أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - التباس الكتابة المسرحية بين المسرح السياسي ومسرح التسييس















المزيد.....

التباس الكتابة المسرحية بين المسرح السياسي ومسرح التسييس


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 08:53
المحور: الادب والفن
    



يخلط الكثير من كتاب المسرح ونقاده بين المسرح السياسي و مسرح التسييس وهو ما أدي إلي وقوع الكثير من الباحثين المسرحيين في ذلك الخلط نفسه . وتلك قضية لها ما بعدها. أما القضية الثانية فهي تتعلق بمدي حاجتنا إلي هذا اللون من العروض المسرحية بعد أن توقفنا عند استهلاك المعرفة ومنجزاتها التكنولوجية بعد أن حاولنا في فترة زاهرة من تاريخنا القديم والحديث نسعي جاهدين وراء إنتاج المعرفة وتحصيل بعض ثمارها .
فيما يتعلق بالقضية الأولي فقد وجدنا (سعد الله ونوس) يفرق بين المسرح السياسي ومسرح التسييس في مقدمة مسرحيته المنشورة ( مغامرة رأس المملوك جابر) حيث يتمثل عنده المسرح السياسي في عروض مسرحية ( تستهدف التواصل مع الجمهور ومحاورته) وهي محاورة قائمة حتما علي التفاعل المتبادل بين العرض وجمهوره ، لتحقيق تغيير ما لصالح الغالبية في مواقف سياسية في المقام الأول واجتماعية في اتجاه التقدم . فهو مسرح سياسي تثويري إذن!! ففيه الكثير من الحض علي اتخاذ مواقف معارضة ومضادة لسياسات بعينها قام بها نظام الحكم وطنيا كان أم غير وطني ، ويري الكاتب المسرحي – نيابة عن الغالبية التي يمثلها أو ينحاز إليها انحيازا سياسيا - أنها سياسات مضادة لمصالح الوطن ولمصالح الغالبية العظمي المطحونة في بلد ما تحكمه الفاشية أو الاستعمار أو الأنظمة المتخلفة والعسكرتارية الطابع أوالأنظمة الشمولية.
ومن أمثلة هذا المسرح عند كتابنا ( مغامرة رأس المملوك جابر – الملك هو الملك – الفيل يا ملك الزمان – حفلة سمر من أجل 5 حزيران ) لسعد الله ونوس ، ( محاكمة الرجل الذي لم يحارب ) لممدوح عدوان ، ( النار والزيتون – ألحان علي أوتار عربية) لألفريد فرج ، ( ليلة مقتل جيفارا العظيم – ثورة الزنج ) للشاعر الفلسطيني معين بسيسو ، ( السبع سواقي – المسامير ) لسعد الدين وهبه ، ( مسافر ليل) لصلاح عبد الصبور، ( الحمار يفكر – الحمار يؤلف ) لتوفيق الحكيم ، ( دستور ياأسيادنا) لمحمود الطوخي ، فضلا عن عروض مسرح المقهي لسلسلة مسرحيات ( إني أعترض) . وهذا المسرح يتواصل مع الأحداث الآنية المعاصرة التي تتماس مع ظاهرة تاريخية تتكرر عبر العصور حيث الاشتباك بين شعب مقهور وأنظمة حكم قهرية.

علي أن المحاورة بين هذا اللون من المسرحيات وجمهوره ، لا يتحقق من خلال النص وحده ، وإنما يتحقق من خلال العرض المسرحي ، لأن فعالية أثرها الدرامي تتحقق بالتفاعل الجماعي الحاضر المحتشد لمشروع قومي أو نهضوي ، حيث المشاركة الايجابية المدركة في حالة الحضور التحاوري بين ثقافتين : ثقافة العرض ، محمولا علي مغزاه السياسي متفاعلة مع ثقافة الجمهور الحاضر نفسه . فكأن العرض حوارية فكر متفتح ومتبادل عبرفرجة واعية تدعم عملية التواصل بين ثقافة العرض وثقافة التلقي الآني . وهو أمر مغاير لمسرح التسييس.

