أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - الدين الإلهي هو النور المبين والحصن المتين















المزيد.....

الدين الإلهي هو النور المبين والحصن المتين


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2506 - 2008 / 12 / 25 - 00:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان العباده حس فطرى وذاتي لدى الجنس البشرى بل ان الانسان البدائي في الازمنه السالفه الذى عاش في الكهوف وكان في غايه الوحشيه والبدويه لم يكن فاقداً لهذا الاحساس، وقد اظهر من استعداده وادراكه على ان فطرته تدرك هذا الحس بطرق مختلفه فعبد حيناً الشمس وتاره النجوم باعتبارها اقوى منه وتشعره بعجزه .

ان الدين ينظم العلاقات البشريه وفي كل الازمان احتاجت البشريه الى الانتماء لمؤسسه إلهيه ذلك لأن الانسان يحتاج إلى ضابط ورادع قوى كي ينظم ويتحكم في اهوائه و حرصه وطمعه اللانهائي وهذا الضابط لن يكون سوى الدين ، ذلك لان الدين له نفوذ واثر أكبر من أى قانون ونظام بشرى ويصف حضرة بهاءالله الدين بأنه نور مبين وحصن متين .

ولو أمعنا النظر نلاحظ بأن البشريه لم تنل أى قسط من الرفاهيه أو السعاده أو الاتحاد إلا في ظل واحده من الرسالات الإلهيه وما تحقق ذلك إلا في ظل التعاليم الالهيه ، لذلك فان الله سبحانه وتعالى يبعث من بين خلقه نفوساً مختاره في كل فتره زمنيه حيث يتولوا مهمه تربيه وتهذيب البشر روحانياً وخلقياً ولذلك ظهرت اديان مختلفه و متعدده وقد تجلى الله بظهوره في كل دور حسب استعداد وقدرة العباد وتزايد هذا التجلي بالتدريج كالشمس عندما تكون في بدايه السطوع تبدو حرارتها قليله وتتدرج بالازدياد كي تأنس الاشياء بالحراره وعندما تصل الى الزوال تصل الحراره إلى ذروتها ثم تعرج الى المغيب تدريجياً وهذه من الحكم الإلهيه لانها لو ظهرت منذ بدايه سطوعها بالحراره الشديده لاحترقت الاشياء واضرت بها.

وقد تدرجت أنوار المظاهر الإلهيه في كل ظهور بقدر من النور إلى أن جاء هذا الاشراق الذى وصلت اشراق شمسها إلى قطب الزوال واحاطت حرارتها من في الامكان .

فان الهدف الغائي من هذا الظهور الأفخم هو ايجاد ارتباط واتحاد بين الأديان السابقه لأن جميع الاديان مصدرها وأساسها واحد وهدفها واحد وكل واحد منها حلقه في سلسله ، فإن المظاهر الإلهيه مستمرين في اهدافهم لان البشر محتاج إلى التعاليم الإلهيه.

ان التغيير والتبديل صفه ملازمه لعالم دائب التغير لأن لو لم تتغير الأمورفي الارض فسيكون ظهوروتتابع الانبياء لا حاجه له .
ففي كل يوم تطالعنا صنعه واكتشاف جديد وفكر واختراع حديث كأنما الحقائق البشريه التي كانت مكنونه تجلت في هذا العصر وحان الوقت بأن تتجلى الحقائق المكنونه من الخزائن الموصده الثمينه .

فالمجتمع الانساني قد تأهل الأن للوصول الى مرحله بلوغ العقل نابذاً ورائه الأعمال الطفولية وشقاوتها و تاركاً الحروب والحركات الصبيانيه المتسمة بالغرور .

ان الامر البهائي الإلهي لا يريد أن يدمر أساس الدنيا بل هدفه توسعه بنيانها واعطاء شكل آخر لمؤسساتها وشعاره الوحدة في الكثرة والتنوع والصلح العمومي .
ربما تخطر على بعض الاذهان بأن الوحده والصلح أمر شبه محال لان البشر اعتاد على الحرب وسيظل كذلك ولكن ما يجب أن ندركه بأن البشر في السابق كان محدود الفكر كما وان الوحدة الكاملة للجامعة الإنسانية لم يكن قد حان وقتها .

