أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الشهابى - حذاء بوش .. والإنشغال بالتوافه !!














المزيد.....

حذاء بوش .. والإنشغال بالتوافه !!


محمد الشهابى

الحوار المتمدن-العدد: 2502 - 2008 / 12 / 21 - 03:08
المحور: كتابات ساخرة
    


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين

سيد ولد آدم

النبى الأمى الذى علم العالمين

من المؤسف حقا أن نرى المسلمين وقد إنشغلوا بحادث مثل رمى عدو الإسلام والمسلمين وهولاكو العصر الحديث ((بوش)) وقد توهمت فى البداية أننا سرعان مانستفيق من تأثير هذا الحادث الذى أراه أنه أتفه من أن يشغلنا عن قضايا أمتنا المصيرية فوجدنا وسائل الإعلام المختلفة المقروء منها والمرئى قد خصصوا لهذا الموضوع الصفحات والساعات لشرح وتحليل هذا الحدث وكأنه فتح مبين وغض الجميع الطرف عما يحدث فى غزة من عملية إغتيال تدريجى لشعب بأكمله تحت سمع وبصر العالم كله

وأنا هنا حينما اتناول هذا الحادث أتناوله بعد أن فقدت الأمل تماما فى أن نفيق من غفوتنا ووجدت أن الإهتمام به يتزايد يوما بعد يوم لدرجة أننى وجدت الكثير من أبناء الأمة الإسلامية يعرض ملايين الدولاارات نظير هذا الحذاء وتناسى الجميع حقوق إخوانهم المحاصرين فى غزة

وعندما نناقش هذا الحادث نجده حادث لايرقى أن يتصدر أخبارنا لعدة أسباب

ــ رمى جورج بوش بالحذاء كان تأثيره معنويا أى أنه لم يحرر العراق ولم يؤثر فى السلطة العراقية العميلة لأمريكا بل العكس صرف العراقيين عن حقيقة الإتفاقية الأمنية التى تمت بين الكيان المحتل وبين العملاء الخونة فى مؤسسة الحكم العراقى

ــ جورج بوش كرئيس للولايات المتحدة أصبح كارتا محروقا عند الشعب الأمريكى بمعنى أن الأمريكيين أسقطوه من حساباتهم وبالتالى فإن الشامتين فيه داخل أمريكا أكثر بكثير ممن تأثروا بهذا الفعل

ــ منتظر الزيدى وهو الصحفى الذى جعله المسلمون بطلا قوميا وبكل أسف شبهه البعض بصلاح الدين الأيوبى البطل العربى المسلم لا يرقى لأن نصافحه مجرد مصافحة فهو لمن لا يعلم صحفى شيوعى لا ينتمى لنا كمسلمين بل ولا يحمل أى صفة تدعونا للفخر به

ــ شباب الأمة إنشغلوا بهذا الحدث وإعتبروه الشرارة التى تفجر طاقاتهم نحو مناهضة المحتل الغاشم وأنا أرى عكس ذلك فهو لا يخدم إلا السلطة العميلة التى أصبحت فى موضع أفضل عن ذى قبل بعد أن إنشغل الرأى العام فى العراق وخارج العراق عن قضايا أخرى أكثر أهمية مثل التحقيقات التى تجرى حول الممارسات الأمريكية داخل السجون العراقية مثل سجن أبو غريب وتجاوزات الشركات الأمنية التى قتلت آلاف المدنيين وكذلك الإتفاقية الأمنية وغيرها الكثير مثل أحوال الشعب العراقى الذى يأن بالداخل

وفى الحقيقة آلمنى كثيرا موقف ورد فعل المسلمين فى حادث يذكرنى بما قام به حزب الله ضد الكيان الصهيونى وكيف أن المسلمين فى كل بقاع الأرض قاموا بتعليق الصور والهتاف لما قام به حزب الله وزعيمه حسن نصرالله وتناسى الجميع حينها بأن هذا الزعيم هو من يسب الصحابة رضى الله عنهم أجمعين وأن الداعم الرئيسى له هو إيران التى تتخذ من السنة هدفا إستراتيجيا لها , وتنتهج منهج التقية التى تتيح لها الإنقضاض على العالم الإسلامى وتعيد الإمبراطورية الفارسية للوجود

وهنا لا يسعنا إلا أن نحذر إخواننا من خطورة الخوض فى مثل هذه الأمور التافهة التى تشغله عن الأمور العظيمة والقضايا الهامة بحجة أن تلك الأمور من المستحيلات أو من الأمور الَّتي لا بستطاع نوالها , وتلك صورة زينها له شيطانه وأملت عليه بِها همته القاصرة، فأضحى ذليلاً للتوافه



