أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالامير الركابي - عراق صدام حسين في حقبته الروائيه















المزيد.....

عراق صدام حسين في حقبته الروائيه


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 150 - 2002 / 6 / 4 - 17:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


logo.jpg (5438 bytes)

 
>توالت في الآونة الاخيرة اشارات جاءت من طرف السلطة العراقية، لربما اريد لها ان تحتسب في باب الاستعداد لاحداث نوع من تغيير، يذهب نحو تخفيف وطأة هيمنة الحكم المطلقة على الحياة السياسية والفكرية وحتى الاجتماعية، والتي لم تعد موضوعيا وحتى بغض النظر عن اية مطالبة من اسفل، صالحه لتأمين الحد الضروري من معقولية ادارة السلطة واستمرارها، فتحت اشراف وتشجيع الرئيس العراقي اصدر ادباء بينهم مبدعون كبار مثل القاص محمد خضير وناقد معروف مثل فاضل ثامر وآخرين بيانا نشر على الصفحة الاولى من جريدة بابل العائدة لابن الرئيس الاكبر جاء فيه صراحة طلب بديهي غائب وممنوع، ذكر بحرية الابداع والامان الضروري اللازم توافره للكتّاب والمبدعين وقال بلا لبس انه لا يجب ان يكون على المبدعين من رقيب سوى ضميرهم وبهذا وللمرة الاولى تم اقرار احتمالية ازالة الوساطة بين المواطنين ووطنهم ولاح حلم عودة وطنهم لهم من دون شرط الانتماء لحزب قائد او رئيس ملهم، وكدنا للمرة الاولى منذ ثلاثة عقود نتذكر الوطن الذي يصنعه ابناؤه.
>هذا المدخل لم يجر من دون <<ختم عراقي>> خاص فالرئيس العراقي يشير على الادباء بعد ان يكون هو منهم واحد ابرز الاسمآء التي تتصدر قائمتهم، ان يطالبوا بالامان والاحتكام لضمير الابداع، فلقد كتب صاحب <<روايات لكاتبها>> حتى الآن <<زبيبة والملك>> و<<القلعة الصامدة>> وهنالك وعد بصدور روايتين اخريين قيل انهما ستحملان هذه المرة اسم كاتبهما الصريح، والنقاد العراقيون بداوا يتحدثون عن الرواية العراقية قبل <<زبيبة والملك>> وبعد <<زبيبةو الملك>> والشيء الاكيد ان الرئيس العراقي كتب ما كتب بوحي من ضميره ودونما رقيب او حسيب وانه قد تمتع بلذة الابداع كما اراد لكنه اصبح منذ اليوم <<اديبا>> وهذا انتماء لا يخلو من نتيجة اقلها انه سوف يسبغ شرفا على من هم بهذا الموقع وحيثما يكون <<القائد>> والرئيس قادرا برغم كل انشغالاته على كتابة <<روائع>> كتلك التي سطرها <<كاتبها>> فان قهرا واحتقارا للادب واصحابه سوف يشمل هؤلاء ايضا والى ما يشاء الله بما انهم لا شيء مقارنة بمن يمكنه ان يكون رئيسا وقائدا ومحاربا لا مثيل له ومنظرا وقائدا عسكريا ملهما ومصلحا اجتماعيا وقانونيا وصحفيا لا مثيل له واديبا عظيما...
>في الماضي قرر الرئيس العراقي ان يكون جنرالا وقبلها كان منظرا اشتراكيا وفي كل مرة كانت الظروف تفرض ما ينبغي تقديمه من الاهتمام على ما عداه، وقد انجز بحصيلة الفترة الاشتراكيه اتفاق <<الجبهة الوطنية والقومية التقدمية عام 1973>> وفتحت الثانية بوابة الحروب التي لم تنته حتى اليوم، والان فإن الانتقال الى رحاب الادب والابداع الروائي يريد على الارجح ان يأخذ البلاد نحو اهتمام يستشعره الرئيس العراقي مقررا بحكم الارادة خوض مجازفة تدبيج القصص الساذجة في وقت ابتداء عودة الادب والثقافة العراقية لخرق