أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مازن كم الماز - مجزرة غزة















المزيد.....

مجزرة غزة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2510 - 2008 / 12 / 29 - 09:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


القضية بسيطة جدا , إما أنك مع المقتول أو مع القاتل , لا يوجد أي موقف آخر يمكنك أن تختاره بصدد ما يجري في غزة اليوم و بصدد أي حالة مشابهة , يمكنك أن تقول ما تشاء في تفسير ذلك , يمكنك أن تصف حماس أو إسرائيل بما تشاء , يمكنك أن تدعي الحياد مثلا , لكن الحياد هو موقف صريح لا لبس فيه , ليست القضية في حماس و لا في هنية و لا في أولمرت , القضية أنه عليك أن تختار بين القاتل و بين المقتول لأنه لا يوجد شخص آخر هناك , أقول المقتول حتى لا أزعجك باسم الضحية , علينا أن نذكر أن الشيخ الشعراوي قد صلى في الخامس من حزيران لهزيمة الضباط الكسالى أو المشغولين بإدارة نظامهم البيروقراطي أمام "اليهود" الذين يهاجمون غزة اليوم , لكن من مات يومها كان آلاف الفلاحين المصريين , لم يمت بيروقراطي واحد , لا ريب أن هزيمة نظام عبد الناصر قد سمحت للسعودية بتنفس الصعداء و أخيرا بتنظيم مصالحات عن طريق شراء ذمم الكثيرين لتغيير طابع "ثورة" اليمن لتصبح أكثر تدجينا و مطاوعة و أقل خطرا , إذن لم يكن الشعراوي يصلي وحده لانتصار "اليهود" في حزيران , هذا أيضا جرى في صيف 2006 , كان البعض يصلي لانتصار حزب الله و آخرون كانوا يصلون لهزيمة "الروافض" أمام اليهود "المغضوب عليهم" بالمناسبة وفقا لفاتحة الكتاب , و الذين تلقوا هذه المرة صلوات غير مجدية للأسف عن تلك التي تلقوها من نفس المصلين ربما في حزيران 67 , ليست حماس ملاكا كما تريد أن تصور نفسها , لقد تحولت بسرعة مذهلة لكن منطقية إلى مشروع بيروقراطية , متطور إلى حد كبير , حتى في غزة المحاصرة و الجائعة , ليست فقط قضية الحريات التي تحاول حرمان خصومها منها , بل في التوزيع الملائم لها كسلطة للمنافع بين أبناء القطاع المحاصر , الشعب المقهور أيضا ينقسم إلى طبقات و إلى سادة و عبيد , تذكروا هنا "العز" الذي عاشته قيادة المنظمة عندما كانت الأنظمة العربية تتنازع على صداقتها بإغداق الأموال عليها , يمكنك أن تلعب لعبة وضع الرأس في الرمل , أو لعبة شتم الآخر كوسيلة لتنويم ضميرك , إذا كنت تفترض أنه موجود في الأساس , لكن هذا الموقف الإجباري بين الجلاد و الضحية يختلف عندما نتحدث عن المخرج من الموت المفروض بواسطة طائرات ال ف – 16 الأمريكية المتقدمة على أجساد الناس العراة أمام سماء ترشقهم بالقنابل لا بالرحمة التي يفترض أن تتنزل على هؤلاء الجوعى العراة , بين ثقافة مقاومة تصر على أن الناس لا شيء و الوطن , أي الزعامة أو البيروقراطية أو البرجوازية التي تحتكر هذا الوطن , هي كل شيء , أو ثقافة "تحضر و تمدن و "دمقرطة" , باستخدام القنابل الذكية وريثة قنبلة هيروشيما , على أيدي الرجل الأبيض الرأسمالي المتفوق , هذه الثقافة "الديمقراطية" لا تريد أن تقول