أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وديع العبيدي - ابحث عن رصيف يحتمل موتي..















المزيد.....

ابحث عن رصيف يحتمل موتي..


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2505 - 2008 / 12 / 24 - 05:13
المحور: سيرة ذاتية
    


الإنسان كائن غبي، لا يعرف لماذا يعيش!
الموت هو الموقف الأول الذي واجه الوعي الإنساني وقاده إلى فكرة عبثية الحياة، موت انكيدو هو الذي فجّر أسئلة الوجود لدى جلجامش التي تطورت بالتدريج إلى فكرة الدين والحياة الأخرى. الإنسان الأول كان أكثر جدية وعقلانية في التعامل مع أمور حياته، بينما اكتفت الأجيال اللاحقة في اجترار الإرث القديم. الإضافة الوحيدة في هذا المجال جاءت من الحضارة الأوربية المعاصرة التي راحت تستقصي أسباب الموت وتعزيها إلى عوامل فسلجية وتحديد معايير كفاءة الجسد الإنساني كأجهزة ديناميكية، وبالتالي فالعمل على معالجة تلف الخلايا وعطب الأعضاء يمكن أن يقود إلى............................. تحدي الموت!. ونعرف اليوم قدرة الأطباء على تشغيل الجسد الإنساني حتى بعد حصول ما يسمى الموت السريري، وبالتالي فأن فكرة عشبة الخلود في الفلسفة السومرية أو إكسير الحياة في القرون الوسطى لم تولد من فراغ. حتى الآن يعتقد الطب الغربي أن كفاءة الجسد البشري تكفي الإنسان للعيش ستة وثمانين عاماً، وهو معدل العمر في اليابان وبعض أوربا الغربية. وما يعيشه المرء بعد ذلك ليس سوى وقت ضائع، وربما يتغير هذا الاعتقاد بتطور العلوم الطبية. وهناك أفكار وطروحات فلسفية مختلفة في هذا المجال.
سؤال الموت هو سؤال الحياة. الحياة التي تتكون من (نطفة) في (قرار مهين) وتنتهي حفنة من تراب (مهين). وقد قال الشاعر الفيلسوف المعري:
خفّف الوطء ما أظنّ أديم هذه الأرض إلا من تلكم الأجساد
ان العلاقة بين آلام الولادة ومعاناة النمو والتعلم وصعوبات المعيشة والحياة التي زادت مع اضطراد التطور العلمي والتكنولوجي، ليست متكافئة أو عادلة مع سهولة الموت وتفاهة طرائقه. الإنسان يولد بدون إرادته ويموت بدون إرادته. وعندما يفتقد حريته في أعظم موقفين يخصان وجوده، فأية قيمة للحرية بين ذلك. هل هي حرية الطعام أو المنام أو الاعتقاد، كل ذلك سيكون تافها أمام الأسئلة الأساسية. الحقيقة المذهلة أن سؤال الجدوى معدوم وممنوع ومغلق أمام الحياة. الإنسان يجوع ولا يعرف لماذا يتوجب عليه أن يأكل، وهو يسرق ويؤذي ويقتل لكي يأكل ويعيش بينما يرضى بموت غيره. وهو يتساوى في ذلك مع الحيوان. ونحن جميعاً نفعل ذلك مهما أضافت الحضارة من الرتوش على أنماط الحياة. البشر يتغذون على البشر والحيوان والنبات، والحيوان يتغذى على الحيوان وعلى النبات. والحيوات التي تتغذى على دماء ولحوم بعضها ستعود وتموت. لا أحد يسأل نفسه لماذا فعل ذلك إن كان سيموت آجلاً أو عاجلاً. لأن الجواب الوحيد هو العبث. العبث وليس البعث. حتماً.. ثمة إجابة ما غير العبث ممكنة، ولكن العقل البشري حتى الآن لم يقدم شيئاً ولا يبدو أنه يقدم شيئاً، لأن الصراع البشري يتركز في الأمور الجانبية التافهة، والعالم البشري لا يختلف في جوهره وفلسفته عن عالم الحيوان. فلسفة القوة والعنف. أقوياء وضعفاء. سادة ومماليك، مالكون ومعدمون. كبار وصغار. فلا غرابة أن تلجأ الفلسفة والأديان والعلوم إلى ترسيخ فكرة العبودية للقوى الخارجية مسجلة الهروب أمام الأسئلة الإنسانية الحقة!.
