أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كمال الجزولي - كَدُودَة: ذَاكِرةُ الأَبَديَّة!















المزيد.....



كَدُودَة: ذَاكِرةُ الأَبَديَّة!


كمال الجزولي

الحوار المتمدن-العدد: 2512 - 2008 / 12 / 31 - 06:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الاثنين
غابت الرُّزنامة، الأسبوع الماضي، بسبب وعكة طارئة ألمَّت بي، وما زال أثرها باقياً، فعذراً. على أنني ظللت أتلقى الكثير من الرسائل والمكالمات تشيد برزنامة ضيفي، الأسبوع قبل الماضي، الصديق التشكيلي والقاص السوداني الأمريكي من أهالي فرجينيا تاج السر الملك، وتستحسن، بالأخص، شفافيَّته غير المسبوقَة في المنافحة عن خياره بشأن ترتيب حياته وحياة أطفاله، لا كمجرَّد لاجئين إلى (الأرض الجديدة)، وإنما كمواطنين أمريكيين فاعلي المواطنة، متمتعين بحقوقها، مؤدُّين لواجباتها، ومستخدمين للبطاقات الانتخابيَّة، لا للأحذية، في تأديب رئيس البلاد!
أعادني الملك ومادحوه، الذين ما غادروا الحقيقة في مدحه قيد أنملة، إلى ما كنت كتبت في رزنامة السابع من أبريل 2008م حول ما درجَت عليه صحافتنا الثقافيَّة والفنيَّة من إطلاق صفة "العائد إلى أرض الوطن بعد غياب طويل" على (كلِّ) مبدع (ألجأته) أوضاع تاريخيَّة محدَّدة إلى مشارق الدياسبورا أو مغاربها، لسنوات طوال، ثم ما لبث، حال انفراج الأمور نسبيَّاً، أن صار يزور (الوطن الأصلي) مِن وقت لآخر. على أن نفراً من هؤلاء اكتسبوا (مواطنيَّة) أوطان جديدة، فاندغموا فيها بحكم الكدح في طلب الرزق، والمأوى، والأمن، وتعليم العيال، والمشاركة، إلى ذلك، في سداد الضرائب وشواغل السياسة. وبعض هذا النفر، لمَّا حانت لحظة (الاختيار)، لم يلتمسوا في أنفسهم رغبة (صميمة) في إنهاء (هجرتهم) المديدة، بل واصلوا تمسُّكهم بحالة (مواطنيَّتهم) الأخرى، ومَا ترتبه من حقوق مستحقة، وواجبات لا فكاك منها. و(المواطنيَّة)، حال اكتسابها بمشاعر كهذه، لا تعود محض (رخصة) للإقامة (الآمنة) في (مهجر) ما، أو مجرَّد (جواز سفر) يتيح لحامله حريَّة التجوال هنا وهناك، إنما إحساس بالانتماء نبيل، فينبغي أن يُفسح له في الدواخل كي ينمو ويزهر.
وإذن، لو وقع وصف (العائد بعد غياب طويل) في مقام المتابعة الصحفيَّة (البريئة) لنشاطات المبدع، لأمكن هضمه شيئاً. سوى أنه ما ينفكُّ يشِفُّ، من خلف غلالة (براءته) المزعومة هذه، عن تواطؤ صامت باتجاهين: فهو، من جهة، إغواء مجَّاني له بكون مجرَّد (غيابه الطويل) هذا، في حدِّ ذاته، (قيمة مضافة) يجدر استقبال إبداعه بها في (الوطن الأصلي)، وذاك، لعمري، تنميط فجٌّ، بل ضلال نقدي مبين؛ ثمَّ هو، من جهة أخرى، إلحاحٌ نابح، في ذات الوقت، على تقرير (انتمائه) إلى السودان وحده، فلا يجوز أن يراود المستهدف به أوهى إحساس بـ (غيره)، وهذا تشويش عاطفي وأخلاقي بالغ القسوة على سلاسة اختياره الاندغام المطلوب في (وطن) آخر، خاصَّة إذا كان جُلُّ بُنات ثقافته (مهاجرون) مثله!
التحيَّة للملك المبدع، ولقرينته الصالحة، سليلة الحضارة الهنديَّة، أمريكيَّة المواطنة هي الأخرى، ولعياله الأمريكيين (بوضع اليد)، وبالأخص لأشرف، العضو الشاب الناشط بحماس، وبإرادته الحُرَّة، خلف أوباما!

