أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سامية ناصر خطيب - د. نوال السعداوي: لماذا يخاف الرجال من رؤوس النساء















المزيد.....

د. نوال السعداوي: لماذا يخاف الرجال من رؤوس النساء


سامية ناصر خطيب

الحوار المتمدن-العدد: 771 - 2004 / 3 / 12 - 08:28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


د. نوال السعداوي تكشف النقاب عن التحالف بين الحركات الاسلامية والانظمة العربية، الامر الذي منح الشركات الغربية موطئ قدم في الشرق، تقول: "كانت هذه حربا على وعي الناس، حملة انطلقت للسيطرة عليهم وترويض افكارهم. وتعمّد غسيل الدماغ الديني تسهيل واخفاء مخططات رأس المال الذي حكم ارضهم وحياتهم".


باغلبية ساحقة تبنى البرلمان الفرنسي قانون حظر الحجاب والرموز الدينية في المدارس. جاء هذا تلبية لموقف الرئيس جاك شيراك الذي اصر، رغم المعارضة الشديدة المحلية والعالمية، على اعادة تأكيد مبدأ العلمانية الذي يشكل احد اسس التعليم الحكومي في الجمهورية الفرنسية.

وقد كثرت الاقلام التي ناقشت هذا الموضوع، ومعظمها ناشد فرنسا بالتراجع عن سنها للقانون. واعتمد بعض اصحاب الآراء على المنطلق الديني، مستشهدين بالقرآن والسنة للاثبات بان الحجاب فرض على المرأة المسلمة، وليس رمزا دينيا. اما الليبراليون فعارضوا القانون من منطلق احترام الحريات الاساسية ومنها الحرية الدينية.

وليس من المفاجأة ان ورد اسم الدكتورة نوال السعداوي، المعروفة بمواقفها النقدية من رجال الدين ووقفتها الجريئة مع حقوق النساء. وقد نشرت صحيفة "الاهرام" (22 كانون ثان) المصرية باللغة الانجليزية مقالا لنوال السعداوي يعتمد على خطابها في مؤتمر مومباي بالهند الذي عقده المنتدى الاجتماعي العالمي ضد العولمة (18-21 كانون ثان).

ولكن تم تشويش موقف السعداوي، كما حدث في مقال الصحافي محمد صلاح في صحيفة "الحياة" اللندنية (14 كانون ثان). فقد فسر موقف السعداوي بانه دفاع عن محمد الطنطاوي، شيخ الازهر، الذي قال ان موضوع الحجاب هو شأن داخلي فرنسي، ولا يجوز لاحد فرض موقفه على الجمهورية الفرنسية، كما انه لا يجوز لاحد التدخل في قرارات مصر فيما لو ارتأت فرض الحجاب في المدارس. وقد استفز موقف الطنطاوي رجال الدين، وكثرت الالسنة التي هاجمته فيما توارى مناصروه عن الانظار، وكان من نعته ب"الشيخ الازعر".

وقد ورد في مقالة الصحافي صلاح: "وجد طنطاوي اخيرا من يدافع عنه، بل يرفض اصلا مسألة الحجاب سواء في فرنسا او حتى في مصر. فالدكتورة نوال السعداوي حملت راية الدفاع عن موقف الشيخ، ورأت ان مجرد الحديث عن حجاب المرأة والدفاع عنه وتبني الحملات لتأكيد انه فرض وليس رمزا، ومطالبة الرئيس شيراك بالتراجع عن ذلك القانون، كل ذلك يعكس الحالة السيئة سياسيا واقتصاديا في المجتمعات العربية، وهي دليل على تدهور ثقافي واعلامي".



تحالف غير مقدس

لم تخرج السعداوي دفاعا عن طنطاوي، ولم تذكره اطلاقا. وبالعكس، فقد استغلت الحرب "حامية الوطيس"، كما سمتها، على فرنسا، لتعرّي الحركات الاسلامية وتظهر عجزها وتفضح تاريخ "الرباط غير المقدس" الذي جمع بينها وبين نظام السادات الفاسد من جهة، وبين امريكا وسياسة السوق الحرة التي انتهجتها من جهة اخرى. وسردت السعداوي في مقالها كيف قام نظام السادات باستغلال الحركات الاسلامية، لقمع الاصوات المعارضة لسياسة الانفتاح على الغرب، التي جلبت المزيد من الفقر والبطالة والجوع للشعب المصري.

تقول السعداوي: "قام السادات، بالاتفاق مع الرئيس الامريكي نيكسون ووزير خارجيته كيسينجر، بدعم وتشجيع الحركات الاسلامية السياسية، وساعدها على النمو والازدهار. بنهجه انقلب السادات على سياسة عبد الناصر، ومهد الطريق امام البنك الدولي والشركات المتعددة الجنسيات والاسلام السياسي".

سر التحالف غير المقدس، تفسره السعداوي بالقول: "ان السادات كان بحاجة لحليف داخلي يدعم سياسته. وقد استخدم الثقافة الاسلامية لمجابهة الحركات الديمقراطية والاكثر يسارية التي رفضت سياسته هذه. وكانت هذه الطريقة الوحيدة لضمان دخول رأس المال العالمي بقيادة امريكا، الى مصر في عهده. بهذه الطريقة تمكن رأس المال من فرض سيطرته على النساء والرجال والاطفال متنكرا بالزي الاسلامي، معيدا احياء القيم والتعاليم الاسلامية التي تقدس وحدة العائلة كاساس لسلامة وازدهار المجتمع.

