سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2507 - 2008 / 12 / 26 - 09:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أشياء غريبة تحدث فى مصر – الآن – تحت لافتة "الاستثمار". من بينها قيام شركة "مجهولة"، رأسمالها المعلن فى مصلحة الشركات تافه وبالغ التواضع، ومع ذلك فإنها تقوم بعملية شراء واسعة النطاق – لا تتناسب مع تاريخها أو رأسمالها – لعقارات ليست قليلة تقع كلها فى قلب القاهرة، وبالذات فى المنطقة المحيطة بميدان طلعت باشا حرب. وهى بطبيعة الحال عقارات تمثل قيمة كبيرة بحكم التاريخ والجغرافيا، أى تاريخ هذه العقارات العريقة التى تدور أعمارها حول رقم مائة عام تقريباً، وتقع كلها فى أهم موقع بالعاصمة المصرية أى أنها تمثل "ثروة قومية". لكن كل هذه العقارات مأهولة بالسكان والمحال التجارية وبالتالى فإن عائدها الاقتصادى متواضع جداً، بالنسبة للملايين التى تدفعها هذه الشركات الغامضة ثمنا لشرائها.
وهو ما يجعل من المنطقى أن يتساءل البعض: ما هو إذن السبب الحقيقى لشراء هذه العقارات ودفع الملايين ثمنا لها طالما أن الريع الذى تولده ليس مجزيا؟!
هذا السؤال أوجهه إلى الدكتور محمود محيى الدين وزير الاستثمار الذى لابد وقد قرأ اعترافات القرصان الاقتصادى التائب جون بركنز ونشرت فى كتاب ترجم حديثاً إلى اللغة العربية بعنوان "الاغتيال الاقتصادى للأمم".
وهذه الملاحظة ليست وليدة الإيمان بالتفسير التآمرى لكل شئ، أو ما يسمى بـ "نظرية المؤامرة".
لكن هناك كثيراً من الشواهد والمؤشرات تجعلنا نخشى على قلب القاهرة من متربصين ومغامرين محليين ودوليين.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