الثلاثاء
لو كان مجدياً (الانكفاء) على الماركسيَّة اللينينيَّة كمجموعة نصوص (مقدَّسة)، لا كمحض ميراث (بشري) يجدر الاستهداء (البصير) به، مثلما يجدر تطويره وفق معطيات الواقع الجديد وما تطرحه الحياة من مستجدَّات، لكان أولى الناس بعمل أخرق كهذا هم الشيوعيون الروس الذين عمَّرت عشرتهم مع هذه النصوص، بملايين النسخ، إلى نحو من قرن حتى الآن! غير أن تقرير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في روسيا الاتحاديَّة، والذي قدَّمه غينادي زيغانوف إلى مؤتمر الحزب الثالث عشر، في التاسع والعشرين من نوفمبر الماضي، أفرد فقرة مهمَّة حول (نظريَّة الحزب) تناولت المسألة من زاوية غاية في العقلانيَّة. فعلى حين توخَّت حذر الانزلاق في مهاوي الاشتراكيَّة الديموقراطيَّة، لم تلجأ إلى التعصُّب (الأصولي) لأفكار ماركس وإنجلز ولينين، على أهميَّتها البالغة، أو التمترس الدوغمائي في خندق نصوصيَّتها، بل شدَّدت على ضرورة إيلاء الاعتبار المنهجي اللازم لقضايا العصر، وطابع رأسماليَّته ذات الأساليب التي تختلف عن رأسماليَّة القرن العشرين، وأثر ذلك في ظهور الطبقات الجديدة، والتحوُّلات الاجتماعيَّة المغايرة، وانعكاسه، من ثمَّ، على مجمل حراكات الصراع الطبقي، مِمَّا يقتضي من الشيوعيين إدراك أن التحدِّي الذي تلزم مجابهته لا يكمن في إسقاط كلمة (شيوعي) من اسم الحزب، وإنما في تمام التهيُّؤ النظري السديد لرؤية المشكلات، وسبل حلها، من خلال التحليل الخلاق لجوهر المستجدَّات، الأمر الذي يتناقض والدوغمائيَّة، بطبيعة الحال، طرداً على عكس!

الأربعاء
لعلَّ أفضل ما يمكن أن نضيئه، بمناسبة ستينيَّة (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)، الصادر في العاشر من ديسمبر 1948م، هو (ضرورة) تعليم هذه الحقوق، خصوصاً في الدول المتخلفة، حيث القاعدة أن تنتهك ماديَّاً وتشريعيَّاً كلما اصطدمت بمصالح السلطة التي تضع أمنها فوق اعتبارات التنمية البشريَّة، وموقع الحقوق والحريَّات والكرامة الإنسانيَّة منها معلوم. لذا فإن إلزاميَّة هذه الحقوق ".. يجب أن تستند إلى إصرار أصحاب المصلحة .. على التمسك بها و .. احترامها وكفالة تطبيقها" (فرحات، 1987م)، وذلك لا يكون، بطبيعة الحال، دون المعرفة الوثيقة بها، والتي تعتبر، فوق كونها، هي نفسها، جزءاً لا يتجزأ منها، الضمانة الأكبر لحراستها ذاتيَّاً، "فحرِّيَّات الناس أثمن من أن يؤتمن عليها الآخرون، وثمن حرِّيَّة كل فرد هو دوام سهره على حراستها" (العفيف، 1998م). ولهذا يكتسي تكريس الوعي بهذه الحقوق أهميَّة خاصَّة في متون وثائقها الدوليَّة. فالمادة/26 من (الإعلان العالمي) تشدِّد على وجوب توجيه التعليم، عموماً، نحو التطوير (الشامل) للشخصيَّة الإنسانيَّة، ونحو (حقوق الإنسان) وحرِّيَّاته الأساسيَّة، وإن لم تنص، صراحة، على إدراجها ضمن المناهج الدراسيَّة. غير أن (اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين في زمن الحرب 1949م) نصَّت على وجوب نشر مبادئها وأحكامها، وتعميم تعليمها في جميع المدارس العسكرية والمدنية التابعة للدول الأطراف، وأوصى (مؤتمر اليونسكو الدولي لحقوق الإنسان 1968م) بتربية الشباب على حقوق الإنسان، وبثِّ الوعي بمبادئ (الإعلان العالمي) في كل مراحل التعليم؛ كما نصَّت وثيقة (مؤتمر فيينا العالمي لتدريس حقوق الإنسان لسنة 1978م) على اعتمادها ضمن مواد التعليم.
