أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - نحن أفضل من أمريكا وأحسن من الغرب .. ولو كره الكافرون!















المزيد.....

نحن أفضل من أمريكا وأحسن من الغرب .. ولو كره الكافرون!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2513 - 2009 / 1 / 1 - 06:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ساعات.. تغلق البشرية ملف عام 2008، الذى يلفظ أنفاسه الأخيرة، وتفتح ذراعيها لاستقبال عام 2009.
ولا تكتفى – فى هذه المناسبة – بلبس "الطراطير" ليلة رأس السنة وفتح زجاجات الشمبانيا أو الكركديه وغيره من المشروبات البريئة، وإنما تسبق تلك الاحتفالات الصاخبة – أو الصامتة – باستعراض شريط تذكارات العام الذى مضى، وإعداد جدول أعمال العام الجديد، وإجراء حسابات تباديل وتوافيق الفرص والتحديات على حد سواء.
وها هى وسائل الإعلام – على اختلاف مدارسها ومشاربها واتجاهاتها – مكتظة بملفات "الحصاد" و "التوقعات".
وكنت على وشك "التورط" فى هذه اللعبة، وشمرت عن ساعدى بالفعل كى أرسك "بورتريه" للعالم فى ظل التطورات السياسية "الميلودرامية" والتطورات الاقتصادية "التراجيدية" الراهنة، لكننى سرعان ما عدلت عن ذلك.
لماذا؟!
لأن القراءة السطحية والانتقائية لهذه التطورات تجعلنا نبدو على أفضل ما يرام، لدرجة تحتم أن "نبوس" أيدينا "وش وضهر". وهذه هى الرسالة التى وصلتنى أنا شخصياً من متابعة "احتفال" معظم وسائل إعلامنا بانتهاء 2008 واستقبال 2009.
فهذه الرسالة الضمنية تقول، أو تكاد تقول:
إن أهم حدثين فى 2008 هى انتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية خلفا للرئيس جورج بوش الابن.
والحدث الثانى هو الأزمة العقارية، والمالية، والاقتصادية الأمريكية التى سرعان ما تحولت إلى أزمة عالمية.
والحدثان – من منظور الرسالة الضمنية لوسائل إعلامنا – يدلان على أننا نحن المصريين والعرب "منتصرون" أو على الأقل أننا على صواب .
فالحدث الأول يعنى – فى رأيها – هزيمة "عدونا" جورج بوش الذى يعد الفوز الكاسح الذى حققه عليه باراك أوباما – ذو الأصول الأفريقية والإسلامية – انتصاراً لنا. أضف إلى ذلك أن بوش – الذى لم يكتف بمعاداة الشعوب العربية بل تطاول أيضاً على مقام معظم الحكام العرب – قد أنهى حياته السياسية بتلقى ضربة حذاء عراقية، عربية، من منتظر الزيدى.. فكيف لا تكون هزيمته انتصاراً لنا؟!
والحدث الثانى يعنى – فى رأى وسائل الاعلام العربية ذاتها – أن الاقتصاد الأمريكى الجبار – ومن ورائه اقتصادات دول الغرب المتقدم – يترنح بفعل زلزال الأزمة. أما نحن فليس لدينا أزمة.. ولم نعانى من إفلاس البنوك وانهيار الصروح المالية وإغلاق مصانع السيارات العملاقة التى تملأ شوارعنا "بفلوسنا".
وإذا تواضع البعض منا واعترف بأننا تأثرنا بالأزمة وأننا لسنا معصومين من التضرر أكثر وأكثر بتوابعها وتداعياتها، فانه يستدرك قائلاً : إن هذه الأزمة أثبتت عجز الرأسمالية، كما ثبت من قبل فشل الاشتراكية، ولهذا فإنها تبرهن على أن "الاقتصاد الاسلامى هو الحل".
فلماذا لا نبتهج ونرضى بحالنا.. فنحن المنتصرون والغرب هو المهزوم!
وغنى عن البيان أن الولايات المتحدة الأمريكية فى أزمة عميقة، وأن أمريكا جذبت الغرب وراءها إلى دوامة هذه الأزمة التى تعبر ضمن ماتعبر عن إخفاق الرأسمالية كنظام اقتصادى واجتماعى مولد للأزمات وصانع للتمييز الاجتماعى وزيادة الأغنياء غنى والفقراء فقراً، سواء على مستوى الدول أو على مستوى الأمم، لكن هذا كله لا يعنى أننا نحن المصريين والعرب على ما يرام.