فاننا لو ألقينا نظرة على التاريخ البشرى نجد أن البشرية كانت دائماً في حالة حرب كما وكأنها خلقت لذلك حتى أن تربية ابناء الوطن كانت مبنيه على أساس الحرب وسفك الدماء وان تنفست البشرية من صعداء الحرب فترة من الزمن فهي بسبب تجديد القوى كي تبدأ الحرب من جديد ولم يجد الصلح مدافعاً عنه ، فلو ترك الانسان دون تربية ودون ترقية لعواطفه الانسانية والجوانب الروحية فهو بلا شك سوف يتبع غرائزه الحيوانية .
ولا يمكن تربيه الانسان واكتساب الكمالات الروحانيه إلا من خلال المظاهر المقدسه القادرين على تحقيق الصلح والوحدة وتحقق كمال عالم الانسان .

فعالم الانسان اشبه ما يكون بالهيكل الجسماني كل فرد من افراده يكوِّن مجموعه من الخلايا الحية وكل مجموعة من الافراد تؤلف عضو من الاعضاء وقد مرَّ الهيكل الانساني باشكال مختلفة عبر القرون والاعصار إلى ان اتحدت اجزاؤه فعندما عقدت نطفة هيكل الانسان في رحم العالم تكونت اعضاءه التي شكلت الأسرة ثم تطورت اجزائها لتشكل القوم والعشيرة والمدينة والدولة وهكذا إلى أن اتحدت وسارت بقوة الروح في طريق الكمال . أى أن المجتمع البشرى يسير طوعاً أو جبراً نحو الصلح والوحدة ولا شئ يعوق ذلك كما وأن لا شئ يعوق رشد ونمو جسم الانسان .
فان بهاءالله هو موعود كل الاديان وهو مظهر الظهور الكلي الالهي الذى انتظره الجميع منذ بداية الظهور إلى الآن ، قد اعلن منذ ظهوره هدفه الاصلي إلى العالم أجمع وارسل للملوك والسلاطين يعلن عن دعوته كما ارسل للعلماء واصحاب القوة والقدرة وبشر الصغير والكبير ببشارة هذا الظهور الأعظم الأفخم المنيع واوضح أن نجاة العالم من الهلاك والدمار يكمن في الاستجابة لهذه الدعوة كما وعد بتحقق هذه البشارة.

أسباب التوجه إلى الصلح :
1- الحروب السابقه كانت تنتهي بانتصار طرف وهزيمة الطرف الآخر انما الحروب الحالية لا يوجد غالب ومغلوب لان الهزائم والخسائر الناجمة عن الحرب سواء المالية أو في الارواح ادخلت خلل في نظم وتعادل المجتمع البشرى وشلت الحركة الاجتماعية .

2- انما اليوم لا يدخل في الاعتبار فقط الخسائر المالية والتكاليف الباهظة انما هناك الخطر الذى يهدد هلاك واضمحلال البشرية .
ومن النتائج والمشاكل التي اصابت البشرية من الحروب الاخيره والتي تحتاج إلى سنين طويله من الوقت لكي يصلوا إلى حل هذه المشاكل هي :
- تناقص القوى الانسانيه القادره على العطاء ذات القوه الجسدية والذهنية .
- ازدياد اعداد البشر العاجزين عن العمل الضعفاء والمعاقين .
- انهدام حضارات وجهود بني البشر الذين سعوا لتوفير وسائل الراحه للبشريه .
- ايجاد خلل وعدم توازن في الامور الاجتماعية والاقتصادية .
- تباطئ التطور الصحي الذى ادى إلى ظهور الامراض المعديه .
- شيوع الفساد والفحشاء والامراض النفسية وزيادة الاطفال الغير شرعيين .
- ازدياد الجريمة من قبيل القتل والسرقة .
- ايجاد حس القسوة وحب الانتقام .
-انعدام العلاقات والعواطف الانسانية بين افراد البشر وفقدان المحبة بين الافراد والعائلات .
- ازدياد المتعاطين للمواد المخدرة والمسكره .
- شيوع البطاله والخمول في الاعمال .