وفى السودان ظلت دوائر هذا الاهتمام تنداح، طوال العقود الماضية، لتشمل المزيد من قطاعات القادة السياسيين والمدنيين والكتاب والفنانين والصحفيين وغيرهم، من مختلف المدارس والانتماءات. فعلاوة على جهود المتطوعين في نشر الوعي بهذه الحقوق خارج المساقات النظاميَّة، من خلال فعاليَّاتهم المدنيَّة المختلفة، وما ينتزعونه من فرص شحيحة في أجهزة الإعلام الحكوميَّة، أضحى يرتفع الآن مطلبهم بإدراج هذه الحقوق ضمن مناهج التربية والتعليم في جميع المراحل. وفى هذا السياق جاء (مؤتمر تعليم حقوق الإنسان في السودان) الذي نظمته جامعة الأحفاد للبنات، بالتعاون مع (مركز الخرطوم لحقوق الإنسان وتنمية البيئة)، خلال الفترة 15 ـ 18 ديسمبر 2003م، ليعطى دفعة قوية لهذا المطلب. وما زال عصف أدمغة مرموق يتواصل ليراكم أفكاراً وتوصيات قيِّمة في هذا الاتجاه، أبرزها التحذير من اقتصار هذا النوع من التعليم على برامج محدَّدة، بهدف إبلاغ معرفة محدَّدة، تنتهي، كما فى التقليد الأكاديمي المتبع، بامتحانات تحدِّد مستويات التحصيل والتأهيل، وإنما يفضَّل تأسيسه، بالأخص في مرحلتي التعليم العام والتعليم قبل الأساسي، على مفاهيم التكوين الثقافي والأخلاقي، استهدافاً، ليس فقط لتشكيل الذات الحاملة لهذه المعرفة، تراكمياً، وإنما المنفعلة بها، كيفاً، في المقام الأوَّل. وقد انطرحت، بهذا الصَّدد، كثير من المقترحات لإضفاء مفاهيم هذه الحقوق على العمليَّة التعليميَّة كلها وفق منهجي (الاندياح المستعرض crosscutting) و(تسييد الاتجاه mainstreaming).
ويحتلُّ إدماج هذا الحقل المعرفي ضمن برامج المرحلة الجامعيَّة والدراسات العليا موقعاً متقدِّماً، لما تتيح هذه المرحلة من بيئة بحثيَّة ملائمة، بمشاركة الأساتذة والطلاب والإداريين والفنيين والعمَّال. وتلعب برامج الدكتوراة والماجستير دوراً مهمَّاً في ترقية هذه المعرفة، ومراكمة وتطوير المباحث العلميَّة حول وسائلها ومناهجها، لغرسها في الوعي والسلوك الاجتماعيين، بما يسهم بفاعليَّة في بناء رأى عام منيع ضد أي انتهاك لها.
تاريخياً كانت الجامعات الأوربيَّة سبَّاقة في هذا المضمار، حيث أدرجت تدريس حقوق الإنسان كمادة ضمن كليَّات القانون والعلوم السياسيَّة، مِمَّا أثمر في توقيع (اتفاقيَّة روما لحماية حقوق الإنسان 1950م) التي أوصت بإنشاء محكمة أوربيَّة لهذه الحقوق تأسَّست لاحقاً في ستراسبورغ؛ إضافة إلى (اتفاقية جنيف الرابعة 1949م) التي سلفت الإشارة إليها. وتوجد، في الوقت الراهن، عدة معاهد أوربيَّة متخصِّصة في تدريس القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، لعلَّ أهمها (معهد جنيف للقانون الإنساني) الخاص بالنزاعات المسلحة، تحت رعاية (اللجنة الدوليَّة للصليب الأحمر)، و(المعهد الدولي لحقوق الإنسان) بجامعة ستراسبورغ (الزحيلي، 1978م)، وكذلك كليَّتا القانون الدولي والعلاقات الدوليَّة بجامعتي موسكو وكييف.
