أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - إتجاهات السير في طابقي البنية العربية















المزيد.....

إتجاهات السير في طابقي البنية العربية


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 2506 - 2008 / 12 / 25 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في واحد من أهم النتائج على الأرض التي ولدها الحضور العسكري الأمريكي في العراق , نقله المفاعيل الخارجية إلى موقع الصدارة داخل الكوكتيل من العناصر المتحكمة بديالكتيك المنطقة.مما فاقم من تعميق الفجوة بين الخطاب الأيديولوجي المحلي المهيمن من جهة والشرط الإقتصادي –الإجتماعي الراهن لمجتمعات المنطقة من جهة ثانية ..ولكي لا أزحط باتجاه وضع البيض كله في سلة المؤامرة .فإنني أميل الى التفسير التالي .هناك مدرج من التفضيلات أمام صناع القرار الأمريكي –الإسرائيلي لإدارة مصالحهما المشتركة في المنطقة لا زالت تحتل أعلاه استراتيجية إعاقة نهوض المنطقة العربية –الإسلامية بواسطة إغراق النخب الحديثة فيها بهموم الأمن على حساب هموم التنمية ..في هذه الإستراتيجية من المكر ما يكفي للضغط على الفكر السياسي المتخفف من الدوغما على تنوع تجلياتها لكي يفتح ملف المؤامرة ,كمكون مهم من مكونات تشكيل المشهد الشرق أوسطي طيلة القرن الماضي ..وأنا أستخدم هذا المصطلح "الشرق الأوسط " بعد تجريده من المضامين المثيرة لحساسية الخطاب القومي العربي التي ولّدتها التوظيفات السياسية لهذا المصطلح من قبل الغرب عموما والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص ..آخذا بعين الإعتبار الكم الهائل من مشتركات الماضي والحاضر والمستقبل التي تحكمت و ستتحكم بالمصائر الجماعية للعرب والإيرانيين والأتراك في قادم الأيام ..
ولعل تعليق كامل المسؤولية على عاتق النخب الحديثة المحلية في الخطاب التفسيري لنهوض الإسلام السياسي, فيه الكثير من" الحوَل" الخَلقي أو المقصود..ذلك أن إبعاد الحرارة عن فتيل الجدلية الإقتصادية – الاجتماعية ظل –على الأقل منذ منتصف القرن الماضي "تاريخ انشاء دولة إسرائيل " يصب مياها في طاحونة الفئات المحلية المحافظة.مما يضوي على نحو أفضل وأشمل السيرة السسيولوجية لعسر الحداثة في المنطقة . للتوسع في هذه النقطة يراجع مقال لي على موقع الأوان بعنوان : عمق التأثيرات الإسرائيلية على جدلية المحيط العربي. ولعل الإصرار على وضع هذا السلوك السياسي للغرب عموما- والولايات المتحدة الأمريكية على نحو خاص- خارج خانة التآمر خلط من جانب الفكر السياسي , لحسن النية بالبلاهة .فقديما قيل :سوء النية من حسن الفطن ..
إن المتمعن في مارا كمه التحول الرأسمالي في البنية التحتية لمجتمعات المنطقة يصدمه التباين الصارخ بين مايجري تحت وما يجري فوق- وفق التقسيم الماركسي للبنية. إذ تتموضع الأزمة كما أراها في الطابق العلوي من البيت العربي .أي الطابق الذي تشير فيه أسهم التحولات الأيديولوجية بهذا الإتجاه : من ليبرالية فكر النهضة إلى القومية – الإشتراكية ,إلى الإسلام السياسي .فيما تشير الأسهم في الطابق الأرضي بالاتجاه المعاكس : من الخلطة الخراجية –الإقطاعية إلى الرأسمالية بصيغتيها :الأرسوذكسية أو المهرطقة "رأسمالية الدولة "...مقطع التحولات في الطابقين هو القرن العشرين ..
قد يقول قائل أن الهيمنة الأيديولوجية للأفكار الليبرالية ومن ثم للقومية –الإشتراكية لم تكن بهذا الوضوح الذي نتحدث عنه .وهذا صحيح إذا كان المقصود بالهيمنة عامة الشعب .ولكن من يقول أن الليبرالية المهيمنة في الهند المعاصرة أصبحت ديانة الجماهير الهندية .أشير بالهيمنة فقط للسمات الغالبة على الفضاء العقلي للنخبة المسيطرة هنا أو هناك . بهذا المعنى يصح كلامنا عن تبديل النخب العربية لعقائدها الفكرية : من الليبرالية إلى القومية –الإشتراكية إلى الإسلام السياسي..