أن الناس هم كل شيء بل و لا حتى أنهم يساوون أي شيء , إذا كان هناك من شيء مشترك بين "المقاومين" في قصر الشعب في قاسيون - دمشق و ملالي طهران و حزب الله و حماس و خصومهم المعتدلين أتباع السمع والطاعة لأمريكا و منظريهم الليبراليين الجدد فهو هذا الإصرار على أننا , أن الناس جميعا , هم لا شيء , يشترك الجميع في سحق و إلغاء الوجود الفعلي للجماهير أو البشر القاطنين في هذه المنطقة أمام السلطة أو الزعامة "الوطنية" أو أمام الوجود المتفوق للغازي الآتي من جهة الغرب , أنتم لا شيء ! , هكذا يصرخ الجميع في وجوهنا , مثقفو السلطة و مثقفو الغازي الكاوبوي , مرة لأنه علينا أن نكون وطنيين أي أتباعا مطيعين لتلك الأنظمة , مجرد شهداء في صراع بين الأصوليات , و مرة لأننا بشر بل أشباه بشر متخلفين متأخرين علينا أن نرضخ للغازي الآتي إلينا بالحضارة و التمدن , دعني أشرح لك القصة ببساطة , أنت , إن كنت من هؤلاء أو أولئك , تريد بكل بساطة استمرار الوضع القائم , أنت تريد من الناس , من الجماهير , من البشر , من ضحايا هذا و ذاك أن يبقوا بحالة استسلام و سمع و طاعة , لسبب واحد فقط , أنت في هذه الحالة ممن يستيطعون ملئ بطونهم إما في ظل الأنظمة البيروقراطية التي تنهبنا و تكتم أصواتنا لصالح "أوطانها" , أو من المشاركة الفعلية مع سيطرة الرجل الأبيض الرأسمالي , ليست القضية قضية عمالة مباشرة بالضرورة , هناك عملاء غير مباشرين لأمريكا أو لإيران , أي يستفيدون من هيمنة هذا السيد أو ذاك بشكل غير مباشر , هذا مثلا ينطبق على ليبراليي الخليج الذين يعتقدون أن المارينز هم أفضل طريقة للاستمتاع بالأموال التي تدرها عليهم الأرض التي تسمى أوطانهم و التي تبقي قسما هاما من هذه الأموال , بعد خصم حصة الشركات الأمريكية و الغربية , في جيوبهم بحيث يتمكنون من استعباد المزيد من الهنود و الفيلبينيين و السوريين و المصريين كخدم و كعاهرات "شرعيين" حتى بمنطق أمريكا "الحرة" ممن يبحثون عن لقمة العيش بعيدا عن أوطانهم التي نهبتها الأنظمة "الوطنية" و حولتها خرابا , يصدق في هذا قول من قال "وخلقناكم فوق بعض" أي الترتيب الهرمي من علاقات الاستغلال و الاستعباد المتعدية , أي التي تقوم فيها أقلية ما باستغلال و استعباد جمهور ما و تتعرض هي بالتالي للاستعباد و للاستغلال من قبل أقلية أكثر قوة و وقاحة فأقلية أخرى أكثر قوة و همجية وهكذا , هكذا يريد الرجل الأبيض – كبار تجار وول ستريت و كبار جنرالات البنتاغون أن يجلسوا على قمة هرم يوجد أسفلهم مباشرة تجار لندن و باريس و موسكو و بكين و كبار الجنرالات هناك , و من ثم كبار تجار بلادنا , المقاومة منها و المعتدلة , و كبار جنرالاتهم , أي باختصار أسر حكامنا و حاشياتهم الذين يملكون بلادنا و يقودون أجهزة أمنها , و هناك في أسفل الهرم أنا و أنت , كل من يعمل ليشتري خبزه الذي يصنعه بيده , كل المليارات التي تموت أولا و تأكل أخيرا , ما زال الناس الذين يموتون بيد أولمرت و باراك اليوم يعتقدون أن حماس هي سيد جيد , هم مخلصون في ذلك , على