يتضح من ذلك ان قبول الصلح ووحده العالم الانساني يتحقق عن طريقين :
1- قبوله بصورة سلمية بحيث يقوم البشر على نزع السلاح العمومي .
2- أو قبوله بقيام حروب عالمية مدمرة دامية يكون من نتائجها احتراق المدن ودمار العالم وتوصل البشرية لدرجة من الفقروالمسكنه والانحطاط بحيث تختار البشرية طريق الصلح كرهاً وفراراً من مخاطر الحرب وآثارها السيئة الوحشية .
ولكي يتحقق الائتلاف الكلي على الارض يتفضل حضرة عبدالبهاء(المبين لتعاليم حضرة بهاءالله-ومركز العهد والميثاق) بأنه يجب ان تضاء في مجتمع العالم شموع سبعه وهي : الوحدة السياسية ، وحدة الاراء والفكر ، وحدة الحرية ، وحدة الدين ، وحدة الوطن والعالم ، وحدة الجنس ، وحدة الخط واللسان .
ولتحقيق الصلح الاعظم قدم حضرة بهاءالله جل اسمه الاعلى لنجاة العالم من الهلاك الذى غفلت عنه البشرية نظماً عالمياً بديعاً لعالم الانسان .
هذا النظم العالمي الذى يضمن الوحده والاتحاد للجنس البشرى ، النظم الذى يتواءم ومرحله البلوغ والتكامل للجنس البشرى وقد جاء عن اصول وقواعد هذا النظم في آثار بهاءالله وصرح به مركز ميثــاقه ( عبدالبهاء) ان نظام الكون يحتاج الى تجديد كلي بعد ان داهمت كافة مؤسساتة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية الانقلابات وتنوعت وتعددت مصادر الخطر التي تعرضت لها تلك المؤسسات فأصبح لا استحكام لها ولا قوة على البقاء فهي تسير نحو التدهور و الانحطاط . فسوء التصرف يبدو على الغالبية العظمى من القادة والسياسيون ، والروحانيون اعتزلوا المشاركة في الحياه واحتفظوا بافكارهم المتجمده وغلب عليهم اليأس والقنوط ، العلماء والمخترعين اصبحوا وسيله للاغراض السياسية واختراعاتهم توجه لخراب ودمار العـــالم واضحى النظام السائد في خلل مبين .
هناك قوتين متضادتين تقوم بمهمه التغيير والتبديل لوضع العالم الحالي في حين ان كل قوة تسير بسرعة فائقة في الاتجاه المضاد للاخرى ، هاتين القوتين :
احدهما القوة البناءه وتنتسب للامر البهائي ونتيجتها ظهور النظام العالمي لبهاءالله .
والاخرى القوة المخربة التي تنتسب إلى المدنية التي رفضت مقتضيات زمانها وكانت النتيجة ان اعترتها كوابيس الهرج والمرج والانحطاط .
وفي خضم هذا الخراب والدمار والفوضى الذى اصبح سمه من السمات البارزه على مؤسسات العالم والمتجه نحو الانحطاط يشاهد الجميع وهم في حيرة واندهاش اعتلاء النظم البديع العالمي الذى هو الان في مرحلته الجنينيه باعتباره الذى يمتلك مفاتيح النجاه لاهل العالم الكفيل بمقاومه عوامل التحلل الداخلي والذى ينخر عظام انسانية يائسة .
هذا هو النظام العالمي .نظام الهي من حيث المصدر ، شامل من حيث المدى ، عادل من حيث المبدأ نافذ من حيث القوة والتأثير .

