أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - البنك الدولي: الخصخصة للعراق والتأميم لامريكا















المزيد.....

البنك الدولي: الخصخصة للعراق والتأميم لامريكا


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 2509 - 2008 / 12 / 28 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على هامش لقاء مؤسسة النهب العالمية مع ممثلي النقابات العمالية العراقية----------------------------------------------

اجتمع عدد من ممثلي النقابات والاتحادات العمالية العراقية في عمان عاصمة الاردن يوم الاربعاء 3-12-2008 مع ممثلي البنك الدولي. وقد اسفر اللقاء عن القاء ممثلي الرأسمالية العالمية في البنك الدولي على مسامع ممثلي العمال شروط البنك الدولي من اجل السماح بمنح القروض والدخول الى ”السوق“ العراقي. وقد تم نشر بعض تلك الشروط والتي تتعلق بالغاء البطاقة التموينية والخصخصة والغاء الصناديق الاجتماعية وتقليص حجم الدولة بتسريح الموظفين والعمال والهجوم على مكتسبات الطبقة العاملة العراقية ووضع الملايين من البشر كليا تحت رحمة البنوك والشركات والمؤسسات الرأسمالية العالمية وبحجة تحفيز وتنشيط الاقتصاد وخلق فرص عمل وغيرها. وضع ممثلو النقابات العمالية من جهتهم ملاحظات هامشية حتى لا يمكن القول عنها اصلاحية، تتعلق باجراء اصلاحات في المؤسسات الحكومية و”اعتراف“ الحكومة بالعمال (الغاء قانون صدام حسين المسمى تحويل العمال الى موظفين) وايجاد قانون عمل وحماية ”المسرحين“ (يقصد العمال العاطلين والمطرودين) في حالة الخصخصة وايضا طلبوا معالجة الفساد الاداري.!! (انظر نص بيان اتحاد المجالس والنقابات العمالية الصادر حول ذلك الاجتماع). وقد تميز موقف اتحاد المجالس والنقابات العمالية برفض السير في خطى الاتحادات والنقابات العمالية بل وانتقاد موقفها المتراجع ازاء هذه المؤسسة الاستغلالية وتسليمها لفكرة دخول البنك الدولي الى العراق وبدء تنفيذ شروطه الدنيئة ضد جماهير العمال والكادحين والمحرومين والتي ستؤدي الى افقار الفقراء واغناء الاغنياء والى تدمير ما تبقى من مكتسبات ضئيلة للطبقة العاملة ناضلت اجيال من العمال والعاملات في العراق من اجلها واهرقت الدماء وفنى المئات في السجون من اجل تحقيقها كالضمانات الاجتماعية وتقليص ساعات العمل والسلامة المهنية والتقاعد والاستشفاء والاجازات والاجور وحقوق التنظيم والتظاهر وغيرها. وقد اصدر فلاح علوان رئيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق بهذه المناسبة بيانا وضح فيه اسباب رفض التعامل مع البنك الدولي وكشف النقاط الواردة في سلسة شروطهم المتعلقة بمنح القروض بانها محاولة خبيثة لفرض الفقر والحرمان والمجاعة على الجماهير.

ان البنك الدولي هو مؤسسة اخطبوطية للرأسمال العالمي. انه احد اهم اذرع الرأسمالية التي تمص رحيق عمل المليارات من العمال في الدول النامية وتتحالف مع الطبقة البرجوازية في تلك الدول ضد عمالها تحالفا قذرا. ان البنك الدولي ولانه يمتلك الارصدة المالية ويعطي القروض والمنح للدول ( لنتذكر ان الدولة هي الممثل السياسي والقمعي للطبقة البرجوازية )، فانه يضع شروطا تخدم اهداف الطبقة البرجوازية المتشابكة في كل انحاء العالم.

وهنا تجدر ملاحظة التالي:

1) البنك الدولي في فرضه الشروط على الدول والاتحادات العمالية فانما يسعى بالاساس ودون الدخول في تفاصيل الى انهاء سيطرة الدولة بانتهاج سياسة الخصخصة (بيع المؤسسات والشركات الحكومية الى شركات ”خاصة“ privatization ). ان تلك السياسة هي سياسة اقتصادية تعتمد على اليات السوق او ما يسمى بالسوق الحرة (رفع القيود).