أما في العالم العربي فلم يبدأ الاهتمام الرسمي بقضايا حقوق الإنسان إلا في عقابيل هزيمة 1967م، حيث عقدت جامعة الدول العربية مؤتمراً للقانون الدولي الإنساني، أعقبته، عام 1969م، بتخصيص جوائز لأفضل الدراسات في مجال حقوق الإنسان (المصدر). غير أن المجتمع المدني هو الذي بادر بالعناية بهذه القضيَّة باكراً، حيث ركز (اتحاد المحامين العرب)، مثلاً، اهتمامه عليها، منذ السنوات الأولى لتأسيسه في أغسطس عام 1944م، باعتبار أن تعزيزها والدفاع عنها سيسهم بشكل أساسي في مواجهة أزمات الاقتصاد والاجتماع والسياسة. لكن الاتحاد لم يدشِّن جهوده باتجاه تدريس حقوق الإنسان إلا عام 1984م، بلقاء الخبراء ضمن مؤتمره العام الخامس عشر في سوسة التونسيَّة. كما نظم، عقب ذلك، مائدة مستديرة ضمن (ندوة أوضاع حقوق الإنسان في العالم العربي)، القاهرة ـ مايو 1985م، بالتعاون مع (المنظمة العربيَّة لحقوق الإنسان). ثم أجرى اتصالاته بعمداء كليَّات الحقوق في مصر بشأن تدريس حقوق الإنسان، مِمَّا انعكس خلال اجتماعات القطاع القانوني بـ (المجلس الأعلى للجامعات المصريَّة) عام 1986م. وفى أبريل 1987م، وضمن أعمال مؤتمره السادس عشر بالكويت، نظم مركزه للبحوث والدراسات، بالتعاون مع كليَّة الحقوق بجامعة الكويت، ندوة بعنوان: تدريس حقوق الإنسان وتطوير العلوم القانونيَّة بالجامعات العربيَّة (أبوعيسى، 1987م).
مع ذلك لا توجد حتى الآن، للأسف، تجارب يؤبَّه لها في الجامعات العربيَّة ما عدا في كليَّتي الحقوق بجامعة الكويت والجامعة الأردنيَّة.
وفي السودان، أيضاً، ظلَّ العمل جارياً، حتى فى كليَّة القانون بجامعة الخرطوم، التي نتخذها نموذجاً معياريَّاً، على تدريس حقوق الإنسان من خلال المواد التقليديَّة الأخرى. ولم يبدأ التفكير في تدريسها كمادة منفصلة إلا مع بداية الثمانينات (فضل الله، 1987م). ومع أن الفرصة سنحت، أوائل السبعينات، لوضع برنامج متكامل لهذه الدراسة، ضمن الاتجاه العام الذي ساد في الجامعة، وقتها، لاستيعاب العمل بنظام الساعات المعتمدة، إلا أنه لم يقدَّر للكليَّة أن تنجز شيئاً من ذلك بسبب النقص في هيئة التدريس نتيجة الهجرة المستمرَّة للأساتذة (المصدر). وعادت الفرصة تلوح مجدَّداً عام 83/84، من خلال التوسُّع في الدراسات العليا بالكليَّة، عندما تمَّ، للمرَّة الأولى، قبول دفعة صغيرة من القضاة للتحضير لدرجة الماجستير، فأدرجت مادة (حقوق الإنسان والحريَّات الأساسيَّة) ضمن برنامج السنة الأولى، مع التركيز على تجميع المادة السودانيَّة، قوانين وسوابق، بهدف تأسيس مركز خاص لحقوق الإنسان بالكليَّة (المصدر). وكانت الفكرة قد ولدت صيف 1980م، استجابة لتوصية مؤتمر (مركز دراسات حقوق الإنسان بجامعة أنقرا)، بدعوة من اليونسكو؛ ومحورها أن يسعى المؤتمرون لإقامة مراكز لحقوق الإنسان في بلدانهم. وقد خاطبت الكليَّة إدارة الجامعة، وأعدَّت مشروع النظام الأساسي للمركز. لكن الإدارة رأت إدماج المشروع ضمن (مركز دراسات السلام) الذي لم ينجح وقتها (المصدر).
هكذا، وباستثناء برنامج الدبلوم الخاص، ما تزال الكليَّة تتبع ذات الأسلوب القديم في ملامسة حقوق الإنسان من خلال المواد التقليديَّة، وما تزال الضرورة تقتضي من كلِّ الدوائر الرسميَّة والمدنيَّة بذل المزيد من الجهد في الدفع، قدماً، بقضيَّة تعليم حقوق الإنسان، ورفعها إلى مصاف الأولويَّات القصوى .. تماماً كما الماء والهواء!

الخميس
ـ "ثمَّة شئ خطأ في مملكة الدنمارك"!
