أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - يا يسوع خلّصنا يا رب هللولي هللوليه














المزيد.....

يا يسوع خلّصنا يا رب هللولي هللوليه


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2506 - 2008 / 12 / 25 - 10:05
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أولا كل عام والعالم المسيحي والعربي بخير.
ثانيا كل كلمة في هذا المقال أقصدها وأقصد معانيها الحرفية اللغوية والإصطلاحية .

وثالثا وهو الأهم :
يا يسوع خلصنا يارب
هللولي هللوليه .
هو بيت شعر من قصيدة لي بعنوان يا عمي يا طاغية ..وحين إستجوبتني الأجهزة الأمنية الأردنية قلت أنني أقصد أن كل بيت من البيوت العربية إلاّ ويسكنه سيد إقطاعي ..إرهابي ..دكتاتور ..أو بالعربي الفصيح : كل بيت عربي يوجد بداخله طاغي ...طاغيّه.
لأن العرب المسلمون يعبدون معبودات فردية تعيش لنفسها ومن أجل ذاتها وليس من أجل الذوات الأخرى أي من أجل الأنا الأعلى المتسلط على غيره .

وأقصد أن طبيعة بنية العقل البدوي المستبد هي طبيعة مستبدة وبالتالي خلق من وهمه الإستبدادي إلها مستبدا نوعا ما ..
أما في المجتمعات الزراعية فإن الموضوع مختلف تماما :
فالإله ليس مستبدا بل هو أب وراعي وحنون وعاطفي جدا تسقط دموعه على أحزانني ..بعكس إلهنا البدوي الذي يعاقبنا حتى إذا شكونا له أحزاننا .
وبالتالي من هنا جاءت العلية العربية المستبدة .

والمسيحُ في جوهره فكرةٌ عميقةٌ ورومنسيةٌ وهي : أن يتألم الرب لآلامي في الوقت الذي يطرب به البشر على أحزاني ففي هذا الوقت بالذات يشعر معي الرب ويتألم كما أتألم بل وحين يموت يموت من أجلي ومن أجل خلاصي وحين يبعث مجددا يبعث أيضا من أجل ألامي وأحزاني .
فحين يبعث من أجل آلامي وأحزاني أكون أنا على قارعة الموت والطريق أنتظر ظهوره أمامي ليلمس قلبي ..فإذا كان موت المسيح من أجل خلاصي كإنسان من آلامي ؟ فلماذا مثلا يبعث مجددا من أجل أحزاني وآلامي ؟؟
هل موته من أجلي لم يخلصني من عذابي ؟ولذلك عاد مجددا لكي يكفر عني وعن البشر ولكي يحمل مجددا عني النير على كتفيه ...؟

على كل حال : الموت والبعث هما أساس الدين الزراعي أو الدين المسيحي فكله سواء !! فالإله مثرا يولد أيضا في 25-12 من كل عام .
وكذلك الإله بعل ؟؟
إذن المسيح واحد من أولئك وهو فرد من أفراد العائلة الزراعية الإلهية وهو أحد أحفاد ..هنبعل ..بعل ..زبل ...زبول ...ميثرا ..إلخ.


إذا كان المسيح شخصية حقيقية فإنه على الأغلب سيكون مولودٌ في 25-12- من نفس السنة التي ولد بها وهي 1 قبل الميلاد أو 3 قبل الميلاد ويقال 3 بعد الميلاد .
وعلى كل حال فإن شخصيته إختلطت بالأساطير التي تتحدث عن موت الإله وبعثه في الديانات الزراعية فقط لا غير ففي الديانات والحضارات الزراعية يولد الإله كما تولد البشر ولكنه لا يموت كما تموت البشر بل لموته طقوس حيث يبعث في كل عام من جديد مع تجدد وتكرار سقوط الأمطار .

ولم تثر إهتمامي أي شخصية تاريخية كما تثيرني شخصية المسيح العظيم الذي أحب طقوسه وأسراره وألغازه ومعاناته كما تعاني الناس .

إنها فكرة عميقة في جوهرها أن يتألم المسيح كما أتألم أنا وأن يشعر بي كما ولو أنه أمي أو أبي !!!

ولو قلنا لإنسان من البشر ألأي مواطن كان سينأو صاد من الناس أن رئيس جمهوريته يشعرُ بآلامه ...لطار فعلا من الفرحة ولأصابته الدهشة لساعات ولربما لأيام !!
فما بالنا لو إقتنعنا من أن الإله ..الرب ..يتألم لآلامنا ويحزن لأحزاننا ويفرح لأفراحنا ..ولو تأكذنا من صدق ذلك لعمينا على أبصارنا ولمشينا في الشوارع ونحن مبهورون ومخدوعون بأبصارنا ..

الرب في الديانة الرعوية يولد أو يظهر كذلك من أجل أن يكون سيدا مستبدا في رأيه وفكره وقلبه ولسانه .

والرب في الديانة المسيحية يولد من أجل أن يكون : أبا رحيما رؤوفا بأبناءه لا يتطاول عليهم بقضاءه وقدره بل يكتب كل ما كتبه الإله البدوي على البشر نجد الإله أو المسيح يكتب كل ذلك على نفسه ويتحمل مخاض لولادة والبعث والموت والنشور وهلما جرا .

إنها تكاد أن تكون فكرة هيغيلية فهيغل يرى المسيح كما أراه أنا ولا أختلف أنا مع هيغل في ذلك ..إذن بقي أن أتفق مع نفسي بأنني مسيحي مخلص للديانة الزراعية ولكن إيماني الأكبر بالمادية التاريخية يجعلني أتوهم من أنني علماني أو ماركسي علماني !!

الله في الديانة الإسلامية واليهودية يكون ملاذنا من الخوف وهو مهربُنا جميعنا من صحراء ومن طبيعة قاسية إلى إله مستبد يفرض علينا قضاءنا وقدرنا ولا يناقشنا في أمر كان قد كتبه علينا .

ولكن في الديانة المسيحية فالأمر مختلف جدا : ألله هو أبونا الذي في السموات والأرض ..وليس سيدنا الإقطاعي ..والله هو راعي البيت والمسيرة ..وليس سيد البيت المتسلط على أفراد العائلة .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار يكذب علينا
- ليش المواطن العربي مش شبعان الخبز؟
- لماذا 99% من الشعب العربي يؤيدون كندرة منتظر
- لعبة السلّم والحية الأردنية
- من عجائب الوطن
- سرقوا المواطن شلةٌ ..واحد ورا الثاني هَربْ
- لو أن الحوار المتمدن تصدر من دولة عربية
- جفرا هي يا إلّرّبع صاير أعرف أرقُصْ
- لماذا نحن خارج السجون ؟
- طبّع الحرامي الأردني : يكره مجرد صورتي
- حبوب عربية لمنع الإكتئاب في العيد السعيد
- أهلا ثقافة أردنية وأهلا حرية
- خايف على الأردن إذا مثلي ولا يسعد بعيد
- مجموعة قصائد سياسية أردنية
- كان كان ياما كان في الأردن عايش ثعبان
- ثقة المواطن بالبلد نازعها واحد منحرف
- إحكوا لحقوق الإنسان ...دايمن ماسكني إلرادار
- هذا الفساد الأردني ..وهذا : أنا
- دمقرطة المنتوجات
- التيار الأردني الصاعد نحو الهاوية


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - يا يسوع خلّصنا يا رب هللولي هللوليه