أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حامد حمودي عباس - تحية للشاعره جمانه حداد .. ودعوة لمناصرة مجلتها ( ألجسد ) .















المزيد.....

تحية للشاعره جمانه حداد .. ودعوة لمناصرة مجلتها ( ألجسد ) .


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 09:46
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


صدر مؤخرا في بيروت ألعدد ألاول من مجلة ( ألجسد ) بمبادرة من الشاعرة اللبنانيه جمانه حداد ، وهي الاولى في البلاد العربية من حيث التوجه كونها تعاملت مع موضوع لم تلجه أية مجلة اخرى في المنطقه لو استثنينا البرنامج التلفزيوني الجريء للدكتوره هبه قطب. فقد تخصصت تلك المجلة الرائده بمعالجة قضايا ألجسد والجنس عموما دون ألتقيد بالقيود ألصدأه والتي حالت طويلا بين الانسان في الوطن العربي وبين أن يقول ما في نفسه ويعرض ما لديه من مشاكل عاطفية أو جسدية تعرقل مسيرته الانسانية ، وتجعل بنائه الاسري مشوب بثغرات تهدده بالانهيار على الدوام .
ان مراحل التطور الانساني في العالم المتمدن قطعت شوطا كبيرا في مجال دراسة محاكاة الجسد البشري لمتطلبات الحياة بتفاصيلها الدقيقة والمؤثره ، وأضحت ردود الافعال لثنايا الجسد وسيلة لفهم الكثير من ارهاصات الحركة اليومية للناس ومن كلا الجنسين ، بل أوحت تلك الثنايا للموهوبين عموما بالكثير من الابداعات الخالده رسما ولحنا وشعرا وموسيقى .. في حين بقيت المفاهيم المتأصله في نفوسنا نحن أسرى التقديس ألجامد بكل معنى الجمود لكل ما هو متخلف من المعاني لنقاتل وبكل ضراوة كل فهم حديث للصور الجديدة في الحياة ، وبقيت تخيفنا وتدفعنا الى الخلف بعناد ظاهر أعراف ( ألعيب ) والنصوص المقدسة للحرام لتحذرنا وبشده عن الاقتراب من أي شيء أسمه جنس حتى ولو كان ذلك بمثابة أستشارة طبيه .. حتى الاستشارات الطبية في حقل الجنس يجب أن تكون مستورة وفي أضيق حدود لانها قد تثير في الاخرين شهوة الحيوان ، وكأن خالق الحيوان والبشر قد وضع اساسا لتلك الشهوة في جسد بقره ولم يضعها في صلب رجل او امرأة من بني الانسان !! .
بعد صدور مجلة ألجسد ثارت ثائرة ألغيارى على دينهم ، وتحركت اللحى الكثة لحماية الاخلاق من خطر الانزلاق والتعرض للانهيار أمام امكانية أن تشرع فتاة للتعلم كيف تتعامل مثلا مع حيضها الاول ، أو أن تتجرأ في سؤال المختصين في العلن لا في ألسر عن أسباب شبقها الفائض عندما تجتمع بخطيبها في خلوة لهما في مقهى عام .. هنا فقط يمكن أن نرى علامات قيام ألساعه بنظرهم ويحق عليهم ألجهاد ضد ألرذيله ، وهي بالتالي كما يرون كافية للاعتقاد بأن مجتمعاتنا يراد بها سوءا من قبل المتحررين ودعاة الانفتاح على سبل ألحياة . وتحضرني هنا حادثة طريفة ومعبره حينما التقت احدى المذيعات العربيات برجل دين كان يزعق انتصارا للدين المهدد بفعل انحطاط الاخلاق حيث استمعت اليه ضمن مقابلة اجرتها معه احدى الاذاعات العربية الخليجيه .. ومع أن تلك المقابله كانت قد اجريت خلال السبعينات ، لكنني لا زلت اتذكرها عندما أواجه صورة من صور ألنفاق الاجتماعي والتصدي لمعالم التطور من قبل أناس برعوا في تمثيل أدوارهم للوقوف بوجه الحضارة وسبل تقدمها .. حينما لاحظت ألمذيعة أمر المبالغة الواضحه في تصرفات وطريقة حديث رجل الدين ذاك حاولت أن تبين له أولا بأن احتقار ألمرأة ليس من التعاليم السماوية لكل الاديان ، وأن محاورة الاحاسيس الانسانية بين المرأة والرجل هي طبيعة بشرية جينية لا يمكن الحكم عليها بالعدم .. وفاجأت الرجل المستنكر والغاضب بحقيقة اخرسته للحظات وجعلته لا يعي مخرجا له من محنة لم يحسب له حساب .. قالت له.. انني لاحظت بانك وانت تهاجم مباديء التحضر والاختلاط بين الجنسين فانك لا تتورع من النظر الى ساقي الظاهرة أمامك بين الحين والاخر ، واردفت بالقول .. ومع انني لا استنكر ذلك لفهمي للاسباب الموضوعية لسلوكك هذا وليس كما تراه أنت في الاخرين ، ولكنني لا أجد تفسيرا اكثر لنفاقكم في مذاهبكم الفقهية عندما لا تستطيعون مقاومة ما في نفوسكم وتحاربون الاخرين في اظهار طباعهم كما هي لديكم .. لقد صفقت وانا استمع لتلك الاعلامية اللبوءة وهي تخرس واحدا من هراطقة التخلف وتعيده الى صوابه . وبقيت اتمنى أن تنبري حاملات الوية تحرر المرأة وبالشجاعة ذاتها في عملية التصدي لاصنام الجاهلية المتوقفين عند خط اللاشروع بالحركة مع تحرك الزمن ، اولئك اللذين لا زمن في أجندتهم ولا حياة مقدسة في أعرافهم غير أن يموت الانسان قسرا وبفعل يديه لكي ينال رضا الخالق ويفوز بالجنه .. انه انتحار جماعي ذلك الذي يريدونه حينما يقررون بكل بلادة حرمة أن يضحك البشر ويغني ويرسم ويستمع للموسيقى ويجري لممارسة الرياضة الصباحية ويعرض ما يحس به من عواطف الحب فيكتب شعرا لحبيبته ، وقد ذكر عن الخليفة عمربن الخطاب قوله ( اننا تركنا ثلاثة ارباع ألحلال مخافة الحرام ) . . وباسم ذات الحرام وبنفس الدرجة من النفاق تصدى دعاة مباركة الاخلاق الحميده لمشروع اصدار مجلة ألجسد ما دامت تتطرق لتفسير مكامن ألحياة وتتعرض لمشاكل الشباب العاطفيه وتضع تفسيرا علميا لحيرة المراهقين أمام ما يواجههم من مجاهيل . ولقد أصابت الشاعره والصحفيه جمانه حداد كبد الحقيقة وهي تعلن عن طريق العربيه نت مدافعة عن مشروعها الجديد بأنه ( غالبا ما يكون الحديث عن الجسد والعري جيد ومحبوب ما دام الاخر هو الذي يكتبه ويقوله .. وكفانا مقاربة لاجسادنا وحيواتنا بهذه الطريقة ألدونية أو الملتبسه بهذا ألاحساس بالخجل والعار ، كما لو أننا نرتكب جريمه ) .. انه لمن المؤسف حقا ما اعلنته الشاعره وفي نفس الموقع حينما قالت بان الكثير من المثقفين العرب قاموا بمراسلتها وأعربوا عن رغبتهم بالمساهمة في اعداد مجلتها ولكن باسماء مستعاره ، وقد رفضت قبول هذه العروض واشترطت أن يقدم الكاتب مساهمته باسمه الحقيقي وليس المستعار.
فتحية للشاعرة جمانه حداد .. وعليها أن لا تخبو حماستها أمام ترهات التخلف ، وعلى الصوت النسوي التقدمي دعم هذه التجربة الرائده باعتبارها واحدة من خلايا التحطيم المستمر لقوى الردة والرجعية الحمقاء سعيا نحو اعادة الحياة الى أصولها والتأسيس لمفاهيم جديده في منطقتنا تجد المرأة من خلالها مع رديفها الرجل مكانها الطبيعي وتتمتع بكامل حقوقها المشروعة شأنها شأن المرأة في المجتمعات المتقدمه ، وحري بها أن تبقي على نشاطها التقدمي حيا باتجاه تقديم المشورة للشباب تعينهم في حل مشاكلهم المستعصيه بكل وضوح وتجرد خدمة للمساعي الحثيثة صوب تحقيق بناء أسري سليم .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألحوار المتمدن هو مركز للاشعاع ألفكري الرائد في مجال الوعي ا ...
- دعوة ألكفاءات العراقية المهاجرة للعوده .. هل هي فخ لموتهم أم ...
- سعاد خيري ومأزق الخلط بين ألشخصي وألعام .
- ألعنف ضد المرأة في حوار بين الوزيرة العراقيه ورئيس جمعية اصد ...
- ألعنف ضد المرأة وضروة التوحد الفكري والنضالي للتصدي له وبحزم ...
- ألمعتقلات العراقيه في العهد الحاضر هي مراكز اختبار للمصداقية ...
- بين ألطواشات وألطوافات .. قضية ألمرأة في العراق أسيرة أللاحل ...
- المرأة في بلادنا حرة .. ويكفيها ان حريتها كاملة في امتاع الر ...
- أحزان مهاجره
- انقلوا عهدة النساء العراقيات ألمعتقلات من السجون العراقية ال ...
- ألشخصية العراقية .. لماذا تتسم بالعنف في ألسلوك ؟. وهل حقا ب ...
- بين ألطلاق الكاذب للمرأة العراقية في الدنمارك .. وحالها في ا ...
- بعض من تداعيات ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية العظيمه
- الى متى تبقى حياة ألانسان في العراق ضحية للصراع من أجل ألمال ...
- من باب الانصاف على الاقل .. لو كان حريق البصره بسبب صفقة اسل ...
- لا بديل بعد اليوم عن تحرك الجماهير لاخذ زمام المبادرة واقتلا ...
- هل حقا أن ( فشل الحملات العلمانية وخاصة الشيوعية منها في مجت ...
- ارهاب وكباب .. وألمولود العراقي المنتظر !!
- ليتوقف فورا هذا ألاجحاف ألمتعمد بحق المرأة في العراق !
- ثلاث قصائد سطرتها امرأه


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حامد حمودي عباس - تحية للشاعره جمانه حداد .. ودعوة لمناصرة مجلتها ( ألجسد ) .