أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء حميو - تجارب دنماركية 4 حين صار جيبي منفضة سجائر














المزيد.....

تجارب دنماركية 4 حين صار جيبي منفضة سجائر


ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 2505 - 2008 / 12 / 24 - 00:26
المحور: المجتمع المدني
    


عادت طفلتي البالغة من العمر ثمان سنوات من المدرسة اليوم ، متعبة جدا على غير المعتاد ،ولكنها تتوقد فرحا !
سألتها كما المعتاد، عن يومها المدرسي، وإذا ما كان ممتعا ! أجابت: بأنه رائع ، مستدركة بلهجة عراقية " بس آني كلش تعبانه "..!
عرفتُ بعد ذلك ، إن يومها خُصص لنشاط مدرسي خارج المدرسة ، هدفه ، جمع القمامة ، من بعض الحدائق القريبة ، هذه القمامة لم يلقها أصحابها في الأماكن المخصصة لها لسبب أو آخر ، عدم الشعور بالمسؤولية أو العادة السيئة..! .
افترض المسئولون، أن الأطفال لهم حصة ، شأنهم شأن الكبار في هذا الإهمال..!
وهاهو فصل الربيع الدافئ ، بنشاطاته المختلفة ، فكان ذلك اليوم مخصصا لنشاط كبير، من قبل " منظمة حماية الطبيعة " و "خدمات المدارس" تتم بموجبه كل عام دعوة كل صفوف المدارس، الروضات ، الحضانات ،ومعاهد ومراكز رعاية أطفال، للقيام بما أسموه العمل الربيعي المشترك لتنظيف الطبيعة ، أي جمع القمامة ، على شكل مسابقة يشترك ، بها جميع التلاميذ ، حُدد لهم المقصود بالأشياء التي تصنف كقمامة ،" كل ماهو مضر بالطبيعة "، وفي حالت شكّهم إن كان هذا الشيء مضر أم لا فبإمكانهم سؤال المعلمين المرافقين لهم في ( اللعبة، السباق )، إذ إن بعض الأشياء لاتعتبر نفايات ، كأوراق الأشجار ،والأغصان!
تم تقسيم التلاميذ إلى مجموعات عمل صغيرة، أ ُعطيت كل مجموعة، عددا من أكياس جمع القمامة، تفوز في المسابقة المجموعة التي تجمع، أكثر، هنالك جائزة للفائز ألأول، والثاني، والثالث.
كان هذا في ربيع عام 2008 واشترك في هذه الفعالية 31 الف و 558 طفل في عموم البلاد ، أزالوا من الطبيعة نفايات ضارة ،كان وزنها 189 طن و 345 كيلو.
على سبيل المثال : جمع الأطفال 154 الف و 389 علبة معدنية..! .
على الرغم من إن البلاد تتمتع بنظام تصنيف وإعادة تصنيع نفايات متطور جدا في العالم ، ووعي مواطن يضاهيه تطورا ، كانت هذه الأرقام من النفايات..!

قالت طفلتي ، بأسى : إن مجموعتها لم تفز ، كان هنالك من هو أسرع ولكنها حصلت على أية حال على هدية لمشاركتها في هذه الفعالية ،الأمر الذي جعلها وجميع التلاميذ فرحون .
وهكذا أرتني طفلتي الهدية التي أعطيت لكل مشارك ..!
كانت الهدية عبارة عن أوراق لعب كارتونية "كارتات " ، بطباعة أنيقة ،عليها شرح بكيفية اللعب بها مع الأطفال الآخرين أو مع العائلة، ، مالفت انتباهي وإعجابي في هذه "الكارتات " ، شيئان ، الأول هو المعلومات المفيدة للكبار والصغار عن البيئة والنفايات ،والتي سأذكر بعضا منها، والثاني : هي الجهة الداعمة لهذا النشاط التي تكفلت بالهدايا وطبع أوراق اللعب ،بطريقة فنية أنيقة ،تمكّن الطفل من الاحتفاظ بها زمنا طويلا ، بل حتى لو فُقد هذا الكارت ووجده شخصا آخر فانه سيحصل منه على معلومات مفيدة !
كانت الجهة الداعمة هي " مؤسسة اليانصيب الدنماركي " التي خصصت جزءا من ريعها لهكذا نشاطات ، والتي تمتلك الدولة 80% من أسهمها .