فنحن – أولاً – قد تحولنا بفضل حكامنا العرب المتعاقبين – دون تداول سلطة – إلى مجرد ذيل تابع للغرب، تعطس أمريكا فيصاب الناطقون بالضاد بالسهر والحمى.
وإذا كان الغرب فى أزمة فإننا قد أصبحنا جثة هامة لا ينقصها سوى تحرير شهادة الوفاة.
ثم إنه لا يمكن اختزال حال الغرب فى أزمة بوش وأزمة الاقتصاد، والدليل على ذلك أن نفس عام الأزمات – أى عام 2008 – شهد تطورات بالغة الأهمية فى مجال العلم والبحث العلمى والتطور التكنولوجى رغم أن شبح الأزمة المالية والاقتصادية يخيم على معامل العلماء ويهدد بتراجع مخيف لميزانيات البحث العلمى لدرجة أن جامعة مهمة كجامعة هارفارد قد أعربت عن فزعها من ا لانكماش المروع فى حجم عوائد الأموال الموقوفة للانفاق عليها.
ومع ذلك حققت البشرية إنجازات مذهلة فى مجال العلوم والتكنولوجيا خلال عام 2008. وعلى سبيل المثال شهد مجال "النانو تكنولوجى" ثورة حقيقية. وشهدت تكنولوجيا الاتصال ثورة مذهلة. وهى ليست ثورة "نظرية" وإنما وصلت إلى مرحلة التطبيق والإنتاج التجارى والتسويق الفعلى. وعلى سبيل المثال فإن زميلى وصديقى جمال عنايت يحمل فى جيبه جهاز تليفون محمول استعرض لى خصائصه وقدراته العجيبة التى تجمع بين مزايا الاتصال التليفونى وبين تأدية وظائف التليفزيون والراديو وجهاز حفظ واسترجاع مئات المقطوعات الموسيقية، بل وتحديد الموقع الجغرافى لك على الأرض – أياً يكن مكانك – من خلال الاتصال بالاقمار الصناعية، فضلاً عن وظائف الانترنت فائق السرعة وتلقى وإرسال الخطابات الالكترونية فى التو واللحظة وغير ذلك من وظائف مدهشة. فهو ليس مجرد تليفون محمول "موبايل" وإنما هو جهاز كمبيوتر متحرك بالغ التقدم.
وليس هذا سوى غيض من فيض، فهناك ثورات فى مجال صناعة الخلايا الكهروضوئية التى ستتكفل بتوفير طاقة كهربية جبارة من أشعة الشمس، ستكون لها تأثيرات جذرية تغير خريطة الطاقة، ومن ثم التنمية، فى سائل أنحاء العالم.
وعلى ذكر الطاقة .. فإن الصين أصبحت على وشك إنتاج سيارة تعمل بالكهرباء، وستكون لذلك تداعيات مذهلة ليس فى عالم السيارات فقط وإنما فى عالم الاقتصاد والسياسة أيضاً.
وهناك ثورات موازية فى مجال علوم الوراثة توحى بأننا على مشارف عالم جديد تماماً تحكمه علاقات غير مسبوقة.
وإلى جانب ذلك، وفوقه كله، شهد عام 2008، تلك التجارب المذهلة التى تعيد النظر فى النظريات المتداولة حالياً عن ولادة الكون، وهى النظريات التى تحمل إسم "الانفجار العظيم".
حيث شهد المركز الأوروبى للبحوث النووية (سيرن CERN) فى مدينة جنيف السويسرية أكبر وأضخم وأخطر تجربة علمية بحثاً عن "الجسيم الأولى" الذى يمثل قاسما مشتركاً أعظم بين كل المواد وبين كل الجسيمات والأجسام، بدءاً من الذرة الصغيرة وإنتهاء بالمجرة الهائلة.
هذه التجربة المدهشة التى تحاول الوصول إلى أصل الكون سيتم استئنافها فى ربيع عام 2009. وهى باستهدافها استكشاف "الجسيم الأولى".ستؤدى إلى نقلة نوعية فى علوم الفيزياء، وبالتالى فى سائر العلوم، بما يضع البشرية فى قلب مرحلة جديدة تماماً.
