أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - وطني الغالي ..ما أحوجك إلى تعاطف وتعاون العالم أجمع!















المزيد.....

وطني الغالي ..ما أحوجك إلى تعاطف وتعاون العالم أجمع!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 2505 - 2008 / 12 / 24 - 03:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا حبّاً بهذا ولا كرها بذاك..ولكن حزنا على ما آلت إليه أوضاع وطننا الغالي..إذ كنت قبل يومين أطالع مقالا جديدا آخر حول الأوضاع الإقتصاديّة والإجتماعيّة وما انطوى عليه من بيانات وإحصاءات لو صح نصفها فقط لكان حقّاً علينا أن نبكي فأركان الإقتصاد الكبرى متعطّلة تماما فلا زراعة ولا صناعة ولا نقل ولا خدمات ؟ والتمويل الوحيد الذي ترتكز عليه الموازنة العامّة وهو النفط يحدث له ما يحدث من انخفاظ رهيب!في الأسعار.. ومن حيث الجوانب الإجتماعيّة فالبطالة تنخر عميقا والفقر يتزايد بل يتضاعف باستمراروالجريمة لا تكاد تُحجّم إلاّ بالتي هي أحسن وأخلاق الناس تتردّى وتتراجع ونهب المال العام والفساد المالي والإداري يستشري كسرطان خبيث
والبيانات المتعلقة بالأطفال الذين يتركون المدرسة تثير الخوف والرعب وكذلك ما يتعلق بعمالة الأطفال وهم زهور المستقبل، أمّاعدد الأرامل فلا يقلّ رعبا ومصير أبناء ذينك الأرامل لا يعلمه إلاّ الله ،امّا المهجرون والنازحون فحدّث عن أوضاعهم ولا حرج ، وغيره كثيرٌ كثير.
لا أجد أحداً يطرح معالجاتٍ لمثل كل تلك المصائب ولا حتّى يكترث بها وكأنّ أولئك المنكوبين ليسوا إخواننا ومن أبناء عراقنا العزيز.
ولكنّني يا أبناء وطني أرى أن عليّ أن أذكّركم بأمور مهمّة وإن كان أحدٌ لا يُعيرها الأهميّة
إن بلادنا بعد كل هذا الإنهيار والتصدّع الذي صاحب كل الميادين كما نوّهنا هي في الحقيقة أحوج ما تكون إلى أصدقاء مخلصين وأن مساحة الأعداء والشامتين يجب أن تتقلّص قدر الإستطاعة وأن حاجتنا لو كانت عند الكلب فإنه علينا أن نسمّيه حجّي كلب كما يقول المثل العراقي القديم
إننا يا أبناء بلادي العزيزة في وضع مزري حقّاً ولا يجب أن نهوّن الأمور ونسترخي وأن أمما كثيرة عندما كانت تمرّ بظروف صعبة ومعقّدة فعلت كل ما بوسعها من أجل أن تحفظ كرامة شعبها ومعيشته ومصيره ومستقبله مهما كلّف الأمر ولو على حساب الإعتداد الشخصي أو كبرياء المناصب، أذكر أنه بلغني أن وزير خارجيّة بريطانيا العظمى أثناء الحرب العالمية الثانية وبعد تدهور الأوضاع العسكريّة طلب الإجتماع مع مثيله الروسي وكانت روسيا تتفادى التقارب مع بريطانيا لئلا تثير حفيظة الألمان ولكن الوزير البريطاني وهو بكبرياء الإمبراطوريّة البريطانيّة العظمى وباعتداده وبكبرياءأسلافه المعروف وصل موسكو وواضب لمدّة أيام طويلة على الحضور إلى مبنى الخارجيّة الروسيّة طلبا لمقابلة أي مسؤول روسي ولم يستطع أن يقابل مسؤولا أدنى من موقعه كثيرا إلاّ بعد فترة لا يُفهم منها إللاّ المساس بكبرياء بلاده وكرامتها ومع ذلك فإنه فعل وفعلوا أكثر من ذلك في سبيل مصير شعبهم وبلادهم
إننا اليوم يا أبناء وطني نعيش في أوضاع غاية في السوء والتخلف ولا نريد أن نستعرض الأسباب التي أصبحت معروفة ولكننا بكل تأكيد بحاجة إلى كسب المزيد من الأصدقاء من مختلف المستويات سواءً في المحافل الدوليّة أو في الساحة الإقليميّة أو المحتوى العربي أو محتوى الجوار،كما أننا بحاجة ماسّة إلى تقليص مساحة الأعداء إلى أقصى حدّ ممكن وهذا يتطلب السعي الحثيث للمشاركة الفاعلة في كل الفعاليات الرسميّة وغير الرسميّة وتمتين العلاقات الشخصيّة مع الشخصيات القياديّة في العالم سواءً ما كان منها يتمتّع بموقع رسمي أو من شخصيات المجتمع العامّة أو المفكرين والمثقفين والفنانين والرياضيين أو في مجال العلم والتكنولوجيا أو بين رجال الأعمال أو غيرهم .
ومن أهم مستلزمات إنجاز مثل هذه المهام العليا أن نعمل على زيادة تعاطف مختلف تلك الأوساط الموصوفة مع قضايانا العادلة ومع متطلبات التنمية والتقدم إذ أن تعاطف أوسع مساحة من الدول والمؤسسات والشخصيات له أبلغ الأثر في اختصار زمن رحلتنا الطويلة في سبيل النهوض من الواقع المزري الذي حاولنا أن نصفه في مطلع مقالنا هذا
ولذلك فإننا لا نأتي بجديد عندما نقول أن أهم الوسائل في كسب الأصدقاء هو الخطاب السياسي ثم الخطاب الإعلامي وتجنب وسائل الغش والكذب والتمويه فالصديق كلمةٌ مصدرها الصدق وأن متانة الأخلاق والمزايا التي يجب أن يتمتع بها رجال السياسة والإعلام والفكر والثقافة بداهةً تعمل على تفعيل وتنشيط فعاليات كسب الأصدقاء على الساحة العالميّة ولهذا فإنه من المهم جدا أن نعمل على ترسيخ المثل والأخلاق والقيم السامية لدى كل المواطنين فضلا عن الإعلاميين والسياسيين والعلماء والمثقفين وهو أحد سبل تفعيل المباديء القانونيّة في سبيل بناء المجتمع الذي نخرته مثل تحدّي النظام العام وتشريع وتسويغ نهب المال العام وشيوع سوء الأدب والفظاظة والغلظة التي اصبحت إحدى سمات أو مميزات الشخصيّة العراقيّة للأسف بعد أن كان العراقي معروفا بكرم الأخلاق وحماية الضعيف والتفاني في العمل وتوقير الناس حسب مقاماتهم وعطائهم الإنساني.
فما زال الناس يتذكرون ذلك الشاب الشهم الذي خلا بسيدة بريطانيّة أيام ما بعد الإحتلال الأول وكان لها أهمية سياسيّة كبيرة وكانت قد أدركها الليل وهي تتجول بعربتها التي تجرها الخيول ولكنّه طمّنها وقال لها : إن أخلاقنا وديننالا يسمحان لنا بالإعتداء على امرأةٍ عزلاء ونحن لسنا قطّاع طرق كما تقولون بل إننا أصحاب حقّ وهذه بلادنا ثم أبى إلاّ أن يصحبها حتّى باب دارها آمنةً مطمئنّة وكان هو آنذاك مطلوبا للسلطات كما بلغنا فيما بعد وقد ظلّ الناس يتناقلون تلك الشهامة التي ابداها ذلك الشاب النشمي والذي ردّ على مجموع ما يلفقه المحتلون عن شعبنا بتصرف نبيل مختصر روته نفس السيدة الأجنبيّة
ولا أظن أن ما فعله الصحفي الزيدي يصبّ في أيٍّ من هذه الأهداف
وحيث بينت أنني لا أقول هذا حبّاً بهذا ولا كرها بذاك كما قلت ولكن هذه الأفعال لا تصبّ في توسيع مساحة الأصدقاء ولا في تقليص مساحة الأعداء ولا تثير تعاطف أحدٍ من ذوي الشأن والمسؤوليّة من أجل الخروج من أزمة الإنهيار المتنوع الذي تركس فيه البلاد
أمّا بعض الأصوات الصحفيّة أو وسائل الإعلام فإننا يجب أن ندرك أن إخواننا من العرب ومن الجوار يُتابعون ما نحن فيه من المصائب والكوارث وكأنهم يُتابعون مسلسلا تلفزيونيا لا أكثر فهم متشوقون لمتابعة الأحداث ولكنهم لا يُرجى منهم الكثيرمن الفعل وعلينا أن نُدرك عميقا أننا إن لم نُساعد أنفسنا فإن أحداً لن يمد لنا يد المساعدة مهما بلغ حجم المتفرجين والمصفقين ،يجب أن نفكّر بمستقبل بلادنا وأبنائنا والأجيال القادمة فكل من حولنا يتقدّم في مختلف المجالات ونحن نتراجع وأن النفط لا يجب أن يُتّخذ سوى مصدر مؤقت لتمويل إقامة مشاريع اقتصاديّة مُجدية من أجل تنمية البلاد وأن نتجنّب الدعوة للحروب والعنف وأن نتحلّى بالأخلاق الراقية على المستوى الشخصي والرسمي على حدّ سواء لكي نستطيع أن نثير تعاطف الناس ونكسبهم أصدقاءً ونحن كما أسلفت أحوج ما نكون إلى أصدقاء مخلصين!وإلى إثارة تعاطفهم وتعاونهم مع قضايانا العادلة.





