أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - قصيدتان















المزيد.....

قصيدتان


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2510 - 2008 / 12 / 29 - 05:15
المحور: الادب والفن
    



دموعٌ للذيبْ


(إلى الشاعر الغائبْ عايد عمرو
وإلى الحاضرين الشعراء الفلسطينيِّين في كلِّ شتاتِ الدنيا والشعر)

(1)

مطعوناً بزهورِ الحزنِ الأوَّلِ أكمِلُ دورةَ أقماري
أتركُ عطري البكرَ على خطِّ الهزلاجِ
وأعوي في الليلِ وحيداً إلاَّ من عشقي القتَّالِ
المُتربِّصِ بي كيهوذا الإسخريوطيّْ

(2)

مطعوناً بشعاعِ الشمسِ الصيفيَّةِ
أحملُ رأسي في كفِّي.. وأصادقُ قاتلتي
وأقبِّلُ وجهَ حبيبةِ روحي رامَ اللهِ ....
أنا الذيبُ ..العصفورُ الدوريُّ..
المهرُ الجامحُ ..عاطفةُ الأشياءْ

(3)

وأنا الأشقى من بينِ جميعِ الشعراءِ المنفيِّينَ
دمي يخضرُّ على أسوارِ القدسِ
ويُنبِتُ دُفلَى ناعمةَ الألوانِ على عمَّانَ
دمي يحمرُّ ويبكي تحتَ صخورِ الوطنِ المعشوقِ العاشقِ
أو يبيضُّ ويغلي مثلَ الشفقِ المصلوبِ
على جلجلةِ اليومِ الآخِرْ

(4)

وسأمشي فوقَ صراطِ الحزنِ فيوجعني فرَحي المُتأنِّقُ
يوجعُني وردٌ شوكيٌّ لا يتسلَّقُ أحلامي الحُبلى
بحدائقِ بابلَ تجري فيها أنهارٌ ظامئةٌ لسرابِ الحُبِّ
أنا الذيبُ على ثغري لونٌ خمريٌّ..
مصبوغٌ صدري بالتوتِ وأزهارِ الصُبَّارِ
على بوَّابةِ هذا العالمِ أهوي من أعلى رؤيايَ
وأبكي في ليلي العربيِّ بصمتٍ مقهورٍ
يتسلَّلُ من أقصى أوجاعي ...

(5)

والأشقى من كُلِّ الشعراءِ المنفيِّينَ أنا
أضلاعي أجنحةٌ كسَّرها الإعصارُ
وأشرعةٌ غرقى في يمِّ الأشعارِ
المُنشقِّ إلى قلبينِ ..إلى قمرينِ شهيدينِ
على مرأىً من عينِ التلفازِ
وعاطفةِ العالمِ والفولاذِ المُتحضِّرِ والمُتطوِّرِ
أهذي أو أهوي من صخرةِ سيزيفْ

(6)

قلبي بوصلةٌ في الريحِ ونقطةُ ليزرَ في الظلماءِ
تشدُّ خيوطَ الفجرِ فيستهدِفُها الأعداءُ الفرِّيسِّيينْ

(7)

العالمُ تُضحكهُ لعبةُ موتي
فسأوقظُ رغبةَ أحلامي وأطيرُ كشمسٍ من حبقٍ
نحوَ الأعلى المجهولِ
وأبدأُ مشواري الأزليَّ
أنا الأرضيُّ أنا
وأنا شبقٌ لسماءٍ حالمةٍ
وأنا الرائي والمرئيُّ ..
الصوفيُّ بلا صوفٍ مصنوعٍِ ... وأنا ...