قفزت إلى ذهني عبارة شكسبير هذه، على لسان هاملت، وأنا أتابع مندهشاً، بل محتاراً، ما يجري في وزارة التجارة الخارجيَّة. فقبل نحو من شهرين كانت هذه الوزارة قد حظرت استيراد بعض السلع من مصر، لكن مجلس الوزراء ما لبث أن ألغى ذلك القرار وقام بفكِّ الحظر! الفرق أن قرار الحظر أوحى بأن مبرِّره كان هو عدم صلاحيَّة تلك السلع، أما قرار فكِّ الحظر فلم يتكبَّد مشقة حتى التلميح بما يمكن اعتباره مبرِّراً للسماح، أصلاً، باستيراد سلع فاقدة للصلاحيَّة!
واليوم حملت الأنباء قرار الوزير بإيقاف إجراءات القرار الذي كان أصدره مجلس إدارة شركة الصمغ العربي بتعيين مدير عام جديد للشركة في غياب رئيس المجلس الذي يرجَّح أنه كان ضدَّ إجراءات التعيين (الأخبار، 25/12/08). ونتوقع ألا يمر هذا القرار، هو الآخر، بأخي وأخيك!
وبعد، إذا كان "ثمَّة شئ خطأ" وراء هذه الصراعات البادية داخل وزارة التجارة الخارجيَّة من جهة، وبينها وبين مجالس إدارات الشركات التابعة لها من جهة أخرى، وبينها وبين مجلس الوزراء من جهة ثالثة، أفلا نستحقُّ، كمواطنين لا رعايا، على الأقل، أن يقول لنا أحدهم ما هو هذا "الشئ الخطأ"؟!

الجمعة
لم تكن احتفاليَّة تأبين المرحوم فاروق كدودة بقاعة الصداقة مساء أمس، في الحوليَّة الأولى لرحيله الفاجع، كأيِّ من تلك الاحتفاليَّات العجفاوات الماسخات المضجرات اللائي يفاقم من جفافهنَّ، عادة، تعاقب الكلمات المكرورات على منابرها، ومن ثمَّ اضطرار أغلب الحضور للبقاء في كراسيِّها يغالبون التثاؤب الثقيل .. فقط من باب أداء الواجب! وكنت، حين تحدَّدت ليلة الخامس والعشرين من ديسمبر موعداً لها، قد وضعت يدي على قلبي، وهمست للمارشال الدءوب عثمان حمور، رئيس اللجنة القوميَّة، بخوفي من فشلها، رغم جودة الإعداد، بسبب تزامنها مع احتفالات الكريسماس في مدينة الظلام هذه التي عزَّ فيها الترويح، فباتت تغفو مع الحزن وتصحو على السأم!
غير أن نفثاً ميموناً، ولا شكَّ، من طيب سريرة المرحوم، وحدباً حانياً من خبيرات اللجنة وخبرائها، ودفقاً وافراً، بالأساس، من خيال الشباب وإبداعهم الخصيب، قد قيَّض للأمسية نجاحاً فوق التصوُّر، دعوة، وإعلاناً، واستقبالاً، وإجلاساً، وترتيباً، وتنظيماً، وإنشاداً، وموسيقى، وإيقاعات، وملصقات، وكلمات مؤثرة، وإطلاقاً، إلى ذلك كله، لمشروع (مركز فاروق كدودة لدراسات الديموقراطيَّة والتنمية)، بل واستحضاراً للراحل نفسه، "من المهد إلى ذاكرة الأبديَّة"، عبر ثلاثة معارض آية في الأناقة للصور الفوتوغرافيَّة، وللقصاصات الصحفيَّة، وللكتب والمطبوعات، وكذلك من خلال بضعة كليبَّات وثائقيَّة حسنة الإخراج لجوانب من محاضراته الباذخة، وأحاديثه الحلوة، على شاشتي عرض ضخمتين منصوبتين على جانبي القاعة الكبرى التي اكتظت، حتى لم يبق فيها موضع لنثر الملح، بعشيرته، وأصدقائه، وزملائه، وتلاميذه، وعارفي فضله الكثر، رجالاً ونساءً، مِن مختلف الملل الفكريَّة، والنحل السياسيَّة، والفئات العُمْريَّة، ومَن لم تمكنه ظروفه من الحضور أبرق.
جاء أغلب هؤلاء من أقاصي العاصمة، ومن أحيائها الطرفيَّة، من الكلاكلات، والأمبدَّات، والثورات، والحاج يوسفات، وغيرها، وعنصر الشباب طاغ بينهم. وتكبَّد أيضاً مشقة الحضور من القاهرة، حتف أنف المرض ووعثاء السفر، حلمي شعراوي، مدير مركز الدراسات العربيَّة والأفريقيَّة، ممثلاً لمفكري ومثقفي اليسار المصري الذين لطالما أحبُّوا الفقيد وأحبَّهم. ولشدَّ ما هزّتني، بوجه مخصوص، مشاركة إخوة مسيحيين على رأسهم نصري مرقص عن قبيلة الأقباط، وأجانق يور عن جامعة جوبا، وبقائهم مع الجميع إلى قريب من منتصف الليل، بلا كلل، ولا ملل، ولا حتى أدنى بارقة نيَّة للحاق بأسرهم وأصدقائهم في احتفالات عيد الميلاد المجيد!