خلف هذه المفارقة بين طابقي البنية العربية , لاتقف صفات ثقافية فوق تاريخية دأبت على منحها للدين الإسلامي أدبيات محلية أو استشراقية .بل تقف في جملة من يقف خلف هذه المفارقة : جرعة زائدة من التدخل الغربي استدعاه تراكم استثنائي للميزات الجيوبوتيكية والنفطية في الحوض الشرق أوسطي .. لاتواجه الحداثة في المنطقة بممانعة محلية فقط , بل وأيضا بموقف خارجي منشط لهذه الممانعة بصيغ و بأشكال تتدرج من الفظ العلني والمباشر "الموقف من محمد على وعبد الناصر على سبيل المثال" إلى المركّب والمخاتل وغير المباشر "كالتحفيز المتعدد الوسائل في المرحلة الراهنة للإسلام السياسي ,رهاناًعلى تشققاته المذهبية وخبرته التاريخية"كأيديولوجيا " في لجم الجدلية الإقتصادية –الإجتماعية عن العمل ". إنظر على سبيل المثال حراسته لحالة استنقاع المجتمعات الإسلامية داخل نمط الإنتاج الخراجي حتى مطلع القرن الماضي "..وعند هذه النقطة يستحسن التوقف لتفحص الأدبيات التي ينتجها الإسلام السياسي الراهن للتأكد من مطابقة منطوقها الإقتصادي-الإجتماعي لنمط الإنتاج الخراجي .فالفضاء العقلي الذي تحدد تخومه هذه الأدبيات لاتفيض عن تجربة القبائل الرعوية المعتنقة للدين الإسلامي في حركتها لإنشاء هذه الإمبراطورية الخراجية أو تلك .فالجزية والخراج وضريبة الرأس والمكوس وملك اليمين ..إلخ التي تفرقع مفرداتها داخل النصوص التراثية وأدبيات الإسلام السياسي كما تفرقع حبوب الذرة في المقلاة, كافية لتفقأ عين من لا يراها .
لقد أدت الغزوة الأمريكية للعراق في واقع الحال إلى إعادة خلط للأوراق داخل وعي الفئات الحديثة . بعد أن باشرت هذه الفئات - عقب الزلزال السوفييتي - تفحصاً نقدياً لمنابع وعيها . ولأشكال تمثلها لهذه المنابع .وآل إصطفافها السياسي تحت الشروط التي ولدتها النزعة التوسعية للإدارة الأمريكية الأخيرة إلى ذوبان التخوم الأيديولوجية بينها وبين الفئات المحافظة في مجتمعاتنا , لمصلحة الأخيرة .و التي وجدت في إعادة إنتاج إسلام "جهادي " فرصتها لإستعادة زمام المبادرة الذي فقدته لصالح النخبتين الحديثتين : الليبرالية والإشتراكية على التوالي طيلة قرن التحول الرأسمالي الذي استهلكته مجتمعات المنطقة .. لقد زجت إدارة بوش الفئات الحديثة المحلية في محنة الإلتحاق الذيلي بأحد رايتي :بوش/إبن لادن .. وقادت الوتيرة العالية للمجريات بعد -11-أيلول-2001إلى إعاقة تبلور خيار ثالث,سواء على مستوى النخب الحاكمة أو على مستوى القاعدة الاجتماعية الأوسع للحداثة ..ونشهد ذلك على سبيل المثال في حالة الإرباك التي يعيشها النظام السياسي العربي على تنوع مواقع مكوناته داخل خط الحداثة ..لا يمكن وضع السلوك الأمريكي في العراق تحت خانة الأخطاء,كما تحاول هذا أقلام "ليبرالية" فواحة بغير ذلك .بل في خانة الدهاء الإستراتيجي الذي استدعاه سوء حظنا في كوننا السهم الأخير في الجعبة الأمريكية للبقاء على قمة العالم ..







#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتح الفلسفات على بعضها كلود ليفي ستروس نموذجاً
- بين حنا مينه وأورهان باموق
- فاتحة أمي
- صرما لوجيا: عينة سريرية من جائحة عامة
- في إعادة تموضع الماركسية في العالم الثالث
- حاجات الشعر
- رسائل وتعليقات على مقالات لزياد الرحباني في جريدة الأخبار ال ...
- ذكريات من ظهر البيدر
- حكايات عن المقاومة :لسناء محيدلي وحميدة الطاهر ..وبقية الشهد ...
- إلهام منصور والأسئلة الممنوعة
- دعوني
- ديك ليبرالي يصدح فوق مزبلة طائفية
- النظام السياسي العربي على مشارف محنة جديدة
- عمق التأثيرات الإسرائيلية على جدلية المحيط العربي
- نقاش حر
- َغرفة من التصوف الإسلامي
- حجاب باتجاهين
- من إغتيال الحريري الى اغتيال مغنية الوجه والقفى لإستراتيجية ...
- التكفير في التجربة الإسلامية
- حجاب باتجاهين -2-2


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - إتجاهات السير في طابقي البنية العربية