(8)

مطعوناً بالضوءِ وبالموسيقى.. مسكوناً بالأمطارِ الهشَّةِ
محروقاً بالقبلاتِ العطشى.. مسفوحاً كدمائي في كُلِّ الساحاتِ
وفوقَ يدَيِّ الدنيا
أرحلُ كطيورٍ زرقاءَ إلى بحرٍ لا أعرفهُ
مشبوحاً فوقَ سياجِ الكونِ المأفونِ
وفي عدساتِ الكاميراتِ
نبيَّاً للحرِّيةِ
مقتولاً قِتلةَ حلاَّجٍ آخرَ في نارٍ أشعلَها لي
إخواني في لغتي أو ديني
فتبخَّرتِ الروحُ سوى خيطِ دخانٍ أو كلماتْ
لا شيءَ سوى كلماتٍ تصعدُ نحوَ اللهِ....
سوى كلماتْ

(9)

من قاعِ الآبارِ الخضراءِ ستبرقُ جمجمتي المُحترقةْ
وتخضُّ الليلَ التتَرِيَّ كعاصفةٍ الحُمَّى.. وأقولُ
ستقتلُ جمجمتي آخِرَ جنديٍّ من جيشِ المُرتزقةْ
ستقتلُ جمجمتي ألفاً من جيشِ المُرتزقةْ

(10)

ليلايَ كظبيٍ في طرفِ الصحراءِ
كخفقةِ نجمةِ صبحٍ تبكيني
وتشقُّ جيوبَ اللغةِ العصماءْ

(11)

أوفيليا كحمامٍ زاجلْ
بوداعةِ زنبقةٍ ونصاعةِ ما في أفئدةِ الشهداءْ
تشتعِلُ أصابعُها وتودِّعُني بلهيبِ الماءْ

(12)

صوتي مرئيٌّ.. أبيضُ مثلَ الثلجِ
وأزرقُ مثلَ نوارسَ طرفِ الأرضِ
وأحمرُ مثلَ شرايينِ الوردِ
وأخضرُ مثلَ شموسِ الحُبِّ
ومسموعاً كالنبضِ الشعريِّ بقلبي
وخطايَ وراءَ الحقلِ المنهوبِ كجوقةِ أطيارْ

(13)

تزحمنُي أعينُ أهلي بالأنوارْ
وتمُدُّ طريقي نحوَ الجنَّةِ
تحملني روعةُ ما في المرأةِ من أسرارْ
أغفو في رؤيايَ وروحي تحملها الأنهارْ

(14)

أشرعتي بيضاءٌ بيضاءْ
في بحرِ الفجرِ... ستُبحرُ بعدَ قليلٍ نحوَ سماءٍ فيَّ
وراءَ سماءٍ فيكَ .. وراءَ سماءْ
أجنحتي آخرُ ما يبتلُّ بسرِّ الماءْ .

ديسمبر 2008

************


سندبادُ العيونْ



أناتَكِ فالأسحارُ لم يعفُ سحرُها
ولا غُبِنَتْ يومَ الحقيقةِ آصالي
وما شذَّ عنِّي طيبُ ريَّاكِ إنمَّا
تدَّفقَ في جنبيَّ وانداحَ في بالي
إذا قلتُ شعراً تاهَ فيكِ كأنمَّا
هواكِ لمجدِ الشعرِ أفضلُ دلاَّلِ
يضيءُ دمي من سحرٌ لعينيكِ قاتلٌ
ويبسمُ لي من قاعِ طعنةِ عُذَّالي
وتزحمني رؤيا الخلودِ كأنها
تخطُّ دواويني وتنحتُ تمثالي
برَتْ جسمَ روحي رقَّةً.. وبريتُها
قصائدَ لا يفنى بها الشغفُ العالي
فمن من زهورِ الليلِ يقطفُ ضحكتي
ومن في عبيرِ النارِ يعجنُ صلصالي
ومن لحفيفِ القلبِ يرفعهُ كما
بيارقَ من قولي تعانقُ أفعالي
****