"وراء العباءة الاسلامية والاصولية الاسلامية التي بدأت بالانتعاش، اختبأت الشركات المتعددة الجنسيات والوسطاء المحليون. كانت هذه حربا على وعي الناس، حملة انطلقت للسيطرة عليهم وترويض افكارهم. وتعمد غسيل الدماغ الديني تسهيل واخفاء مخططات رأس المال الذي حكم ارضهم وحياتهم".



غسيل دماغ

ونفت السعداوي الموقف الذي يعتبر الحجاب وسيلة دفاعية في الصراع ضد الامبريالية الغربية وقيمها وحضارتها التي تغزو العالم العربي الاسلامي. وتأتي بمثال معاكس يشير الى منع النساء من المشاركة في المقاومة الدائرة اليوم ضد الامبريالية والاحتلال في العراق وفلسطين. ويتم هذا، كما تفسر السعداوي، من خلال "القضاء اولا على منظماتهن ووأدها وهي في المهد". والنموذج هو القانون المطبق منذ عامين في مصر ضد تشكيل المنظمات. ولكن الوسيلة المثلى تبقى غسل ادمغتهم لمنعهن من مجرد التفكير في التغيير.

وترى السعداوي اننا امام حرب ضارية شُنّت على عقول الرجال والنساء معاً. وللنساء القسط الاوفر من القمع، فهن يقعن بين فكي كماشة: فمن جهة السوق الحرة وسياسة الاستهلاك، ومن جهة اخرى الاسلام الاصولي السياسي. ومع ان الغرب والاسلام يبدوان متنازعين الا انهم في الحقيقة موحدان في السعي لاستعباد النساء والسيطرة على عقولهن وأجسادهن وحبسهن في اطار النظام الابوي والحجاب.

في مصر، على سبيل المثال، ارتفعت معدلات الفقر الى حد غير مسبوق، نتيجة سياسات الانفتاح على السوق الحرة التي ادت لخصخصة العديد من الخدمات. اكثر من 40% من السكان، معظمهم من النساء والاطفال، يعيشون تحت خط الفقر اي من دولارين لليوم. خمسة ملايين من النساء يعملن كمنتجات بسيطات في ورشات العمل، الخدمات، التجارة وغيرها ويتعرض للاستغلال المجحف في ظروف العمل. فيوم العمل يصل الى عشر ساعات في حين لا يتجاوز الدخل الشهري ال40 دولارا.

ان اكثر الاسلحة فتكا وخطورة، تقول السعداوي، ليس اسلحة الدمار الشامل او الاسلحة النووية ولكنها غسيل الدماغ. انه المنوّم الذي يشل العقل، ويتم الترويج له من خلال وسائل الاعلام، جهاز التعليم العام والتعليم الديني الاصولي. وعن هذا ينتج "الوعي الخاطئ" لدى النساء (والرجال ايضا)، مما يحولهن لاداة طيّعة بيد من يضطهدهن. هذا الوعي المغلوط تنقله النساء بالتربية للاجيال القادمة من البنات والاولاد، مما يدمر القدرة على فهم الواقع، الذي هو شرط اساسي للعمل والمقاومة من اجل التغيير. محل الوعي يحل الخوف، الخنوع والاوهام، وتتحول النساء الى عدوة لنفسها، عاجزة عن التمييز بين العدو والصديق.

وفي حين تعترض السعداوي على الادعاء بان الحجاب مفروض حسب الشريعة، او ان فرنسا تحاول اجبار النساء والفتيات على معصية الاوامر الدينية، فانها تتساءل: لماذا يعتبر عدم وضع النساء لقطعة القماش، كارثة في نظر متبعي الدين الاسلامي؟ لماذا يعتبر رأس المرأة بهذه الخطورة حتى تجدر بنا تغطيته؟ وتجيب: ان الامر يتعدى كونه صراعا ابويا، انه الخوف من ان تبدأ رؤوس النساء بالتفكير الذي سيجعلها تفك حبال العبودية وتثور ضد التقليل من قدرها الذي يحكم به الدين والمجتمع على السواء.



#سامية_ناصر_خطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات المحلية العربية في اسرائيل: انتصرت العائلية والطا ...
- امريكا تربح في العراق وتخسر في السعودية
- الحرب تعرّي الانظمة العربية
- الاسلام السياسي من المنظور الطبقي
- اسرائيل تفضح فساد السلطة للقضاء عليها
- الدبابات تهمّش الاصلاحات
- العمليات الانتحارية من استراتيجية خاطئة الى فوضى عارمة
- عزمي بشارة يعرج الى السعودية
- في الاشتراكية السبيل لتحرر المرأة
- نساء في ظل طالبان لا قيمة لحياتهن


المزيد.....




- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سامية ناصر خطيب - د. نوال السعداوي: لماذا يخاف الرجال من رؤوس النساء