ان مصطلح (الموت الطبيعي) الذي تسوغه المجتمعات المعاصرة هو خلاصة العجز الفكري لقتل السؤال. بينما يتم التعامل مع أي موت خلاف ذلك على أنه أمر غير طبيعي وجريمة تقتضي المحاسبة. ويتراوح التأويل هنا في فضاء شاسع من التكهنات. لعلّها أطرفها ما تفتق عنه العقل العربي. حيث يتسع مفهوم المصطلح إلى آفاق رحبة طالما أن الموت يحدث بفعل عامل خارجي. وفي هذا العامل الخارجي يدخل المجتمع والحكومة والعشيرة والطائفة والدين والحزب وادعاءات كثيرة، بينما يجري تجريم ما عدا ذلك. معيارية شرعية الموت من عدمها تتعلق بالمبرر أو جهة الإرادة. أما إتباع الإرادة الشخصية في الموت فلا تجوز. بل أن المرضى العجزة والمعوقين لا يحق لهم التخلص من الحياة أو الاستعانة بطرف آخر.
حاجة النظام الحاكم إلى الرعية والجيوش وحاجة التراتب الاجتماعي إلى الخدمات وإشباع الحاجات هو الذي يبرر منع ظاهرة الانتحار ومحاصرتها، ولولا ذلك لتغيرت صورة الحياة على الأرض.
سؤال الانتحار، إذن، هو سؤال الإرادة. سلطان الإرادة. وسؤال الإرادة هو سؤال الحرية. إيمان الكائن بنفسه وتحقيق كيانه من خلال امتلاك الكلمة الأولى والأخيرة. فأين نحن من الحرية، وأين نحن من كل ذلك. الذين قاموا بالانتحار هم أولئك الذين امتلكوا إرادتهم وحققوا حرية كياناتهم خارج نظام القطيع. الانتحار صرخة وفعل احتجاج وإدانة وتأكيد سيادة الذات. انتحر همنغواي عندما بلغ الستين وعاش ويلات الحروب وتذوق لذائذ الحياة، مطلقاً صرخته المعروفة، لم يعد في الحياة ما يستحق الانتظار. انتحار خليل حاوي كان إدانة لقذارة اللعبة السياسية التي ما زالت مستمرة في لبنان. عبد المحسن السعدون رئيس وزراء العراق انتحر في ثلاثينيات القرن الماضي احتجاجاً على عدم استيعاب حاشية الحكم لمنظوره السياسي المتقدم لأوضاع بلده. لا يوجد انتحار عشوائي أو ترفي، كل انتحار هو تعبير عن موقف فلسفي أو فكري أو سياسي أو اجتماعي، وللأسف يدين المجتمع الانتحار وصاحبه دون الاهتمام بدوافع الانتحار وتعاسة الواقع. معظم المنتحرين يتركون رسائل يبسطون فيها أفكارهم، فكم من تلك الرسائل والأحداث حظت بالدراسة والتحليل والمعالجة من قبل المجتمع والدولة. التقاليد اليابانية هي الوحيدة التي تعتبر المنتحر بطلاً وتقام لذلك طقوس ومقابر خاصة. وأشهرها انتحار قادة الجيش في الحرب العالمية الثانية بعد وثيقة استسلام الإمبراطور أو انتحار ميشيما ردا على سياسة حكومته المهينة. بقية الثقافات تستهجن ذلك. علينا أن نخفض أصواتنا كثيراً عندما نتحدث في ذلك فليس في حياتنا وحياة بلداننا ما يستحق الحياة.