أناتكِ ما غنَّيتُ حزنكِ جاوَبتْ
غنائي الطيورُ الهانياتُ بإعوالي
وما أنا نزَّاعٌ لحبِّكِ من دمي
فمالي بنـزعِ الحُبِّ من حيلةٍ مالي
أأنزعُ مسماراً تعلَّقَ راحتي
وشبهَ صليبٍ قد تعشَّقني بالِ ؟
أفيضي عليَّ الليلَ أغرقُ ثانياً
بفيضٍ من الريَّا وشعركِ.. مُنثالِ
سأبحرُ عبرَ المقلتينِ بهِ إلى
جزيرة كنـزٍ ذاتِ خوفٍ وآمالِ
****

ذريني أجدِّدْ ألفَ ليلى وليلةٍ
وأغمرُ ذكرَ السندبادِ بترحالي
ذريني أكن عنقاءَ يبعثها اللظى
إذا احترقَتْ شوقاً.. من الأبدِ الخالي
****

ألا في سبيلِ الحُبِّ بعضُ تعنُّتي
وسيرةُ مشتاقٍ ينوءُ بأحمالِ
إذا كانَ قلبٌ قد تملَّى بحبِّهِ
نعيماً.. فقدْ شقِيَتْ بحُبكِ أوصالي
وودُّكِ لا يصفو وكنتُ عهدتهُ
ولُبسُكِ من مينٍ يُشابُ بإقلالِ
ولم يخلُ هذا الدهرُ من طالعٍ بدا
ولم يخلُ هذا الناسُ من خادعِ الآلِ
فضقتُ بأيامٍ حوَتنا وطالما
مرحتُ بقدٍّ من مُداها وأغلالِ
ومثليَ لو يمشي بأخمصِ فضلهِ
لأخرجَ جناتٍ من الرُبعِ الخالي
****

جمالُكِ ظبيٌ في مراتعِ شهوتي
ومالي سوى قلبٍ لأطلسَ عسَّالِ
ومالي سوى عينيَّ أنشُبها لظىً
بحقلِ فراشاتٍ يعاكسُني عالِ
كأنَّ سيوفاً من لهيبٍ تسوطني
بعشقٍ نبيِّ الحلمِ أنبلِ قتَّالِ
كأنَّ دمي في شمعِ جسمكِ فضلةٌ
لشمسِ احتراقاتي تضيءُ دجىً خالِ
وتركضُ في قلبي الينابعُ خلسةً
من العمرِ والدنيا كرنَّةِ خَلخالِ
****

أكاشفُ نفسي في الحياةِ وفي الهوى
فيلذعُني سرٌّ .. وتزهرُ أقوالي
ألَمْ يكُ بؤسُ الحبِّ أمسِ لذاذةً
وينعمُ في دنيا شقاوتهِ حالي
ألا فأعيدي للطفولةِ ساعةً
أطوِّفُ فيها.. كلَّ مبكيةٍ سالِ .




#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقمارٌ مائيَّةٌ لشرفةِ السيَّابْ
- هي شهقةٌ أخرى
- قصائد مبتلة بالضوء / قصائد مختارة
- شمسُ يوشع
- كلمات في وداع أجمل الفرسان محمود درويش
- كلُّ هذا البهاءِ المراوغِ حريَّتي ليسَ لي
- عذابات وضَّاح آخر
- خطىً لظباءِ القوافي على القلبِ
- قصائد مختارة من ديوان أوتوبيا أنثى الملاك
- كأني سوايْ
- إنفلاتُ هوميروس العرب إلى الأزرقِ الورديّْ
- محمود درويش.... أقربُ من زهرِ اللوز
- ماركيز ويوسا : رحمةً بنا
- مهزلة - أمير الشعراء - المُبكية
- كأنَّ الوردَ يهذي
- رؤى يوحنَّا الجَليلي
- حسين مهنَّا : علاقةٌ متجددَّة مع مسمَّيات الجمال
- قصائد من الجليل/ مختارات
- ونجمي في السماءِ تشي جيفارا
- حالات اندهاش


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - قصيدتان