أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - رياض الأسدي - سفن غزة بلا أشرعة















المزيد.....

سفن غزة بلا أشرعة


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2507 - 2008 / 12 / 26 - 09:42
المحور: سيرة ذاتية
    


إلى الشاعرة الفلسطينية نجوى شمعون
وأنت يا نجوى لا تركبي السفين
فقديغرقك اليم
وبكاء الآدميين
فاليم
غالبا غير امين
فاخلعي قلنسوتك للقادمين
ودعي شعرك الذهبي
بساطا
للقادمين
من غزة إلة البصرة
ومن البصرة إلى غزة
ولا تكثرثي للسائلين
لأن الميركافا لن تقف عند السور
ولن يقف قبالتها
إلا أنا وأنت
وبعض الممسوسين
بحب هذي الأرض
فارشون الأجنحة
مسالمين
وإذا ما كنا غبارا بعد ذلك
لا تكترثي
ليس ثمة
أحد غيرنا
تتوالى سفن الإغاثة العربية على إمارة غزة الإسلامية المعارضة التي تطلق صواريخ محلية الصنع على سديروت. تأتي السفن ليس عن طريق مباشر إلى غزة فذلك ممنوع في عرف البحرية الإسرائيلية بل عن طريق ملتو يمر بمالطا. مرحى. هكذا تجري الأمور في امة تقارب نفوسها ال(300) مليون ومليار وربع مسلم: يا له من رقم ضخم يرتجف في كل مرحلة من مراحل الصراع المرير. وإنها حتى الآن أقل من عشرة سفن خجولة لشعب يراد له ان يسحق عن بكرة أبيه.
ليسحق الشعب وحده. ليسحق الشعب دائما وليبقى الحكام والأمراء من أهل (الحل والعقد) المعاصرون غالبا, فالطريق لهم مفتوحة للتهريج خارج بلادهم بعد وقوع الكارثة طبعا. تماما كما حدث في العراق فما زال المهرجون البائسين من (الزيتونيين) يلقون باللوم على غيرهم وليس على حماقات قادتهم وسؤ تقديراتهم. بل هم لا يجرؤون على تقديم اعتذار للشعب العراقي أو حتى يقدموا ولو نقدا ذاتيا خجولا لذر الرماد في العيون: إنها العزة بالإثم دائما.
وما هي تلك السفن في حقيقة وجودها ورحلتها إلى غزة إلا سفن مساعدات بسيطة لا تداوي جرحا ولا تشفي سقيما ولا تطعم جائعا. رغم ذلك تحية لرجال هذه السفن ولروحهم القومية والإنسانية. هذه السفن هي كلّ ما استطاعه الحكام العرب والمسلمين وال(300) مليون عربي ومليار وربع مسلم. أية كارثة نغوص فيها بل قل أية طامة تحتوينا؟ أهذا كلّ ما يمكن أن يفعلوه لقطاع محاصر منذ سنوات؟ مرحى ثانية. وبرافووو! على طريقتهم فالقضية تعيد صورتها أيضا: فما الذي فعله الحكام العرب والمسلمون للعراق حينما حوصر الشعب العراقي ثلاثة عشر عاما قضى فيها مليون طفل عراقي بريء موتا بطيئا على الأسرّة البيض – بل قل الكالحة فقد كانت تلك المشافي تعاني أزمة حتى في الشراشف- وتلك الأبنية المسماة مشافي كانت لا تعاني أبدا من أية أزمة في عبث الجرذان والقوارض فيها.
ومن يدري فقد كان العديد من هؤلاء الحكام يتباكون على النظام السابق وحده, ولا زال بعضهم يفعل دلك ليل نهار, وهم لم يظهروا ما يكفي من عطف وروية وحنان على ما حلّ بالشعب العراقي إن لم بعضهم شامتا بهذا الشعب ومبتسما على ما حل به من حماقات لا ناقة ولا جمل له فيها.
وهاهو المشهد الغزاوي يقترب حثيثا مما حلّ بالعراقيين قبل سنين سود. ليس القادة السياسيون في غزة هم من يجوعوا طبعا بل الشعب الفلسطيني في غزة هو الذي يتحمل أعباء الموت والجوع وشظف العيش؛ مثلما كانت الكارثة في العراق قد بطشت بالفقراء وحدهم وليس بأي احد أخر من أهل الكراسي والمال والجاه. اللعبة نفسها تمارس في غزة من اجل سحق الشعب الفقير.
غزة وما من غزوة وما من غيرة تلوح في الأفق: وكل ما يلوح لي الميركافا وهي تسحب خلفا عواصف غبار. هكذا نكتشف فلسطين من جديد. برافو عرب برافو مسلمين. عندما كنا صغارا أعتدنا أن نكتشف فلسطين من كتاب التاريخ المدرسي حيت وضعت صورة خيمة ونساء عربيات مهجرات: هكذا هي فلسطين دائما خيام وهجرة وليس ثمة شيء أخر. وإلى جانب ذلك قصيدة حماسية عن الفداء من اجل الأرض والعرض والحق المغتصب في كتب النصوص الأدبية فحسب. ثم جيء لنا بعد هزيمة عام 1967 طوابع بعشرة فلوس هي كل مصروفنا اليومي نلصقها بكتبنا ودفاترنا وهي تظهر تخطيطا لفدائي ملثم بكوفية كبيرة وهو يقوم بحركة قفز حاملا بندقية كلاشنكوف طبعا.