شخصياً حاولت الانتحار ثلاثة مرات فاشلة. واعتزّ بصديق من أيام الجامعة انتحر في شط العرب وهو في السنة الأخيرة قبل التخرج بسبب الظروف السياسية. قاسيت مع ملايين الشباب العراقيين حروب الخليج الأولى والثانية وسنوات الحصار الدولي وقرصنة الطائرات الأميركية والبريطانية في سمائنا قبل أن تنزل على الأرض وصولاً إلى حياة المنفى العدمي وضياع الوطن والأهل وكل شيء جميل. جيلنا الثمانيني هو أكبر الخاسرين في القرن العشرين أو كل القرون، وتقدر أعداد الجيل بخمسة ملايين. لقد مات نصف مليون عراقي في تلك الحرب وتوزع النصف الثاني بين العوق والأسر، ومن تبقى منهم أصيب بالعوق النفسي والاجتماعي والنفي. الشيء المؤسف له أننا لم نمت. شخصياً كنت طيلة الحرب في المواقع الأمامية وكان عملي يتطلب التنقل المستمر بين سرايا الجنود. رأينا الموت والقصف والهمجية بعيوننا ولكنه تراجع عنا. الشظايا والقنابل تساقطت على مقربة منا وقتلت أصدقاءنا ولكنها أغفلتنا. البعض كان يطلق النار على يده أو ساقه ليصاب بعوق يتيح له التخلص من قذارة الحرب. مواجهة الموت كانت تبعث على المتعة. متعة التحدي. بينما الخوف والهروب يثير شهية الموت فيه. عندما أتذكر ذلك اليوم، يبدو كل شيء مثل فيلم، بينما يعيش الموتى في مكان ما هناك. مقبرة اسمها الوطن.
الخروج من الحرب حياً كان مأساة حقيقية، لي ولجميع أقراني. خرجنا لنجد الخراب، الخراب الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والنفسي في انتظارنا. الحرب أفرزت طبقات من تجار الحرب ومصاصي الدماء. انهيار في الاقتصاد والقيم الاجتماعية والثقافية. وعندما فشلت انتفاضة الواحد والتسعين اكتشفنا ضياع الوطن وضياع المستقبل. وها هو الوطن يضيع أكثر كلما تقدم الزمن واعتقدنا بالنجاة.
صعب على الحالم أن يجد أحلامه تضيع إلى غير رجعة. صعب على الجندي الذي يضيع سنوات من عمره من أجل الوطن والناس أن يخرج من الحرب ليكشف ضياع كل شيء، ذلك يعني خسارة مضاعفة، أو خسارات متلاحقة. حياتنا ليست سوى رصيد خسائر متراكمة، يتزعمها الموت والدمار. مات جدي عندما كنت في الثانية وماتت جدتي وأنا في السابعة عشرة ومات عمي وأنا في العشرين وبعد عامين مات خالي وبعد أربعة سنوات مات أخي الأصغر في معارك الفاو (1986) تركت العراق وعمري واحد وثلاثون عاماً. في العالم التالي ماتت أمي وبعد ثلاث سنوات مات والدي، وفي 17 يناير هذا العام مات صديقي الوحيد منذ الطفولة بعد خمسة وعشرين عاماً من الصداقة. كل هؤلاء يعيشون معي وأتحدث معهم وأراهم في المنام وقد وثقت الكثير من ذلك في قصصي. أي شيء يغري في الحياة. أعتبر دائماً أن حياتي الحقيقية قد انتهت. لأن الحياة هي الأمل، هي الرغبة بعمل شيء والسعي لتحقيقه. منذ إكمال دراستي الجامعية كانت حياتي ملكاً لغيري وما جرى فيها لا يمثل إرادتي. الحياة هي الإرادة. أن تعيش كما تريد وتموت كما تريد. نحن مجرد أجهزة مسيرة مثل الروبوتات. في أي لحظة يمكن قطع السلك وقتل الروبوت. كما يجري في العراق وكما لصديقي الذي قتل أمام باب داره. طبعاً أنا أتحدث عن نفسي وعلاقتي بالوطن الذي أخذ كل شيء وما انتهى إليه من مصير. ما الذي يمكن أن يحدث لتعويض ما ضاع. لإعادة من ماتوا. لاستعادة الأمل والرغبة والحلم. كل ما قدمه لنا الوطن هما الضياع والخسارة. نحن أرقام مشطوبة من سجلات العصر. ونحن اليوم في أوربا نخدم الماكنة الرأسمالية والامبريالية كأيدي عاملة رخيصة. لا أحد يعترف بمؤهلاتنا العلمية والوظيفية أو الأدبية. علاقتنا بالمواطنة تكمن في دفع الضرائب. عدا ذلك علينا العمل حتى الخامسة والستين. لكننا لن نعمر كما يريدون.
