أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خضير حسين السعداوي - مشكلة المشاكل















المزيد.....

مشكلة المشاكل


خضير حسين السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2505 - 2008 / 12 / 24 - 00:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعرف التاريخ المعاصر مشكلة استعصت على الحل كما هي حالة القضية الفلسطينية هذه المشكلة التي تتجدد كل عام بل وفي كل شهر حتى عجز المجتمع الدولي بما فيه من هيأت ومحافل في إيجاد حل ناجع يرضي أطراف النزاع والذي تجذر ليصبح عداءا دائميا بين الشعب العربي والإسلامي من جهة وبين اليهود من جهة أخرى و الذين تخندقوا خلف أحلام الحركة الصهيونية في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين يكون منطلقا لإقامة دولة إسرائيل
الكبرى من الفرات إلى النيل تحت مقولة (( حدودك يااسرائيل من الفرات إلى النيل )) لقد بدأت الحركة الصهيونية في البحث عن موطئ قدم لها في البلاد العربية أبان فترة الاحتلال العثماني وعلى يد مؤسسها تيودور هرتزل إلا انه فشل في الحصول على موافقة من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني فاتجهت الحركة الصهيونية خلال الحرب الكونية الأولى إلى الإمبراطورية البريطانية والتي كانت بأمس الحاجة إلى دعم رأس المال اليهودي ودعم الحركة الصهيونية فاستطاعت هذه الحركة أن تنتزع وعد من الحكومة البريطانية في 2تشرين الثاني العام 1917 أطلق عليه وعد بلفور نسبة إلى وزير الخارجية البريطاني في وقتها والذي جاء فيه ((( إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف والاحترام إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين )) وهذا الاعتراف الدولي الأول بالحركة الصهيونية ومشروعها في إيجاد وطن لليهود في فلسطين ومما يلاحظ على الوعد انه نسي أو تناسى أن اليهودية دين وليست قومية ومعروف اختيار فلسطين كوطن موقعها الجغرافي إضافة إلى وجود أقلية يهودية قياسا بالعرب المسلمين والمسيحيين ومنذ ذالك الوقت وبما أن فلسطين أصبحت تحت سيطرة القوات البريطانية في نهاية الحرب لذالك بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين بحث وتشجيع من الحركة الصهيونية التي أخذت على عاتقها تامين وصول المهاجرين اليهود إلى فلسطين مما اشعر سكان فلسطين من العرب المسلمين والمسيحيين بخطورة الموقف أدى إلى إشعال فتيل الثورات المتتالية منذ عام 1920 مرورا بثورة عز الين القسام وأخرها الثورة الفلسطينية الكبرى العام 1936 و كان لصعود الحزب النازي في ألمانيا عام 1933 وعداءه لليهود الأثر الأكبر في هجرة مئات الآلاف من اليهود الألمان إلى فلسطين حيث سجل هذا العام والأعوام التي تلته نسبة كبيرة للمستوطنين اليهود الذين جاءوا من المانيا وكانت الحرب الكونية الثانية الفرصة الذهبية للحركة الصهيونية عندما ظهرت الولايات المتحدة الأمريكية كقوة اقتصادية وعسكرية كل المؤشرات تشير إلى انتصار الحلفاء في هذه الحرب والتي تشكل الولايات المتحدة العمود الفقري لهذا التحالف فقررت الحركة الصهيونية نقل مقرها إلى نيويورك المدينة الأمريكية الكبيرة والتي توجد فيها جالية يهودية لها تأثير كبير في صنع القرار الأمريكي .....
هذا الاستعراض التاريخي الموجز لهذه المشكلة يتبين منه أن القضية الفلسطينية منذ ظهورها هي قضية ذات صبغة عالمية أي أنها لم تكن مشكلة صراعات دينية أو عرقية ولا حتى صراع قومي إنما هي صراع دولي كبير كان ضحيته الشعب الفلسطيني فظهور دولة إسرائيل إلى الوجود في أيار من العام 1948 بمباركة الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي والذي كان تعول عليه حركة التحرر العالمية ، ولهذا نجد أن ردة الفعل لهذا الحدث أي ظهور دولة إسرائيل حدوث أربعة حروب هددت السلام العالمي الذي خرج لتوه من أتون الحرب الكونية الثانية وهذه الحروب الأعوام 1948 1956 1967 1973 واثنين من هذه الحروب أوصلوا العالم إلى شفير حرب كونية ثالثة بين العملاقين النوويين تكون نتيجتها انتهاء الحضارة الإنسانية على ظهر هذا الكوكب ......