وكنا نحسب إن فلسطين سوف تكون حرة قاب قوسين أو أدنى وان الإسرائيليين سوف يرحلون عنها ما دمنا قد اشترينا هذه الطوابع لدعم المقاومة الفلسطينية. أية مزحة كبرى كانت, وأية طوابع تلك التي آثرنا شراءها ونحن نجد فصائل المقاومة الفلسطينية الملثمة والقافزة على كومة من النار وهي تتقاتل بينها ويخون بعضها بعضا.
عجبا كيف يمكن أن يحدث ذلك بين أبناء القضية الواحدة؟
قد لا يعرف أولئك المتقاتلين في الأراضي المحتلة كم هي الغصة كبيرة والإنسان العربي والمسلم يرى ما حلّ بالأمة من هوان وضعف وتدهور. وها هي القيم الكبرى والمثاليات العظمى تنهار شيئا فشيئا فلا قضية ولا تحرير بل هي سياسة في سياسة في النهاية. وما كنا نعلم طبعا إن الخلافات السياسية والمصالح السياسية فوق القضية مهما كانت عادلة ومهما كانت نبيلة وتستحق التضحية: هكذا أريد للقوى المتصارعة ان تكون صغيرة لا تحمل من القضية - بعد سبعين عاما- غير العراك على المناصب واللهاث وراء المصالح. يا لها من واقعة تنذر بالشؤم والقادم من التدهور. ثم ضاعت القيم في التحرير والحرية والعدالة ودماء الشهداء تلك الحالة المقدسة الوحيدة في حياة العرب والمسلمين وسط تلك التلافيف البائسة.
من هنا يمكننا ان نقول: عن إسرائيل قد حققت انتصارا إستراتيجيا جديدا بتدمير روح المقاومة عن لم تكن المقاومة كلها. فمهما أصيب الجسد بأمراض وجروح يمكن علاجه لكن الروح حينما تخرّب وتدمر لا رجعة لها ولا حياة.
فمتى تحشد إسرائيل جيوشها لاحتلال إمارة غزة من جديد, ومتى تحصد الميركافا ( دبابة الرعب الضخمة) أرواح الناس؟ هذه الدبابة الكبيرة التي سجلت هزيمتها في حرب جنوب لبنان عام 2006. وهل يثني إسرائيل شيئا دوليا عن قيامها بذلك؟ بالطبع كلا. إسرائيل هذه القوة الغاشمة التي جلبت بوجودها معظم الكوارث التي حلت بالعرب والمسلمين تقريبا, مثلما أصبحت الشماعة الجاهزة التي علق عليها ليل نهار فشلهم وانكساراتهم وهزائمهم المتواصلة.
كانت ولا تزال القضية الفلسطينية مركز الصراع في منطقة الشرق الأوسط, وهي نقطة التوتر الدائمة فيه. ولا يمكن لأي باحث أو كاتب عربي ان يعبر فلسطين بأية طريقة لأنها كانت ولا تزال شغله الشاغل وهمه القومي والديني على حدّ سواء.
وإذا كان احتلال العراق قد أقرن بفلسطين هذه الأيام, إلا أنه ليس على هذه الدرجة التاريخية من الوقع؛ برغم جميع الأهوال التي لحقت به من جراء الدكتاتورية والاحتلال والفوضى. حسنا إنهم يريدون سحق شعب غزة وليس حماس وحدها فما أنتم فاعلون؟ هل تتظاهرون؟ وما نفع التظاهرات في زمن المهاترات؟ هل تصرخون؟ أم ستأوون إلى فرشكم الدافئة ونسائكم غير المتبرجات؟
ناموا ما فاز إلا النوّم..
ما زال زمن اليقظة العربي بعيدا..
بعيدا..





#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة العسكر إلى العراق؟؟
- صاحب أكبر (خلوها سكته)
- لنتكاشف: أسئلة مابعد الحرائق
- أوباما: سراب العرب الأخير
- صقور (بيت أفيلح) الأخرانيين
- يوجد لدينا مختبر جديد لإبن الجزري؟!
- عرب عاربة وآمال خائبة وكباب بالساطور!
- ادعوكم للتوقف عن الكتابة!
- الزورخانيون .. وكلّ (24) يوما
- العراقيون رواية بوليسية طويلة
- الماركسية في عالم متغير
- تعالوا إلى زها محمد حديد
- تعددت السفن والطوفان واحد
- حديث إبن الرافدين: حساب عرب سياسي
- البحث عن قبعة نابليون
- المسيري: ثلمة في جدار قديم
- نادورام كوتشي
- وهم العالمية: بيس نفر
- حزن ما بعد المليون
- عمود طاجا / عمود تيراقا


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - رياض الأسدي - سفن غزة بلا أشرعة