أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم الهزاع - نوافذ القلب الموتور - نصف دزينة من القصائد















المزيد.....

نوافذ القلب الموتور - نصف دزينة من القصائد


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 2509 - 2008 / 12 / 28 - 07:07
المحور: الادب والفن
    



تجريد الوعي

شموع تحترق .. مثل كل النهارات
وحبات كرز ملتهبة .. كقوس مشدود
مثلثات ، رماح ،
قوس قزح متناثر على شكل ريش منتوف
المطر يهطل بشدة
والأنثى تدق طبول الشهوة
الأزرق يصرخ .. والأحمر مستوفز
والقرية .. كل القرية تسأل :
ما تلك التي تتكئين عليها يا شهرزاد ؟
كم عين تحدق في المشهد ؟
كم دماغ ؟
في الوعي واللاوعي ،
في تجريد الوعي من أشيائه ؟


الفجر والانتظار

أفق أزرق .. يتماهى بتعدد ألوانه
وطيور تنغمس فيه
الطيور تبكي ، تمزق روحها .
شرارة الجوع تشتعل .. والإنسان يفكر ولا يتكلم ،
يجره الحصان نحو المقدس ،
لا تخيفه العصا ،
يفكر في الهواء ويمتزج معه ،
يلتقط أوراق الجنون ،
النحيب يعلو .. يعلو .. يعلو
وبكاء الطيور .
كأن الليل يخطف أبراجها .. أسطورتها .
هيا .. إلى السماء
السماء تحمينا من الألم كلما اقتربنا منها .
ترمي فوق قلوبنا ثلجها اللوزي .
هنالك حيث الأموات يتحولون إلى زهور قرمزية .
هناك نستطيع أن نحرر الطيور من الوجع ونطلق العصفور من قبضة الحجر .
لكن .. هنا في الأسفل
الأب يعصف بالأشياء .. يحتوي كل الكون ،
والأرواح تستجديه الطيران بحلول الفجر .


إنحناءة

لكي تمر أنت يا سيدي العظيم
وموكبك المبجل
أنحني مثل سنبلة قمح
لكي تمر أنت وأمر أنا من بعدك بسلام

أنحني لكي لا يحصدني المنجل
أنحني لكي لا أرى في وجهك الجحيم
أنحني انحناءة عميقة .
بدهاء ..
يطاردك العواء
وأذهب أنا بصمت ..
بصمت أحيك سجادتي على منوالي الخاص
بصمت أحرث جرفا صغيرا لكي يصب في النهر الكبير
الذي يسمونه " الكون " ..
أو وجه الإله .



وحدة المستيقظ تحت سماء الصمت

إلى كامل صالح ...


لا تشعلوا المصباح
الظلمة تؤنسني
أنا أوروفيوس
حارس المقبرة
الموزعة أشلائه عند كل بقع الدم
لي قلب أعمى ..
ولا عكاز يتؤكأ عليه
لي روح ممزقة
أكبر من كل سماء الصمت
فمن يرتقني وينام معي في الجبة ؟

سأعلمه الكسل ..
درساً .. درساً
حزناً .. حزناً
سأنسج على منواله خيوط العتمة
سأعلمه : ماذا تعني الأيام السوداء ؟

وسأتركه وحيداً في الجبة
وأصعد مدارج بيتي ..
بأنامل خفة ليس لها مثيل
أعد سمواتي ..
وأصيح : متى تجيئين ؟
نوافذ القلب
يقظة ،
وجوه يأكلها الرعب
سكاكين ومناجل
قارب في لجة البحر
رموش تلتقط المشاهد
قلب تملئه الثقوب
وأرواح تطل عبر النوافذ
تبحث عن خلاص ،
عن ماء في هذا الليل .



المناولة الأخيرة لعقيل علي


ها أنت تعد خميرة الوقت هناك /
ترش عليها بعض ملح الوجوه
ملحاً على عتبة الباب
ملحاً لرغيفك الأسمر
للحنطة التي تسلقت روحك
هل مازال تنورك مشتعلاً ؟
إيه ، هو من خشب الروح /
من دم الحلاج ودعبل والمسيح
جميعهم كان يصيح :

- اقتلوني تؤجروا وأستريح ..
- إني أحمل خشبتي على ظهري منذ أربعين سنة ،
فلم أجد من يصلبني عليها ..
- تعالوا إليّ يا كل المتعبين..
هناك تموت بعيداً عن " ناصريتك "
لاعليك ..
( وقبرُ ببغدادٍ لنفس زكيةٍ ..
تَضَمَّنَهَا الرحمَنُ في الغرفاتِ )
أنت بين أهلك يا عقيل
وأهلك ..
( إذا وَتَروا مَدُّوا إلى واتِرِيِهمُ
أَكُفّاً عن الأوتار منقبضاتِ )
وتنورك مشتعل بخبز ونبيذ
لك تلك المناولة
لك هذا السؤال :
كيف عرفت نفسك ؟
لتقطع كل تلك المسافة ،
وتهيم على وجهك في العراق
بحثاً عن ابن جهم بين الرصافة والكرخ
هل تشتهي سمكة من دجلة ؟
بالله عليك
أستحلفك بالخضر
لا
بالعباس
هه ، ليكن ..
أي "مسكوف" تحب ؟
وخبز من تنور أمي
يشبه تنورك تماماً
يا عقيل هل تفهمني ؟
( ذبني ، ذبني عليهم .. بالله يا مجرى الماي ذبني عليهم ) .