إن ما اعتقده أن تدخل الحكومات العربية إبان فترة المد القومي بقيادة عبد الناصر شكل جزء من المشكلة وليس جزء من الحل بل عقد المشكلة وأصبح الحل بعيد المنال فقد اقترح المجتمع الدولي في تلك الفترة حلول منطقية وهي بصالح الشعب الفلسطيني إذا ما قورن بما يطرح اليوم من حلول ولكن هذه الحكومات ولتبنيها عواطف الجماهير العربية التي عبأت باتجاه الحرب والتحرير دون الإعداد لتلك الحروب كان نتيجتها سلسلة من الهزائم مكن إسرائيل من احتلال مزيدا من الأراضي إضافة إلى أنها استطاعت أن تكسب عطف الشعوب الأوربية باعتبارها دولة صغيرة وسط بحر من الأعداء يحاولون افتراسها كما صورها الإعلام الصهيوني في الغرب كما أن حركة التحرير الفلسطينية والتي حملت السلاح تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية أيضا كانت جزء من المشكلة وليس جزء من الحل عندما توزعت ولاات هذه المنظمة بفصائلها المختلفة توزعت على الحكومات العربية فتجد من هو حليف إلى سوريا أو إلى ليبيا أو إلى العراق أو إلى غبرها من الحكومات مما فت في عضد حركة الكفاح المسلح الفلسطيني وافقدها استقلالية القرار على العكس من حركة الكفاح المسلح للشعب الفيتنامي الذي تزامن مع حركة التحرر الفلسطينية والذي استطاع أن يستفيد من الاتحاد السوفيتي ومن الصين الشعبية رغم عداءهم لبعضهم البعض وبقي الحزب الشيوعي الفيتنامي ولاءه للشعب وكفاحه المسلح واستقلال قراره السياسي حتى التحرير مع بعض الفوارق ، كذلك حركة التحرير الجزائرية أيضا استفادة من الدعم العربي لها دون أن تتعدد ولااتها حسب الأنظمة الداعمة لها وبقي قرارها مستقلا ......
إن ما أريد أن أقوله إن القضية الفلسطينية شكلت وجع وألام شعب طرد من أرضه ولم يسمح له في استقلالية قراره السياسي المصيري بسبب التحكم به من الخارج من قبل الأنظمة والحكومات العربية والتي هي اعجز من أن تجد الحل الحاسم لهذا الشعب بل بالعكس إنما انسحب تأثير القضية الفلسطينية على قطاعات كبيرة من الشعب العربي وما حالة الفقر والتخلف التي يعيشها هذا الشعب الجزء المهم منه هو بسبب القضية الفلسطينية والتي جعلت أبناء الشعب العربي وخاصة المجاور لإسرائيل يدفعون الثمن منذ ظهور هذه المشكلة إلى اليوم و المتمثلة في حالة الاستنفار الدائم والعسكرة للمجتمع إضافة إلى تحول اقتصاديات هذه البلدان إلى اقتصاديات الحرب والاستعداد الدائم وشراء الأسلحة والمعدات الحربية واقتطاعها من لقمة المواطن العربي إضافة إلى ذلك وجدت الأنظمة الدكتاتورية ضالتها في هذه القضية في البقاء بالسلطة تحت ادعاات التحرير وإرجاع الحق المغتصب ......
عند حدوث الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 كان أول من وصل إلى طهران رئيس منظمة التحرير الفلسطينية المرحوم ياسر عرفات وأعلن في وقتها إن العمق الإستراتيجي للقضية الفلسطينية أصبح يمتد من فلسطين إلى خراسان بعدها بعام ومنذ بدء الحرب العراقية الإيرانية أعلن ياسر عرفات وقوفه بجانب العراق وبذلك خسرقسم من الدعم العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية وكان من المفروض أن يقف حياديا لان الحرب بين طرفين مسلمين ، عندما غزى صدام الكويت عام 1990 نجد المرحوم ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية تقف إلى جانب صدام على الرغم من الدعم المشهود من قبل الكويت للفلسطينيين الذين كانوا يشتغلون في دولة الكويت بما فيهم ياسر عرفات ودعمها العلني لقيادة المنظمة ، وغيرها من المواقف المتذبذبة للقيادة الفلسطينية جعلها تفقد جماهيريتها في الوسط الفلسطيني و العربي والإسلامي مما مكن التيارات الإسلامية المتطرفة في الحركة الفلسطينية أن تتصدى لقيادة الشعب الفلسطيني و الذي دفع إسرائيل لإنقاذ منظمة التحرير الفلسطينية بالتفاوض معها كممثل للشعب الفلسطيني بعد أن كانت توصف بأنها منظمة إرهابية نكاية بالحركة الإسلامية التي بدأت بالتصاعد بعد فشل التيار القومي في الوصول إلى تحرير فلسطين كما كانوا يدعون ذلك .......
قد يقول قائل وهل هنالك حل منطقي لهذه المشكلة ؟ طرح العقيد معمر ألقذافي حلا هو شبه مستحيل وهو إعلان دولة (( اسراطين ))وتشمل الإسرائيليين والفلسطينيين وتحكم بشكل ديمقراطي . وانأ اعتقد إن الحل يكمن في وحدة الفلسطينيين والقبول بقيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل كأمر واقع وتجنيب المنطقة حالة الاستنفار الدائم وعدم التعويل على شعارات لم تأت أكلها منذ 60 عاما





#خضير_حسين_السعداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم الحكومي والتعليم الاهلي والتمايز الطبقي
- شعر الابوذية هوية الجنوب العراقي
- عظمة الديمقراطية
- ثورة الزنج في البصرة قراءة معاصرة
- مجد تحت التراب
- الاتفاقية الامريكية والقلق العراقي المشروع
- مكرمة الرئيس
- هيبة القانون
- الراية البيضاء
- كركوك والنفط
- العراق من النفوذ السوفيتي إلى الهيمنة الأمريكية
- اذاعة بغداد والانقلابات العسكرية
- حواء البرلمانية والمهمات الصعبة
- نصفق اولا نصفق للمعاهدة العراقية الامريكية
- سلم الرواتب الجديد وهواجس التضخم
- العشائر والسلاح في جنوب العراق
- العراق وسايكس بيكو الامريكية
- عرس في قرية جنوبية
- المرأة العراقية والعيد العلمي
- نحن وارقام جينز القياسية


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خضير حسين السعداوي - مشكلة المشاكل