ان هذه القوة المكنونة في نظم بهاءالله العالمي والتي تتميز بالقدرة على التقليب والتغيير للنُظم السائدة لتشكل في الاخير مؤسسات النظم البديع في حين تتمثل احكام ومبادئ الامر الالهي بمثابة الخيوط الاساسية لهذه المؤسسات تدعونا لمشاهدة انقلاباً هائلاً يكون سياسياً من حيث الاساس روحياً من حيث النتيجة والاثر .

فان وحدة النوع البشرى من وجهة نظر الامر البهائي لها مفهوم تأسيس جامعة عالمية متحدة التي تتكون اعضاؤها من جميع الملل والاديان وكافه الطبقات المختلفة .
هذه الجامعة العالمية في حد تصورنا يجب ان تعمل على تشكيل الحكومة الفيدرالية العالمية والتي تتكون من :

1- الهيئة التشريعية : اعضاءها هم مندوبين من ممثلي الجنس البشرى وتحت تصرفها جميع المصادر الطبيعيه في الكون فتسّن القوانين لتنظيم الحياة وتجديد الاحتياجات وتوثيق الروابط بين جميع الملل والاقوام .

2- الهيئة التنفيذية : اعضاؤها هم نتاج القوى العالميه تقوم على تنفيذ كافه ما تسنّه الهيئة التشريعية بمساندة قوة الشرطة العالمية وتحافظ على الوحدة الاصلية للجامعة .

3- المحكمة العالمية : واعضاؤها مندوبين منتخبين من كافه ملل العالم و تحكم في المنازعات التي تنشأ من العناصر المكونه لهذا النظام العالمي وتصدر الحكم النهائي .

تسهيل وتسريع الارتباطات بين ملل العالم في ظل النظم البديع الالهي :
1- المخابرات العالمية تعمل على ايجاد شبكة معلومات ومخابرات عالمية حيث تلغي جميع القيود والموانع والحواجز الدولية .
2- تعيين عاصمة دولية لتكون مركزاً عالمياً وبمثابة عصب المدنية العالمية .
3-ابداع لغة عالمية أو اختيار لغه من اللغات الموجوده اضافة الى لغة الام حيث تدرس هذه اللغة المختارة في جميع مناطق الدولة الفيدرالية العالمية .
4- ايجاد خط وادبيات موحدة .
5- النظام المالي المشترك بمعنى توحيد العمله والاوزان والمكاييل حيث تسهل التبادل التجارى بين ملل العالم.

الصفات المميزه للنظم البديع العالمي الالهي :
1- اتفاق العلم والدين وهما بمثابة قوتين عظيمتين للبشر يتعاونان معاً .
2- حرية الرأى والعقيده التي تظهر في مجال الصحافة حيث تأبى الاستفادة من اصحاب الاغراض الشخصية.
3-تصبح المصادر الطبيعية والاقتصادية تحت هيمنة نظام دولي .
4- الاستفادة من المواد الخام المستخرجه والثروات الطبيعية عالمياً .
5- اسواق العالم تتطور بصورة متوافقة معاً بعيداً عن الغدر والتنافس .
6- توزيع المحاصيل بصورة عادله .
7- سوف يزول التجسس والدسائس والخصومات الحكومية والشكوك والشبهات .
8- تتبدل العداوة والتعصب إلى حسن التفاهم والتعاون بين الملل .
9- تزول علل المنازعات الدينية .
10- تزول الفوارق بين الطبقات والثروات المتكدسه عند فئة معينة من الناس .
11- يزول الفقر والفاقة .
12-توفير القوى العظيمة البشرية والمادية التي كانت تصرف في الحروب الاقتصادية والعرقية والسياسية والاستفادة من هذه القوى في سبيل اهداف سامية مثل الاختراعات والابتكارات الفنية ، مكافحة الامراض ، ازدياد الانجازات والتحقيقات العلمية ، رفع مستوى الصحة .
13- يستقر نظام فيدرالي عالمي .
14- يكسر طلسم الحرب
15-تسخير القوة في خدمة العدل حيث العدل له ركنان اساسيان الثواب والعقاب .