شكراً لشباب المبدعين بقيادة المسرحيَّين الجميلين ربيع الحسن وراشد بخيت، لا لأنهم أنجزوا تلك الأمسية الرائعة فحسب، بل ولأنهم اجترحوا، من الآن فصاعداً، معياريَّة جديدة لما ينبغي أن يكون عليه احتفاؤنا بذكرى أحبائنا الراحلين .. وما أكثرهم!

السبت
عشيَّة الذكرى الخمسين لانتصار الثورة الكوبيَّة في الأول من يناير 1959م، أهداني، مشكوراً، صديقي التشكيلي والكاتب البارع فتحي محمد عثمان نسخة من الطبعة الأولى لكرَّاسة غابرييل غارسيا ماركيز الناحلة (كوبا في زمن الحصار)، الصادرة في 120 صفحة من القطع الصغير، بترجمة صالح علماني كالعادة، عن (دار الطليعة الجديدة) بدمشق عام 1998م، حيث خط يراع الروائي والكاتب العالمي هوامش ذات قيمة عالية حول إحدى أهمِّ فترات الثورة في أمريكا اللاتينيَّة، بالتركيز على كوبا وفنزويلا تخصيصاً. زمن هذه الكتابة يشمل أجواء هافانا المضطربة خلال الفترة التي شهدت ذلك الانتصار، والتي سرعان ما أعقبها الحصار الأسطوري لبلد كان يستورد من أمريكا نحو 30.000 سلعة، من فرش الأسنان إلى خدمات فنادق البللور ذوات العشرين طابقاً، ومن ثمَّ الصمود الأكثر أسطوريَّة تحت شعار (الوطن أو الموت!) الذي أطلقه كاسترو، أوان ذاك، فما لبث أن أصبح الراية العليا في كوبا الجديدة. ولما كان ماركيز قد عايش تلك الأوضاع بحكم عمله، وقتها، كمراسل لوكالة برنسا لاتينا في هافانا، فقد اختزلها في محادثتين قصيرتين، دارت أولاهما بينه وبين عامل مطعم جاءه ماركيز، ذات ليلة، يطلب ما يسدُّ جوعته، فلم يجد سوى فنجان قهوة وخبز بلا زبد، فتساءل عمَّا جرى للطعام، ليفاجئه الأخير بقوله:
ـ "لا شئ .. سوى أن هذه البلاد قد ذهبت مع الشيطان"!
أما المحادثة القصيرة الأخرى فقد دارت بين عاملة هاتف في نيويورك وبين رصيفتها في هافانا، حيث عبَّرت الأولى عن خوف الأمريكيين مِمَّا يمكن أن يحدث، فردَّت عليها الكوبيَّة قائلة:
ـ "أما نحن هنا ففي غاية الاطمئنان، فالقنبلة الذريَّة لا تسبِّب آلاماً في نهاية المطاف"!
سمع ماركيز بكاسترو، لأوَّل مرَّة، عام 1955م، على أيام إقامته، مع عصبة لاتينيين وجزائريين، في شارع يغصُّ بالفنادق الرخيصة بباريس، يقتاتون بالجبن الزنخ والقرنبيط المسلوق، انتظاراً لبطاقة عودة! وكان الشاعر نيكولاس غيين يعيش منفيَّاً، دون رجاء، في فندق سان ميشيل الكبير. ولم يكن أبلغ في التعبير، وقتها، عن حالة القارَّة بأسرها من الصورة التذكاريَّة لمؤتمر رؤساء الدول الأمريكيَّة الذي عقد ببنما في العام السابق، حيث كانت ملامحهم أجمعين غارقة في جلبة من البزَّات والميداليَّات العسكريَّة. وذات صباح فتح الشاعر المنفي نافذته وصاح بنبأ جديد:
ـ "لقد سقط الرجل"!