ان العجز عن الموت، إذا صحّ هكذا تعبير، والعجز عن استعادة الحياة المضاعة، دفعني إلى فلسفة الكثير من الأمور، ومنها الموت. منتهياً إلى فكرة أن الموت ليس سوى عملية فيزيائية مجردة، شهادة إعلان وفاة ونفي من هذا العالم. بينما يكون الشخص قد مات روحيا وعاطفيا قبل ذلك. لقد متنا عدة مرات، مرة عندما طالت الحرب واكتشفنا أنها لعبة. مرة عندما خرجنا منها أحياء. مرة عندما خرجنا من الوطن وانقطعنا عن عالمه الداخلي لنجتر غربة مرة ولغة غريبة يابسة. ومرة عندما نزل الاحتلال وتحول العراق إلى مستعمرة للجميع على حساب أبنائه وتضحياتهم المضاعة. وباللغة العراقية الدارجة نقول أننا نموت كل يوم، كلما تفتح عينيك وتنظر من النافذة ولا ترى وطنك، تشعر بالموت. فقدت أعزّ أهلي وأنا هنا. وليس لي أمل بالعودة أو تحسن الأوضاع كما ينبغي. ولا أعرف لماذا أعيش. لم يعد غير شيء واحد أؤمن به، حلم طفولة وشعر قديم، أنني سأموت يوماً وحيداً، على رصيف مدينة غريبة، وما أزال أبحث عن ذلك الرصيف!. وحتى ذلك التاريخ، سوف أكتب وأكتب، مسجلاً إدانتي للعالم، ورسالتي لأجيال عاطلة عن الحياة.

ملاحظة: اقرءوا كتاباتنا جيداً، نحن الموتى على قيد الحياة، فثمة أشياء كثيرة، لا يعرفها الأحياء في هذا العالم!.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنسى..
- مدينة الحوار المتمدن
- الموت.. دورة المطلق الحميمة
- سيرة و مكان
- قراءة في مجموعة [إمرأة سيئة السمعة]
- الطائر الذي يغني من داخل القفص
- العنف.. ثمرة ثقافة سيئة
- الاشتراكية..تحرير الفكرة من العصبية والدولة
- وأذكر أني عراقيُّ.. فأبكي!..
- العنف الاجتماعي بين الهمجية والمرض النفسي
- (غداً..!)
- أشعياء بن آموص
- (حجيّة غُرْبَتْ)
- إلى وسام هاشم
- الانتخابات العراقية.. أكبر صفعة لآلام العراقيين (لكي لا يُلد ...
- منفيون(14)
- مقامة نَسِيَها الواسطي
- منفيون(12)
- منفيون من جنة الشيطان
- منفيون(11)


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وديع العبيدي - ابحث عن رصيف يحتمل موتي..