أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فائز الحيدر - المرأة المندائية ، تأريخ نضالي مشرف في سبيل الوطن















المزيد.....

المرأة المندائية ، تأريخ نضالي مشرف في سبيل الوطن


فائز الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2511 - 2008 / 12 / 30 - 09:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


احتلت المرأة مكانة اجتماعية واقتصادية متميزة في مختلف العصور ولعبت دورا" فاعلا" في شؤون الحياة المختلفة ، و تباينت اهمية واشكال هذا الدور وهذه المكانة بأختلاف العصور . ففي المراحل الأولى للتأريخ كان للمرأة مكانة كبيرة في مرتبة الألهة حيث يعبدها البشر ويطلبون منها الرحمة والغفران ، وأعتبرت رمزا" من رموز الخير والأنتاج والخصوبة ولهذا كانت هناك علاقة وثيقة بين المرأة والخلق .

وفي شريعة حمورابي فقد وجدت العديد من النصوص التي تنظم الأسرة وتحفظ مكانة ودور المراة البابلية في العراق القديم . وكان للمرأة حق الطلاق ورعاية الأطفال وممارسة العمل التجاري والحق في الرعاية والنفقة ، كما وضعت عقوبات قاسية على الشخص الذي يسئ معاملة المرأة أو ينتهك حقا" من حقوقها الثابتة .
كما أحتلت المرأة دورا" متميزا" ومكانة كبيرة في العهد الأغريقي وفي جمهورية افلاطون ، غير ان هذه المكانة لم تكن كذلك عند عرب الجاهلية قبل الأسلام . أما في العهد الأسلامي ورغم عدم مساواتها بالرجل كان للمرأة دور مهم في المعارك التي خاضها سكان الجزيرة وخلال قرون عديدة وهي تشجع المحاربين في المعارك من خلال خطبها و هتافاتها وأشعارها .
إن التعصب الاجتماعي والديني الذي كان سائداً في أغلب مدن العراق في أواخر العهد العثماني أنعكس بدوره على مكانة ونظرة المجتمع المتخلفة للمرأة وأصبحت هذه النظرة حجر عثرة في طريق نهضة المرأة فالمرأة العراقية كانت محاطة بتقاليد صارمة جداً ، وقد كان الناس في ذلك العهد يعتقدون بأن مجرد تعليم المرأة القراءة والكتابة يؤدي إلى فسادها وخروجها عن الطريق بحسب ما كتبه ( الفقيه البغدادي الشيخ نعمان بن أبي الثناء الآلوسي ) الذي ألف كتاباً في عام 1897م عنوانه ( الإصابة في منع النساء من الكتابة ) حيث يقول فيه ( أما تعليم النساء القراءة والكتابة فأعوذ بالله منه ) .

وفي عهد الوالي العثماني عبد الوهاب باشا ونتيجة لهذا التعصب خرج أهالي بغداد احتجاجا" على قرار الوالي منح النساء ( دفتر النفوس ) أسوة بالرجال معتبرين ان ذلك يمس بشرفهم ويحط من قدرهم وكرامتهم لمساواتها مع الرجل . وعندما أعلن الدستور العثماني في تموز 1908م ، وقف الشاعر معروف ( عبد الغني الرصافي ) الى جانب المرأة في قصائده أما الشاعر المتنور والأستاذ في مدرسة الحقوق ( جميل صدقي الزهاوي ) فقد وجد ان هناك فرصة مناسبة ليطلق أفكاره التحررية بكتابة احدى المقالات بخصوص نصرة المرأة والوقوف الى جانب تحررها ومساواتها بالرجل مستفيدين من نص المادة 18 من الدستور العراقي الذي تم إقراره في 10 تموز 1924 ، والتي نصت على أن العراقيين متساوون في التمتع بحقوقهم وأداء واجباتهم ، الا ان هذه هذه الأفكار جوبهت بالأعتداء والهجوم العنيف الشاعر وأتهامه بالزندقة ومخالفته الشريعة الأسلامية مما ادى لفصله من العمل ، ومن قاصائده في نصرة المرأة ...