#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة أن هجمت قبائل التوتسي!
- هوامش على مقال إنصاف مناطق الجنوب
- السوناتة النقديّة..!
- الصبر جميل!
- هل من فضائيّة متخصّصة في الموسيقى العالميّة!؟
- تخطيط حضري وإقليمي ! ..لا تخصيص مبالغ وتوقيع مشاريع!
- آفاق الإشتراكيّة
- فنطازيا الغش!
- عودةٌ إلى الواقع الحضري والإقليمي!
- مجرد المساس بقدسيّة قوانين السوق لا يعني الإشتراكية!
- ماهي مؤشرات ومعالم تلاشي شبح الحرب الأهليّة؟!
- هل أن شعوبنا لا تقرأ.. حقاً؟
- خصخصة Χ عمعمة
- تحسين الأداء من أهم دعائم النزاهة ومواجهة الفساد!
- ثقافة الفساد
- أضواء على جوانب من الواقع الحضري والإقليمي العراقي
- قطعة أرض وبضعة آلاف بلوكة!؟هل هذاهو حل أزمة السكن؟
- هل هي مقبرة للمواهب فعلا؟!
- فضاءُ جهنَّم..!
- نداء لمنع توزيع الأراضي لأغراض السكن!


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - وطني الغالي ..ما أحوجك إلى تعاطف وتعاون العالم أجمع!