أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الكساسبه - بورصة (الحياة)














المزيد.....

بورصة (الحياة)


خالد الكساسبه

الحوار المتمدن-العدد: 2506 - 2008 / 12 / 25 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل ان اكتب ذهبت لمعجم البلدان ،المعجم الوسيط، معجم ابن الرومي أبحث عن معنى كلمة( بورصة) فلم اجد شيئا مطابقا،بحثت في الموسوعات الالكترنية فعرفت السبب: الكلمة ليست عربية،جائت من كلمة( بورص) وهو اسم عائلة بلجيكية كانت تشتغل في البنوك في العصور الوسطى في اوروبا ، لذا فطقوسها ليست عربية واخلاقها بعيدة عن بساطة الفلاح او البدوي الاردني فكان لا بد من الخسارة لان اللعب بنزاهة مع اللا اخلاقيين لن يؤدي للربح ابدا.
لا تحزنوا ولا تيأسوا فخسارة المال ليست خسارة. خسارة النفس هي الخسارة. عندما تخسر عزيزا فهذا مصاب. وعندما تخسر نفسك فهذا مصاب أاعظم. يا الله كم من مرة خسرت نفسي .
ولا لمرة واحدة جعلني امتلاك
المال سعيدا وكما ولا مرة واحدة جعلني افتقاد المال حزينا، المال يذهب وياتي، النفس تضيع فلا تستطيع ايجادها...
ذات مرة ملكت من المال اكثر مما اريد وذات مرة لم استطع ان اشتري حليبا لطفلتي الرضيعة وفي المرتين سارت
عجلة الحياة... وفي المرتين تذكرت باسم سكجها الذي امتلك ذات يوم ثلاث سيارات ولم يجد في يوم اخر ما يكفي لركوب سيارة تكسي.
ايها الطيبون الذي ضاربتم في البورصة لا تخجلوا من انفسكم ما فعلتم لم يكن اثما كل ما في الامر انكم جربتم حظكم
في الحياة، وهكذا هي الحياة فرح وحزن ،ضحك وبكاء ،ابيض واسود : الحياة بورصة عدم التوفيق فيها لا يعني الفشل وثمة امور كثيرة ليست بايدينا وما بايدينا خلقنا ولكن الله شاء،لستم بطماعين او مغفلين ، فقط بسطاء عملوا على تأمين حياة افضل لاطفالهم لكنهم الطماعين ابوا الا ان يسرقوا احلامكم.
امي فلاحة من اربد وابي بدوي من الكرك وأنا أردني من عمان
، تركت الوطن وتشردت في الاصقاع الباردة الخالية من الدفئ الفلاحي و النخوة البدوية والبساطة ال (عمانية) .
عندما كنت في السابعة عشرة من عمري رأيت ذات حلم سيدة ترتدي فستانا ابيض قالت لي ستقطع البحر (رايح جاي) ، وستعيش مثلما عشت، وستكون كأنك ما كنت، بعد غياب احدى عشر عاما عدت للاردن وكان عمري اربعة وثلاثين عاما وكنت قد قطعت البحر مرتين عدت للاردن ووجدتني غريبا في وطني ، ما اعظمها من خسارة عندما تجد نفسك غريبا في وطنك ، خسارة جديدة في بورصة الحياة لا تعادلها خسارة الدنانير في بورصة عمان في شئ.
عدت من الغربة وكانت عمان لا زالت قاحلة وان ازدادت التهابا بخطايا حيتانها الذين رايت خطواتهم في ناطحات السحاب وبوابات القصور التي تكفي لايواء عشرات الفقراء ومضاراباتهم في بورصة سرقت اموال الناس .
عمان لا زالت قاحلة وان ازدادت التهابا بخطاياها الليلية التي رايتها في الباحثين عن المتعة يلاحقن الباحثات عن حساب في البنك، ازدادت التهابا في فتيات عائلاتها اللواتي اضطرتهن الحياة للعمل حتى منتصف الليل ، بل احيانا ما بعد منتصف الليل وهن اللواتي كن من قبل يرفضن العمل حتى في وضح النهار.
في الغربة اشتقت لايام الشتا كلنا نجتمع حول صوبة البواري، ابي يحمص الكستنا وامي تغلي ابريق الشاي ، جدي يحفر الحاكورة وجدتي تهز بالغربال ، اشتقت لصوبة علاء الدين، اشتقت ل( بليلا) وخالتي تحضر السمن البلدي وباليد الاخرى تخبز عتى الصاج ،اشتقت لترف الاردنيين البسيط ، وايام الجمع يخرجون في رحلاتهم البسيطة مثل قلوبهمن المنقل والارجيلة ،وبضعة اكياس من طعام لا صخب ولا ثمالة،
هؤلاء هم الاردنيين الذين لم اراهم العام الماضي ، الاردنيين البسطاء المنقادين بعناية الهية ،رايت اناسا تطاردهم مصاريف الحياة فلم يكن امامهم من خيار الا ان يدفعوا ببناتهم للعمل وان يضاربوا في بورصة الحياة.





#خالد_الكساسبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انه ديننا مثلما هو دينكم فلا تسرقو الاسلام منا


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الكساسبه - بورصة (الحياة)