عكس من يعتقد أن مبارك أو الأسد أو ملوك الخليج سادة جيدون , إن المدافعين عن هذه الأنظمة يملكون فقط ما يكفي من الوقاحة لقول ذلك أولا بدافع رغبتهم بالاحتفاظ بسياراتهم الفارهة و الأموال التي يغدقها عليه سادتهم و ثانيا عندما يصدقون كذباتهم مع استمرارهم بتكرارها , أما من يعتقد بأن بوش كان سيدا و لا كل السادة فأنا متردد بشأنه رغم أني لا أستغرب ممن تعود على استبداد الأنظمة البيروقراطية و نهبها أن يجد من الأجدى الخدمة في سلطات يفرضها الاحتلال عن سلطة يفرضها الناس و يقودونها , يجب التنبيه أن الناس , الجماهير , الذين ينتظرون اليوم من حماس أن تفعل الأعاجيب في مواجهة آلة الحرب الأمريكية الإسرائيلية المتفوقة بشكل رهيب في مواجهة الأسلحة المتواضعة جدا لمقاتلي حماس , الشيء الذي حرص عليه أزلام النظام المصري و سائر أنظمة الاعتدال بشدة , سيصابون بخيبة أمل كبرى عند وقوع هزيمة منطقية رغم عنف المقاومة المتوقعة و رغم الوعود التي تنسب إلى السماء , لأن هذا سيعني هزيمة آخر نخبة يعتقد الناس بإخلاص أنها تشكل سادة وطنيون جيدون و بالتالي مقاومون مخلصون , هذا كما يعتقد من يصلي اليوم لهزيمة حماس القاصمة سينهي أية مقاومة , أرجو أن أتنبأ هنا بأن سقوط حماس , في حال واصل أولمرت و باراك هجومهما استنادا على صلوات من يرغب بهزيمة حماس , سيضع الأساس لثورات عارمة قادمة , قد يكون أول ضحاياها أقرب عملاء أو حلفاء أمريكا و إسرائيل : نظام مبارك و ربما سواه , و ربما سيمنح هؤلاء العبيد الخدم شعورا هائلا بقوتهم مما سيقصر عمر أنظمة القهر بكل ألوانها و أشكالها في شرقنا و في العالم على وقع خطا الأزمة العالمية..إن الدماء التي تسيل و ستسيل أضعافا مضاعفة في غزة إذا تقدمت الدبابات الإسرائيلية لن يكون في وسع عباس و لا مبارك و لا أي مجلس أمن أن يتحمل عبئها , هذه نبوءة لا علاقة لها بالسماء بل بالأرض التي يسير فوقها مليارات ممن لا يراهم أحد حتى اليوم...

مازن كم الماز





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا نحتاج إلى شهيد آخر , بيان أناركي أممي عن أحداث اليونان
- الخبز الثوري لأميل بوجيه
- الغايات و الوسائل لإيريكو ماتاليستا
- الكنيسة و المدرسة
- عن جذاء منتظر الزيدي
- عن أحداث الشغب في اليونان
- مرة أخرى عن ابن تيمية
- عن كتب الشيخ البوطي
- حدث يومي جدا
- تحية بمناسبة الذكرى السابعة لانطلاق الحوار المتمدن
- باول ماتيك الشيوعية المجلسية 1939
- الملك هو الملك من يزيد إلى ستالين : منطق السلطة .
- بدلا من كل عام و أنتم بخير
- الثورة الأناركية لنستور ماخنو
- التغيير الحقيقي يعتمد على إيقاف المستفيدين من خطة الإنقاذ لن ...
- لقاء مع أناركي إسرائيلي
- عن حصار غزة
- الأناركية و الحرية الدينية , المؤتمر الخامس للفدرالية الشوعي ...
- نقد يساري تحرري للخطابات السائدة
- بيان شيوعي أناركي عن الأزمة الاقتصادية العالمية و اجتماع قمة ...


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مازن كم الماز - مجزرة غزة