أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم عبد مهلهل - قيصر والعراق وحبة التين














المزيد.....

قيصر والعراق وحبة التين


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2507 - 2008 / 12 / 26 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



البلاد التي أشرقت من رقاد الحنين ، سمها ما تشاء ، وليكن أسمها دمعة .أو سمها حبة تين غفت في نعاس الشجر وطور السنين ، سمها زهرة أو رماد أو قل أن من مسميات الصبح وجه الشروق ، عندما صباحنا يقظة الشمس ونعاسنا ثوب قمر نلبسه ونمضي كما سعاة البريد الى أحلامنا ...البلاد العراق ،وهل هناك من غيرها يحترق بنار الشاة والمشاة وأوبئة الزمان القصي ،البلاد التي كلما طال ليلها فضحت أغانيها شهوة الرعاة والجنود وبائعات اللبن ،البلاد ما علاها صدأ ،إلا ومسحت أفئدتنا بدموع الحنين والسيوف ومقابر الشهداء ..
يقظتها بلبل ،وغفوتها قميص نوم .وخبزها مثل سلم موسيقى العيون الجائعة ، يداهمها شفق اللذة فيلبسها الضوء تيجان صبره ومواويل الصيادين ورقصات القصب وبعضا من زغاريد امهات الورد ..البلاد التي باعها الوطني لأفتراضات إن الزمن لكفيل بعودة الهوية .ولكن درس التأريخ يقول ..قيصر يأتي دائما وروما معه...
كلما أفكر بالأباطرة الذين احتلوا العراق ..كورش والأسكندر وهولاكو والجنرال مود ودونالد رامسفيلد أقع في فخ أفتراض العظمة التي لبسها أجدادنا ويجب ان يدفعوا ثمنا لها ، فنحن أيضا غزونا مصر ، وسبينا يهود اورشليم واوصلنا سيوفنا الى الهند والصين وعمورية ، وعليه ينبغي أن تذوق مع النصر هزيمة حتى يتعادل الميزان بكفتيه ، ذهبنا الى عيلام ذات مرة ،فجاءت الينا واحرقت اور وبابل ، حاربنا روم قيصر في عمورية وتبوك وحطين ، فعادوا الينا مع قبعات سايس وبيكو وبريمر ، نذهب اليهم ويأتون الينا وكأن تاريخ هذه البلاد كر وفر..لا ترضى أن تستريح ولو لسبع سنين ، كلما نضع خطة خمسية لبناء شعب وامة ودولة تأتي مغامرة حربية ويأتي اليك تحرش جار وطموح ملك ، كلما اردنا أن يكون ماء العراق في كوز واحد تطشه أثنية العراق وتعدد الطوائف وتجعله رذاذا في فضاء السب والاحتراب والتطرف القومي والديني ..
كلما يأتي مفكر ليقول :خذوا هذا المسار ،تأتي السياسة لتأخذنا الى فلسفة الحذر من الجار ، وربما سبب كثرت الحروب والأنقلابات في العراق هو تعدد جيرانه من تتشابك معهم تواريخ الأمس وتصفية الحسابات ولهذا صرنا اكثر امة تبرمج وعيها اليومي ولا تعرف هل ان الدبابة الامريكية ضرورة أم وباء ....؟
وبين الضرورة والوباء ..هناك من يتأسى ويتساءل ..وهناك من يتفائل ..واعتقد إن التفائل ليس في أن يعدل الساسة من ربطات اعناقهم في المقابلات التلفزيونية ، التفاءل أن يكشف هؤلاء للناس حقيقة ما يملكون وما يخططون وما يراد منهم وما يعطى لهم ، وتلك امور لاتسر من يفكر بشاليه على بحر الاسكندرية او نصف شقة في منتجع النخلة في دبي ،وليكن العراق مايكون ..المهم أبناءه في حفلات السمر البيروتية ..ولك ياعراق رأس الفجل ورأس الصداع وشكاوي الناس والأجناس والوساس الخناس....
لأجل هذا غلب الشك اليقين ،وصرنا نحب قيصر أكثر من مختار المحلة وعضو المجلس البلدي لأن قيصر يحاول مع السيف ان يبني مركزا ثقافيا او مدينة العاب بحجة إن ما تخربه حروب ولاتنا الوطنيون يعمره المرتزقة الغرباء ،ويتذكر الناس كيف اطفالنا يستقبلون الجنود السعداء بفتح بغداد ويؤشرون لهم بعلامة النصر..!!!!!!!!!!!!
من انتصر ،وعلى من ..؟
الذي انتصر هو قيصر ..
وعلى من كان النصر ..؟
طبعا على قدر البلاد وتعاستها الممتدة منذ انقلابات حرم الخليفة وحتى صولات الفرسان ضد القاعدة والمتوهمين من العربان بأن الجنة في العراق وحده..
ولا ادري إن كانوا يعتقدون بأساطير الأولين عندما ساد الفهم الميثيولجي إن اهوار العراق بعض من جنة عدن ..وهاهم فيها الآن يقتلون بأي طريقة لتكون الجنة في متناول اليد ..
فيما بعض المسؤولين يسرقون بأي طريقة لتكون العمارة السكنية في متناول اليد...!
أما الجندي المحتل فهو يقتل في أي طريقة لكي لايموت في بلاد غريبة ربما لا يعرف بالضبط لماذا اتى اليها ..!

29 /10 /2008



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسين ( عليه السلام ) ، وغاندي ( رحمهُ الله ) ، وكارل ماركس ...
- أشراقات مندائية
- شيء عن السريالية ، والغرام بالطريقة التقليدية...
- الفصيحُ لايشبه الصفيح .. وحنيفة لايشبه الصحيفة ....
- من أمنيات الترميذا يوشع بن سهيل
- الصابئة المندائيون وسوق الشيوخ وتشريفات القصور الرئاسية...
- ميثلوجيا العدس
- التاريخ الوطني لشركة أحذية باتا...!
- الانتحاريُ الجَميلْ ..وجَنتهُ التي عَرضُها السَمواتُ والأرضْ ...
- طلبان كابول ، وشرطي من أهل السويج ...
- فلفل أحمر .. وكحل تحت عيون نادية لطفي ...
- خذ من عينيَّ قصيدتكَ .. وأشعلْ قمراً في البابِ الشرقي...
- كم كانت أحلامنا جميلة ..!
- أعلان ضد الأفلام الأباحية ( وهَتك الجسد )..!
- سعر برميل النفط في 1 شباط 2009
- البصرة .. الأقليم والبهارات وحسين عبد اللطيف..
- طارق بن زياد ، وصديقة الملاية...
- القاصة السورية ماجدولين الرفاعي ...نصوص لها طعم الورد
- مكائد النساء تبعثر خيالات الأمكنة ..(( قرية شوبنكن الألمانية ...
- أبي ولينين ويوم العطلة في الصين


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم عبد مهلهل - قيصر والعراق وحبة التين