أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - العالم إذ اخْتُصِرَ زماناً ومكاناً!














المزيد.....

العالم إذ اخْتُصِرَ زماناً ومكاناً!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2509 - 2008 / 12 / 28 - 09:17
المحور: الصحافة والاعلام
    



بـ "اللغة"، نُطْقاً فكتابةً، لبَّى البشر حاجتهم إلى "الاتِّصال (الفكري)"؛ ولولا "العمل" لَمَا نَمَت واشتدت تلك الحاجة.

إنَّكَ، بـ "اللغة"، تَنْقُل "معلومة" لديك إلى غيركَ، وتدعوه إلى أنْ يفعل، أو لا يفعل، شيئاً ما. وبها، تَنْقُل إليه "فكرةً"، أو "رأياً"، أو "اقتراحاً"، فيبدأ بينكما "حوار"، أو "نقاش"، وقد تتفقان على أمرٍ ما، وتقرِّران القيام به، أي تنتقلان من هذا التبادل (والتفاعل) الفكري إلى "العمل" و"الممارَسة".

"الاتِّصال (الفكري) المباشِر" بين البشر إنَّما يتم بين شخصين (أو أكثر) ليس من "فاصِل مكاني" بينهما، فيتبادلان، عبر الحديث، أو الكتابة، المعلومات والأفكار والآراء والمقترحات..

ومع انتفاء "الفاصِل المكاني" ينتفي "الفاصِل الزماني"، فـ "الإرسال" و"الاستقبال" لا يستغرقان من الزمن إلاَّ ما يَعْدِل جزءاً، أو أجزاء، من الثانية. حتى تبادل "الأشياء" بينهما (أو بينهم) لا يستغرق إلاَّ زمناً في منتهى الضآلة، ولا تعترضه "عقبات المكان".

لقد تطوَّر "الاتِّصال (أو التفاعل) البشري" مع تطوُّر "وسائل النقل".. نقل الأفراد، والأشياء، والمنتوجات، والبضائع، من مكان إلى مكان.

وظلَّ البشر زمناً طويلاً يتَّخِذون من الحيوان وسيلة نقل، فـ "اختصار الزمن"، أي زمن الانتقال من مكان إلى مكان، كان يتحدَّى البشر أن يكتشفوا، أو يطوِّروا، مزيداً من "وسائل النقل". حتى "المسافة" بين نقطتين، أو موضعين، أو مكانين، اخْتُصِرت أيضاً (شقُّ قناة السويس مثلاً).

الآن، أصبح لدينا من "وسائل الاتِّصال غير المباشِر" ما يجعلنا في اتِّصال شبيه بـ "الاتِّصال المباشِر"..

إنَّكَ الآن تستطيع أن تتَّصِل بشخصٍ (أو أشخاص) يبعد عنكَ آلاف الأميال. تستطيع أن تسمع صوته، وأن "تراه" من خلال "الصورة الحيَّة". وفي هذا الاتِّصال ليس من فاصلٍ زمني يُذْكَر بين "البثِّ" و"الاستقبال"، فـ "بسرعة الضوء" تتبادلان المعلومات والأفكار والآراء والمقترحات.. والملفات والمجلَّدات والنصوص والصور والأفلام والأغاني والموسيقى، وكأنَّكما في لقاء مباشِر حي.

وهذا الاتِّصال مع وسائله (الكومبيوتر والإنترنت والبرامج والموبايل وبعض الأجهزة والوسائل) يرخص في استمرار؛ وعمَّا قريب يمكن أن يصبح في متناول الغالبية العظمى من البشر.

حتى الأعمال الاقتصادية (ومنها البيع والشراء) شرعنا نقوم بها، أو بجزء كبير منها، عبر وسائل الاتِّصال الإلكترونية، و"النقود الإلكترونية".

و"الثورة" نراها، أيضاً، في "أوعية المعلومات والفكر"، فالملايين من "الصفحات المطبوعة" و"الصور" و"الخرائط".. تُخْتَزن الآن في حيِّز متناهٍ في الصِغَر والضآلة، فـ "وعاء إلكتروني"، في حجم الكفِّ أو الإصبع، وزهيد الثمن، يمكنه أن يشتمل على ما تشتمل عليه مكتبة.

وأنتَ تستطيع أن تَنْقُل محتوى هذه "المكتبة"، التي أصبحت في حجم الكفِّ أو الإصبع، إلى شخص يبعد عنكَ آلاف الأميال، وبسرعة البرق.