2) الا ان ما يجري الان في امريكا نفسها وفي عموم دول اوربا والصين وروسيا يسير في طريق اخر كليا. فتلك الدول تعاني من ازمة خانقة سببها بالظبط اتباع سياسة السوق الحرة. امريكا نفسها تعاني من اكبر ازمة اقتصادية في تاريخها الحديث منذ الكساد العظيم في الثلاثينات من القرن الماضي، سببها سياسات اليمين والبنوك والشركات المستندة الى مبادئ ملتن فريدمان ومدرسة شيكاغو (نظرية التقطير نحو الاسفل Trickle Down theory). ان الاوضاع متوترة في امريكا لدرجة ان كلية الحرب قد اصدرت تحذيرا الى الجيش الامريكي باحتمالات حدوث تمردات جماهيرية نتيجة الاوضاع الاقتصادية والغضب الشعبي وبالتالي ضرورة ان على في درجة عالية من الجهوزية لقمع التمرد المحتمل للجماهير الغاضبة . يمكن الاطلاع على ذلك التحذير في الرابط التالي:

http://phoenix.bizjournals.com/phoenix/stories/2008/12/15/daily34.html

3) ان سياسات السوق الحرة التي تشكل العمود الفقري لمؤسسات لصوصية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي قد باءت بالفشل وبالتالي فان الصراخ يتعالي من قبل الاقتصاديين الرأسماليين بل وجورج بوش نفسه بضرورة تدخل الدولة لانقاذ الشركات والبنوك ( مستشار الدولة السابق في الحكومة الامريكية نورييل روبيني يقول ان ما يجري في الولايات المتحدة هو ”اكبر عملية تأميم عرفها التاريخ“ تعليقا على ما قامت به الحكومة الامريكية من الاستيلاء على شركتي (فاني مي) و(فريدي ماك) بمليارات الدولارات!).

4) هكذا اذن : سياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وكل المؤسسات في امريكا تواجه اللعنات من قبل الاقتصاديين والرأسماليين في كل انحاء العالم وتشكل عمليات التأميم الحل الوحيد المتاح ( التأميم هنا معاكس تماما للخصخصة اي استيلاء الدولة على تلك المؤسسات بشراءها ) وفرض القوانين والتشريعات المقيدة للسوق. لقد ظهر اقتصاديون فجأة ليطالبوا حتى بالغاء اتفاقية التجارة الحرة لامريكا الشمالية (كندا وامريكا والمكسيك) NAFTA واستبدالها بسيطرة الحكومة على انتقال الرساميل.

5) الدولة في امريكا تحاول العودة للعب الدور الذي حذر منه ملتن فريدمان في الثمانينات والتسعينات ( ودافع عنه كينز بعد الحرب العالمية الاولى) لتتدخل في حركة رأس المال وتنظيم عشوائية السوق ( ليس معنى ذلك ان تدخل الدولة الان يعني نجاحها في وقف الازمة، فالتخبط في اوجه). الا ان النقطة المثيرة للاهتمام ناشئة عن هذا التناقض: في الوقت الذي يحاول اقتصاديو الرأسمالية ارجاع دور الدولة في امريكا ، يأتي ممثلو البنك الدولي الى العراق او الاردن او اليمن او مصر او افغانستان ويجتمعوا مع عمال تلك الدول ورأسمالييه ولكن ليقولوا ماذا ؟! ليقولوا ان الحل الوحيد المتاح امامكم "لاعادة بناء بلدكم الذي دمرته حكومتنا !!" هو القبول بشروطنا في خصخصة الاقتصاد وبيع كل ممتلكات الدولة وتسليمها الى الشركات الخاصة. اي نحن ننصحكم باتباع سياساتنا الفاشلة والكارثية في امريكا بالذات.! انها الحل الوحيد المتاح لديكم !! السياسة الحقيرة التي ادت الى افقار وحرمان وتجويع الملايين من البشر في امريكا يريدون تطبيقها على الملايين من العمال في العراق! هؤلاء لا يخجلون. فسياساتهم الكارثية والمدمرة لحياة ملايين البشر واغراقهم في البؤس والفاقة يتردد صداها في كل مكان بينما المدراء التنفيذيون اصحاب المعاشات التي تصل الى ربع ونصف مليون دولار سنويا يتحدثون عن نعم ومزايا السوق الحرة وضرورتها لانهاض اقتصاد البلد.