وعلى الفور هاج الشارع بالظنون. فقد حسب الأرجنتينيون (الرجل) المعني خوان بيرون، وحسبه الباراغويون ألفريدو سترويسنير، وحسبه البيرويون إمانويل أودريا، وحسبه الكولومبيون غوستافو بينيلا، وحسبه النيكاراغويون أناستازيو سوموزا، وحسبه الفنزويليون ماركوس خيمينث، وحسبه الغواتيماليون كاستيو أرماس، وحسبه الدومينيكانيون رافائيل تروخيو، وحسبه الكوبيون فولخينسيو باتيستا. ولم ينتقص من مبرِّرات كلِّ تلك الظنون، على أيَّة حال، كون الذي سقط، في الواقع، هو خوان بيرون!
في ما بعد، وأثناء تعليقات المنفيين والمهاجرين على الحدث، رسم نيكولاس صورة محزنة لكوبا، ثمَّ أنهى حديثه قائلاً:
ـ "الأمل الوحيد الذي ألمحه .. شاب يتحرَّك بنشاط في المكسيك، إسمه .. فيدل كاسترو"!
بعد ثلاث سنوات، وخلال وجود ماركيز في كراكاس، شقَّ اسم كاسترو طريقه بقوَّة إلى القارَّة بأسرها. مع ذلك كان ثمَّة يقين عام بأن الثورة الاشتراكيَّة بدأت مسيرتها، ليس في كوبا، بل في فنزويلا، حيث كانت انتفاضة شعبيَّة قد نجحت، مطلع العام السابق، في تقويض جهاز قمع ماركوس خيمينث كله خلال أربع وعشرين ساعة فقط!
ربَّما لهذا حرص ماركيز على إجراء مضاهاة عميقة المغزى بين أسلوبي التخلص من اثنين من أكبر طواغيت أمريكا اللاتينيَّة وقتها: خيمينث في فنزويلا وباتيستا في كوبا. ففي الحالة الفنزويليَّة أصدر تحالف أحزاب متناحرة، بمساندة قطاع واسع من الجيش، نداءً للأهالي بأن يجري، في الثانية عشرة من ظهر يوم 23 يناير 1958م، عصيان مدني بالتوقف عن العمل، والخروج إلى الشوارع، وإطلاق أبواق السيَّارات، لإسقاط الدكتاتوريَّة! ومع أن النداء بدا ساذجاً، للوهلة الأولى، إلا أن شوارع كركاس اكتظت، في الموعد المحدَّد، بحركة مرور هائلة، وضجيج أبواق خرافي، وحشود عمال وطلبة وكادحين تدفقوا، أجمعهم، من البيوت، والمصانع، والمكاتب، ومدرَّجات الدراسة، وأكواخ الصفيح القائمة على التلال القريبة، ليواجهوا نظام خيمينث بمحض الهتاف والحجارة وزجاجات المولوتوف! وما كادت تنقضي سوى بضع ساعات حتى كان نظام الجنرال المرعب يتقوَّض إلى آخر مدماك، بينما كان الجنرال نفسه يبعث بأسرته، على ظهر دبَّابة، إلى إحدى السفارات، ويسابق الريح إلى مطار كارلوتا القريب من قصر ميرافلوريس الرئاسي، تطارده أرتال من عربات التاكسي، ليلهوج عمليَّة هروب عجول إلى سانتو دومينغو على متن طائرة نسي معاونوه أن يجهِّزوا لها سلماً، فاضطروا لرفعه إليها بحبل، كطفل ضخم، مفزوع، يضع نظارة إطارها من قواقع السلاحف، دون أن يفطن إلى أنه قد نسي، أسفل الطائرة، حقيبة يدويَّة من الجلد الأسود كان حشر فيها، كيفما اتفق، عشرة مليون دولار عدَّاً نقداً، وبالتمام والكمال، كمجرَّد .. مصروف جيب!
أما في الحالة الكوبيَّة فقد تفجَّرت، تحت قيادة كاسترو وجيفارا، بعد قرابة العامين من ذلك، انتفاضة سييرا مايسترا الفلاحيَّة، لتصفي من كلِّ جيوب جزيرة السكر والتبغ الفاخر، وتهزم بالكامل، منذ ذلك الحين ولنصف قرن حتى الآن، قوَّات مسلحة مأجورة كانت تمارس مهام جيش احتلال، ولتجبر فوليخينسيو باتيستا على أن يدير ظهره لمستلبين كان جنَّدهم وقذف بهم إلى الشوارع، فرقاً تنتعل الأحذية الحديثة، وتفوح منها رائحة النمور، وتجوس دوريَّاتها بين ناطحات السحاب التي تبعث على الدوار؛ فقد تركهم يواجهون الثوَّار وحدهم، من سانتياغو إلى هافانا، غير عالمين، بل غير مستطيعين حتى أن يصدِّقوا، أنه كان يلهوج، هو الآخر، في تلك اللحظة التاريخيَّة الفاصلة، عمليَّة هروب عجول، بطائرة عسكريَّة، مع كبار أعوانه، إلى سانتو دومينغو .. أيضاً!