أسفري فالحجاب يا ابنة فهر ....... هو داء في الاجتماع وخيم

أما في الفترة التي تلت الحكم العثماني ، فتشير المصادر لدورالمرأة العراقية الفعال في المعارك التي حدثت ضد الاحتلال البريطاني للعراق والتي قامت بها عشائر الفرات الاوسط في اثارة النخوة وترديد الهوسات والاهازيج لرفع المعنويات في المعارك وأنتفاضات الشعب ، ومنها انتفاضة العشائر ضد الأنكليز قرب الديوانية عام 1917 . وعند أندلاع ثورة العشرين ، ساهمت المرأة بشكل فعال في اسناد الثورة والتضامن مع ثوارها ، وساهمت بنقل المؤن والأسلحة ومعالجتها للثوار الجرحى وتشجيعهم على مواجهة القوات البريطانية عبر الأهازيج والأشعار التي ترفع من معنوياتهم الثورية للتصدي لقوات الاحتلال البريطانية ، وشاركت بالتظاهرات لشجب الأحتلال البريطاني والأحتجاج حول اعتقال الوطنيين واطلاق سراحهم .

أن مساهمتها هذه وهي تعيش في ظروف اجتماعية غاية في الصعوبة حيث التعصب الأجتماعي تشير الى بداية معركتها الاولى والدخول في مرحلة نضالها الوطني الحديث وخطوة كبيرة في حياتها نحو الأمام ، في الوقت الذي نمت فيه المفاهيم الوطنية لدى العراقيين وكانت البداية للوعي الوطني العام الذي اخذ ينمو ويتطور و حفز المرأة على المطالبة بحقوقها ومشاركتها الرجل في جميع نواحي العمل في الوقت الذي كانت فيه قوانين الاحوال الشخصية العراقي التي طرحت في الخمسينات تستلهم محتواها من الشريعة الأسلامية وهي قوانين مبنية بالأساس على أخضاع المرأة للرجل وتعطي الشرعية لأستخدام العنف والتمييـز ضد النساء .

وفي تلك الفترة خاضت المرأة المندائية الى جانب المرأة العراقية نضالا" عنيدا" من أجل الحصول على مكانتها في المجتمع والمساهمة في العمل أسوة بالرجل . حيث تنص الديانة المندائية على مساواة المرأة بالرجل في كافة أمـور الحياة وتشجع على مواصلة التعليم حيث يذكـر الكتاب المقـدس للصابئة المندائيين ( الكنزا ربا ) ( ويل لعالم لا يمنح من علمه وويل لجاهل منغلق على جهله ) ، ولذلك انخرط المئات من الشباب والشابات المندائيات في المدارس في عموم العراق منذ بداية العشرينات من القرن الماضي وواصلن تعليمهن وتخصصهن في الكثير من الفروع العلمية والأدبية ، ودخلت المرأة المندائية الحياة العملية في المجتمع حيث ساهمت بالعديد من النشاطات الأجتماعية والأقتصادية والعلمية ، ففي مجال التعليم أيضا" برزت المعلمة المندائية ( باشا عبد الله ) التي تخرجت عام 1920 وبرز منهن الكثير من العاملات في مجال الشعر والأدب وبرزت في هذا المجال الشاعرة المندائية ( لميعة عباس عمارة ) التي كتبت العديد من دواوين الشعر ، كما حققت الباحثة والشاعرة المندائية ( ناجية المراني ) العديد من النتاجات الأدبية في مجال الشعر والنقد والترجمة والتأليف ومن اهم كتبها ( مفاهيم صابئية مندائية ) أضافة لخدمتها في مجال التعليم . وفي مجال الطب برزت الدكتورة المندائية ( سلوى عبد الله مسلم ) وهي اول طبيبة مندائية تخرجت عام 1956 وتميزت بخدماتها الانسانية في مجال الطب العام والنسائية والولادة . كما وبرزت المرأة المندائية في مجال الصحافة وكتابة القصة ، القانون ، الرسم ، والأعلام وغيرها من الأختصاصات .

