات ما يؤكد للسامع ، ان هذه التقييمات ليست محض موقف عابر، بل هي استخلاص للتجربة ارتباطا بالظاهرة الأنتخابية .
أن جمل " والله ضحكو علينه !! " او " خلي يمْشَون بوزهم بعد.. " او " بعد ما نتقشمر ! " رائجة ايام التهيئة للأنتخابات البلدية هذه . ولكن ليس من المعروف مدة انتهاء صلاحيتها. فليس من المستبعد ان تعود نفس الكيانات التي لم تف بوعودها الى الواجهات من جديد لتعود المياه الى مجاريها ويشطب كل ما قيل بالشارع من وعود بالرفض .
وليس غريبا حين تطالب هذا المواطن او ذاك بدواعي الرفض التي تصاعدت وتائرها لتقتحم كل سياجات الدولة وكياناتها السياسية ، بأن يجيبك وبلا تردد " لأن كلهم حراميه.. " او " لأن كلهم يدورون مصلحتهم وبس .." .
طبعا لي اشارة مهمة اتوج بها هذه المشهدية الغائمه ، وهي ان كل الذين تحدثوا بالنفس الذي اشرت اليه لاتربطهم اي مصلحة بالكيانات التي تمسك بزمام السلطه ، بل هم مواطنون عاديون لا يبغون غير الأمان وتوفير الخدمات وبناء العراق على أساس الوطنية المحضة ، وليس على الأسس التي روجت للدم والطائفية وبيع العراق للغادي والرائح بالمجان .
فهل تنتصر جمل " لأن كلهم حراميه ...." او " خل يمشون بوزهم .. " او " لأن كلهم يدورون مصلحتهم وبس..." فيختارون الأرجح والأمثل في تحقيق طموحاتهم في بناء عراق متوائم سعيد . ام تكبوا العزائم فيسود الحرامية من جديد !!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ سننتظر . فعند صناديق الأقتراع الخبر اليقين .



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الداد يا بغداد
- شهداءنا نار ازلية تنير الضمائر
- فنان من بلاد الرافدين
- هل أنصف الدستور العراقي المرأة ؟ نعم . ولكن.
- لنتضامن مع الأيزيديين في الشيخان وبقية مناطقهم في كوردستان ا ...
- ربيع لا يبارح واحتك ايها الشهيد الشيوعي صامد الزنبوري
- هل للقاء المالكي وبوش من علاقة بتقسيم العراق حسب توصية الكون ...
- ما هكذا تورد الأبل يا رئيس وزراء العراق
- ( يك ماله ( حديث للتجلي
- (أبو جميل ... أيها الألِق (رثاء للراحل القائد الشيوعي النصير ...
- (3)-- My year in Iraq -- قراءة في كتاب بول بريمر
- قراءة في كتاب بول بريمر -- My year in Iraq -- (2)
- قراءة في كتاب بول بريمر My ywar in Iraq
- رؤيا اليقين في قراءة المسودة البرنامجية للحزب الشيوعي العراق ...
- مساهمة في قراءة لمسودات وثائق الحزب الشيوعي العراقي المقدمة ...
- مساهمة في قراءة لمسودات وثائق الحزب الشيوعي العراقي المقدمه ...
- ستون عاما منذ أنعقاد أول مؤتمر لأتحاد الطلبة العام في الجمهو ...
- من سيعتذر للكاتب جاسم المطير يا حكومة العراق...؟؟!!
- لقــد إنتخبنـــا العـــــراق
- اتهامات الجلبي والشعلان تشبه ـ حرامي الهوش يعرف حرامي الدواب ...


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الخزاعي - الشارع العراقي والأنتخابات البلدية