نطاق الرؤية المفروضة بالقوة والايدولوجيا والقمع على المجتمع منذ اكثر من ثلاثة عقود وهذا التحفز الملحوظ في الخارج والداخل يعني الشيء الكثير في مجتمع قيمي شديد الحساسية للثقافة مخيلته مفعمة بدفق الشعرية وايقاع السرد وقابل للانقياد من بين شعوب قليلة لقوة الابداع والرؤية، الي الحد الذي يضطر الرجل الاول في النظام وصانعه لان يجعل من بين شخصياته الثلاثة الكبرى بعد صورة الزعيم الاشتراكي والبراعة العسكرية عالم الادب والرواية.
>ومع ان هذا الخيار الاخير هو اقل بكثير من الخيارين الاخرين انصياعا للارادة والقصد الا ان صدام حسين لا يستطيع الامتناع عن حمل نفسه على اعتماده اليوم لانه بنزعته العملية وتكوينه الشخصي المأخوذ بالرغبة في هندسة العالم والوجود لا يستطيع التحول الى شخص آخر تحركه ضرورات الابداع، واكثر من ذلك فإنه لا يكاد يتبين حتى قضية <<الادب الموجه>> بشكلها المعروف في الواقعية الاشتراكية او في تجربة ادباء البعث العراقيين وبين ركام قد يكون سمع عنه من كتابات وروايات المعسكر الاشتراكي التي انمحت من التداول والوجود وبين اصوله التي يميل اليها كبعثي فإنه قد يفضل ضمنا المراهنة على تبرير مستمد من بدايات ميشيل عفلق وربما فعلها وكتب اربع روايات فقط لا غير مسجلا خاتمة بداها عفلق كاتب القصة القصيرة الدي توقف تماما بعدما نشر اربع قصص قصيرة فقط لا غير.
>اذا تثبتنا والدلائل هنا كثيرة وقوية للغاية بان العراق اليوم على ابواب حقبة الرواية والابداع فلا بد لنا من ان نتذكر حقبتين مرتا من قبل وانتهينا معهما الى شبه انجازات اعقبتها كوارث حقيقية فحقبة التنظير الاشتراكي توجت بالجبهة الوطنية مع الشيوعيين عام 1973 وانتهت بمذبحة تصفية الشيوعيين واقتلاع جذورهم عام 1978 والحقبة العسكرية كادت تبدأ بانتصار يغطي على كارثة الحرب العراقية الايرانية ثم انتهت نهاية مروعة عام 1991وما بعده. فهل ما يقوم به صدام حسين الآن حصيلة قررها الاقتناع بضرورة ولزوم مغادرة ازدواجية (الحزبية العسكرية) الطاغية على الحياة العربية والعراقية بالذات.
>تقول الانباء ان الرئيس العراقي منكب ايضا على مساعدة ابنه الاصغر قصي على تأسيس <<حزب>> خاص به يكون مستقلا عن حزب البعث وهو يواصل اللقاءات والاختبارات الفكرية والسياسية لاعضاء وكوادر من المعروفين بروحهم النقدية داخل حزب البعث حتى يصبحوا مادة الحزب الجديد وبالمقابل تشيع اليوم على لسان مسوؤلين في الحزب والدولة تعابير تذهب الى التفريق بين نوعين من <<المعارضة العراقية>> بداها الرئيس العراقي نفسه حين صرح مرات عدة مميزا بين <<معارضة وطنية>> واخرى مرتبطة بقوى العدوان وانتهى بها نائب رئيس الجمهورية طه ياسين رمضان المعروف بشدة رفضه لكل اشكال الاعتراف باية قوة سياسية اخرى وصاحب القول الشهير <<كل العراقيين بعثيين>> و<<اتركوا الجثث في المقابر>> قاصدا القوى والاحزاب والتيارات خارج حزب البعث.
>ففي آخر لقاء عقدته معه قناة الجزيرة فرق هو الاخر بين <<المعارضة الوطنية>> والمعارضة الاخرى وقال بانهم منفتحون على الوطنيين المعارضين وان سوء الظروف وحده حال حتى الآن دون قيام حوار جدي مع هذه الظاهرة وقبل هذا قال نوري نجم المرسومي وهو المشرف على <<بيت الحكمة>> اهم مركز للدراسات مرتبط بديوان الرئاسة والوكيل المخضرم لوزارة الثقافة وشخص لا يمكن اطلاقا ان ينطق براي من بنات افكاره قال في حديث مع محطة الامارات الفضائية بان النظام يقر مبدأ الحوار مع <<المعارضة الوطنية>> غير المرتبطة بالقوى المعادية.
