شراع العاشق

أسامة ملحم

الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 02:30
المحور: الادب والفن
    

" الزيب " ؟ -
قال
" كم حبلت بحار الدنيا , ولم تنجب شاطئاً بمثل حسنه وبهاء طلعته , حسبه ان امواجه تترجع من صخور " الناقورة " او اسوار عكا او رمال حيفا , فيما العين من صخرة هنا تحظى بشرف الاشراف على معالمهم وكل صخرة لؤلؤة في محارة الشط المشرعة للشمس وللريح , او للقمر وللاشرعة , حيث شراع ما يشق صفحة اللجين المفروش رقراقا ويتداخل في تبر الشاطئ المطعم ببضع عقيقات غصن في لازورد السبخة – يتكون لدنهن الزبد – ذلك الحامل – عدا الملح – رائحة اخشاب زوارق نائية – جلبها , ربما التخاطر او هي من تزاوج ماء البحر مع بشرة المراكب ايان كانت "
" هو شراع حبيبي "
قال –
" قالت سمراء ما في ليلة خلت تشبه هذه "
" ذهب ليجلب حصاد البحر قبل ان تبتل بيادره بمطرة خريف بوادر غيمه اعلنت عنها بوارد الغربي الطالع , اذا ستمطر "
" صدقت "
قال
" لان غيم الزيب لا يخيب "
وهو الجالب المطر والموج نستبشر به ونتوقع ان " تضرب الناقورة " , وهو ان موجة ما عظيمة تضرب مغارة الناقورة فيتردد صدى دويها حتى يسمع في " بيت جن " اعلى قرى فلسطين , تلك المتربعة على عرش الجليل وتشرف بكل هيبة عليها كعين الحارس فتتاهب له –
في الزيب – هنا – كنا اعتدناه بل ادمنّا رائحة الملح , ذلك المحمول في كبد موجة تتشظى على صخرة فلا تنفك تصارعها ابد الدهر – لا تجنح لسلم ولا تنحاز الغلبة لاحدهما , اقله في منظار العين على مدى شتاءات عمر انسان واحد . "
" وقالت "
قال
" اذا صدق البحر واوفت مواسمه وعودها ولم يوارب الصيد سوف يفي هو بوعده ويخطبني في ليلة قمراء كهذه لا تتكرر سوى هنا فوق حصى الزيب , في مطلع الصيف الاتي , انتقاني وانا الزهرة البرية – في التل المطل على الازرق – من بين زهور الشاطئ جميعا لاكون في ناصيته – كما قال – مصباحا اشق له اطواد الليالي السود . "
وكنت – انا – احدق , ما زلت الى شراع مفترض يشق اللجين المسفوح على بساط الماء اتصور بعين الخيال – صيادا ًاسمَرَ يجمع شباكه فأراه يلف خيوط ضوء القمر المنسوجة بمغازل الموج طرحة لعروس الشاطئ الموعودة – حين اصغيت بلا طائل لصمت محدثي – وكنت توهمته متكئا الى جذع صخرة – تجذرت هنا – بل وربما اثمرت , وحين التفت الى حيثه ولم يكن ولم تكن الصخرة – فعدت ببصري الى شراع العاشق ولحيرتي هو ايضا لم يكن
" ربما " – قلت لذاتي – " كانوا جميعا في يوم ما خلا حين كانت للزيب ايضا لياليه البيض .

اسامه ملحم - كفرياسيف

#أسامة_ملحم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات