أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - الانتخابات الفلسطينية مهزلة ام حل؟















المزيد.....

الانتخابات الفلسطينية مهزلة ام حل؟


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2509 - 2008 / 12 / 28 - 04:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


الكل بانتظار استحقاق التاسع من كانون الثاني من عام 2009، وهي الفترة التي تنتهي بها ولاية ابو مازن كرئيسا للسلطة الفلسطينية، وهناك تخوف فلسطيني شامل من المرحلة الجديدة التي ستدخلها الساحة الفلسطينية، والملفت للنظر هو اهتمام كافة الاطراف الفلسطينية واعطاء اولوية للسلطة الفلسطينية، على حساب منظمة التحرير الفلسطينية وما تمثله من كيانية تمثيلية للشعب الفلسطيني، التي اكدت على وحدانية تمثيل الشعب الفلسطيني ووحدته بكافة اماكن تواجده، هذا الاهتمام الفصائلي الذي يخلق جدلا بالساحة الفلسطينية حول تمديد او اجراء انتخابات للسلطة الفلسطينية التي هي بوجهة نظري ليست اكثر من حكم ذاتي فلسطيني بديلا لروابط القرى والادارة المدنية حيث كانت دائما رغبة ذاتية لادارات الكيان الصهيوني المتعاقبة كحل لعملية الصراع الدائر بالمنطقة.

السلطة الفلسطينية لم تكن يوما من الايام مشروع تحرري، وانما جاءت نتيجة اتفاق اوسلو المنبوذ والمشؤوم، والذي تجمع عليه تقريبا كافة القوى باعتباره اتفاق تنازلي وتراجعي بالمواقف الفلسطينية والذي جاء نتيجة مراهنات قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بتلك الفترة على مشاريع التسوية وعلى امكانية انهاء الصراع واحلال السلام عن طريق التفاوض مع هذا الكيان، كذلك مراهنة قيادة منظمة التحرير الذي ما زال على تحصيل الحقوق الفلسطينية من خلال التفاوض، وياتي الوضوح بالموقف اتجاه السلطة باعتبارها ليست بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية على اولوية المواقف الفلسطينية، مع اهمية التاكيد على وحدانية تمثيل المنظمة لما تحتله من مكانة فلسطينية وعربية ودولية، واهمية التاكيد على ان الدولة الفلسطينية المنشودة والمعلنة بالجزائر هي هدفا وطموحا فلسطينيا، ولكن اي دولة هي؟ واين حدودها؟ ومن الذي سيقودنا وسيوصلنا الى الهدف المنشود الا وهو الدولة؟

عندما فازت حركة حماس باغلبية اعضاء المجلس التشريعي، وتكليف اسماعيل هنية بتشكيل الحكومة، خرجت اصوات بالساحة الفلسطينية تطالب حكومة اسماعيل هنية بالاعتراف بمرجعية منظمة التحرير الفلسطينية، واحترام الاتفاقيات التي وقعتها المنظمة اضافة الى الاعتراف بالشرعية الدولية، هذه الحقائق ما زالت ماثلة للاذهان، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تذكرت حركة فتح وقيادة السلطة الفلسطينية منظمة التحرير الفلسطينية عندما شكل اسماعيل هنية المحسوب على حماس وزارته؟ ولماذا الرئيس الفلسطيني وحركة فتح لما يوفرا الارضية المناسبة مباشرة بعد انتخاب اعضاء المجلس التشريعي عام 2006 لاصلاح وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية واعادة الاعتبار لها؟

السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دولة فلسطين، عندما يجتمع مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني يلتقي معه باي صفة؟ وسائل الاعلام كافة تذكر ان اللقاء تم بين رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس وزراء الكيان الصهيوني، فاسم منظمة التحرير الفلسطينية غير وارد، فهنا ننتقل الى سؤال اخر: هل السلطة هي بديل للمنظمة ام المنظمة هي ام الكل؟ ولماذا لم يتم التاكيد ان الرئيس ابو مازن هو رئيس المنظمة ولماذا لا يصر بلقائه وبمؤتمراته الصحفية على انه يفاوض باسم المنظمة؟ ولماذا اتفاق اوسلو فرض على القيادة الفلسطينية اجراء انتخابات داخل الارض المحتلة لاختيار ممثليها؟ فالانتخابات التي جرت عام 1996 لرئاسة لسلطة الفلسطينية واختيار اعضاء المجلس التشريعي هي بالاساس جاءت بعد انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني بقطاع غزة والذي اتخذ قرارا بالغاء الميثاق الوطني، وهل الغاء الميثاق الوطني لا يعني الغاء منظمة التحرير الفلسطينية ودورها وادائها وصفتها التمثيلية؟ هذا السؤال من المفترض ان تكون قيادة كافة الفصائل الفلسطينية قادرة على الاجابة عليه بكل شفافية ومن ناحية قانونية؟ فاعتقد ان هناك اطرافا ستقول ان الاحتلال ما زال جاثم على الارض الفلسطينية ولذلك هناك شرعية لمقاومته كما اقرته الشرعية الدولية، ولكن اين هي شرعيتنا التمثيلية القيادية؟