وفي المجال الوطني فقد بدأ نضال المرأة المندائية في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي وبرز منهن مناضلات دخلن السجون والمعتقلات من خلال مشاركتهن في التظاهرات الطلابية والنسائية والاعتصامات العمالية . وعند تبلور الوعي السياسي الوطني ساهمت المرأة المندائية في العمل السياسي والديمقراطي ، فأنتمت للأحزاب الوطنية ومنها الحزب الشيوعي العراقي والمنظمات النسائية الديمقراطية كرابطة المرأة العراقية منذ بداية تأسيسها فكانت تشارك في حمل وتوزيع وإخفاء البيانات الحزبية وحماية الأجتماعات في البيوت الحزبية ونقل البريد بين المنظمات الحزبية في المدن والى داخل سجون نقرة السلمان والكوت وبعقوبة والعمارة وتحملت الحاجة والحرمان والمطاردة والتعذيب والسجون ومنهن المناضلات أم عادل زوجة لعيبي خلف وأم حازم زوجة خيري يوسف الحيدر وأم مي زوجة الشهيد ستار خضير الحيدر وام صباح زوجة خضير صكر الحيدر وأم ناظم زوجة جاسب كَبيص وأم رياض زوجة نعيم بدوي وأم سعد زوجة عزيز سباهي وام ظافر زوجة جبار خضير الحيدر وأم عايد زوجة عبد الله علكّ وأم سلام زوجة طالب بدر وأم نضال زوجة جبار عبود ، وأم واثق زوجة نعيم الزهيري والعشرات غيرهن لا تسعف الذاكرة بتذكرهن .

وساهمت المرأة العراقية بالتصدي والوقوف مع الرجل ضد معاهدة ( بورثسموث ) الاستعمارية في كانون الثاني عام ( 1930 ) ومشاركتها في انتفاضة وثبة كانون الثاني المجيدة في عام 1948 حيث كانت للمرأة المندائية حضورا" فاعلا" فيها وكانت رمزا" للبطولة والتضحية من خلال مشاركتها في المظاهرات وتصديها وبشجاعة لرصاص الشرطة على ( جسر الشهداء ) في بغداد حيث استشهدت فتاة الجسر ( بهـيجة ) وهي تتحدى حكومة نوري السعيد العميلة ، كذلك فقد ساهمت المرأة المندائية الى جانب أختها العراقية في انتفاضة تشرين عام 1952 وأنتفاضة عام 1956 لمساندة الشعب المصري في مواجهة العدوان الثلاثي بعد تأميم قناة السويس وتعرضت العديد من النساء للاعتقال والسجن المؤبد وسحب الجنسيه والطرد من العراق .

وفي تلك السنوات أدركت المرأة العراقية ضرورة تأسيس منظمة نسائية تعمل من أجل المطالبة بحقوقها في مختلف المجالات بالارتباط مع نضال شعبها ضد الاستعمار ومن اجل الاستقلال والسيادة الوطنية لذلك تأسست ( رابطة المرأة العراقية ) في العاشر من آذارعام 1952 وكان للمرأة المندائية حضورا" كبيرا" وفعالا" في نشاط هذه الرابطة منذ تأسيسها لحماية حقوق المرأة والطفولة والنضال مع قوى الشعب الوطنية من اجل التحرر والديمقراطية ، لادراكها الكامل بانه لا تحرر للمرأة ولا حرية ولا حقوق اذا لم يتحرر المجتمع والرجل اولاً من الجهل والتخلف . فساهمت المرأة المندائية مع زميلاتها في برامج رابطة المرأة العراقية في مكافحة الأمية وبثت الوعي الوطني والصحي والاجتماعي . وساهمت بجدارة في انتفاضات شعبنا وفي توحيد قوى شعبنا الوطنية وانتصار ثورة 14 تموز . وعبأت الجماهير لحمايتها وتطوير منجزاتها ، وحققت أول إنجازاتها في اصدار قانون الأحوال الشخصية .

وجاءت ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 لتحدث طفرة كبرى فيما يخص حقوق وحريات المرأة ومساواتها بالرجل ، من خلال إصدار قانون جديد للأحوال المدنية رقم 188 لسنة 1959 الذي أعاد الإعتبار للمرأة العراقية ، وأقر القانون بمساواتها بالرجل في الميراث ، وشهادتها في المحاكم ومسألة تعدد الزوجات وبذلك حققت المرأة خلال نضالها طفرات كبرى في الطريق نحو تحررها وفسح المجال أمامها لتلعب دورها الكامل في بناء الأسرة والمجتمع .