أما مسرح التسييس – عند ونوس – فيتمثل في عروض مسرحية تعكس علي جمهورها ظواهر الواقع ومشكلاته . وهو مسرح تنويري ، يميل إلي التعليمية . ومن أمثلته ( جواز علي ورقة طلاق – علي جناح التبريزي وتابعه قفه – حلاق بغداد – الزير سالم – سليمان الحلبي ) لألفريد فرج ، ( مأساة الحلاج – الأميرة تنتظر – ليلي والمجنون – بعد أن يموت الملك ) لصلاح عبد الصبور ، ( الفتي مهران – عرابي زعيم الفلاحين – النسر الأحمر- وطني عكا) لعبد الرحمن الشرقاوي ، ( أنت اللي قتلت الوحش ) لعلي سالم ، ( السلطان الحائر – شمس النهار – الأيدي الناعمة – بنك القلق – مجلس العدل) لتوفيق الحكيم ، ( الفرافير – جمهورية فرحات – ملك القطن ) ليوسف إدريس ، ( ياسين وبهية – آه ياليل ياقمر – قولوا لعين الشمس – منين أجيب ناس ) لنجيب سرور ، ( أرض لا تنبت الزهور- باب الفتوح ) لمحمود دياب ، ( ديوان البقر – المليم بجنيه ) للسلاموني ، ( اليهودي التائه) ليسري الجندي .
وهذا اللون من المسرحيات يقف عند إرسال ومضات سياسية متقطعة يرسلها إلي العقل المتلقي أو يكتفي بأن يبعث بومضة واحدة علي هيئة فكرة تتمحور حولها بعض الأفكار الفرعية بهدف توكيدها ، بحيث تصل تلك الومضة أو الومضات المتقطعة إلي وعي الجمهور ، لتعكس علي صفحة وعيه صورا جزئية لمشكلات ومظاهر سياسية ذات تأثير علي الوجهة المستقبلية التنموية ذات الصبغة الوطنية القومية التقدمية . وهذا قريب من المسرح الملحمي بأهدافه التنويرية والتعليمية .
أما المسرح السياسي فيتماس أويقترب من عروض المسرح التسجيلي الذي يهتم بإعادة عرض الظواهر التاريخية للاستغلال ووسائله في نهب ثروات الشعوب وعرض مظاهر ثورتها علي صور القهر العنصري والاستعماري وقهر الأنظمة الفاشية للشعوب ، عرضا قائما علي عناصر مباشرة مدعمة بالمعلومات والوثائق والأرقام ، بهدف التحريض الجماهيري لمواجهة ناجزة لمظاهر ذلك القهر .

والسؤال الذي يلح علي الآن عند الوقوف علي القضية الثانية من هذا المقال : هل هناك ضرورة للمسرح السياسي في هذا العصر ، بعد أن سيطرت الرأسمالية المتوحشة علي مقادير الشعوب ومصائرها ؟! وهل بقيت هناك مساحة لعروض التسييس المسرحية ؟!
ربما رأي غيري عدم صلاحية مثل تلك العروض لعصر المعلوماتية وإنتاج المعرفة ، بخاصة ونحن بلاد لا ننتج معرفة ولا معلومات ؛ وإنما نكتفي باستهلاك ما تنتجه شعوب غيرنا ليس في تكنولوجيا المعرفة فحسب بل ما تنتجه من غذاء ومن أزياء ومكملات تغرق أسواقنا المتخلفة . مكتفين بما أعلنه و نشره أحد كبار الأئمة ببن جماهيرنا العريضة التي تحولت إلي أذن واحدة كبيرة ، فلقد طرح ذلك الداعية فكرة مؤداها ( أن الله قد سخر لنا الغرب لينتج أحدث الأجهزة لكي نستخدمها)
وكأن الرجل يحث شعوبنا علي التقاعس ، ربما تأثرا بالمذهب القديم الداعي إلي ( إسقاط التدبير) فالله قد سخر لنا الغرب !! وكأن الغرب يعطينا أحدث وأكفأ ما ينتج من تكنولوجيا ، أو يعطينا إيّاها بدون شروط مجحفة .. أهمها التخلي عن طموحاتنا وعن هويتنا وعن عوامل توحد كلمتنا بإزاء ما يجريه الصهاينة وداعموهم من دماء علي أراضينا في فلسطين وفي العراق ، فضلا عن تحقيق إرادة الغرب بصمتنا عن كل ما يخطط له الرأسمالية المتوحشة لرفعة شأن ربيبتها المصطنعة علي تراب وطن عربي هو فلسطين .