الى اي مدى ستبقى الاطراف الفلسطينية بكافة الوانها تناقش مشروع السلطة الفلسطينية الذي هو نتاج اوسلو؟ ولماذا الاصرار على التمسك بانتخابات المجلس التشريعي وانتخابات رئيس السلطة الفلسطينية وحصر الانتخابات فقط على الداخل؟ وماذا تعني السلطة الفلسطينية التي هي نتاج اوسلو لكافة الالوان السياسية الفلسطينية؟ بالحقيقة لا اود ان اخوض نقاشا بمواقف الاطراف الفلسطينية اتجاه اوسلو بين من يعارض ومن يقول انه افضل من اللا شيء، والظروف الدولية هي التي اجبرتنا على اوسلو كما يقول اخرين، وغيرها من المبرارات والاحاديث والاجتهادات التي تعمل على تمويه الانسان الفلسطيني لغايات واهداف اخرى.

منذ تشكيلها تمكنت السلطة الفلسطينية من تنظيم انتخابات مباشرة اربع مرات لفلسطيني الضفة والقطاع، واستثنت بذلك شعبنا الفلسطيني بالخارج والذي يعادل ما يزيد على 60%، وما زالت العديد من القوى الفلسطينية تصر على اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية حسب ما ينص عليه القانون الفلسطيني، كذلك ما زالت تخرج علينا اصوات تؤكد باجراء او عدم اجراء الانتخابات، حتى ان بعض الاصوات بدأت تدعو الى انتخابات بالضفة الغربية، ولكن ما اريد التنبيه له هو الى متى سيتم استثناء شعبنا الفلسطيني بالخارج؟ وكيف تتعامل معه القوى الفلسطينية حاليا؟ وما هي مرجعية شعبنا الفلسطيني بالخارج؟ اهي السلطة الفلسطينية ام منظمة التحرير الفلسطينية؟ وكيف تؤكد كافة الاطراف الفلسطينية وقواها الاساسية على وحدة شعبنا وحقوقه الكاملة والغير منقوصة والغير قابلة للتصرف؟

منذ اوسلو بدات الديمقراطية الفلسطينية تؤخذ منحى اخر يختلف عن ما هو كان قائما بمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وبدأ الصوت المباشر هو الحاسم باختيار ممثلي اهلنا بالداخل لمؤسسات السلطة الفلسطينية، وتم اهمال شعبنا الفلسطيني بالخارج كاملة، واخذت مؤسسات السلطة تاخذ دور منظمة التحرير الفلسطينية في ادائها، وتم تغييب دور منظمة التحرير الفلسطينية وجمدت كل مؤسساتها وهيئاتها، ولم تعد المناصب والهيئات القيادية بمنظمة التحرير الفلسطينية، مؤسسات فاعلة وذات سلطة، وكل الانظار اتجهت الى الداخل بانتظار ما ستفرزه اوسلو وسلطتها باتجاه الحقوق الفلسطينية، ولكن ما حصل عكس ذلك، مزيدا من التراجع الفلسطيني العام ، وتراجع باداء ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية، وتكريس سلطة اوسلو على ثلاثة ملايين ونصف فلسطيني بالضفة والقطاع، واهمال ما يزيد على ستة ملايين فلسطيني بالشتات، والنتيجة التي وصلنا اليها ان السلطة الفلسطينية اصبحت كل شيء، وان "اوسلو" اضحى مشروعا وطنيا لم يشكل خطرا على الحقوق الفلسطينية ولا تهديدا للمستقبل الفلسطيني، فالموقف الفلسطيني المعارض لاوسلو بدأ يتراجع كما تراجع الموقف الفلسطيني اتجاه كامب ديفيد، واصبح اوسلو بسلطته واقع صعب تجاوزه من قبل كل الاطراف، فهل هذه الحقائق بامكاننا تجاوزها؟