أما في الثامن من شباط الأسود عام ( 1963 ) حيث الانقلاب الفاشي وخلال فترة قصيرة قام النظام المنهار بضرب الحركة النسوية رغبة في القضاء على رابطة المرأة العراقية فأعتقلت الآلاف وتمت تصفية العشرات منهن وحكمت على المئات بأحكام ثقيلة والغت قانون الأحوال الشخصية وأجهاض عدد من القوانينن التي تبنتها المرأة العراقية عبر سنوات نضالهن الطويل بتأثير المراجع الدينية في ذلك الوقت . كما ومورست أبشع أنواع التعذيب والقتل بحق الشيوعيين والديمقراطيين الذين وقفوا لجانب حقوق المرأة مما شكل انتهاكا" صارخا" لحقوق و حريات المرأة في العراق .
وهنا أيضا" كان للمرأة المندائية دورا" مشرفا" وبطوليا" كما كانت عليه سابقا" ، إذ وقفت شامخة بوجه المجرمين القتلة من عناصر عصابات الحرس القومي وتعرضت العشرات من النساء المندائيات إلى الأعتقال والمطاردة ومورس ضدهن أبشع أساليب التعذيب الوحشي على يد الانقلابين الفاشست ومنهن المناضلات ليلى الرومي التي حكم عليها بالأعدام ثم أبدل الحكم الى المؤبد نتيجة الضغط الدولي . والمناضلة دلال محارب ، والمناضلة نجلة الشيخ خزعل والمناضلة غريبة عبود لفتة شبيب والشهيدة المناضلة بدرية داخـل علاوي ( ام ماجد).. والمناضلة روضة عبد اللطيف والمناضلة زكية والعشرات غيرهن .

وفي نهاية السبعينات وبداية الثمانينات وعلى اثر الحملة الشرسة للنظام الدكتاتوري على الحركة الديمقراطية والحزب الشيوعي العراقي ، قامت اجهزة السلطة الدكتاتورية بأعتقال المئات من المناضلات وصفي العديد منهن وكانت ابرزهن الشهيدة عايدة ياسين عضوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، ولم تنجوا المرأة المندائية من هذه الأعتقالات ، حيث تم أعتقال العشرات من المناضلات المندائيات اللواتي تعرضن للتعذيب الوحشي والمطاردة والسجن والتصفية الجسدية ، وتم أعدام العديد منهن وضاعت اخبار البعض الأخر بعد الأعتقال ، ومن المناضلات اللواتي تم اعدامهن في الثمانينات المناضلة ( اكرام عواد سعدون السعدي ، المناضلة انتصار خضير موحي ، المناضلة بدرية داخل علاوي ، المناضلة حرية فعيل حطاب ، المناضلة زهرة ذياب سرحان الفريجي ، المناضلة شوقية ضايف لايذ ، المناضلة هدية عبد الغني ، المناضلة ام الزين والمناضلة وعد هاشم ام نضال ) وغيرهن الكثير ..

ولم يقتصر نضال المرأة المندائية في صراعها ضد الأنظمة المتعاقبة على المطالبة بحقوقها ومساواتها مع الرجل ومن أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان وحسب بل وقدمت الكثير من التضحيات على الصعيدين الوطني والاجتماعي طيلة حياتها السياسية ، ففي نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي حملت المرأة المندائية السلاح تلبية لنداء حزبها إلى جانب رفيقاتها ورفاقها الأنصار لمقارعة النظام المقبور من خلال اشتراكها في صفوف الحركة الأنصارية في جبال كردستان متحدية أشرس نظام دكتاتوري وفاشي شهده العراق . وكانت هذه التجربة مثيرة للإنتباه بين أوساط أبناء المنطقة و فصائل البيشمركه في ظل قيود المجتمع العشائري الإقطاعي السائد هناك .

وفي ظروف حصار كردستان وجبالها الوعرة تحملت النصيرة المندائية أسوة ببقية النصيرات لقساوة الحياة والجوع والعطش وقصف الطيران والمدفعية والأبتعاد عن العائلة والزوج والحبيب والى حرارة الشمس صيفا" وبرودة وثلوج الشتاء وواصلت عملها ببطولة ونكران ذات ، فكان لها دورا" كبيرا" في العمل الأنصاري في الجبال والوديان ، وساهمت بالعمل في المقرات الثابتة ومتطلباتها اليومية والمفارز القتالية وضمن فرق الطبابة في المواقع وقرى كردستان وعلاج الأنصار الجرحى وحراسة السجون والمخابرة والإعلام والبناء أضافة لمسؤولياتها الحزبية والعسكرية ..