>يصعب تحديد علاقة المدخل الادبي والابداعي الذي يختاره صدام حسين اليوم بهذين المظهرين مع ان شيئا من الايجابية الممزوجة بايمان مبرر بوزن الثقافة في حياة وتاريخ العراق القديم والحديث يقتضي منا الاعتراف بقدر من سلامة التحسسات التي ينم عنها الميل الحالي للرئيس العراقي حتى وان كان هو يكتب قصصا تصلح للاطفال وتمثل نمطا من منظور ريفي وبدائي يقف خارج العملية الابداعية، فمما لا خلاف حوله ان الانفصال بين المجتمع والنظام بلغ خصوصا في السنوات العشر الاخيرة درجة ساوت بين النظام الحالي وبين اكثر الحكومات عزلة في التاريخ الحديث، بينما يترافق ذلك مع دلائل انفصال بدا يتبلور بقوة مباعدا بين الثقافة وبين المؤسسات الحزبية والايديولوجيا اخر قلاع الهيمنة على الثقافة والحياة، وفي الخارج كما في داخل العراق يتحول الابداع والثقافة الى مركز بذاتهما وهو ما كان دائما التمهيد الذي يغير شكل الحيز السياسي الوطني ويؤسس للحقبات ويعطيها طابعها فالثقافة العراقية كانت بلا خطا طليعة السياسة ومن هذا المدخل تأتي بادرة صدام حسين لتقع في السياق الصحيح فتعكس شيئا من تحسس بالضرورة من موقع الحرص على السلطة ودوامها، وبقدر ما يكون مقلقا للحكم نمو ظارهة ادب الاستنساخ وشيوع نغمة <<الولادة من عدم وبلا اباء>> في الداخل وما يماثلها من كسر لسلطة الايديولوجيا في الخارج مع النزف الهائل لقوى الابداع عبر الهجرة من نذير و اشارة الى حتمية وقرب القطيعة النهائية بين المجتمع والنظام بقدر ما يكون لدى صدام حسين قوة الحافز والاصرار على ركوب التيار بما يملك من وسائل وبما هو متاح له من قدرات.
>هل هي حقبة اخرى هذه التي تطل على العراق الان ام هي نهاية حقبتين ستفضي حتما الي تصفيتهما والعبور منهما (بعد الافتراض جدلا ان العراق سيترك من دون تدخلات قاهرة وعدوان اجنبي) لا بد من الاقرار بان نوع الخيار والمدخل الجاري اعتماده يوحي بان الوجهة المعتمدة لا تغفل ابدا عن قبول فرضية <<الانقلاب الذاتي>> ولا عن تحمل منطق <<المشاركة>> بدل وهم القيادة من اعلى وكل هذا يجري بتعثر وبامكانات ضعيفة ومحدودة وبنيه مخالفة للهدف الذي لا يزال طي الكتمان ويتداول في اضيق نطاق ومن المستحيل ان يتحول الى حقيقة الا بمساهمة الاخرين من خارجه وهذا ولحسن الحظ متحقق اصلا والظاهرة الوطنية المعارضة ثملة منذ اكثر من عقد مقدمة هي وفي افضل تجلياتها الفكر على الحركة والثقافة على الاطر الباليه، لكن هذا كله لن يصبح واقعا قبل ان يبدا التفكير بكسر الحواجز التي كانت تحول دون قيام نقاش وطني علني شامل هو بداهة المقدمة الطبيعية لحقبة تصفية شاملة مدخلها الافكار واكثر فروعها حساسية وبعدا عن السياسة المباشرة... الابداع والثقافة.
>
>() كاتب عراقي مقيم في باريس.


#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: قضية ملتهبة فوق صفيح بارد


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالامير الركابي - عراق صدام حسين في حقبته الروائيه