4) آل جستن لين، رئيس الخبراء الاقتصاديين والنائب الأول لرئيس البنك الدولي لشؤون اقتصاديات التنمية يقول ما معناه ان المليارات من البشر واجهوا في الازمة الاقتصادية الحالية صدمتين احدهما الارتفاع في اسعار المواد الغذائية والوقود والازمة المالية وهو بالتالي يحذر من “ تزايد معدلات البطالة في مختلف أنحاء العالم. ”. انتبهوا لمنصب هذا الشخص، انه النائب الاول لرئيس البنك الدولي. ان عبارته السابقة تقول التالي: الازمة الاقتصادية الحالية التي اجتاحت العالم نتيجة سياسات السوق الحرة ( نظريات ملتن فريدمان ومدرسة شيكاغو اليمينية ) وانهاء دور الدولة كليا واطلاق اليات السوق للتحكم في كل شئ أدت ( فعليا حسب اعترافه ) الى تزايد معدلات البطالة في مختلف انحاء العالم والى الانهيار..... والسؤال هنا: لم يريد آل جستن اذن ان يجر عمال العراق وكادحيه الى تتبع نفس مسارات تلك السياسات المنهارة والتي ادت الى خسارة الملايين من البشر لاعمالهم وبيوتهم ومدخراتهم ؟!. يريد آل جستن لين للبنك الدولي ولصندوق النقد الدولي ان يعبدان لعمال العراق نفس الطريق الذي عبدوه لجماهير امريكا وعمالها وادى بهم الى الهاوية !. اي سياسة رأسمالية مبنية على الخداع والدناءة من اجل استغلال جهد وعرق وانسانية ملايين من العمال في العراق ومن ثم رميهم في الشوارع.

ان ممثلي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرها ليسوا خبراء في الاقتصاد بل خبراء في الكذب والخداع والنهب. عمال وكادحو امريكا نفسها يأنون وعلى وشك الثورة من سياساتهم الاقتصادية ومن السوق الحرة والخصخصة التي روجوا لها في عهد ريغان وجورج بوش الاب والابن وادت الى كارثة عالمية ولكن خبراء البنك الدولي يأتون لعمال العراق ويطلبون منهم بكل وقاحة وصلف الرأسمالي: ”طبقوا سياسات السوق الحرة، طبقوا الخصخصة، اطردوا العمال، الغوا المكتسبات: وتلكم شروطنا.!!



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة - حول الانتخابات الامريكية والاوضاع المعيشية والانسان ...
- البشر، من يكفلهم ؟
- حذار حذار من الانسياق وراء سياساتهم
- الجهاد ضد العلمانية الغربية !
- هل تقبل النساء بترهات ملالي مجلس النواب حول أين تقف حدود مطا ...
- لم تنته القصة بعد !
- الفقر - حقائق واحصاءات
- الالحاد والفكر المادي
- الحل بيد الطبقة العاملة
- اكاذيب الرئاسة
- البشر لا الاديان !
- كلاهما رجعي
- فتنة - فلم يؤجج العداء والكراهية !
- لِمَ يدافع أسقف عن تطبيق الشريعة في بريطانيا؟!
- فشل الاسلاميين والقوميين في حل الاوضاع في العراق
- حفظ الامن والنظام وهدنة الصدر!
- في الدولة العلمانية اللا دينية واللا قومية ودور المرأة في ال ...
- الحزب الاسلامي وتحالف أمريكا الرباعي وحول تحالف اليسار
- حول الديمقراطية والانتخابات الرئاسية الأمريكية
- موسى حسين المضحي للاشتراكية


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - البنك الدولي: الخصخصة للعراق والتأميم لامريكا