تتضمَّن الكرَّاسة كذلك فصلاً طريفاً عن كاسترو. ليس تاريخاً، ولا سيرة غيريَّة، وإنما أحد أبدع وأمتع ما صادفني من (كلوز اب) أدبي وصحفي لشخصيَّة الزعيم الكوبي، وقد التقطه الروائي والكاتب العالمي بعنوان (فيدل: مهنة الكلمة)، عبر سبع عناوين جانبيَّة، هي، على التوالي: (التخلي عن التدخين ـ عادات الكتابة ـ التكرار ـ ريبورتاجات شفويَّة ـ مقابلات ـ قصور بيروقراطي ـ التوقف عند إحدى النواصي). ولا يقلُّ قيمة أدبيَّة وصحفيَّة الفصل الآخر الذي خصَّصه ماركيز لاستجلاء غموض علاقة إرنست همينغوي بكوبا قبل وبعد الثورة، تحت عنوان (همينغوينا)، وكذلك الفصلان الأخيران (ساعات غراهام غرين العشرين في هافانا)، و(أزمنة الكوكا كولا)؛ وسنعود إلى جوانب منها في رزنامات قادمات.

الأحد
بضربة واحدة، أو، بالأحرى، اثنتين، أخلى (حذاء الطمبوري) البغدادي موقعه الفولكلوري التاريخي ليحتله (حذاء الزيدي) البغدادي أيضاً، والذي قذف به الصحفي العراقي منتظر الزيدي الرئيس الأمريكي بوش خلال مؤتمر صحفي عقده الأخير ضمن (حَجَّة وداعه) إلى بغداد قبيل أيام من نهاية فترته الرئاسيَّة! هذا الحذاء أصبح، الآن، الأشهر والأغلى، حيث بلغ سعره، في زمن قياسي، 10 ملايين دولار أمريكي! بل إن كاتباً ساخراً اعتبره بمثابة (أفضل مكافأة ما بعد خدمة) لبوش! واقترح آخر نزع جائزة (الحذاء الذهبي) من رونالدو، نجم مانشيستر يونايتد، وتحويلها للزيدي! وتوقع ثالث أن تكون مؤتمرات هذا النوع من الرؤساء، مستقبلاً، (للحفاة فقط)! ودعا رابع أمَّة العرب للسير على أيديها، حتى تكون أحذيتها عالية كما يليق بها! وفي رسم كاريكاتيري ظهر الحذاء منطلقاً صوب وجه بوش أثناء إلقائه كلمة من منبر كتبت عليه عبارة (الصرمة والترويع)، تيمُّناً بـ (الصدمة والترويع)، العنوان الذي قصفت تحته القوَّات الأمريكيَّة بغداد عام 2003م، و .. ما يزال العرض العربي مستمرَّاً!



#كمال_الجزولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كُونِي: هَجَمَ النَّمِرُ!
- المَتَاريسُ الَّتي ..!
- مَنْ اشتَرَى التُّرام؟!
- مُتَلازِمَةُ هُوبْرِيسْ!
- غَرَائِبيَّاتُ حَضَرَةْ!
- مِنْ البُرتُقالِي إِلى الأَحْمَرْ!
- بَيْنَ خَازُوقَيْن!
- مَوْسِمُ اللَّغْوِ خَارِجَ الشَّبَكَةْ!
- أَنَا .. يُوليُوسْ قَيْصَرْ!
- يَا لَبَرْقِ السَّلامِ الخُلَّبْ!
- نَزِيهْ جِدَّاً!
- نضمي .. نضمي .. نضمي!
- أنَا .. عَبْدُ المَأمُورْ!
- عَنْ شَرَاكَةِ الحِصَانِ وصَاحِبِهِ!
- سِيكُو!
- مِزمَارُ الحُلمِ الهَشِيم!
- الحَنْجُورِي!
- وَلا صِرَاخُ العَالَمِ .. كُلِّهِ؟!
- القَدَّال: كَثُرَتْ تَوَاريخُ المَرَاثِي!
- وَدَاعاً .. يَا حَبيبْ! إِرُونْ جَنَّقْ تِيرْ فِيَّام


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كمال الجزولي - كَدُودَة: ذَاكِرةُ الأَبَديَّة!