من منا ينسى النصيرات المندائيات البطلات الشامخات اللاتي كتبن تاريخ الوطن وتاريخهن بالدم والدموع ، من ينسى المناضلات ( يسار ، أم سوزان ، نادية ، انتفاضة ، أحلام ( عميدة عذبي حالوب ) ، ام دنيا ، ليلى ، أيمان ) وغيرهن اللواتي سجلن صفحات مشرقة في تاريخ العراق الحديث وسجل شهداء الحركة الوطنية العراقية . وفي ظروف استثنائية وحزينة صدمت الجميع إستشهدت النصيرة المندائية البطلة أحلام ( عميدة عذبي حالوب ) في الأول من آيار عام 1983 في ( معركة بشت آشان) وهي تقاتل إلى آخر طلقة إلى جانب الشهيد الأنصاري ( مام خدر كاكيل ) حينما شن الإتحاد الوطني الكردستاني هجوم غادر ومباغت على قوات الحزب الشيوعي العراقي ....

وبعد سقوط الصنم في 9 نيسان من عام 2003 استبشر الشعب العراقي بذلك وكانت احلامه بوطن حر مستقل ديمقراطي لا تنتهي ، ولكن بسبب السياسة الرعناء للمحتل الأمريكي سرعان ما تلاشت هذه الأحلام ووعود الأدارة الأمريكية بتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحلت بالبلاد كارثة كبرى بعد أن تسلمت قوى الإسلام السياسي الطائفي الحكم في البلاد وكونت ميليشياتها الأرهابية بدعم دول الجوار مستغلة فقدان الأمن وضعف الدولة وأخذت تعيث في البلاد فساداً وقتلاً وذبحاً للنساء بحجة مخالفة الشريعة الأسلامية !!، وفرض الحجاب عليها ، وكان آخر ضحايا هذا الأرهاب المناضلة من اجل حرية وحقوق المرأة ( نهلة حسين الشالي ) القيادية في رابطة المرأة العراقية والتي قتلت في كركوك في كانون الأول /2008 .

واليوم تعاني المرأة المندائية بشكل خاص من الأرهاب والعنف الموجه ضدها ، فالقتل والخطف والتهجير والأغتصاب وتغيير الدين الى الأسلام ولبس الحجاب وترك العمل والدراسة هو ما تتعرض له المرأة المندائية كل يوم ( ومنظمة حقوق الأنسان المندائية تملك المئات من الوثائق المعززة بالصور التي تؤكد ما يجري للمرأة المندائية وعلى مرأى ومسمع الحكومة العراقية دون ان تتخذ أي أجراء لوقف ذلك ) ، مما أدى الى هجرة الآلاف منهن وعوائلهن الى بلدان الجوار كسوريا والأردن ولبنان واليمن وفي ظروف مزرية وهن يقفن اليوم بطوابير أمام مكاتب الأمم المتحدة وأبواب السفارات علهن يجدن الدولة التي تفتح لهن أبواب اللجوء لغرض مواصلة العيش بسلام وبناء حياة جديدة .

فتحية للمرأة المندائية العراقية المناضلة أينما كانت ، وسيبقى نضالها في سبيل الوطن تخلده الأجيال عبر التأريخ .

كنــدا
28 / كانون الأول / 2008





#فائز_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيد النصير هيثم ناصر الحيدر ( عايد ) ، ومعركة سينا وشيخ خ ...
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الأخيرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة التاسعة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صتعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثامنة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة السابعة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة السادسة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الخامسة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الرابعة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثالثة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثانية عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الحادية عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة العاشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة باتجاه الوطن ، الحلقة التاسعة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثامنة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة السابعة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة السادسة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الخامسة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الرابعة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثالثة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثانية


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فائز الحيدر - المرأة المندائية ، تأريخ نضالي مشرف في سبيل الوطن