ولعله يحضرنى الآن مقال للأستاذ عبد المجيد باحص يقول:

إنَّ الاشتِغال بالتَّوافه يُورثُ صَغار العقْل، وبلادةَ الفهْم، وسطحيَّة التَّفكير، وسذاجة الطَّرح؛ فلا مقياس لديْه كبير، ولا شأن لديْه عظيم، ولا همَّ وهمَّة تدفع طُموحًا، فيصغُر بصِغَر همِّه وعقله، وإقبالِه وشراهتِه على توافهه، فانعدم تَمييزُه، وانعدمت رؤيتُه، وقلَّت بركتُه.

ولعلَّ ظاهرةَ الاشتِغال بالتَّوافه هي أبرزُ سِمةٍ غلبتْ على المجتمع، فأضعفت أصالتَه وأبردَتْ حميَّته، فكان كحملٍ وديعٍ لا يقوى من أَمْره على شيء، أمَّة تأنس ذِئْبَها وتأْمن عدوَّها؛ لتُصْبِح خاويةً خاملةً مخدَّرةً، لا تقدر على أن تَرُدَّ شرًّا أو تَجلب خيرًا، إلا ما شاء الله.

كم من مفرِّطٍ في أمر، ومتساهلٍ في قضيَّة، ومشتغلٍ بسخافةٍ، لم يشعر بمغبَّة عمله ذلك إلا حينما سبقه الجادُّون في جِدِّهم، وابتعد عنه الناجحون برُقِيِّهم، وارتفع الظَّاهرون بعِلْمهم وعقْلِهم، فكان ضحيَّة فِعْله، نزيلَ جهله، سقيطَ أمره.

وما أصدقَ ما قاله الشَّاعر، حين نبَّه إلى وجوب التنبُّه إلى الأمور العظام، وترك ما دونَها؛ حيث يقول:

إِذَا غَامَرْتَ فِي شَرَفٍ مَرُومِ فَلا تَقْنَعْ بِمَا دُونَ النُّجُومِ

وآخر على طريقِه يسلُك طريقَ التَّنبيه، فيقول:

قَدْ رَشَّحُوكَ لأَمْرٍ لَوْ فَطِنْتَ لَهُ فَارْبَأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تَرْعَى مَعَ الهَمَلِ

فهل وعَى مَن وعى؟؟

إنَّ الاشتغال بالتَّوافه موتٌ للقلب، موتٌ للضَّمير، موت للأمَّة

وإنَّنا في زمن لا يسمح أن نشتغِل فيه بغير ما يَزيدنا قوَّة ورِفْعة ومنعةً وتقدُّمًا، ولو حاول الأعداءُ استِخْدام وسائِلهم في إيقاف ذلك المدِّ، ولو على حساب راحتِنا؛ لأجل أن نبلغ غايتَنا وما نصبو إليه، مطمئنِّين واثقين، ولن نبلُغَه إلا بالعمل الجادِّ، والتفكير السليم، والإيمان القوي



#محمد_الشهابى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار رائع حول تحريف الإنجيل ...
- إلى شعب غزة الصامد..إلى من سقطت عنهم الأقنعة الزائفة...!!
- رأي فى الحوار المتمدن !!
- مصر العربية....
- رأيىً فى الحوار المتمدن...!!
- اللعب ...على أوتار الطائفية !!
- الحوار المتمدن... المعنى والمغذى !!
- الإرهاب فى العقائد السماوية !!
- الطبيعة البشرية للأنبياء!!!
- الرد على مقال وفاء سلطان نبيك هو أنت.. لاتعش داخل جبته! (14)
- تشكيل لجنة لدراسةالسيناريوهات المستقبلية المتعلقة بمستقبل ال ...
- الرد على مقال وفاء سلطان نبيّك هو أنت.. لا تعش داخل جبّته! ( ...
- خلق الجان ... بين الحقيقة والخيال !!
- حوار مع أمين عام مجلس الكنائس العالمي لوسط وشرق إفريقيا سابق ...
- إلى دعاة مناهضة الإضطهاد الدينى ... نظرة بإنصاف !!
- قصة الفداء والصلب في الديانة المسيحية
- ماذا لوحدث ذلك...؟ (3)
- ماذا لوحدث ذلك...؟ (2)
- ماذا لوحدث ذلك...؟ (1)
- هل المسيح إبن الله..؟!


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الشهابى - حذاء بوش .. والإنشغال بالتوافه !!