وعمَّا قريب قد نتوصَّل إلى تخزين محتوى "مكتبة كبيرة" في "وعاء إلكتروني" في حجم "الجزيء".

كيف تتَّصِل، وتتفاعل، وتتبادل الأشياء، مع أفراد عائلتكَ في المنزل الذي تعيشون فيه؟
إنَّ ما يشبه ذلك من الاتِّصال والتفاعل والتبادل يمكن أن يقوم الآن بينكَ وبين العشرات، أو المئات، أو الآلاف، أو الملايين، من البشر في أنحاء العالم كافة.

هل تريد أن تتحدَّث مع أشخاص يبعدون عنكَ آلاف الأميال كما تتحدَّث مع شخص لا يبعد عنكَ أمتاراً؟

إذا أردتَ ذلك فما عليكَ إلاَّ أن تعد له العدةً الآتية: جهاز كمبيوتر، واتِّصال بشبكة الإنترنت، وسمَّاعة، وكاميرا، وبرنامج مجَّاني كـ "Skype". إذا أعددت هذه العدة فبمقدورك، عندئذٍ، أن تتَّصل بهم (اتِّصالاً شبه مجاني) وأن تسمعهم (فالصوت في منتهى النقاء) وأن تراهم (من خلال الصورة الحيَّة). وبمقدوركَ، أيضاً، أن تتبادل معهم الملفات والمجلدات والصور والأفلام والنصوص..

هل تريد أن تتعاون مع أشخاص (في قارات مختلفة) في إصدار جريدة مثلاً؟

إنَّكَ تستطيع (بالتعاون معهم) إنشاء موقع إلكتروني، لا يستطيع الدخول إليه إلاَّ من يعرف "اسم المستخدِم" و"كلمة المرور"، فإذا دخل إليه يَفْتَح الملف، أو المجلد، الذي يريد، فيضع فيه مقالة، مثلاً، أو يُخْرِجها منه.

أمَّا إذا كنتَ في دولة تَحْجِب السلطات فيها موقعاً إلكترونياً ما فإنَّ شركاءكَ في الموقع الخاص بكم والمقيمون في لندن أو باريس.. يستطيعون أن يضعوا لكَ في هذا الموقع نُسُخاً من المقالات والبيانات المنشورة في الموقع المحظور في دولتك.

لقد أعطتنا وسائل الاتِّصال الإلكترونية كثيراً من الحرية الفكرية والسياسية، ومن الحرية في التفاعل وتبادل المعلومات والأفكار.. ولكنَّ بعضاً من القيود والعقبات ما زال على قيد الحياة، فالحكومات في مقدورها حجب المواقع التي تعدها ضارة؛ و"المُتَّصِل" عبر شبكة الإنترنت ليس بالحرِّ تماماً، فحكومته في مقدورها أن تصل إليه، وأن تعرَّضه لضغوطها المختلفة؛ أمَّا "الحكومة العالمية"، أي الولايات المتحدة، فهي المتحكمة في تلك الشبكة، والقادرة على رؤية وسماع كل المعلومات التي تتدفق فيها.

وهذا إنما يعني أنَّ جَعْل "القرية العالمية" في حرِّية أكبر يستلزم تحرير "الشبكة" من تلك القيود.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تسأل -هل الله موجود؟- ولكن اسْأل..
- حرب هي الامتداد للانتخابات!
- في نقد نقَّاد -الحذاء-!
- -التهدئة-.. نتائج وتوقُّعات وعِبَر!
- -الإرهاب- بعد بوش!
- إذا تكلَّم الحذاء فأنصتوا!
- ليفني تساعد نتنياهو ضدَّها!
- بعث -المجتمع-!
- بوش إذ تقمَّص حكمة الفلاسفة!
- نحن المسؤولين عن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية!
- اتفاقية تؤسِّس للبقاء وليس للرحيل!
- اتفاقية تنهي الاحتلال بإنهاء العراق!
- الشارني وموسم ازدهار المنجمين!
- الشفافيَّة!
- فلسطينيو -توتسي- وفلسطينيو -هوتو-!
- قصة الولايات المتحدة مع النفط المستورَد!
- -الرئيس- الذي يصنعونه الآن من أوباما المنتخَب!
- سرُّ أوباما!
- فاز أوباما.. وظهر المهدي!
- نظام الرواتب يحتاج إلى إصلاح!


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - العالم إذ اخْتُصِرَ زماناً ومكاناً!