اذن نستطيع ان نعرف النظام العالمي المتحد بأنه نظام يجعل القوة والقدرة تخدمان العدالة وان يصل عرفان العموم إلى عبادة ربّ واحد واتباع دين مشترك واحد فهذه هي الغاية القصوى التي تتحرك البشرية نحوها بقوة الوحدة .
فالهدف الاقصى لامر حضرة بهاءالله هو الاتحاد الصورى والمعنوى لاقوام وملل العالم والتي تعتبر بداية مرحلة بلوغ البشر وفي عالم البشرية يتحقق البلوغ في وقت يصل العقل ودراية الانسان إلى اعظم درجه من الرشد والقوة وعلى نفس المنوال فالحياة الاجتماعية لعالم الانسان لها مراحل ففي وقت من الاوقات كانت في مرحله الطفولة ووقت آخر كانت في عنفوان الشباب أما الان فقد وصلت إلى البلوغ الموعود حيث اثارها ظاهرة وجلية فان ما كان يشبع احتياجات الانسان في مراحل طفولته في الماضي لا يمكن ان يسد حوائجه في مرحلة بلوغه فقد اكتسبت فضائل وقوى جديدة تميزت بمواهب وفيوضات جديدة .
لقد انقضى عصر الرضاعه والطفوله والان ابتلى العالم بهيجان شديد حيث وصلت مرحله غرور الشباب إلى الحد الاعلى وستهدأ بالتدرج وتتسم بالعقل والهدوء اللتان هما من خصائص مرحله البلوغ وتنمو وتزدهر نحو مرحلة الكمال .

فان بهاءالله لم ينفخ روح الحياه في جسد العالم فقط أو عرض اصول كلية وفلسفة خاصة فحسب بل وضع حضرته ومن بعده عبدالبهاء سلسلة من القوانين واوجدوا مؤسسات مميزه التي هي من لوازم تأسيس مجتمع إلهي منظم وهذا أمر لم يسبق له مثيل في الاديان السابقة بأن عينوا المؤسستان التوأمتان بيت العدل وولاية الامر كخليفه لهم .

ولكن لا يمكن ان نتصور أن النفوس الانسانية في ظل هذه الجامعة الكبيرة أو الدولة الفيدرالية العالمية ستكون في الجنة الموعوده الابدية ويبقوا كالملائكه يتصفوا بالعصمة الكاملة وتزول الجرائم والخيانات ، انما هذه الحقبه من حياة العالم لها حكم الوطن الواحد والافراد ينظرون الى بعضهم البعض كمواطنين على هذه الكرة الارضية وكل دولة من دول العالم لها استقلالها الداخلي انما من ناحية السياسه العامة تابعين لحكومة عالمية كما هو الان في الحكومات الفدرالية فهم تابعين للحكومة المركزية من الناحية السياسية والنظام ومستقلين بالنسبه لباقي الامور الجزئية .
فان حدث اى خلاف بين الدول ستصدر المحكمة الكبرى العالمية الحكم المناسب وان تعدت دولة على حقوق دولة اخرى سترضخ هذه الدولة المعتديه بواسطة الشرطة العالمية التي هي تحت قياده الحكومة العليا لذلك ستكتفي الدول بالشرطة المحلية لتوفير امن البلاد .وهنا يجب ان يتم نزع السلاح العمومي وتزول خطر الحرب العالمية .