حقيقة الامر ان الشعب الفلسطيني بالخارج اصبح خارج معادلة الصراع الدائرة بالشرق الاوسط، ويشعر ما يزيد على 60% من شعبنا بالشتات انه تم اهمالهم بالفعل، واخراجهم بالفعل من معادلة الصراع مع هذا الكيان، والتشتت الفلسطيني وتقسيمه لم تقتصر على الضفة والقطاع، فالقدس انسلخت عن الجسم الفلسطيني لاننا وافقنا على سلطة فلسطينية، واهلنا بمناطق ال 48 اصبحوا غرباء عن فلسطين نتيجة اتفاق اوسلو، وشعبنا بالشتات بدء بمحاولات البحث عن مؤسسات ينتمي اليها تدافع عن حقه بالعودة الى دياره والوطن الذي شرد منه وحرم منه، ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم، فهاهي مؤتمرات حق العودة التي تعقد سنويا والتي تاتي نتيجة شعور الناس بان المنظمة تخلت عن دورها النضالي الرامي الى تحرير الارض الفلسطينية وعودة شعبنا الفلسطيني الى وطنه، وها هي مؤتمرات الجاليات التي عقدت باوروبا وامريكا الشمالية بحثا عن اطرا جماهيرية لتعيد تنظيم ابناء شعبنا بالتجمعات الفلسطينية، هذه المؤتمرات التي واجهت رفضا او اهمالا او مقاطعة من قبل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية.

لا يجوز ان نصارع ونتصارع من اجل انتخابات سلطة على قطعة جغرافية محددة، يمارس جزءا من شعبنا دورا مقيدا باعتبار ذلك حقا من حقوقه لاختيار قيادة تعتبر نفسها ممثلة لكافة الشعب الفلسطيني باماكن تواجده، فمن المفترض ان يتم رفض هكذا انتخابات وهكذا تمثيل ان لم يتمكن شعبنا بكامله من اختيار ممثليه وقيادته للتاكيد على وحدته الديمغرافية والجغرافية، فما زالت الارض الفلسطينية كاملة ترضخ تحت نير الاحتلال، وما زال شعبنا يعاني من استمرار الاحتلال، ومجرد موافقة الاطراف الفلسطينية على اجراء انتخابات لاهلنا بالضفة والقطاع واستثناء قطاعات كبيرة من شعبنا من ممارسة حقها باختيار ممثليها وقيادتها، فان هذه الموافقة تعني بدون ادنى شك التاكيد على تعزيز الانقسام والشرخ بين الداخل والخارج، فمن اولى مهماتنا يجب ان نتعاطى مع الموضوع الفلسطيني ككتلة واحدة لا تتجزء والتاكيد على وحدة شعبنا بمناطق ال 48 وال 67 والشتات، وان ممارسة الحق يجب ان تكون كاملة ومستمرة وغير منقوصة من خلال مشروع تحرري يمارس كافة اشكال النضال الذي تقود الى التحرير والعودة، وتخليص السلطة الفلسطينية من قيود اوسلو واعادة الدور الى منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الكيانية ومشروعها التحرري لكامل التراب الفلسطيني، والابتعاد عن الانانيات والحزازات الشخصية والفئوية والحزبية والتاكيد وضمان كافة القوى بالمشاركة على اساس القاعدة الديمقراطية التي تعتمد على التعددية وحرية ابداء الراي واحترام كافة الاراء والتاكيد على مشروعية النضال بكافة اشكالها بما يخدم المصلحة الوطنية والقضية الفلسطينية على طريق ازالة هذا الكيان الغاصب والجاثم على الارض الفلسطينية، والذي تضمن لشعبنا بممارسة حقه على ترابه الوطني وعلى راسه حق العودة الى الديار التي شرد منها عام 1948.



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احمد سعدات ضحية مؤامرة تعددت اطرافها
- البرازيل بين قرار التقسيم والتضامن مع الشعب الفلسطيني
- تعددت الشرعيات والرئيس واحد
- الانقسام الفلسطيني ووعد بلفور
- اللاجئين الفلسطينين في البرازيل عام كامل من المعاناة ومستقبل ...
- مصر واتفاقيات كامب ديفيد والسباق الفلسطيني باتجاهه
- المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل، غياب ام انهيار؟
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل ج 5
- الوساطة المصرية واحتمالات الفشل والنجاح
- التاسع من يناير 2009 ...... هزيمة ام انطلاقة جديدة؟
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟ ج4
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل ج 3
- فاوستو وولف المناضل الاممي
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟ الجزء 2
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟ الجزء الاول
- امريكا ليست دولة محايدة
- اليسار الفلسطيني والازمة الفلسطينية....تحديات ومهام
- المحاكم الاسبانية ...... والجرائم الاسرائيلية
- اللاجئون الفلسطينيون بامريكا اللاتينية... خطوة باتجاه التصفي ...
- ايهما اقل شرا سلطة رام الله ام سلطة غزة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - الانتخابات الفلسطينية مهزلة ام حل؟