وخلاصة القول أن عام 2008 لم يكن عام أزمات سياسية واقتصادية فقط، وإنما كان أيضاً عام إنجازات علمية خطيرة. وهذا هو الأهم، لأنه هو المؤهل الرئيسى لاقتحام المستقبل، إن لم يكن المؤهل الرئيسى لـ "البقاء" ذاته.
فأين نحن من ذلك؟!
نحن مشغولون بتعقب ومطاردة المبدعين والمثقفين وجرجرتهم إلى المحاكم. وليس إلا نموذجا أخيراً واحداً على ذلك إصرار الشيخ يوسف البدرى على مطاردة المفكر والناقد الكبير جابر عصفور ورفع دعوى قضائية ضده انتهت بانتصار مظفر للشيخ على البروفيسور.. وافرحتاه!
نحن سعداء بتخفيض ميزانيات التعليم والبحث العلمى إلى الحضيض بينما جارتنا اللدود إسرائيل تغدق العطاء للعلماء والتعليم، وبينما وزير ماليتنا الهمام الدكتور يوسف بطرس غالى لا يستطيع أن ينام إلا إذا وجد طريقة لاقتطاع جزء من الميزانيات المخصصة للبحث العلمى، الهزيلة أصلاً، فى هذه الجهة البحثية أو تلك، مثلما فعل مع معهد بحوث الصحراء وغيره من الجهات البحثية.
نحن ننفرد بتراجع وتردى مستوى التعليم عندنا حتى أننا لم نجد ذكراً لاسم جامعة عربية فى قائمة جامعة شنغهاى لأفضل 500 جامعة فى العالم، منذ صدور هذه القائمة عام 2003، سوى فى عام 2006 حين ظهرت جامعة القاهرة فى الترتيب 404 ( من إجمالى 500 جامعة) ثم فى الترتيب 407 عام 2007، بينما إسرائيل التى توجد بها ثمانى جامعات حصلت على 7 مواقع فى هذه القائمة.
أى أن الدول العربية التى يبلغ عددها 22 دولة، والتى توجد بها 395 جامعة لا تمثلها فى قائمة شنغهاى سوى جامعة واحدة، هى جامعة القاهرة، التى تحتل الترتيب 407 أى فى ذيل القائمة، بينما إسرائيل "المزعومة" فتمثلها سبع جامعات.. وبعد ذلك تندهشون لأن الدولة اليهودية الصغيرة الحجم والعدد تتفوق على جميع العرب من المحيط إلى الخليج!!
نحن مشغولون فى 2008 و2009 و2020 بفتاوى رضاع الصغير والكبير وتحريم زرع الأعضاء وتحريم كل ما فيه مصلحة المسلمين وتكفير التفكير.
لكننا مع ذلك كله مفعمون بالرضا عن الذات والشماتة فى "الكفار"، والسعادة بجزمة منتظر الزيدى التى تكفينا شر القتال والبحث العلمى والتفكير العقلانى ووجع الدماغ.
وكل عام وأنتم بخير.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقه الأولويات: إسرائيل هى العدو الآن .. يا عرب
- فضيحة تغريم جابر عصفور
- دبرنا يا وزير الاستثمار .. السطو على -قلب- القاهرة!
- -عيد- الفساد!
- عالم ما بعد الولايات المتحدة
- حذاء -منتظر الفرج-!
- عشاء -علمانى- .. مع أمين عام منظمة المؤتمر -الإسلامى-
- من الذي يريد تعطيل القطار الهندى؟
- اليمين المصرى يرتدى قمصان الشيوعية الحمراء!
- نقيب النقباء .. كامل زهيرى
- هل يشكل طه حسين حكومة الأمل؟!
- اكتشافات كامل زهيرى الرائعة
- رغم الاحتفالات بالمئوية: فضيحة ثقافية تهدد الفنون الجميلة
- التعليم المفتوح.. يفتح عكا .. والمنصورة!
- اليوم السابع
- الرأسمالية ليست نهاية التاريخ
- أرامل- ماما أمريكا-!
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (2) .. الجماهير تدخل الثك ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (3).. عناصر موالية لعبد ا ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (4).. -إشتراكية- ملطخة بد ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - نحن أفضل من أمريكا وأحسن من الغرب .. ولو كره الكافرون!