ومن البديهي ان الاداب والرسوم وافكار وسنن الدول والملل مختلفه انما لا يتعارض هذا مع الوحدة والاتحاد بينهم وهذه الوحدة ليست متباينه مع حب الوطن بل مكملة لها وهذه العادات والسنن المختلفة بمثابة ازهار مختلفة الالوان في بستان العالم البشرى التي تضفي عليه الجمال كما هو الان في اغلب دول العالم فيوجد هناك مجموعات من الاقوام والمذاهب والالسنه المختلفة ولهم خصوصيات اخلاقية واجتماعية مختلفة انما متحدين في الاعتقاد بالوحدة الوطنية فيجب ان يتحقق هذا على المستوى العالمي .
اذا باختصار نقول ان الامر البهائي لم يأت لكي يضيف ديناً جديداً الى الاديان الموجوده في العالم التي ازعجت راحه البشريه باختلافاتها بل اوجد هذا الدين العظيم العالمي في قلوب اتباعه عشقاً ومحبة جديدين لجميع الاديان هؤلاء الاتباع الذين لا ينظرون لبعضهم البعض إلا بالحب والعشق الالهي الذى يؤدى إلى الاعتقاد بوحدة جميع الاديان .

ويجب أن ننظر إلى أمر بهاءالله بأنه أعلى مرحله من التكامل الجماعي لحياة الجنس البشرى على الكرة الارضية في الوقت الحاضر وهو لا ينازع اى شكل من اشكال الولاء المشروع ولا يمكن بأى حال ان ينقص جوهر الطاعة ، ولا يقصد خنق شعور الوطنية السليمة في قلوب الناس ولا يهدم نظام الحكم الذاتي ، انه لا يتجاهل اصول التقاليد المختلفه ما كان خاصاً بالتاريخ او اللغة أو العرق أو العاده ولكنه يدعو إلى مظهر أكبر لولاء الطاعة وهو يقضي بأن تكون الموارد والمصالح القومية رهن المطالب الضرورية للاتحاد العالمي .. انه يستنكر مركزية مفرطه من جهة ويرفض كل محاوله يراد بها الوحدة الصرفة في الشكل والنظام من جهة اخرى وما شعاره إلا الوحدة في التنوع .. حيث يتجلى في هذه الوحدة الكمال الانساني .. انه نداء موجه قبل كل شئ ضد كافة اشكال الحكم الاقطاعي وضد كل اشكال العزلة والتعصبات .
ان مبدأ وحدة البشر هو المحور الذى يدور حوله كافة تعاليم بهاءالله انه وضع عملي ليس فقط بالنسبه للفرد بل يتناول قبل كل شئ طبيعه العلاقات الجوهريه التي تربط كافة الحكومات والشعوب كأفراد في عائلة انسانية واحدة .. انه يتضمن تغييراً اساسياً في قواعد الهيئة الاجتماعية الحالي تغييراً ما رأت عين العالم شبهه .. انه يدعو إلى عالم متوحّد في سائر شئون حياته الجوهرية والسياسية وآماله الروحانية في تجارته وماليته في مخطوطاته ولغته . واخيراً وفي النهاية في تنوع الخصوصيات القومية لاجزائه المتوحدة .. بل هو امر لا مفر منه بحيث يدنو تحققه سريعاً وانه لا يمكن لاى قوة اخرى ، غير تلك المنبعثه عن الله ان تنجح في تحقيقه .




#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هشاشة النهج السياسي
- المنظورات الروحانية
- العلاقة بين الإنسان والطبيعة
- تحريف الكتب
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-6-الأئمّة الأطهار -الأخي ...
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-5- ما هو الإسلام ؟
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-4 -القرآن الكريم
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-3 - وَإِنَّكَ لَعَلَى خُ ...
- أيامٌ لم تر عين الابداع شبهها
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-2
- دروس فى الإسلام-محمد (الرسول النبي)-1
- التحول والتغير في العالم ومراحله
- نار الإمتحان وبلوغ العالم الإنساني
- المنادي الرباني
- بيان المقصود من عتاب الله لحضرات الانبياء في الكتب المقدسة
- استمرار الهداية الإلهية
- الشموع السبعة التى ستضيء العالم الإنسانى وتأخذ بيده نحو اتحا ...
- أتوقف أم أستمر فى السير
- آيات الرحمن في أنفس العباد
- عظمة الكلمة الإلهية وتأثيرها فى قلوب البشر


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - الدين الإلهي هو النور المبين والحصن المتين