الموشح الأندلسي الأخير

- من مراثي اليتيم الأندلسي محمد يوسف -

- 1 –

قليلاً من الصمت ..
لكي أحاوره للمرة الأخيرة :
- هل تحتاج لبعض القطن الأبيض ؟
.. طبعاً لا ، لأنك البياض ذاته ..
- هل تحتاج لقطرة ماء ؟
.. طبعاً لا ، لأنك الماء ذاته ..
إذاً تماسك قليلاً .. كل الأحبة بأنتظارك ..
لا ترتعش .. هل تخاف الموت ؟
- أنت تعرف تماماً . تماماً يا صديقي
بأن الشعراء والفقراء والأنبياء لا يخافون الموت
لذا سأقول : يا كل المتعبين في الأرض أتبعوني .
- إلى أين ؟
.. سأصعد إلى السماء وأتمشى قليلاً في درب التبانة
وقبل أن أذهب لبرج الثور، لأنه برجي أصلاً ، سأعرج قليلاً
على برج السرطان .. أعاتبه .. أحاوره :
لماذا تضحك على جسدي العبيط / قلبي الطيب الذي لا يعرف
سوى الشعر .. وأنا أتوكأ على أندلس ضاع من قرن .. ؟
لا .. !
من قرنين ؟ بل أكثر ..
لماذا تنفرد بي / أنا اليتيم الأندلسي ..

- 2 -

• أوَفي ليلة سفري تنام ياكريم ؟ !!!
- من أنت ؟
• أنا محمد يوسف
أنا المعلق من عرقوبه
في عصر
فحيح
الثعبان النفطي /
أنا اليتيم الأندلسيّ
المقيم
في ناي التوت
وكمنجة
الصفصاف /
.. أوَتنام يا كريم ؟
- كيف أنام وجفوني الليلة من حجر ..
كيف أنام و " منـ " ك تنتحب بالقرب مني :
- أبي خذني معك لأجل الله ، لأجل " البصة " الأخيرة
في وجه محمد يوسف .
.. لا لا . أتركي ثوبي ..
.. إذا أبقى معي .. لا تذهب .. ؟
.. أنفلت منها لكي ألحق بمحمد يوسف
أركض . أركض . أتعثر
يحتضنني " أحمد يوسف / فاروق عبدالعزيز / حميد / عباس / ... " :
لقد رحل محمد يوسف . . لم ينتظرنا
لم ينتظر أحد .
.. لقد فعلتها يا يتم كل أندلسنا المفقود .. أتخذلني وترحل ؟
وكماء " يتسرسب " من بين الأصابع .
- أوَتتركني وحيداً وترحل ؟
• لا تخاف ، سأوصي عليك يوسف / ظلي / روحي ..

- 3 -
( يا يوسف الذي .....
يشم في الصلصال
نبوءة الخرقة
خذ لـ / كريم الهزاع
غصنا
من غواية السنديان /
ليحنط جثة السؤال /

- 4 -

في صلصال اليتم ِ
شجـرٌ
لغربة النص


- 5 –

يا كريم الهزاع :
خرقتي صلصال يتمي


- 6 –

دمي على قميصي /
غواية السنديان
على فمي


- 7 –

تكبر الغواية
كي تكتمل خرقتي /
لشهق الصلصال
كي يكتمل دمي ..! )

- 8 -

يا ترى ماذا تفعل الآن هناك يا صديقي يوسف /
هل لديك كتاب /
هل كتبت قصيدة جديدة .. حياة جديدة ؟
هل مهدت لي الطريق ؟
سأجيئك عبر البحر
حيث سيدفونني على مسافة نصف دقيقة من الماء
سأحضر لك معي بعض الكتب / القصائد / النساء
الماء .. ماء الحياة .. هل تفهمني ؟
أوَتضحك
شكراً لك ..
لا تخبئى أسنانك لقد رأيتك ..
- بص يا كريم .. أصل الغنوة بتقول يا عزيز عيني بدي أروح بلدي .

- 9 -
يوسف .. ها أنت أخيرا
والوقت رماد
ترتشف أريج النشوة
وتشم قميص المحروسة

- 10 -

يوسف .. ها أنت أخيرا
والوقت بلون النيل
ترقص وسط الصبايا :
" إحنا بنات المنصورة .... "
.. وأنا أيضاً يوسف أبن المنصورة / المعمورة ..
ها أنا عدت متخفياً وضحكت كثيراً من هذا المسمى " برج السرطان " / " كرسي السلطان " .. سأغني لكم الموشح الأندلسي الأخير :
دو
ري
مي
فا
صول
لا
سي ي ي ي ي ي ي ي .

• المقاطع من 3 – 7 من قصيدة " دمي على قميصي .. غواية السنديان على فمي " للشاعر محمد يوسف مهداة لكريم الهزاع نشرت في مطلع يونيو 2003 م .



#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشلاء أوروفيوس
- جدل الحجاب
- مفهوم النص بين الالتباس والإزاحة
- قصيدة التفاصيل - قراءة في ديوان - مظاهرة شخصية - ل : صلاح دب ...
- فلينزع الحجاب
- القراءة بعين واحدة
- الكويت والعالم في عطلة عيد الأضحى
- بورصة الملف النووي الإيراني
- هل سيكتب الكتاب الإليكتروني مرثية الرقيب؟
- هل سيتّبع أوباما سياسة تجويع الوحش؟
- جاري يا حمودة
- تربية الذباب
- أزمة الاقتصاد العالمي ونمط التفكير الديني
- أشجار قليلة عند المنحنى.. لن تموت
- نبوءة الانهيار العالمي مابين غرينسبان ولاروش
- خزّان العنف.. إلى أين؟
- لوكليزيو: في هذا العالم لم أعد كائناً عقلياً
- نبش الذاكرة وتلويحات أخرى
- ميكي ماوس..بين الخطاب الديني والمجتمع المدني
- النظرية النقدية الفلسفية وتحولات الإنسان


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم الهزاع - نوافذ القلب الموتور - نصف دزينة من القصائد