ربما لكل ما تقدم أري ضرورة ملحة لعروض المسرح السياسي ، لأننا شعوبا في حالة مواجهة مع التخلف ، مواجهة مع إرادة أجنبية تفرض علينا قيودا سياسية وقيودا اقتصادية لتبقينا خلف خط الفقر اقتصاديا ومعرفيا ، شعوبا تعيش يومها دون غدها ، شعوبا تستهلك ما يلقي إليها من منتجات ربما هي لا تحتاجها ، بينما تحجب عنها منتجات هي في أمس الحاجة إليها لتباشر بنفسها إنتاج ما تحتاجه لتنمي به اقتصادها ومجتمعها المدني .
قد يقول قائل : وما حاجتنا إلي مسرحية سياسية كمسرحية ( مغامرة رأس المملوك جابر) مثلا؟! فأقول هل خلت أوطاننا من نفر يداهنون الأعداء المحتلين لبلادنا ؟! نظرة واحدة إلي العراق ، وإلي فلسطين المحتلة ، هناك نفر أفرادا معدودين لهم طموحات ( المملوك العبد جابر) العبودية تسكنهم ، هم عبيد طموحات زائفة ، قد تكون المال ، وقد تكون طلب الحماية أو النفوذ ، يتعاون بعضهم مع المستعمر القاتل لأوطانهم ولإخوانهم وربما لأبنائهم وزوجاتهم أيضا . ومسرحية تعيد عرض حكاية طموح مملوك عبد نحو التحرر ، متوهما أنه بخدمة سيده المستعمر لبلده سوف تمنحه هو نفسه حريته ، وكأن حريته منفصلة عن حرية وطنه ؛ لا شك أن عرض مثل تلك المسرحية فيه حض لغيره ممن لهم طموحات كطموحات ذالك المخدوع المتوهم بالابتعاد عن ذلك الطريق الوعر الذي هو طريق (الروحة بلا رجعة ) أو ما حاجتنا إلي مسرحية كمسرحية ( مسافر ليل ) فأقول : هل خلت أوطاننا من شمولية القرار وفردية الحاكم ، هل خلت من الطغيان ، هل خلت من أشكال القهر والتعسف في فرض قوانين فيها من التزيد ما فيها ردعا للغالبية لصالح الأقلية القليلة ، أو لصالح التدخلات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة ؟!




#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوركسترا عناكب الثقافة العنصرية ومعزوفة النشاز العصرية
- معزوفة التواصل الحضاري
- المتدفقون - عرض مسرحي -
- هوية الصورة في فن فاروق حسني
- سيميولوجيا الفرجة الشعبية في المسرح
- المرأة في مسرح صلاح عبد الصبور
- معزوفة التواصل الثقافي الحضاري
- اتركوا النار لنا
- المونودراما وفنون مابعد الحداثة
- نظريات المسرح
- ليس ثمة من وطن .. حيثما الدين وطن
- سفر الخروج من (طما ) مونودراما الممثل الواحد
- الماركسية في الحضور وفي الغياب
- التجريب بين حلم شكسبير وحلم كولن باول
- الوصايا السبع للمسرح التجريبي
- جواز (فاطمة) من (يوسف) باطل
- المقامة التنظيرية الأردشية والصدمات المسرحية
- التجريب المسرحي بين عروض الحكي وعروض المحاكاة
- المسرح وفكرة المخلص المستبد العادل
- شهرزاد/ موناليزا ..في كباريه وليد عوني السياسي


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - التباس الكتابة المسرحية بين المسرح السياسي ومسرح التسييس