شيء من معلومات " كارتات اللعب "

كل " كارت " يحتوي على صورة لإحدى النفايات الشائعة التي وجدها الأطفال في العام الماضي، ألأرقام هي من إعداد " مؤسسة حماية البيئة لعام 2003.
أسفل الصورة خمسة جداول صغيرة، وكالآتي:
1 ـ عدد السنوات التي تستغرقها النفاية صاحبة الصورة للتحلل في الطبيعة.
2 ـ مدى خطرها على الحيوانات.
3 ـ عددها المرمي في الطبيعة " كميتها "
4 ـ عفونة رائحتها.
5 ـ إمكانية إعادة تصنيعها، واستخدامها ثانية.
مع ملاحظة أخيرة في نهاية " الكارت ".

واخترتُ مثالا من كل هذه الصور، صورة واحدة شائعة في كل بلدان العالم وهي " علبة المشروبات الغازية والروحية ”.
1 ـ تستغرق 500 سنة للتحلل في الطبيعة.
2 ـ نسبة خطورتها على الحيوانات هي 80 %.
3 ـ كميتها 60 %.
4 ـ عفونة رائحتها 15 %.
5 ـ إمكانية إعادة تصنيعها واستخدامها ثانية 100 % .
ملاحظة الكارت لهذه الصورة: هل تعلم إن 15% من هذه العلب ترمى وتلوث الطبيعة..!؟

في الختام سأروي لكم قصة حدثت لي مع طفلتي " دانه " وهذا اسمها، وبعد فعالية جمع النفايات بأيام قليلة : كنت أتمشى معها ، نتحدث معا وكنت أدخن سيجارتي وما إن انتهيت منها وكعادتي التي اعتدتها قبل "آلاف السنين" ، في العراق وفي البلاد العربية التي مررت بها ، رميتُ ، عقب السيجارة في الشارع ، فما كان من " دانه " إلا أن تنزع يدها عن يدي بغضب ، ترفض التحرك ، قائلة وبلغة دنماركية هذه المرة: ماذا فعلت ؟ هل تعلم إن سيجارتك تستغرق أربع سنوات لتتحلل في الطبيعة وإنها خطرة جدا على الحيوانات و.. و.. قلتُ: حسنا توقفي!.. توقفتْ عن الكلام، لكنها مازالت ترقبني، باستنكار، وفي محاولة للدفاع عن نفسي، وكعادة الكبار في تبرير أخطائهم، تعللتُ بعدم وجود سلة نفايات قريبة، !!
أجابتني ببرود وإصرار ، أذعنتُ له : (هذه ليست مشكلة الطبيعة ،تستطيع أن تضعها في جيبكَ )..!
وضعتها قي جيبي، فيما قالت باللهجة العراقية هذه المرة، وهي تمسك بيدي مواسية:( لاتضوج ..الكبار ينسون مرات)..!.



#ضياء_حميو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجارب دنماركية (3) مكتبات الشعب
- تجارب دنماركية 2 - 1.5 مليون جندي دنماركي -
- تجارب دنماركية (1) زلزال في مدرسة دنماركية
- ستُ تنهيدات
- نداء عاجل إلى كل الكتاب، والمحللين، والمنظرين..المحترمين .!
- رسالة من - عبد الزهرة - الكربلائي الى السيد .........
- ساقية ٌ في الرأس
- عِناد يساري
- فائض القيمة للأطفال دون سن العاشرة
- يومَ اغتالوا - جبران -
- رسالة اعتذار لسيدتين مسيحيتين
- أغنية للرفيق جيفارا
- العام التاسع
- الديوانية وول ستريت
- حكمة حمار
- تمرات العبد
- صديقي الأمريكي
- ماتركته
- بغداد
- سرّك انتَ -حزب فهد-


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء حميو - تجارب دنماركية 4 حين صار جيبي منفضة سجائر